احمد الصراف

ونعتذر مع ابتهال.. ونساهم

كتبت الزميلة ابتهال الخطيب مقالا بعنوان «أعتذر مسبقا» قالت فيه إن العامل الاقتصادي هو الذي يحدد جوانب حياتنا، وما نعتنقه من فكر وما نعيشه من سلام أو حرب. وأن كارل ماركس الذي لم يستطع أصحاب العقول الصغيرة أن يصلوا إلى عمق فكره، واكتفوا بالتمسك بعدائه للدين، متغاضين عن عمق نظرياته، سبق ان قال إن «الإنسان أثمن رأسمال في الوجود»، وهذه الفكرة بالذات هي ما يحتاج أغنياء بلدنا وتجاره أن يستوعبوها ويستثمروا فيها.
فبينما يقف «داعش» على أطراف دولتنا، ينمو الخطر الأكبر بيننا، يتنامى داخل نفوس صغارنا ويتعاظم في طريقة تكوينهم الفكري، وكان هذا ما شغل بال فارعة السقاف منذ سنوات، وكأنها تتنبأ بما لا يحب أحدنا أن يتخيله، فقد أرعبتها المقامرة بمستقبل الأجيال، وأثخن قلبها إيمانها بأن الخطر الداهم داخلي لا خارجي، فعملت على تكوين «لوياك» هذه المؤسسة الشبابية التي من أهدافها منع الشباب من الفراغ، وإبعادهم عمن قد يستغل حماسة أعمارهم لتأجيج العنف وترسيخ التطرف. وهكذا نجحت لوياك في خلق فرص عمل مستمرة للشباب، ورسخت فيهم فكرة الكسب الحقيقي والاعتماد على النفس والتواضع واحترام الوظيفة مهما صغر شأنها، وفتحت أبواب العمل والفن ومختلف الهوايات الرائعة أمامهم، واستقطبت طاقاتهم الكامنة ومواهبهم المنسية، ولربما الأهم والأجمل في «لوياك» أنها جمعت الشباب وخلطتهم، بشيعتهم وسنتهم، بمتدينيهم ومتحرريهم، بكويتييهم وبدونهم في تشكيلة لم يسبق لها مثيل، وكل ذلك تحت السقف ذاته. وهذا هو الاستثمار الحقيقي في الإنسان، وهنا يجب أن يستثمر أغنياء الكويت وتجارها إذا ما أرادوا للبلد أن يستمر حقيقة، أي مستقبل للكويت خال من العنف والتطرف بصورتهما البشعة التي يجلبها «داعش» للمنطقة، فهؤلاء الأغنياء هم القادرون على فهم فكرة أن الاستثمار في الشباب بالإنفاق من أجل الحفاظ على عقولهم ليس هو الطريق إلى نجاح الدولة فقط، ولكن إلى نجاحهم هم كذلك. وإذا ما ترك الشباب للتطرف والعنصرية، وإذا ما أغلقت الأبواب، إلا من باب العنف والسلاح، في وجوههم، فإن المجتمع القادم سيخلو من البهجة، وسيرفض متع الحياة التي هي كل ما تقوم عليه تجارة الأغنياء، وسنتحول ببطء ولكن بثبات من دولة مدنية حديثة إلى أفغانستان أخرى، وليس ذلك ببعيد ولا حتى بطويل الأمد، الخطر قريب ويمكنه أن يقع في طرفة عين.
واستجابة لنداء الزميلة والصديقة ابتهال، وبالرغم من شعورنا بأن النداء لا يشملنا، فإننا سنقوم اليوم بتقديم ما بإمكاننا تقديمه للوياك، متمنين من الافراد والأسر الذين خاطبتهم الزميلة القيام فورا بدورهم المأمول.

