أعلن مجلس النواب العراقي إصدار قانون منع فيه بيع المشروبات الكحولية في العراق. لا نريد الإسهاب في الحديث عن خطورة القرار، وخطأ إصداره، وما سيشكله من وبالٍ على سلامة المجتمع العراقي، المختلف تماماً، في طبيعته الاجتماعية وعاداته وتقاليده، عن مجتمعات الخليج، فالتاريخ كفيل بالإجابة على السؤال، كما قد يحسب الأمر كتدخل في أمر دولة أخرى، ووقائع التاريخ تقول إنه ليس بإمكان مجلس نيابي أن يمحو، بقانون أو بغيره، عادة عرفها العراق منذ آلاف السنين!
لا شك لدى الكثيرين في أضرار تناول الكحول، هذا بخلاف الجانب الديني في الموضوع. فمن نافلة القول، ان الكحول مادة سامة تضر بالصحة، والعلاقات العائلية والاجتماعية، وتعرض الإنسان لمخاطر حوادث الطرق، والتورط بمشاكل مع الآخرين لأتفه الأمور.. إلخ. وآخر دراسة في هذا الخصوص نُشِرَت في مجلة The Lancet الطبية اللندنية المعروفة، بينت أن تناول الكحول يسبب السرطان في أغلب أعضاء الجسم، وليس هناك حد أدنى آمن. كما من المعروف أن الكحول يسبب تليُّف الكبد وعجزها، إضافة إلى التعجيل في موت الخلايا الدماغية، وما ينتج عنه من ضعف الذاكرة، الزهايمر، والرعاش (Parkinsonism)، وأمراض كثيرة أخرى. ولو أن هناك من يعتقد ان هناك مبالغة في هذا الكلام، فالكحول، كأي مادة ضارة، لها حسناتها، وإن كانت تقل بكثير عن سيئاتها. متابعة قراءة القرار الصعب
التصنيف: احمد الصراف - كلام الناس
إدارة الإعمال – جامعة الدول العربية – بيروت 1974 / الدراسات المصرفية والتدريب في بنك باركليز – لندن 1968 / البنك الوطني في فيلادلفيا – فيلادلفيا 1978 / الإدارة المصرفية – كلية وارتون – فيلادلفيا 1978
email: [email protected]
الكافر والوجيه
أخبرني صديق أنه ذكر اسمي في ديوان «وجيه»، وأن صاحب الديوان أشاح بوجهه، عند سماع اسمي، ووصفني بالكافر. فقلت للصديق ان حركة ذلك «الوجيه» ووصفه وسام على صدري. وما يدور في ديوانه ربما يدور في «دواوين» أخرى، فأنا أعرف «شعبيتي» لدى أمثال هؤلاء، ولا يسعدني الانتماء اليهم. كما أنني لا أحيط نفسي، كما يفعلون، بعض من أصحاب العمائم، ولا اسخر ما يمنح لي من مساحة في الصحافة لنشر رديء شعري في المناسبات الدينية. متابعة قراءة الكافر والوجيه
الحلم الذي دام نصف قرن
أحببت الأوبرا والموسيقى الكلاسيكية منذ صغري، ولا أدري لماذا، فلا والدتي عازفة بيانو، ولا والدي كان «سوبرانو»، مع كل حبي واحترامي لهما. ولكن لسبب ما كانت تنتابني قشعريرة، Goosebumps، أو كشة بدن، كلما سمعت ماريا كالاس، مثلا وهي تشدو بـ La Traviata, Norma, or Madama Butterfly.
لا أحاول هنا ادعاء المعرفة، ففهمي للأوبرا والموسيقى العالمية عموما، بعد أكثر من نصف قرن من الاستماع لها، لا يتجاوز فهم الكثيرين، ولكني اتكلم هنا عن مشاعري الشخصية لحظة الشعور بالنشوة التي تشبه تلك التي يشعر بها من يهيم بسماع صوت المطربة الهندية فيجيتي مالا دون ان يعرف كلمة هندية غير «رفيك»! متابعة قراءة الحلم الذي دام نصف قرن
التشويش وفيصل الكبير
ورد في مختلف صحف السبت الماضي، وكخبر رئيسي، مانشيت، لإحداها، خبر تعلق باحتجاج عدد من المرشحين للانتخابات القادمة، وغالبيتهم من السلف والاخوان والتلف، على قيام وزارة الداخلية بتركيب أجهزة تشويش في عنابر السجن المركزي، وبالذات في عنبر محدد.
أجهزة التشويش هذه، أو ما يماثلها، توجد منذ سنوات في كل المساجد ودور العبادة تقريبا. كما توجد في صالات السينما وقاعات المحاضرات والاجتماعات، وبالتالي هي ليست جديدة، او بدعة. كما تتفاوت قدرتها على منع النزلاء من إجراء الاتصالات الهاتفية من أجهزة الهاتف المحمول، من نظام لآخر. متابعة قراءة التشويش وفيصل الكبير
عندما يختفي الحياء!
