احمد الصراف

الصمغ الكاذب

قامت شركة محلية بوضع إعلان يحمل اسمها، مع أرقام هواتفها الثابتة والنقالة، وحتى الإيميل، يتعلق بتوافر كميات من «الصمغ العربي» لديها، وأنه يصلح لتقوية الأعصاب، وعلاج السكر، والتهاب القولون، ومشاكل المعدة والكبد، والتهاب المفاصل، والصداع وآلام الظهر ونقص النشاط الذهني والجسدي والجنسي. كما يصلح أيضا للقضاء على الأورام الحميدة، والخبيثة أي السرطان. وأعلنت أن ليس له آثار جانبية ولا يحتوي على أي إضافات، إضافة لكونه غذاء للبكتريا النافعة! وهذا طبعا كلام فارغ، ولو صح لقامت وزارات صحة العالم بشراء اشجار هذا الصمغ في الدول الأفريقية، ومنها السودان والصومال، وإغلاق المراكز الصحية والمستشفيات التي تقوم حاليا بتقديم العلاج الكلاسيكي للأمراض أعلاه! ولكن ما العمل والمغفلون كثر، والمحتالون اكثر شطارة، خاصة ان الإنسان المريض، أو اليائس، يتمسك بأوهى الآمال، واقلها منطقية، أملا بالشفاء، وهؤلاء هم هدف هؤلاء المعلنين، الذين كثيرا ما تغفل عنهم السلطات الصحية، تكاسلا أو لغياب القوانين، أو لضعف العقوبات!
إعلان هذه الشركة ذكرني بإعلانات معجزات الشفاء بالعسل، وهي كلها غير صحيحة، علما بأن بعض الشركات كانت تضيف مادة الكورتيزون للمنتج، وهو الذي يساعد في الشفاء أو تخفيف أعراض بعض الأمراض، ولكن بثمن غال، إن سعر العسل، أو لأعراض الكورتيزون الضارة جدا!
وفي تقرير صحافي تبين أن الكونغرس الأميركي بصدد وضع ضوابط على إنتاج العسل، وخاصة المستورد منه، بعد أن تبين أن %75 منه قد أزيلت منه مادة اللقاح، بحجة أنه يجعل العسل يبدو غير صاف. كما أن هناك دولا لا يسمح باستيراد العسل منها، بغير فرض ضرائب عالية عليها، كالصين مثلا، التي تقوم ببيعه لدول أخرى ليصدر لأميركا، وإزالة اللقاح من العسل لا يسمح باكتشاف ذلك.
وبالعودة لوضعنا في الكويت فإن ما يستهلكه المواطن والمقيم من أغذية، وكلها بالطبع مستوردة ومعلبة، لا تخضع إلا لقواعد فحص بسيطة، وبالتالي الحاجة ماسة لجهة شعبية وليس رسمية لكي تحمي المستهلك، فالجهة التي ستناط بها حماية المستهلك لن يكون مصيرها أفضل من مصير هيئة مكافحة حرائق الفساد!

أحمد الصراف

 