أحمد الصراف

احمد الصراف

داعش والوردي

قد يرى بعضهم أن من غير الملائم حاليا نشر هذا المقال، ولكن ظروف المنطقة الخطيرة تبرر أكثر الكتابة في هذا الموضوع الحساس، والمتعلق بنظرة ومكانة المرأة في مجتمعات المنطقة، المسحوقة هي ونساؤها والواقعة غالبا تحت هوس الجنس والحرمان الشديد منه، وهو حرمان لم يكن يوما ظاهرا بهذا الزخم، بسبب الجهل، وهو الجهل الذي انقشع من الاختلاط بالآخر ووسائل التواصل الاجتماعي، وما يشاهد في السينما والتلفزيون وغير ذلك، والتي أظهرت طريقة حياة الآخر، فزادت من درجات الحرمان أضعافاً، وسهّلت، أو شجّعت الخروج عن المألوف، بالانتحار، للالتقاء بالحور العين، فهن الأمل الوحيد وكل ما تبقى لهم في دنيا الحرمان.
تقول زميلة كاتبة إننا أصبحنا نسمع بشعار «حي على الاغتصاب»، كما كنا نسمع بـ«حي على الجهاد»، هذا غير «حي على القتل وحي على السبي»، بدلا من حي على خير العمل! وتستطرد بأن النساء في وطنها (ولا يهم هنا عن اي وطن تتكلم) تعرضن لضربات موجعة وعانين معاناة مزدوجة في كل المراحل السياسية، ومن أغلب قيادات جميع الطوائف، إن من خلال الإصرار على لفها بلفافات مهلكة تعيق مسيرتها وتشوهها، أو من خلال ما تواجهه قسرا في ظروف الحرب والتهجير والتشرّد وفقدان الأهل أو الزوج والأبناء، هذا غير تعرّضها لنار الاغتصاب والتحرّش الجنسي من قبل جهات عديدة، كوسيلة لزرع الخوف في قلبها وتسهيل استغلالها.
وتقول إنه ليس غريباً أن الأبواق نفسها التي تهاجم داعش لموقفها من المرأة لم تتوقف هي نفسها يوما عن الحجر على المرأة وإلغاء إنسانيتها. فمن يطالب بإيقاف ما يسمى «جهاد النكاح»، أو الترويج ضدها هم جذر واحد لمشرعي جهاد الاغتصاب أنفسهم، فما الفرق بين الاغتصاب الداعشي ودولة شرعت قانونا يبيح الزواج بالطفلات؟ ان فرض الحجاب الاجباري لا يقل عن اغتصاب جهاد النكاح، وكمثال إقرار قانون الاحوال الشخصية الجعفري في العراق! والجهات نفسها التي أقرت الحجاب الاجباري واقرت تعدد الزوجات واقرت اغتصاب الطفلات تلعلع اليوم ضد اجبار النساء واخضاعهن لممارسة جهاد النكاح. وبالتالي ليس ضروريا أن يكون الاغتصاب عملية جنسية، بل قد يكون في شكل استلاب لشخصية المرأة وكيانها ورفض التعامل معها كإنسانة، بل كسلعة وكأداة ترهيب. ولو عوملت النساء في أوطاننا بطريقة إنسانية مشرفة لما كانت هناك داعش ولا نصرة ولا قبلهما طالبان وقاعدة، فإذلال المرأة نتج عنه إذلال المجتمع وإذلال المجتمع أدى، مع الوقت، لظهور حركات مثل داعش وغيرها.
ولنعرف الفرق بين التحضر والتخلف، نشير إلى القانون الفرنسي الذي صدر عام 2010 والذي حظر على النساء لبس النقاب. وقد طعنت في دستوريته امرأة فرنسية منقبة، وجاء حكم المحكمة الفرنسية العليا بالأمس مؤيدا للقانون وناصّا على أن حظر الحجاب لا يتضمن انتهاكا لحرية المرأة. هذه فرنسا، وهذا نحن، فهل نستطيع أن نحدد ما الذي حققناه بتغطية المرأة.
ملاحظة: يقول علي الوردي: لو خيّروا العرب بين الدولة الدينية والدولة العلمانية لاختاروا الأولى، وذهبوا للعيش في الثانية.

