احمد الصراف

الحلم الخليجي والنوم الكويتي

صرح وزير الأشغال الإماراتي قبل فترة بان التكلفة الإجمالية لمشروع الربط الخليجي للسكك الحديد، ستبلغ 30 مليار دولار لكل دول مجلس التعاون. وأكد أن المشروع سيكتمل على أرض الواقع عام 2018، وان خطط البناء تسير حسب البرنامج، وأن قطاع النقل يعد حيوياً للجميع، وأن مسألة الربط الخليجي الموحد من خلال السكك الحديد هو حلم الأجيال القادمة.
كلام الوزير واضح، ولكن ماذا فعلت الكويت لكي تجاري ما تم تنفيذه في دول مجلس التعاون، وخاصة السعودية والإمارات؟ ربما يعتقد البعض ان الجواب هو: «القليل»! ولكن الحقيقة أن لا شيء تم بخلاف الإعلان عن إنشاء هيئة الطرق والنقل البري، علما بأن هذه الهيئة الوليدة ستحتاج لوقت طويل لاستكمال جهازها الإداري، وليس لديها الوقت لإنجاز مشروع السكك الحديد في موعده، كما أن عليها مسؤوليات كثيرة أخرى غير السكك الحديد، علما بأنه لم يتبق على وصول القطار السعودي للكويت، ليلتقي بالقطار الكويتي، إلا ثلاث سنوات، وحتما لن نكون حينها على استعداد لفعل شيء غير فتح افواهنا تعجبا لرؤية قطار على حدودنا!
متابعة قراءة الحلم الخليجي والنوم الكويتي

احمد الصراف

كيف تكون الكويت إنسانية أكثر؟

أكد وزير الاعلام، أثناء زيارة له لمركز الكويت للتوحد، أهمية المركز ودوره في تحقيق الهدف الذي تسعى اليه الكويت، لتكون مركزا انسانيا. وبالرغم من أهمية كلمته، فإن بلوغ هذه المكانة، حتى محليا، ليس هينا، وقد تكون العملية الجراحية، الدقيقة والخطيرة، التي أجراها مؤخرا الدكتور العوضي لمريضة فلبينية، والتي استأصل خلالها ورماً من رأسها بحجم البرتقالة، يصب في هذا الاتجاه، ولكن هذه النجاحات الفردية، بالرغم من أهميتها، لا تكفي في غياب قرار ودور مؤسسي لجعل الكويت مركزا للإنسانية، ولو إقليميا. فممارسات الكثير من الجهات التشريعية والأمنية والاجتماعية لا تقول ذلك. مهم أن تقوم الكويت بصرف 50 ألف دولار على الأقل لعلاج وافدة، ولكن عملها الإنساني سيضيع إن تعرضت تلك الوافدة للإهانة، لسبب أو لآخر. وبالتالي فإن «أنسنة» المجتمع يجب أن تكون عملاً مؤسسياً وجماعياً. فمن الخطأ الجسيم، وغير الإنساني مثلا قصر شرف منح جنسية الدولة على اتباع ديانة واحدة، حتى لو كانوا أميين، وسيكونون حتما عالة على الدولة في كل شيء، وحجبها في الوقت نفسه عن عباقرة وأطباء كبار، لأنهم غير مسلمين، وهم مفخرة لمن يحتضنهم. متابعة قراءة كيف تكون الكويت إنسانية أكثر؟