احمد الصراف

الاحتفاظ بالكيكة وتناولها

يقول المثل الإنكليزي You cant have the cake and eat it! أي، ليس بالامكان الاحتفاظ بالكيكة وتناولها، في الوقت نفسه!
هناك دول متحضرة، وأخرى غير ذلك. وهناك شعوب، أو مجموعة ضمنها، متحضرة، وهناك ما هي غير ذلك، أو عكس ذلك. فاستراليا مجتمع متحضر، ولكن أقلية الأبوريجينز مثلا ترفض كل اشكال الحياة العصرية، بتطرفها وتحضرها، واختارت أسلوب حياتها. وبالتالي ليس هناك عقائد دينية متحضرة وأخرى غير ذلك، فليس هناك حضارة يهودية أو بوذية أو هندوسية، بل هي عقائد، متعددة المصدر، وجدت من أجل وضع نظام حياة معين لمجموعة من البشر، وبالتالي هي لا علاقة لها ببناء الحجر أو تطوير الثقافة أو زيادة الإبداع وتشجيع الاكتشاف وتطوير الاختراع. ولكن مع هذا يطيب للبعض الادعاء بالقول ان هناك حضارة إسلامية، وهذا حلم أو تمن تدحضه الوقائع، والأفضل القول انه «كانت» هناك حضارة «دار إسلامية»، كما كان المفكر الكويتي الراحل أحمد البغدادي يميل للقول. والدليل أنه في أوج وصول الإسلام لمنجزاته الفكرية والعلمية، كان الدين نفسه منتشرا في مناطق شاسعة، ولا يزال، ولكن علامات الحضارة، أو منجزاتها لم تظهر إلا في مناطق محددة، كبغداد العباسيين، وإلى حد ما أندلس الأمويين، ولأسباب وظروف معينة، ولم تشمل المكان الذي كان أساسا حاضنة الإسلام، كدين وعقيدة.
ويقول المفكر المصري سيد محمود القمني انه إذا كان المقصود بالحضارة الإسلامية كوكبة العلماء الذين ظهروا في القرنين الثالث والرابع الهجريين، فإنهم لم يكن بينهم عرب غير الكندي، وكان فيلسوفا متواضع القدر. ولم يكن ظهور تلك الكوكبة بسبب الدين أو علاقة إقامته لحضارة، وإلا كان من الضروري أن يظهروا مع ظهوره، لا أن يظهروا في زمن بعينه، ثم يختفوا باختفائه! فما أنتج تلك الكوكبة من العلماء هي ظروف ذلك الزمن بالتحديد، وهي التي انتجتهم، وليس العقيدة ولا العرق ولا تقاليد العرب. فقد كان الزمن زمن انفتاح حضاري على حضارات العالم القديم بالترجمة والنسخ والإضافة. زمن ذهبي لإمبراطورية قوية لا تخشى على نفسها من الأجنبي، فتحت بلاطها للمستنيرين فجعلوه مكانا «حرا» للعلم بصنوفه، والشعر والموسيقى والأدب، وهذه البيئة المنفتحة هي التي انتجت، ولكن كل ذلك انتهى وذهب علماؤه عندما اغلقت أبواب الحرية، وبقي الدين قبلها واثناءها وبعدها، رغم كل عيوب الانفتاح والفجور.
ويبدو أن البعض في دولنا يحاول الاحتفاظ بالكيكة وتناولها في الوقت نفسه، وهذا لا يمكن أن ينجح. أما الذين لا يحاولون اصلا القيام بأي شيء، وهم الأغلبية، فمآلهم الفناء.

أحمد الصراف

احمد الصراف

جائزة سموه وجائزتنا

يعتبر سمو الشيخ ناصر المحمد، (74 سنة في ديسمبر المقبل)، من بين الأفضل تعليماً من أبناء الأسرة الكريمة، فقد درس في الكويت وأكمل في بريطانيا، وحصل على دبلوم لغة فرنسية، ونال بكالوريوس السياسة والاقتصاد من جنيف. كما راكم خلال مسيرته خبرات دبلوماسية وإدارية ووزارية متعددة، قبل أن يكلف في بداية 2006 بتشكيل الوزارة. ثم كلف بتشكيل وزارة ثانية في يوليو، وثالثة في مارس 2007 ورابعة في مايو 2008، وخامسة في يناير 2011، وسادسة في مايو، وبعدها بسنة شكّل آخر وزارة قبل أن يستقيل نهائياً! خلال تلك الوزارات تعاقب على حقيبة وزارة التعليم في وزاراته وزراء عدة. وفي الكلمة التي ألقاها سموه في حفل منحه وساماً رفيعاً من جامعة بولونيا، ومن منطلق اعتزازه بوطنه، قال إن الكويت تنفق على التعليم والبحث العلمي %14 من ميزانيتها، وإن تلك النسبة قليلة و«يسعى» إلى زيادتها! ولا أدري ما الذي منع سموه من ذلك خلال فترة هيمنته على كل أمور الحكومة والدولة، ولكن هذه قضية أخرى. ما لم يعرفه أغلبية من استمع إلى كلمة سموه أن ما يصرف على التعليم في الكويت، بالرغم من ضخامته، فإنه لا يعني شيئاً في نهاية الأمر، فأغلبيته يذهب رواتب إلى جيش متعب من المعلمين الذي يفتقد معظمهم أبسط مهارات التعليم في ظل مناهج متخلفة ومترهلة، والشاهد واضح في المخرجات! وبالتالي، فليس مهماً ما يصرف على التعليم، بل أين يصرف وكيف؟ كانت فنلندا، طوال تاريخها، دولة زراعية أوروبية منسية. ولكن اكتشف قادتها قبل 40 عاماً فقط أن مستقبل العالم يكمن في التكنولوجيا، وأن المستقبل يكمن في التحضير لها، وهذا لا يمكن تحقيقه بغير تغيير نمط التعليم. وهكذا قامت بتغيير سياسة التعليم، ورفع شأن المعلم، اجتماعياً ومادياً، ليساوي الطبيب والمحامي، وأصبح المدرسون من ذكور وإناث «يختارون» من العشرة المئة الأفضل من خريجي الجامعات، وفرضت عليهم جميعاً الحصول على درجة الماجستير. وحسّنت مناخ التعليم ووسعت الصفوف، ووضعت في كل فصل ثلاثة مدرسين، وخلال جيل نجحت في خلق شعب متعلم، يتحدث كل فرد فيه لغتين عالميتين على الأقل غير لغته، وأصبح الطالب الفنلندي الأول عالمياً في الرياضيات والعلوم، وتحوّلت فنلندا بفضل مخرجات النظام التعليمي الجديد إلى دولة تكنولوجية من الدرجة الأولى!
في الكويت، علمنا قبل 75 عاماً أننا سنكون دولة نفطية، وحتى اليوم لا يوجد لدينا معهد بترول يستحق الإشادة به، ولا ما يكفي من مهندسين، وحتى فنيون، لإدارة هذا القطاع الذي نعتمد عليه بنسبة %93 في معيشتنا. أما أوضاع مدارسنا، التي قام الوزير المليفي، قبل استقالته، بإلغاء كل المواد العلمية من مناهج مراحلها الابتدائية واستبدلها بمواد دينية، فحدث ولا حرج. فأغلبية مبانيها متهالكة، وصفوفها مكتظة، وتفتقد كل وسائل الترفيه والراحة، وأغلبية مرافقها ليست بالمستوى المطلوب. وبالتالي، ما كان يجب الاعتزاز بما يصرف على التعليم بل بمخرجاته، وهذه معيبة وتفشل.