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

احمد الصراف

أسعد الشعوب

“>بيَّن استطلاع دولي أن م.ن أسعد الشعوب في العالم بضع دول فقيرة. فقد تربّعت كوستاريكا – للمرة الثانية – ضمن قائمة تضمن 151 دولة، في صدارة الشعوب السعيدة، بينما قبعت الدول الخليجية في الذيل، كأقل الشعوب سعادة، وهي قطر والكويت، والبحرين.
اعتمد مؤشر البحث الذي أجرته مؤسسة الاقتصاد الحديث، ومقرها لندن، على رفاه الفرد من حيث التمتع بحياة سعيدة وطويلة وذات مغزى، وأسرة مقتصدة وصديقة للبيئة.
وبيّن الاستطلاع أن مبعث سعادة الفرد وتمتعه بحياة مديدة ونمط معيشي مميز وعلاقة صداقة بالبيئة لا يقترنان البتة بموطن إقامته أو بمدى تقدّم او غنى دولته!
والسؤال هو: ما الذي دفع المواطن الكويتي الى أن يصبح الأكثر تعاسة في العالم، وهو الذي يفترض أنه الأقل همّاً والأكثر غنى، بشكل عام من مليارات البشر، وأشياء قليلة تقلقه في حياته، خصوصا أن العلاج والطبابة مؤمَّنان له ولأسرته، والتعليم حتى أعلى المستويات، مضمون له ولأسرته، وضمان الشيخوخة متوافر له ولأسرته؟! وبالتالي فما يشغله ويضجره لا بد أن يكون شيئا آخر غير هذه وتلك!
من المعروف أننا، لكي نستمتع بالحياة، فإننا بحاجة الى أن نشعر بالسعادة، وهذه لا يمكن أن تتحقق بالمال، بل بتوافر الحريات، حرية التصرف والقول والتنقل والعبادة وأماكن ووسائل الترفيه الضرورية. كما أن من الضروري، لكي نشعر بالسعادة، أن نؤمن بأننا متساوون أمام القانون، وأن الحكومة منصفة في احكامها ومواقفها، وتؤمن بالشفافية في عملها، وأن مستويات الفساد والرشوة في حدودها الدنيا! ولكن من المؤكد أن جميع هذه الأمور غير متوافرة في الكويت.
فحرية التصرف، ضمن القانون، وحرية القول وحرية النشر جميعها مقيدة، بطريقة أو بأخرى. كما أن الجميع – حتماً – لا يتساوون أمام القانون! أما الادعاء بأننا أفضل من غيرنا فلا معنى له، فنحن لا نشعر بالسعادة، لان غيرنا لا يشعر بها، بل نكون عادة سعداء لأسباب واضحة وإيجابية. كما أن للجرعة الدينية المبالغ فيها في رأيي، وما يتبعها من نفاق اجتماعي، دورها في زيادة الشعور بالضجر، ومن ثم بالتعاسة.
فالحياة بغير سعادة، مهما طالت لا تعني شيئا. والثروة مهما كبرت من دون ان تصحبها سعادة لا تعني شيئا، ومن ينظر الى كميات القمامة أمام كل بيت يعرف أن سعادة الفرد الكويتي أو المقيم قد اختُزلت في دقائق أو ساعات الأكل، ويبدو أنها المتعة الوحيدة المتاحة، وبوفرة، للغالبية.
كما أن من السهل ملاحظة أن الكويتيين لا يشعرون بأن حياتهم ذات مغزى، فلا دور لهم في أي أمر. ولكي نعرف بدقة سبب شعور المواطن بالتعاسة فإننا فقط نعطيه ملف معاملات ونطلب منه، تحت درجة حرارة تبلغ الخمسين وحركة مرور بائسة، ومواقف سيارات شحيحة، ونفوس مديرين ضيقة، مراجعة وزارات الشؤون والتجارة والداخلية لإنهاء المعاملات فيها، فهنا سيصاب المواطن بالاحباط وسيدفعه الفشل الى الشعور بالتعاسة، وسيشعر بحزن أكثر إن تساءل عن المكان الذي «تذهب» اليه، سنة بعد اخرى، ما تحققه الدولة، مع مطلع كل شمس، كل الملايين المتحققة من بيع البترول، ولماذا فشلت الإدارة الحكومية في أن توفر أو تشتري بها الحد الأدني من الخدمة الجيدة أو الكرامة؟ فشعب «يتبهدل» غالبيته كل يوم في المستشفى أو الوزارة أو المخفر، في سعيه لإنهاء معاملاته بطريقة حضارية وكريمة، لا يمكن أن يشعر بالسعادة!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

احمد الصراف

سارة والعودة للكتابة

كان من المفترض ان اتوقف عن الكتابة خلال رمضان، ولكن تذكرت أنني وعدت صديقا بالكتابة عن موضوع هذا المقال، وبالتالي كان لا بد من تأجيل التوقف، مؤقتا.

***
في نهاية مايو الماضي وقفت سارة أبو شعر، الابنة البكر للصديقين فهد ونادية، أمام حشد من آلاف الضيوف المميزين، والشخصيات العالمية النافذة والطلبة والمدرسين اللامعين، وقفت أمامهم في جامعة هارفارد العريقة لتلقي كلمة خريجي عام 2014، وهو تشريف لا يناله إلا من يستحقه عن جدارة. وبالرغم من أن كلمة سارة لم تتعدّ الدقائق العشر إلا أنها ألهبت حماسة الحضور، ولم يكن مفاجئا بالتالي انتشارها السريع على مواقع التواصل الاجتماعي ومشاهدة مئات الآلاف لها. وكان حديثها عن جامعة هارفارد شيقا للغاية. وقالت في كلمتها إن تلك الجامعة جعلتها تقتنع أن بإمكانها هي أيضا أن تشكّل التاريخ، وألا تكتفي فقط بالتأثر بما يجري فيه. كما القت بضع دعابات رصينة، وخاصة عندما قارنت بين الحياة في وطنها، والشرق عموما، والحياة في الغرب. كما كان جميلا منها الإشارة لأصولها السورية، وكيف عانت في صغرها من الترهيب من الأمن، وكيف كانت أمها تنصحها بالامتناع عن إبداء آرائها السياسية، أو حتى مجرد التفكير في موضوع الحريات!
نجاح سارة في جذب الانتباه لم يأت من فراغ، وقدرتها على الوقوف، وهي الفتاة العشرينية، أمام أكبر العقول المفكرة في العالم، وجذب انتباههم لم يكن مصادفة، واستحقاقها التصفيق الحار المرة تلو الأخرى لم يأت مجاملة، فقد تعب والداها في تربيتها، وتأهيلها وتعليمها، وبالتالي اتى انجازها الكبير على قدر ما اعطيت.
والآن أليس من المؤسف أن يحرم وطن هذه الفتاة الموهوبة من وجودها فيه؟ وأليس أكثر مدعاة للأسف أن تحرم هي، والعشرات من أمثالها من النوابغ والموهوبين، ولأسباب أكثر من سخيفة، من جنسية البلد الذي ترعرعت فيه وتعلمت في مدارسه، في الوقت الذي تعطى فيه الجنسية لمن سيصبح عالة وعبئا وظيفيا وصحيا وسكنيا وتعليميا على كل أجهزة الدولة في الدقيقة التي يحصل فيها على الجنسية؟
وفي هذا السياق ورد على لسان سارة، في مقابلة لها مع جريدة الشرق الأوسط، بعيد إلقاء كلمتها قولها إنها تعتبر الكويت البيت الآمن الذي ترعرعت فيه، ملتحفة بأهله الطيبين، وإن للكويت فضلا كبيرا عليها، فهي المكان الذي اعتادت فيه على إطلاق الكثير من أفكارها، بحرية.
ما لم تقله سارة، ربما أدبا، إن الكويت التي عرفتها قد تغيرت ومن الصعوبة بمكان أن تعود إلى ما كانت عليه، والتاريخ لن يرحم من كانوا السبب فيما وصلنا إليه من تخلف.