احمد الصراف

ألست من هذه الأمة؟

كتب الزميل جهاد الخازن مقالاً في «الحياة» اللندنية، أعلن فيه تطليق الأمة العربية طلاقاً بائناً لا عودة عنه، لأنها أمة تقتل أبناءها، تدمّر مستقبلها، تنفذ ما يريد أعداؤها، ثم تتهم الآخرين. وقال إنه كانت له طموحات وحدوية، من دون انتماء لحزب سياسي أو جمعية. وأنه كان وحدويا من منازلهم، كأكثر أبناء جيله، وانتقل من بهجة الأمل الى خيبة الأمل، دون المرور بمرحلة وسيطة. وأن عروبته جاءت بالولادة، ولكن الطلاق كان قراره وحده، وأنه لن يتزوج أمّة أخرى أو يدّعي انتماء آخر، بالرغم من أنه يحمل جنسيتين. ويقول، ونحن معه هنا، انه ليس من أمة يُقتل فيها المصلون في مسجد، والسياح في متحف، وتهدم الآثار، وتسبى فتيات صغيرات، ويهاجَم الأبرياء في برجين للأعمال في بلد، وفي «مول» تجاري في بلد آخر، وفي جزيرة سياحية في بلد ثالث. وانه يستطيع أن يكتب تاريخاً عربياً آخر، تاريخ جريمة من قتل ثلاثة خلفاء راشدين إلى تعاون أمراء المناطق في الأندلس مع ملوك أسبانيا ضد أحدهم الآخر، الى تسليم البلاد للمستعمر من مشرقها الى مغربها، ونحن الذين ابدعنا في الفلك والطب والكيمياء والجبر وغيرها، واخترعنا الصفر، وجعلنا أوروبا تنتقل من الظلام الى النهضة، ونمنا نوم أهل الكهف، ويا ليتنا بقينا نائمين. ولكن عندما استيقظنا شهدت بلادنا عصر نهضة ويقظة قصيراً، ثم رأينا رئيساً (مافيوزو) يغزو بلداً عربياً مجاوراً، ورئيساً نصف أمي يحكم بلداً 42 سنة ويدمّره. ورئيساً يختار «الحل الأمني» شهراً بعد شهر بعد 60 شهراً، وجماعة متطرفة تدمر بلداً عامراً في سنة واحدة، وعصابات سلّحها بلد أجنبي تقلب الحكم وتقتل الناس من شمال البلاد الى جنوبها. متابعة قراءة ألست من هذه الأمة؟

احمد الصراف

الحرية والحب وليس الحرب

لا يمكن إلا الشعور بالقلق واختلاط المشاعر عند سماع قيام قوات عربية بمحاولة القضاء على حركة انقلابية في دولة عربية أخرى، من خلال عملية عسكرية جوية مدعومة من دول «حليفة» أخرى، والتي قد تتحول قريباً لحرب برية مكلفة ومؤذية لجميع أطرافها. ومهما كانت نوايا وأهداف التحالف، فإن الوضع في اليمن الذي لم يكن يوماً سعيداً، سيسوء أكثر، مع زيادة ما ستسبب به هذه الحملة الأخيرة من تخريب وقتل ودمار. وهنا لا أتعاطف مع الحوثيين، وحلفائهم الإيرانيين، فأنا ضد أي استقطاب طائفي أو ديني، وأعتقد أن نهاية الحوثيين قريبة، ولكن الحروب لم تأت. يوماً بالخير لغير تجار السلاح. متابعة قراءة الحرية والحب وليس الحرب

احمد الصراف

وبدأ الانهيار

لم يمرّ الإخوان المسلمون بمرحلة صعبة كالحالية، بخلاف الفترة التي أعقبت محاولتهم اغتيال عبدالناصر في منتصف الستينات. ولولا دعم الكويت والسعودية لهم حين ذلك لانتهوا تماماً. ولكن يبدو أن وعي بعض حكومات المنطقة، وانتفاضة مصر ضدهم، ستكونان بداية القضاء تماماً على حركة الإخوان التخريبية التي تواجه حرباً شعواء من عدة دول، واختلافا مع أنظمة قوية أخرى، كما أصبحوا موضع شك وكراهية من الدول التي كانت تتغاضى في السابق عن أنشطتهم، وربما لا تزال قطر، وإلى حد ما الكويت، الأكثر تردداً في إعلان معاداتهما لهم بشكل صريح. وبالتالي فإن العصر الذهبي للإخوان قد ولّى، ومن تمكن وأثرى بسبب نفوذهم فقد نفذ، أو زمط، ولن تكون هناك فرص إثراء أخرى مستقبلا، وهذا سيقلل من أعداد المنتمين إليهم مستقبلا! متابعة قراءة وبدأ الانهيار

احمد الصراف

حصاد الفساد!