يعتبر بول جوزيف غوبلز، وزير دعاية أدولف هتلر، واحداً من أبرز النازيين، وكان له دور أساسي في الترويج للفكر بطريقة خبيثة.
كان غوبلز يقول: كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسي. كما أنه صاحب القول الشهير: اكذب اكذب حتى يصدقك الناس. إلا أنه ربما كان أكثر استقامة، وحتماً أكثر وضوحاً وصراحة من بعض ممثلي الأحزاب الدينية، الذين قالوا في المجلس والانتخابات السابقة ما لا يمكن قوله في أكثر الأمور شراً وضرراً وبؤساً، ثم عادوا عن مقاطعتهم، وقرروا المشاركة في نفس «الشرور والأضرار والبؤس»، من دون حياء، ولا احترام لسابق وعودهم بمقاطعتها. لقد كان غوبلز، على الأقل، صاحب كذب ذكي ومبرمج يعتمد على استراتيجيات محددة. ولكن ما رأيناه أخيراً من معظم «المقاطعين» السابقين كان أمراً مختلفاً، خصوصاً عندما اختلط كذبهم بغباء مفضوح. متابعة قراءة عندما يختفي الحياء!
الطائفية والغباء
في أوج الصراع العنصري بين الأقلية البيضاء والأكثرية السوداء في «جنوب أفريقيا»، قال القس دزموند توتو، الحائز على نوبل للسلام، إن من المؤسف استمرار الصراع، وسقوط كل أولئك الضحايا، والحكم في النهاية سينتقل للأفارقة السود، فلِمَ لا ينتهي الصراع الآن، وننقذ أرواح الآلاف؟
نكتب ذلك على ضوء الصراع السني ـ الشيعي الذي يهدد حريقه بالامتداد لكل دول المنطقة، والذي يعود سببه للجهل وللتهميش المتعمد من قبل المتخاصمين ومن بعض السلطات لقوانين الدولة، وعدم الاكتراث بدور المؤسسات، وغياب الحريات، والعبث بحقوق الأقليات الدينية والإثنية، وهذا ما استغلته قوى الظلام والتخلف لتوسِّع من نفوذها. هذه هي الحقيقة التي لا يود الكثيرون الالتفات اليها، وتجاهلهم لحقيقة أن ليس بمقدور أي طرف، مهما فعل، القضاء على الطرف الآخر، وعليه من السخف استمرار الصراع العبثي إلى الأبد. متابعة قراءة الطائفية والغباء
ضريبة باقر..!
سنّ مجلس الأمة قبل عشر سنوات قانون «ضريبة الزكاة»، أو «قانون باقر»، الذي من خلاله فرضت الدولة على جميع الشركات المساهمة، المدرجة وغير المدرجة، دفع ضريبة %1 من صافي أرباحها للدولة. وسمح القانون للشركات بأن توجه ما تدفعه من ضريبة زكاة، أو جزء منها، إلى إحدى الخدمات أو الجمعيات العامة، عن طريق وزارة المالية، التي تم تحديدها في المادة 14 من اللائحة التنفيذية للقانون، والتي تشمل خدمات الأمن والعدالة والدفاع، وغير معروف السر وراء وضع هذه الجهات الثلاث بالذات ضمن «الخدمات» والسماح للشركات بتوجيه ما تدفعه من زكاة لها، وهي أصلا من مهام الدولة.
اعترضت جهات عدة على القانون في حينه، ولم يطبق اصلا بعدها بطريقة صحيحة. كما رافق إصداره جدل سياسي وقانوني ومذهبي، واستمر النقد حتى بعد إقراره من مجلس الأمة. متابعة قراءة ضريبة باقر..!
وطن الفرص الضائعة
أضاعت الحكومة، بعد تحرير الوطن من الغزو والاحتلال الصدامي الحقير عام 1990، فرصة ذهبية لتعديل الاختلالات الهيكلية والسكانية والاقتصادية، وحتى السياسية، وخلق مجتمع متجانس وخلاق، أكثر اعتمادا على نفسه، وأقل اعتمادا على العمالة الخارجية، ولكن كل هذه الأمنيات، وغيرها من الأحلام، تبخرت مع «نشوة» عودة الوطن، والانشغال بأمور التحرير، وفوق ذلك عادت الحكومة لكل عاداتها القديمة، وزادت عليها بالصرف ببذخ وإسراف لا معنى لهما، حتى تجاوز كرمها في دعم مختلف السلع الضرورية كل منطق، وفعلت ذلك إما احتفاء بعودة الكويت، او لشراء ود المواطن. وصاحب كل ذلك تسارع كبير في قضايا الفساد، التي تم السكوت عنها، مع تزايد الصرف على خلق هياكل إدارية غير ذات معنى، إما لإرضاء الموالين، او لإسكات «المعارضين»!