أحمد الصراف

احمد الصراف

هارون هاشم وفيروز

أعتقد أن قلة سمعت بالشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد، الغزاوي العتيق المصنف من شعراء النكبة الكبار، والذي ولد عام 1927. أتذكره أنا جيدا لسببين، أولهما أن مدرس اللغة العربية في المرحلة المتوسطة حببنا فيه وفي شعره، ولكن لم يعلق في ذهني شيء منه، ولا من شعر أي شاعر آخر، غير بضعة أبيات من قصيدة لامرئ القيس، التي يقول فيها:
مكر مفر مقبل مدبر معاً
كجلمود صخر حطه السيل من عل.
والسبب الثاني لتذكري له أنه شاعر أغنية «سنرجع يوما»، التي غنتها المطربة الرائعة السيدة فيروز، والتي ربما فاق مرات استماعي لأغنيتها تلك مئة مرة، على مدى نصف قرن تقريبا، ولا أعتقد أنني سأسأم يوما منها، فلا يزال لحنها يطربني، وكلماتها تعيدني لأيام خلت ومضت بعيدة، ولمأساة بدأت واستمرت، ولعمر بدأت ايامه بالتناقص السريع، ونحن لاهون عن كل شيء بنزواتنا وأحقادنا وكل صغائر الدنيا، وكأننا خالدون أبدا!
تقول كلمات الأغنية الجميلة والحزينة، والتي اختار الرحابنة حذف بعض أبيات القصيدة:
سنرجع يوماً الى حيّ.نا ونغرق في دافئات المنى
سنرجع مهما يمر الزمان وتنأى المسافات ما بيننا
فيا قلب مهلا ولا ترتم. على درب عودتنا موهنا
يعز علينا غداً أن تعود رفوف الطيور ونحن هنا
هنالك عند التلال تلال تنام وتصحو على عهدنا
وناس هم الحب أيامهم هدوء انتظار شجي الغنا
ربوع مدى العين صفصافها على كل ماء وهى فانحنى
تعب الظهيرات في ظلها عبير الهدوء وصفو الهنا
سنرجع خبرني العندليب غداة التقينا على منحنى
بأن البلابل لم تزل هناك تعيش بأشعارنا..
ويختم قصيدته بالبيتين الجميلين التاليين:
وما زال بين تلال الحنين وناس الحنين مكان لنا
فيا قلب كم شردتنا رياح تعال سنرجع هيا بنا..

• ملاحظة:
سأحاول، خلال شهر رمضان التفرغ لدراسة جرائم بعض الأحزاب الدينية في دولنا، والبحث في التاريخ السيئ لبعض من اعتبروا انفسهم من قادة الإخوان، في الكويت ومصر بالذات، والطرق غير الأخلاقية التي سلكوها في تكوين ثرواتهم، وبالتالي قد أنقطع عن الكتابة خلال هذه الفترة.