• ملاحظة:
نبارك للدكتور هلال الساير اختياره رئيساً للهلال الأحمر. ونهنئ الدكتور إبراهيم الرشدان على فوز اختراعه باعتراف الاتحاد الأوروبي.

أحمد الصراف

احمد الصراف

دولة الظواهر عند الظواهري

لم تحتل مسألة محور اهتمام البشر، منذ أن وجدوا على الأرض، وحتى زوالهم لسبب أو لآخر، كمسألة من يحكمهم وبأية طريقة. فالفرد بطبيعته يعشق الحرية ويهيم بالانطلاق، ويضيق بالقواعد ويكره القيد، وبالتالي فرضت الدول «العاقلة» السجن كأقسى وأقصى عقاب يمكن أن يُفرض على أي مذنب، فإخضاع الإنسان لنظام معيشة مقيد، وطعام محدد، وساعات نوم ويقظة معينة يشبه، بطبيعته نظام الحكم، أي حكم كان، فهو لا يختلف كثيرا عن حجز الحرية الفردية، فالحكم يفرض نمط معيشة قد لا يتفق مع أهواء ومصالح البعض، وبالتالي كان لا بد أن يتطور الفكر البشري ليجد مخرجا لهذا القيد، وهذا ما خرج به الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو عندما وصف ورسخ مفهوم العلاقة بين الحاكم والمحكوم بالعقد الاجتماعي، والذي فيه صلاح الفرد والحكومة، وأن أي تقييد لحرية الفرد هو في النهاية لمصلحة الفرد نفسه، ومن ثم المجتمع. فالدولة تضع حدا لحرية الفرد في أخذ مال غيره مثلا، ليس فقط لحماية صاحب المال، ولكن أيضا لضمان أن شخصا آخر، أكثر قوة، لن يأخذه ثانية ممن سبق أن سلبه من غيره، وليأتي رابع ويأخذه من الأخير، وهكذا. وبالتالي أصبحت طريقة الحكم وأسلوب إدارة الدولة محور اهتمام المفكرين لقرون، ولا تزال، بالرغم من الاستقرار على أن طريقة الحكم الديموقراطي، مع كل سيئاتها، هي الأفضل.
وعليه، فإن من ينادي بتشكيل دولة دينية تطبق فيها الشريعة لا يعرف حقيقة ما يقول، أو أن له مصلحة شخصية فيما يقول. فمن لهم حق الحكم هم البشر على الأرض، وليس الحكم من وراء الغيب. فالقول إن الحكم لله قد يكون كلاما مقبولا لدى البعض، ولكن من الذي له حق تفسير كلام الله، واعتبار تفسيره هو الوحيد الصالح والصحيح؟ ومن له حق تحديد شكل الحكم أو من يكون الحاكم؟ وكيف يتم اختيار من سيأتي بعده؟ هنا يبدأ الاختلاف، وتخرج السيوف من أغمادها، والمسدسات من جراباتها والرشاشات من مخابئها لتفصل في الأمر لمصلحة الطرف الأقوى، وليس الطرف الأكثر صلاحية.
ونرى أن التمعّن في مثل هذا الكلام كفيل بكشف زيف المتسترين بالدين، الذين لا يهدفون لغير تنصيب أنفسهم أو «أمرائهم» حكاما مطلقي الأيدي. فلو نجحت القاعدة في حكم أي بلد لما اختارت غير الظواهري رئيسا، أو من يقوم الظواهري بتعيينه! ولن يهتم أحد طبعا بقضية من سيأتي للحكم بعدها، وكيف؟ كما أن الدولة الدينية، التي تفتقر، بحكم طبيعتها، إلى العقد الاجتماعي، وهو هنا الدستور، يمكن أن تنسف، من خلال فتوى مثلا، ليعود كل شيء للمربع الأول، أو يحكم السيف، أو الرشاش، مرة ثانية!
ينقل عن الكاتب المصري نهرو عبدالصبور طنطاوي قوله: عندما كنا مسجونين في «طرة»، وكان يسمى «سجن مجمع الأديان»، لتعدد خلفيات نزلائه الدينية، كنا نشارك المساجين الآخرين في النقاش الديني، وكانت النقاشات تنتهي غالبا باستخدام المواسير والقطع الخشبية بدلا من المنطق. ويقول إنهم في إحدى المرات صلّوا المغرب جماعة، ثم بدأ النقاش، ولم يحن موعد صلاة العشاء حتى كان كل طرف قد كفّر الآخر، وصلّوا منفردين!