ومع الانهيار الأخير والكبير في أسعار النفط، وانخفاض عائدات الدولة بشكل مخيف، لاحت في الأفق فرصة ذهبية ثانية لإصلاح الكثير من الأوضاع، وتعديل التركيبة السكانية، إلغاء الدعم الحكومي عن الكثير من السلع والخدمات غير الضرورية وتخفيضها عن الضروري منها، وإعادة النظر في سياسات التجنيس، وكشف المزدوجين، ومعاقبة سارقي المال العام، من مدعي الإعاقة، وغير مستحقي المساعدات الاجتماعية، وغيرهم من اصحاب الفئات الأخرى، ولكن كل آمال وأمنيات الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي والمالي تبخرت تدريجياً، في ظل عجز حكومي عن اتخاذ قرارات حاسمة، تصب في النهاية في مصلحة المواطن والدولة بالتالي.
تخيل معي مدى التأثير الأمني والنفسي والاقتصادي، والأهم من كل ذلك، التأثير الأخلاقي، لنجاح السلطات في كشف حقيقة هوية سبعين ألف «مواطن» (كحد ادنى) بعد إثبات حملهم لأكثر من جنسية، واستفادتهم غير القانونية وغير الأخلاقية من مساعدات الدولة؟!
إن حدث مثل هذا الأمر فستكون له حتما انعكاسات اقتصادية واجتماعية بالغة الأهمية. ان مزدوجي الجنسية والولاء هؤلاء، سواء من العاملين والمقيمين في الكويت، أو من الذين يأتون إليها في مواسم توزيع الهبات أو الانتخابات، هم الفئة ربما الأقل إخلاصا ووفاء للكويت، وفوق ذلك الأكثر تكلفة على المال العام. فالكثيرون منهم يمتلكون منازل وابناء ومعاقين ومطلقات وزوجات في أكثر من دولة خليجية، ويستفيدون من اوضاعهم، وأحوالهم الأسرية مرتين، من دون وجه حق. وكشف امر هؤلاء سيزيح عبئاً وهماً عن الكثير من الإدارات الحكومية، التي تقدم العون لهؤلاء، او تنشغل كثيراً في التعامل مع قضاياهم، كوزارة الشؤون الاجتماعية، وهيئة الشباب ووزارة الداخلية وهيئة الإعاقة، ودعم العمالة، وغيرها من الجهات الحكومية الأخرى.
الأمر لا يتطلب غير العزم.
اللقاح الضرورة Flu Vaccination
لقاح الانفلونزا، هو لقاح يؤخذ مرة في السنة يفترض أنه يحمي من الإصابة من نوبات الرشح، وهو الطريقة الأفضل حتى الآن للحماية من هذا المرض الواسع الانتشار.
معروف علميا أن عدد مرات الإصابة بنوبات البرد، وما يتطلبه الأمر من تناول ادوية، وشعور بالخمول والكسل، يضعف تدريجيا من مناعة الجسد وقوته، ويقلل بذلك من فرص إطالة العمر. كما يضطر بعض المصابين بالانفلونزا الى دخول المستشفى. وتودي الإصابة به احيانا الى وفاة البعض، وقد فقد عشرات الملايين حياتهم في أوروبا نتيجة الإصابة بهذا الوباء.
ما لا يعرفه الكثيرون أن لكل موسم لقاحه المختلف. وبالتالي من الضروري الحصول على التلقيح سنويا. كما أن ردة فعل الإصابة بالإنفلونزا تختلف من شخص الى آخر، وحتى الأشخاص الذي يتمتعون بمناعة جيدة يصابون بها، وينقلونها للآخرين. كما ان كبار السن اكثر عرضة للوفاة نتيجة الإصابة به. يمتد موسم الإصابة بالإنفلونزا من اكتوبر وحتى مايو من السنة التالية، وتقوم مصانع إنتاج لقاح الإنفلونزا بتوزيع اللقاح قبل شهر أكتوبر بقليل، وبالتالي يفضل أخذ اللقاح في هذا الوقت، خاصة أنه يحتاج الى فترة لكي يعطي مفعوله. متابعة قراءة اللقاح الضرورة Flu Vaccination
قوة لبنان وضعف الطائفة.. وليس العكس!
التقيت بصديق لبناني «مثقف»، على هامش معرض كتاب اقيم في مدينة عربية، واخذنا الحديث كالعادة الى الوضع السياسي المحتقن في وطنه، حيث مجلسه النيابي «العريق» بغرائب أطوار اعضائه مشلول تماما، ومجلس وزرائه متعب، نصف أعضائه «حردان»، ونصفه الآخر مرهون لغيره، والمنصب الأعلى في الدولة شاغر منذ أكثر من سنتين، وليس في الأفق ما يوحي بأن الوضع سيتحلحل قريبا، مع استمرار الصراع السياسي الداخلي وتأثره سلبا بحربي سوريا واليمن الأهليتين، واحتدام الصراع الحار والبارد بين قوتي المنطقة الكبريين، إيران والسعودية، في ظل تدهور عام لاقتصاد دول المنطقة وانتشار البطالة فيها، هذا غير الاختلاف الروسي والأميركي على مصير الدولة، بعد ان أصبح عدد المهجرين فيها يقارب نصف عدد المواطنين. متابعة قراءة قوة لبنان وضعف الطائفة.. وليس العكس!