أحمد الصراف

احمد الصراف

فلسفة المشي

“>أستمتع شخصياً بالمشي وأعتبره رياضتي المفضلة، أو ربما الوحيدة. وأقضي أحيانا فترات طويلة وأنا أمشي، وغالبا بمفردي، وبغير الاستعانة بجهاز الموسيقى أو برفيق درب أو هاتف نقال، وأتوقف لدقائق بين الفترة والأخرى، لتناول فنجان قهوة أو كأس ماء. ولكن تقريرا في الـ«بي بي سي» ونقدا صحافيا لكتاب «فلسفة المشي» لمدرس الفلسفة الفرنسي فردريك كروFrederic Gros أضافا الكثير للقليل الذي أعرفه عن المشي.
يقول كرو إن المشي ليس رياضة بل ممارسة، فالرياضة تتطلب الالتزام بقواعد أخلاقية معينة وتتطلب بذل جهد محدد، ولكن ممارسة المشي أمر مختلف فهي الطريقة الافضل لأن نبطئ من تسارع حياتنا العصرية، التي على من يود مجاراتها الانشغال مثلا بقيادة سيارة سريعة أو طائرة، وليس المشي.
يقول كرو ان المشي هو هروب من الهوية ونوع من الصفاء النفسي الذي يأتي من أتباع درب ما، وانه نوع من العيش لساعات مع النفس، وان كثيرا من الفلاسفة كانوا مشاة عظاما وجادين، وان المشي يوميا ليس فقط عاملا للابتعاد عن موقع أو مكان العمل، بل وايضا أمر جوهري لأنه يقوم بتحريرنا من فضاء أو مكان العمل ومن تسارع نبض الحياة. كما أن التكرار في المشي يعطي الدافع لأن ننسى أمورا غير مهمة ولكنها تشغلنا، والأفضل نسيانها والانشغال عنها بالتفكير الإيجابي. ويقول ان سكان المدن الكبيرة، وفي الغرب بالذات، يُعتبر المشي بالنسبة لهم نوعا من الترف الذي ليس بمتناول الكثيرين منهم، وهذا يعني أننا في الكويت مثلا محظوظون أكثر من غيرنا في وجود هذا الخيار بمتناولنا جميعا تقريبا، ولكن قلة فقط تستفيد من هذا الأمر. كما أن بضع خطوات لا ينتج عنها طريق فإن التفكير القصير لا يخلق فكرة، وبالتالي نحن بحاجة الى أن نسير مسافة أطول لنفكر لفترة أطول. ويورد المؤلف روايات عدة عن شخصيات خلاقة شهيرة توصلت للكثير أثناء سيرها، وهي تفكر. وأن النحات الشهير Constantin Brancusi سار لمسافات طويلة. كما أنPatrick Leigh Fermor كتب عدة مجلدات عن الترحال، عندما كون أفكارها وهو يقطع المسافة بين مدينته الصغيرة في هولندا ومدينة اسطنبول التركية. كما أن الكاتب البريطاني الشهير جورج أورويل George Orwel، والاقتصادي نسيم طالب هما ممن استلهما الكثير من أفكارهما أثناء مشيهما. ويقول اننا لسنا بحاجة لأن نكون عباقرة أو مؤلفين كبارا لكي نمشي، فالسعي لأن نمشي لغير هدف أمر مهم جدا. كما أثبتت تجارب علمية أنه حتى المشي على الآلة treadmill يمكن أن يحسن التفكير الخلاق. وأن كثيرين يعتقدون أن بقاءهم خلف مكاتبهم سوف يمكنهم من حل ما قد يواجههم من معضلات، ولكن الحقيقة ان الخروج من محيط المكتب والسير لغير هدف يساعدان أكثر في إيجاد الحل لما يشغلنا.
كما أن ممارسة المشي على انفراد أو مع شخص آخر أفضل من المشي في مجموعات، فالضوضاء التي يخلقها الجمع الكبير تكون آثارها سلبية على التفكير عادة.
والآن هل نحتاج الى أدلة أكثر لأن نتحرك ونمارس المشي، يوميا؟