أحمد الصراف

احمد الصراف

مأساة أم عباد

تسكن المواطنة أم عباد في قرية كويتية نموذجية! ولديها، إضافة لولديها، مزرعة وبضع أبقار وخراف. وبسبب ما اصبحت تشعر به من مرارة مؤخرا، طلبت من ابنها الكبير بث شكواها على الفيسبوك، ليطلع المسؤولون على معاناتها. تقول أم عباد: أشعر بالغضب مما يجري حولي، على الرغم من أنني لست عنصرية، ولست ضد قدوم الغرباء كلاجئين لبلادي للعمل، ولكن ما دفعني للشعور بالغضب ما قرأته عن نية الحكومة السماح لهؤلاء، غير المسلمين، باستخدام الصعق الكهربائي في قتل ذبائحهم، بدلا من الذبح الحلال! أعلم جيدا أنهم في غالبيتهم غير مسلمين، هاربون من ظروف صعبة، وانا أتعاطف معهم، لكنني استغرب خضوع حكومتي لهم. انهم يريدون الآن بناء دور عبادة لهم لدينا، وأن نبنيها لهم من أموال دافعي الضرائب، أمثالي! فهل لو انتقلنا نحن الكويتيين للعيش في السويد مثلا سيسمحون لنا ببناء مساجدنا، وشرائعهم تمنع ذلك؟
الحقيقة انني بدأت أشعر بعدم الأمان، فحتى الخروج بالنقاب الكامل أصبح مشكلة، فلا أضمن عدم قيام هؤلاء المهووسين بمعاكستي، أو حتى اغتصابي، فمنظر المرأة الشرقية، وقصص ألف ليلة وليلة، في مخيلتهم تدفعهم لفعل الغريب من الأفعال.
كنت في السابق اذهب الى مسبح النساء في المنطقة مرتين في الأسبوع، وكنت استمتع باللعب في الماء مع ابني الصغير، وأنا بكامل ملابسي وحجابي. ولكن منذ أن بدأ هؤلاء بارتياد المسابح نفسها وخلع ملابسهم والجلوس نصف عراة أمامي في الشمس، وأنا مشمئزة من المنظر. وأشعر بالغثيان عندما أراهم يستحمون تحت الدوش قبل النزول للبركة، بعكس ما نفعل، وهذا دليل على عدم نظافتهم، وأنهم انجاس، وبالتالي أعتقد بأنني لن أذهب للمسبح بعد الآن.
ولا أدري لماذا تسمح حكومتي لهؤلاء الغرباء بمخالفة القواعد والواجبات، وعدم تطبيق ما هو مطبق علينا؟ فلماذا لا يغتسلون في بيوتهم قبل القدوم للسباحة؟ كما أن ابني أصبح يواجه مشكلة حقيقية في المدرسة، حيث تجبره المدرّسة على ممارسة الرياضة مع الصبية والفتيات، وهو لا يود القيام بذلك، ولا أدري لماذا تجبر الوزارة أطفالنا على اللعب «المختلط»؟
لقد اعتدنا، منذ أن كنا صغارا، أن تأخذنا المدرسة في زيارات تسامح دينية نزور فيها الجوامع والمعابد والكنائس للاطلاع عليها فقط. ولكن أولادي أخبروني بأن أبناء الأجانب يرفضون مشاركتهم في الذهاب الى الجوامع، ويكتفون بزيارة المعابد والكنائس، فهل هذا عدل؟ كما أن ابنة أختي عادت قبل أيام من المدرسة، وهي تبكي بحرقة، بعد أن اخبرها بعض أبناء اللاجئين بأنها متخلفة وتنتمي للعصور الوسطى!
ولا أدري حقيقة لماذا لا ينسجم هؤلاء مع طريقة حياتنا؟ بعد أن اختاروا العيش بيننا هربا من ظروف حياتهم في أوطانهم، وخلاف ذلك فإن من الافضل أن يعودوا الى بلادهم.
انا فخورة ببلدي و تقاليدي وسأساعد كل من يحتاج للمساعدة، لكنني لا اقبل بان يفرض أحد شروطه علينا. فنحن عندما نذهب الى بلادهم نحترم مثلا القوانين التي لا نحترمها حتى في أوطاننا، ونلبس كما يلبسون ونتصرف مثلهم!
ملاحظة: النص أعلاه ترجمة «غير امينة ولا دقيقة» لرسالة كتبتها أم سويدية على صفحتها على الفيسبوك. واللبيب بالإشارة يفهم.

أحمد الصراف

احمد الصراف

الوزير والمواطن الفرنسي

قرر مواطن فرنسي ألا يأكل أو يشرب أو يستخدم أي مواد أو آلات من غير صنع فرنسي %100، اكتشف بعد فترة أنه من الاستحالة العيش بصورة طبيعية، أو حتى قريبة منها، إن أصر على رأيه، فقد وجد صعوبة في الحصول على سيارة أجرة فرنسية مثلا، وحتى إن وجدها فإن بعض قطع غيارها غير وطنية. وقد تسبب إصراره على استخدام مركبة أو طائرة فرنسية في تأخير وتأجيل الكثير من مواعيده، والانتظار في البرد، أو تحت المطر أحيانا ليجد سيارة حسب شروطه. مع تكرار مصاعبه قرر تعديل شروطه وتخفيض النسبة إلى %50، وهنا وجد الوضع أقل معاناة، ولكن المشاكل استمرت بعد ان اكتشف ان الدراجة الفرنسية التي اشتراها للتنقل بها، بدلا من الاستعانة بالتاكسي، %60 من قطعها مصنوع في الخارج. كما أن كل ما تقع عليه عيناه في البيت أو العمل أو حتى في الشارع فيه نسبة او أخرى من قطع غيار أو يد عاملة غير فرنسية، وهكذا اضطر مع الوقت للتخلي عن فكرته بعد أن تبين له استحالة التقيد بها بسبب التداخل الشديد في اقتصادات الدول، واستعانة كل دولة بمنتجات الدول الأخرى الغذائية والصناعية. يحدث هذا في دولة من بين الثماني الأعظم، صناعيا وزراعيا، في العالم، فكيف بدولنا الخليجية التي تخلت مع الوقت حتى عن خياطة النعل النجدية!
ما دفع فرنسا وغيرها، وإن بنسب متفاوتة، لأن تلجأ الى المنتج الأجنبي، دفع بنا وبغيرنا لفعل الشيء ذاته، وليس في ذلك ما يعيب، فاليابان تستورد غالبية احتياجاتها، ولكنها تصدر أكثر منها بكثير. ولكن قبولنا باستيراد كل شيء، من أغذية ومركبات وطائرات وكمبيوترات وأدوية وملايين السلع الأخرى من الخارج لم تدفع يوما اي مسؤول حكومي، وبالذات السيد وزير التربية والتعليم، للتساؤل عن سبب قدرة الدول الصناعية العظمى على أن ترسل لنا ملايين أطنان الأدوية والمواد الغذائية والأجهزة والمركبات، وعجزنا في الوقت نفسه عن أن نرسل لها اي شيء غير البترول الذي نستخرجه من أرضنا بمعداتهم وتقنياتهم؟ وما سر تقدم بضع دول صناعية وتأخر غيرها؟ الجواب يكمن في المنهج الدراسي! فأوروبا واميركا لم تتقدما لأن عضلات مواطنيهما أكبر، أو لأن ألوان عيونهم أفتح، أو لأن جبالهم أعلى أو لأن رقابهم اطول، بل لأن مناهجهم الدراسية أفضل. وحيث اننا قبلنا، طوعا أو جبرا، باستيراد الطحين ومعجون الأسنان وطلاء الأظافر منهم، فلم لا نستورد المناهج الدراسية أيضا التي عن طريقها تمكنوا من صنع وإنتاج كل شيء تقريبا؟ وإن كان السيد الوزير يعتقد ان «العقلية الكويتية» اقدر من غيرها على تعديل المناهج الدراسية، وحتى من خبراء التعليم في سنغافورة مثلا، فلم لم تتمكن تلك العقليات أن تفعل شيئا مع كل هذا التخلف الذي نعيشه؟
والسؤال الآخر: هل يفهم هؤلاء حقا ما نحاول توضيحه هنا؟