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

احمد الصراف

أقوال ومواقف

عندما جاء البولندي نيكولاس كوبرنيكوس Nicolaus Copernicus عالم الفلك والرياضيات الشهير (1473 – 1543) ليفضح جهل البشرية جمعاء، وقبلهم كل من ادعى العلم والمعرفة، وقال إننا إن راقبنا نقطة في السماء بشكل جيد لوجدنا تفسيرا منطقيا لحركة الكواكب وشدة استضاءتها ومساراتها غير المفهومة، وأن الشمس هي مركز الكون، وأننا ندور حولها، وليس العكس، كما كان رجال الكنيسة في عهده يؤمنون، ولا يزال الكثير من أمثالهم يؤمنون. وأن كل النجوم والأجرام السماوية التي نراها تدور حول الأرض، هي في الواقع تبدو كذلك بسبب دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس، أي إن معلوماتنا عن الأرض والأجرام السماوية ما هي إلا أوهام. أما الحقيقة فشيء مختلف تماماً.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف تسنى لكوبرنيكوس أن يكون الوحيد في عصره، والأول في التاريخ البشري، الذي عرف تلك الحقيقة؟ والسؤال الآخر: ما حجم الأمور «الوهمية» الأخرى في حياة شعوب الدول المتخلفة، الذين طالما آمنوا بها كحقائق مطلقة، ثم أتى العلم ليثبت خطأهم، ومع هذا أصرّوا، في غالبيتهم، على رفض التخلي عن أفكارهم؟ لا شك أن الإجابة ستكون مقلقة، فالعلم، والعلم وحده، هو الذي أزال الغشاوة عن أبصارنا، وبيَّن لنا خطل الكثير من المعتقدات والمسلَّمات في حياتنا، أقول ذلك بالرغم من الحقيقة أن الغالبية اختارت «العمى والطرش» وتمسَّكت بخرافاتها حتى اللحظة. فالأرض بالنسبة لي مثلاً، وحتى ما قبل نصف قرن، كانت مسطحة، فعقلي الصغير، أو الساذج، لم يكن يستوعب أنها يمكن أن تكون كروية، إلا أن أحد الأساتذة في مدرسة الصديق سألنا يوما، في سعيه لإثبات كروية الأرض، عن سبب رؤيتنا لقمة سارية أي سفينة قادمة في البحر قبل رؤية جسمها الطافي، الأكبر حجماً والأكثر وضوحاً في شكله وألوانه؟
وكما ظلمت الكنيسة الكاثوليكية عام 1543 نيكولاس كوبرنيكوس، فإنها ظلمت من جاء بعده ليثبت ويؤكد نظرية أن الشمس مركز للكون، وهو الأمر الذي ظل محل نزاع وشك لمئتي عام تالية، فإنها ظلمت أيضا جاليليو جاليلي في عام 1610، الذي كتب مدافعا عن نظرية كوبرنيكوس، وهو ما تسبب في اتهامه بالهرطقة عام 1632، وتقديمه إلى محاكم التفتيش. وفي الفترة نفسها، تأثر عدد من العلماء الآخرين بكوبرنيكوس، من أمثال توماس ديجز وجوردانو برونو، بتوصلهم إلى أن الكون لا نهائي، أو على الأقل غير معروف إلى أي مدى هو ممتد، ودفعوا ثمن آرائهم غالياً. وظلت المعارضة «الدينية» لتلك النظريات حتى القرن السابع عشر الميلادي، حيث أصبحت مقبولة، بعد تعديلها بصورة جذرية، وبعد أن أتمّ إسحاق نيوتن عام 1687، نظرية كوبرنيكوس بأطروحته المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية التي قدّم فيها شرحاً فيزيائياً أظهر فيه أن الكواكب تظل في مداراتها بسبب قوى الجاذبية.
والسؤال الثالث: أين كانت مجتمعاتنا في السنوات 1543 و1910 أو حتى 1950؟ وما الذي يجري بين ظهرانينا على أيدي مجموعات متخلفة ومتطرفة دينيا من شذاذ الآفاق، من غربيين وشرقيين، تارة باسم داعش وأخرى باسم النقشبندية أو البعثية أو الإخونجية أو النصرة وعصائب أهل الحق وجيش المهدي وفيلق بدر، وغيرها من الفصائل المسلحة التي لا يتسع المجال لذكرها هنا؟ فهل نحن بحاجة لأن نؤكد، بالخسائر البشرية الهائلة، للعالم أجمع أننا لا نزال نعيش في فترة ما قبل كوبرنيكوس؟

أحمد الصراف

احمد الصراف

نظريات وبُعد نظر

“>امتلكت في حياتي، كغيري، مئات السيارات والأجهزة المنزلية والأدوات الإلكترونية، ولا أعتقد أنني قمت ولو مرة واحدة بالاستفادة من كامل طاقة اي جهاز أو سيارة، دع عنك معرفة كل مزاياها. فنحن نمتلك الكثير من الأشياء وتتقادم لدينا ونستبدل بها أخرى من دون أن نعرف الطريقة الصحيحة أو حتى أدنى مميزات ما كان لدينا.
وتقول فلسفة جديدة تسمى بـ «فلسفة السبعين في المئة»، وانطلاقا من الحقيقة التي تقول إننا عندما نكون على قيد الحياة فإننا غالبا ما نشعر بأن ليس لدينا ما يكفي من المال لكي نصرف كما نشاء، ولكننا عندما نغادر هذه الحياة عادة ما نترك الكثير من المال خلفنا. ويقال ان رجل أعمال صينيا توفي تاركا لزوجته، وريثته الوحيدة، ثروة هائلة. قامت الزوجة بعدها بالزواج بسائق زوجها، الذي قال في حفل زواجه انه عرف الآن فقط أن سيده الراحل كان يجمع ثروته ليستمتع بها هو، وانه في الحقيقة لم يكن يعمل سائقا لديه، بل كان «المرحوم» يعمل من أجله.
فنحن مثلا، وأنا أتكلم عن نفسي، لا نعرف %90 مما بإمكان جهاز الهاتف الذي نحمله القيام به. ونبيع الجهاز أو نتخلص منه من دون أن نعرف ما يكفي عنه، ونقوم بشراء آخر أكثر قوة وتعقيدا منه لترتفع نسبة جهلنا بالجهاز مع كل جديد.
والأمر ذاته ينطبق على السيارة، طبعا التي ينتهي عمرها الافتراضي الكويتي، قبل عشر سنوات عن عمرها الافتراضي الفعلي، وتباع وأجزاء كثيرة منها لا تزال في «النايلون». والحقيقة انني، وبعد 7 سنوات من اقتناء سيارتي الحالية، لم أر شكل محركها! كما أن مؤشر السرعة فيها لم يتجاوز يوما نصف ما هو مسموح به، فبالتالي نصف سرعتها غير ذي جدوى. ولا أعرف لماذا تصنع السيارات لكي تسير بسرعة 280 كلم في الساعة في الوقت الذي لا يسمح فيه بقيادة المركبة لأكثر من 120 كلم في الساعة، وهذا يذكرني بكلمةThe End التي كانت تكتب على الشاشة الفضية مع انتهاء الفيلم، وكأن كل إضاءة الصالة وانتهاء القصة، بزواج البطل بالبطلة، ليس بكاف ليعرف الجمهور أن الفيلم قد انتهى!
كما يلاحظ أن %70 من مساحات بيوت الكثيرين لا حاجة لهم بها. وبيوتنا بنيت غالبا لكي نستقدم من يقوم بتنظيفها. والشيء ذاته ينطبق على خزائن ملابسنا التي صممت لكي نشتري ثيابا كثيرة لسنا بحاجة لها، ولو كانت اصغر لربما اشترينا ملابس أقل. كما أننا لا نستخدم غالبا أكثر من %30 من قدراتنا العقلية، ونترك الباقي للأجهزة والآخرين لكي يقوموا بالمهمة. ولا نستخدم رئتينا بالكامل، فنفس غالبيتنا قصير في الصبر على المكاره وفي استنشاق الهواء أو الشهيق.
وبالتالي نحن بحاجة لأن نستفيد مما نمتلك أو نستفيد من خبرات ومواهب من نعرف وننصت لمن يفهم، هذا إذا كان لدينا الاستعداد للاعتراف بأن هناك من يفهم أكثر منا. وأن نتواضع في حياتنا، وننسى إساءات الآخرين، فالحياة قصيرة فعلا.
وفي النهاية أعتقد أن %70 من قراء المقال لن يلتفتوا لما جاء فيه، وربما اكون احدهم.

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

احمد الصراف

هل جاء دور الحبيب البريطاني؟

عندما كنت أعيش في بريطانيا قبل سنوات، كنت وغيري نستغرب كثيراً تسامح، أو غض نظر سلطاتها عن تصرفات اللاجئين الأجانب فيها. كما كنا نستنكر تشجيعهم الرسمي وغير الرسمي لهم، وكنا نتوقع أن كارثة ستحدث بسبب وجود كل هذا العدد من المتطرفين بينهم، والذي كان همهم الأساسي خلق تجمعات «اثنية» ودينية، وتأسيس الجمعيات وبناء المساجد وخلق الكتل والتجمعات المضادة لغيره. ولم يكن غريبا مثلا رؤية فارين من الحرب العراقية – الإيرانية في شوارع لندن، وهم يتسكعون من دون عمل، ليتحولوا بعدها بأشهر قليلة الى مقيمين دائمين، وحتى الى ملاك بيوت توفرها بلدية المنطقة لهم! وقد شجّعت تلك السياسات «الإنسانية» الكثير من «الأجانب» على فعل المستحيل للوصول إلى بريطانيا أو اللجوء إليها، لسبب أو لآخر، وخاصة من المضطهدين العرب، أو المسلمين، وما أكثرهم وأكثر بلاويهم واضطهاد بعض حكوماتهم لهم.
وفجأة، وقبل بضعة أيام، انتفضت بريطانيا، أو رئيس وزرائها الذي تساهلت حكومته وما قبلها كثيرا مع الدعاة والمتشددين الإسلاميين، بعد أن وصلت رسالة نشر ثقافة الخوف والترهيب الديني، ليس للشوارع البريطانية، من خلال منطق وأسلوب الكثير من «الدعاة»، في القنوات التي تُبَث من بريطانيا، بشكل يدعو إلى الغثيان، بل وصل الخطر إلى المدارس البريطانية، والإسلامية بالذات، التي بدأت في بعضها عمليات فصل التلاميذ بعضهم عن بعض بسبب العقيدة أو الجنس. كما أصبح ما يحصل عليه الكثير من الدعاة من أموال ضخمة من الخارج مصدر توتر للحكومة، وأصبحت الهوية البريطانية المميزة محل تساؤل نسبة كبيرة من هؤلاء «البريطانيين المسلمين»، وهو الأمر الذي انعكس على نتائج الانتخابات البرلمانية الأوروبية الأخيرة، التي حصل فيها حزب الاستقلال اليميني المتشدد، على نسبة زلزالية، وهو الحزب الذي يطالب بالحد من هجرة الأجانب، لتمثل صفعة لحكومة كاميرون، وبيّنت له أن عليه الاستماع لصوت المواطن البريطاني، والحد من خطر المتطرفين المسلمين في مجتمعه.
وبالتالي كان من الطبيعي قيام بريطانيا بتسليم «الداعية»، أو بالأحرى الإرهابي «أبوقتادة» ليحاكَم في الأردن، إضافة لموافقتها على تسليم الإرهابي الآخر «أبوحمزة المصري» للسلطات الأميركية ليحاكَم هناك. كما أنها لم تتردد قبل أيام في القبض على مشبوه آخر، وهو الباكستاني ألطاف حسين، زعيم «حركة المهاجرين القومية» الباكستانية المتشددة، الذي يعيش في بريطانيا عيشة الأثرياء، والذي يعتقد أن له يدا في أعمال الإرهاب التي تقع يوميا في بلاده، وبالذات في منطقة كراتشي التي يسيطر عليها أعوانه.
ونتمنى أن تصل إجراءات الحكومة الجديدة الى من يمثلون الوجه الخليجي لبثّ الكراهية، والدعوة الى الإرهاب، وهم بعض دعاة القنوات الفضائية، الذين طالما غضت الحكومة النظر عنهم، وهم الذين تخصصوا، ليس فقط في نشر الكراهية المذهبية، بل والدعوة إلى نشر الجهل والتخلف بين «أتباعهم ومستمعيهم».
إن زلزال بن لادن لا يزال مستمرا في تداعياته، وكما حذّرنا فإن الوضع سينقلب على كل إرهابي ومتطرف، وربما ستطرد الحكومات الأوروبية غالبية المسلمين من بلدانها، وسيعودون لدولهم «الإسلامية الحقيقية»، ليواجهوا الواقع، ولكن المؤسف أن الثمن الأكبر سيدفعه المسالمون منهم.