أحمد الصراف

احمد الصراف

ثلاثية إخوانية

1 – وضعت بضع حكومات – ومنها الحكومة المصرية – تنظيم «الإخوان المسلمين» ضمن لائحة الإرهاب، علما بأن مصر هي مركز الإخوان وحاضنتهم، ومقرهم الرئيسي! ولكن الصحيح أن من وضعها، كما يقول ثروت الخرباوي، القيادي الإخواني السابق والخبير بمؤامراتهم، هو حسن البنا، مؤسس التنظيم، والذي وصمه به. وجاء من بعده سيد قطب وأكده ونفذه، ثم جاء بعدهما محمد بديع ومحمد مرسي وخيرت الشاطر ومحمود عزت وغيرهم من قيادات الإرهاب الإخواني، وتوسعوا في استخدام العنف وسيلة لغاية. وبالتالي فإن دماء آلاف الضحايا الذين سقطوا برصاص الإخوان أو بغيرهم، برقبتهم. وكل العنف الذي بدر ولا يزال يبدر منهم في الأشهر الأخيرة، على الأقل، لا يمكن أن يصنفهم بغير الإرهاب. ويكفي النظر لشعار التنظيم، المتمثل بالمصحف والسيفين، مع كلمة «وأعدوا»، وهي بداية آية: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل «ترهبون» به عدو الله وعدوكم»، لنعرف أهداف مؤسس التنظيم ومن جاء بعده، فالرسم والنص يدعوان لذلك، وهذا من صلب الدعوة، وليس فيهما ما يمكن إخفاؤه أو التنكر له. فحسن البنا، وكل من جاء قبله ومن بعده، آمنوا بأن الإسلام لا ينتشر الا بالسيف، ولا يواجه خصومه إلا بالسيف، والأنكى أنهم اعتبروا الإخوان هم الممثلون الحقيقيون للإسلام، كما هو منطق بقية الجماعات الإسلامية، أو الدينية الأخرى.
2 – يقول صاحبهم، الذي طالما أصابنا بالغثيان، وهو يكرر تبرئة نفسه وحزبه من «وصمة» الانتماء للإخوان، ثم الإصرار المرة تلو الأخرى على تكرار دفاعه المستميت عنهم، والذي اعتقد يوما أن ذاكرة البشر ضعيفة، وأنهم سريعا ما سينسون ما قام به وشريكه المصري في الإيقاع بمجموعة كبيرة من المستثمرين، ودفعهم للاستثمار في مشروع عقاري تبين لاحقا أنه زراعي ولا فائدة ترجى منه، يقول في مقال له انه يتحدى البشر والحجر في أن يثبتوا أنه أثرى يوما أو «تربح» من المناقصات الحكومية! ولا أعتقد أن الأمر يحتاج لكل هذا الغضب والتحدي، فالأمور أكثر من واضحة، ولو كان هناك قانون يتعلق بـ «من اين لك هذا» لعرفنا دربنا له!
3 – قامت جمعية الإصلاح، الفرع المحلي للإخوان المسلمين، التابع للتنظيم الدولي، بتزيين مقرها في الروضة بطريقة تختلف كثيرا عن السنوات السابقة، وبشكل مثير للانتباه، وسبب هذا «العجاف» والتملق معروف طبعا. الغريب أن الجمعية تخلت هذا العام، ولأول مرة، عن المناداة بـ «دولية» الحركة، وأصبح «الوطن» لديها، وفجأة: أكثر أهمية.