أحمد الصراف

احمد الصراف

قمتان فنيتان

يعتبر الملحن اللبناني الكبير زكي ناصيف (1918ـــ 2004) واحدا من أفضل الملحنين العرب، ولكنه لم يلق ما يستحق من تكريم، بالرغم من تأثيره الكبير في الموسيقى الشعبية اللبنانية، وما قدمه من ألحان جاوزت الخمسمئة، شدا بها أشهر المطربين. ولد ناصيف في قرية مشغرة البقاعية، التي غنت فيروز لقمرها. وكان مولعا بالزجل، «المعنّا والعتابا وابو الزلف». وكان يتعاون مع الملحنين الكبار، أمثال الأخوين رحباني وحليم الرومي وتوفيق الباشا وفيلمون وهبي، وكان لهم جميعا فضل في انطلاق «الليالي اللبنانية» الأولى في «مهرجانات بعلبك الدولية».
درس ناصيف الموسيقى في الجامعة الأميركية في بيروت، وبخلاف الرحابنة، لم يرغب في دمج الموسيقى الغربية أو الكلاسيكية بالشعبية اللبنانية، بل أصر على إبقاء روح الضيعة في موسيقاه. ومن اشهر أعماله «راجع راجع يتعمر»، التي غناها خلال الحرب الأهلية. ولكني شخصيا اعتقد أن أغنيته «يا عاشقة الورد» هي من اجمل ما لحن، والتي تقول كلماتها: يا عاشقة الورد ان كنت على وعدي فحبيبك منتظر يا عاشقة الورد/ حيران أينتظر؟ والقلب به ضجر، ما التلة ما القمر ما النشوة ما السهر، ان عدت. الى القلق هائمة في الافق سابحة في الشفق فهيامك لن يجدي، يا عاشقة الورد ان كنت على وعدي فحبيبك منتظر يا عاشقة الورد.
أما الفنان والملحن والشاعر السوري صباح فخري، فقد ولد في حلب عام 1933، انه قد تجاوز الثمانين، وأبدع، على مدى نصف قرن، في غناء الموشحات الأندلسية. وقد لحن وصاغ كلمات واحدة من أجمل أغاني الغزل، وهي أغنية «يا ربة الوجه الصبوح»، التي يقول فيها: خمرة الحب اسقنيها.. هم قلبي تنس.ني.. عيشة لا حب فيها.. جدول لا ماء فيه. يا ربة الوجه الصبوح.. انت عنوان الامل.. اسكريني بلثم روحي.. خمرة الروح القبل.. ان تجودي فصليني.. اسوة بالعاشقين.. او تضني فاندبيني.. في ظلال الياسمين.
وهي من أغاني الفولكلور، مقام نهاوند، وغناها قبل أكثر من 40 عاما.
إن أمثال هؤلاء العمالقة هم من يجب أن نسعد بهم ونفخر، وليس كل هذا القبح والتعصب اللذين نراهما حولنا.

أحمد الصراف