أحمد الصراف

احمد الصراف

حيدوهم

مع بدء انحسار نفوذ الجماعات والاحزاب الدينية، الذي ساد لأربعة عقود، تم فيها استغلال الدين لتحقيق منافع مادية ومعنوية وشخصية للقائمين على تلك الأحزاب ومؤيديهم، نقول ما إن بدأت بالانحسار حتى بدأت الفضائح بالظهور. فقد أعلنت وزارة الشؤون ـ القبس ـ عن حل مجلس إدارة جمعية الفروانية لوجود شبهة تجاوزات مالية فيها، وهذه آخر جمعية تحل الحكومة مجلس إدارتها، بسبب شبهات مالية، ومعروف أن غالبية الجمعيات التعاونية، وجزءا كبيرا من جمعيات النفع العام، والخيرية بالذات، كانت تحت سيطرة حزب الإخوان المسلمين، الفرع المحلي للتنظيم العالمي.
كما فاحت مؤخرا رائحة تجاوزات جمعية الضبابية، أو الشفافية، ووصلت الى مجلس الأمة، بعد أن بح صوتنا ونحن نكتب عن تلك التجاوزات. ويذكر أن الجمعية تعتبر، ضمنا، محسوبة بفكر القائمين عليها، على حزب الإخوان المسلمين.
ثم جاءت فضيحة مناقصة طباعة 250 ألف نسخة من القرآن من قبل هيئة القرآن التابعة لوزارة الأوقاف، وترجمتها وشحنها وتوزيعها على جماهير كرة القدم في البرازيل! ومعروف أن أمام الهيئة ثلاثة مستحيلات هنا: أولها يتعلق باستحالة طباعة كل هذه الكمية من القرآن في هذه الفترة القصيرة. ويستحيل ثانيا مراجعة صحة طباعتها وصحة ترجمتها لأربع لغات! ويستحيل ثالثا شحنها في الوقت المناسب وقبل بدء المباريات! وحتى لو حدثت المعجزة واستطاعت الوزارة وهيئتها من تحقيق المعجزات الثلاث، فإن قوانين الفيفا تمنع اصلا توزيع اي منشورات أو كتب دعائية او دينية بأي وسيلة كانت في المناسبات الرياضية الدولية.

***
تقدم وكيل بالأوقاف الموظف في الحكومة، بشكوى الى مخفر منطقته السكنية، ضد مجهول لقيام الأخير بإتلاف ممتلكات أمام منزله، ومنها 11 سيارة!
يقع بيتي في شارع فيه أربعة من اصحاب الملايين لا تقف أمام بيت اكثرهم غنى أكثر من 6 سيارات.

***
ورد على لسان وزير الداخلية المصري (القبس 5/23)، أنه لا يعرف سبب اختيار مرسي له ليكون وزيرا للداخلية، وان مرسي أرسل يطلب منه اعتقال شخصيات إعلامية وسياسية، ولكنه رفض تنفيذ القرار! كلام الوزير إبراهيم دليل على مدى تطرف وفساد نظام الإخوان، ورد على كل المفترين الذين طالما كتبوا واصفين فترة حكم مرسي بأنها كانت خالية من الاعتقالات، وكافلة للحريات!

أحمد الصراف

احمد الصراف

الخطر والمحبة

قامت وزارة الصحة، وبجهود مشكورة من وكيلها د. خالد السهلاوي، بافتتاح ثلاثة مراكز صحية لفحص الماموغرام. وتقع هذه المراكز في منطقة الزهراء الصحية، وخيطان الجنوبي، ومركز العقيلة الصحي، وجارٍ افتتاح مركز رابع في النعيم. ويمكن الاتصال برقم 24620989 لتحديد موعد للفحص في أي من هذه المراكز.
والماموغرام، هو الاسم المخفف للكشف عن سرطان الثدي الذي يصيب نسبة كبيرة من السيدات، وأعداد المصابات به حول العالم بازدياد. ولكن يمكن تلافي تبعاته الخطرة إن تم تشخيص المرض أو اكتشافه في سن مبكرة، لأنّ معالجة سرطان الثدي، عندما يكون الورم صغيراً جداً، وبحجم حبة الأرز، تعطي نتائج أفضل. وعند اكتشاف هذا السرطان في مرحلة مبكرة، غالبا ما تتعافى المصابات به سريعاً، ليعاودن ممارسة حياتهن بصورة طبيعية.
ويُذكر أن نسبة الإصابة بهذا المرض بين النساء هي واحد إلى كل 8 أو 9 نساء، حسب المنطقة الجغرافية، وليس هناك اي استثناءات، فلا الرياضة ولا نوعية الطعام لها علاقة بالأمر، كما هو معروف حتى الآن.
ويفضل جدا أن تقوم النساء بإجراء أوّل صورة شعاعية للثدي في سن الخمسين، ثمّ تكرار الفحص مرّة كل سنتين حتى سن التاسعة والستين. والفحص لا يتطلب موافقة طبية، فهو إجراء روتيني لا يستغرق القيام به أكثر من دقائق معدودة، وليس له أي اخطار جانبية أو إشعاعية.

***
غيابي المستمر في تقطعه، والمتغيّر في فتراته، عن الوطن أبعدني عن الكثير من المنغصات والتصرفات الخاطئة، والتفكير، ثم الكتابة عن فشل الحكومة المستمر في ولو قاطرة واحدة على السكة الصحيحة. هذا الغياب أفادني كثيرا من الناحية النفسية، ولكنه، في جانب آخر، تسبب في فقدي للصلة والتواصل بالكثير من الأحبة، وبالتالي شعرت بالحزن لقراءتي خبر مرض الزميلة دلع المفتي، ليس لما بيننا من محبة وزمالة وصداقة فحسب، بل ولما لهذه السيدة من نشاط اجتماعي بارز، وحضور جميل ويد خيّرة في مجالات عديدة. ولا يسعنا هنا غير تمني الشفاء العاجل لها، فهي من نوعية من البشر الذين يعطون أكثر مما يأخذون، وهؤلاء قلة، وأعدادهم في تناقص مستمر. نكتب ذلك وثقتنا كبيرة بقوة «دلع» وبقدرتها على التغلب على مرضها، مادام الأحبة، وعلى رأسهم، غسان، من حولها.
ملاحظة: ليس هناك علاقة أو رابط بين فقرتي المقال أعلاه.

أحمد الصراف

احمد الصراف

الإعلان العجيب الغريب

تعتبر صحيفة نيويورك تايمز اليومية الصحيفة الأكثر أهمية وتأثيرا في مراكز اتخاذ القرار في أميركا، والعالم بالتالي. ولم تتوقف يوما عن الصدور منذ سبتمبر 1851، وأهلتها تقاريرها ونجاحاتها للفوز بأكثر من 150 جائزة صحافية وادبية مرموقة. ويزور موقعها شهريا عشرات الملايين. وتمتلك اسرة سالبرغر الصحيفة وتديرها منذ 120 عاما.
ولأهميتها وانتشارها اختارت الحكومة الكويتية نشر إعلانها التالي فيها:
مطلوب للعمل في وظيفة حكومية مرموقة من تتوافر فيه المواصفات التالية:
مؤهل دراسي معترف به، ويفضل أن يكون طبيبا نفسيا.
صبور على العمل، أحيانا لعشرين ساعة في اليوم.
على استعداد لزيارة مكاتب كبار المسؤولين، وخاصة وزير الصحة، والسلام عليه في حله وترحاله، والتواجد في الوقت نفسه في مكتبه.
قبول مبدأ زيارة المتنفذين، من غير المسؤولين، في دواوينهم، والسلام عليهم، وان يكون في الوقت نفسه في وظيفته.
أن تكون لديه القدرة على الرد على خمس مكالمات هاتفية في وقت واحد، وان يردد طوال الوقت: حاضر عمي. ما يصير خاطرك إلا طيب، ويكرر: اعتمد، و: اعتبر الموضوع منتهي، سيدي.
ألا ينام الليل وهاتفه مغلق. ان يعمل في المساء في أشهر الصيف
أن يكون حليما لا يعرف الغضب، وصبورا لا يعرف رفض أي طلب.
أن يكون متسامحا مع نواب المجلس والوزراء ولا يرفض طلباتهم.
ان يتحلى بالمرونة بحيث يوافق على كل طلبات الكبار.
وأن يتحلى بنفس المرونة بحيث لا يرفض طلبات من هم أدنى منهم.
أن تكون لديه قدرة إرضاء الجميع، وتلبية أوامرهم.
أن يكون ساحرا بحيث يضع عشرة أشخاص في مكان خمسة.
أن يكون خلاقا بحيث يصرف دينارا ويحصل على عشرة.
أن يتصرف، عندما لا يجد مخرجا للتصرف.
أن يتحلى بالصبر عندما لا يكون للصبر مكان.
أن يكون أمينا، ولا يحاول استغلال منصبه، فهو تحت المراقبة الدائمة.
أن يعرف أن وظيفته «خلقت» ليس لتقديم خدمة طبية او اجتماعية، بل لترضية الكبار وتلبية طلباتهم في كسب الولاء.
أن يعرف جيدا، ويتصرف على أساس أنه «وضع» في منصبه لتقديم خدمة لمن اتصل وطلب، وليس لصاحب الحاجة الذي قد يموت، وهو ينتظر من غير واسطة.
أن يعرف أن الجميع في الكويت «سوبر ديلوكس»، سواء كانوا مسؤولين كبارا او متنفذين صغارا، أو حتى نوابا مرتشين أو وزراء خربين!
الراتب حسب الكادر الوظيفي، دون اي مزايا إضافية.
الوظيفة: رئيس مكتب العلاج في الخارج.

أحمد الصراف

www.kalamanas.com