كنت أعتقد، كالكثيرين غيري، أن الفساد يعشّ.ش في وزارات وهيئات محددة، ولكن من الواضح أن الفساد يشمل تقريباً كل وزارات الدولة وهيئاتها، وإن بنسب متفاوتة، ولكن عندما يصل إلى «الأوقاف» و«المعلومات المدنية»، مثلاً، يصبح الأمر مثار استغراب حقاً! فإن كانت الوزارة المعنية بشؤون العقيدة بهذا الخراب، وإن كانت الجهة التي وثقنا بها في حفظ أسرارنا ومعلوماتنا الشخصية بهذا الخلل، فما حال الجهات الأخرى، الأقل علاقة بالدين والدنيا؟!
قام مجلس الوزراء، أخيراً، بإصدار قرارات متعلّقة بمجال المعاملات الإلكترونية والمعلومات، حيث أصدر قراراً بتحديد الجهة التي يعهد إليها الإشراف على إصدار التراخيص اللازمة لمزاولة خدمات التصديق والتوقيع الإلكتروني وغير ذلك من الأنشطة في مجال المعاملات الإلكترونية والمعلومات، وهي الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات. كما أصدر قراراً آخر بتحديد الجهة التي يعهد إليها إدارة جذر التصديق الإلكتروني، وهي الهيئة العامة للمعلومات المدنية. متابعة قراءة حصاد الفساد!

احمد الصراف

نور «أميرة» الساطع

أميرة وليغاهغن، Amira Willighagen فتاة من «نيذرلاند، أو هولندا»، تحمل اسما عربيا جميلا اشتهرت بموهبة نادرة، وبصوت أوبرالي عظيم، أدت من خلاله مقطوعات من الموسيقى الكلاسيكية العالمية، التي ستبقى خالدة إلى الأبد.
أميرة لم تحصل إلا على تعليم ابتدائي متواضع جدا، وليست كاتبة أو فيلسوفة أو مفكرة أو حتى كاتبة عمود في صحيفة «نيذرلندية» مغمورة، بل يمكن اعتبارها إنسانة «جاهلة» بكل ما تعنيه الكلمة، ومع هذا عندما تغني لا يتوقف الهمس فقط، بل تنحبس الأنفاس إعجابا وخشوعا لعجيب صوتها النادر في قوته وفي جمال أدائها وشخصيتها الرائعة. ولو خير الكثيرون بين الاستماع لها وحضور حفلتها، على حضور حفل يقف فيه كبار مفكري العالم متحدثين أو محاضرين، لهرع الجميع لسماع أميرة، ولو لدقائق معدودة. وعندما تنهي اي وصلة، يقف الآلاف طويلا، مصفقين لها بحرارة عجيبة، ودموع الفرح والرهبة والاعجاب تملأ مآقيهم لسماع ذلك الصوت الملائكي والأداء الرائع. متابعة قراءة نور «أميرة» الساطع

احمد الصراف

نور مريم الخافت

دعيت ماريا اغاغيان، المعروفة بمريم نور، الكاتبة والإعلامية اللبنانية الأميركية، الخبيرة في علم الماكروبايوتك، أو علم البدائل الطبيعية، سواء فيما نتناوله أو نستخدمه في حياتنا من أطعمة ومواد، دعيت الى زيارة الكويت، على هامش معرض الكتاب، لكن زيارتها انقلبت لمشكلة لها ولمن استضافها، حيث تحولت المناسبة لحفلة شتائم وسباب بسبب سوء الاستقبال الذي لقيته، من وجهة نظرها! كما أن شتائمها طالت بعض الحكام العرب، حسبما ورد في صحف محلية، معتبرة إياهم «نتاج مؤامرة صهيونية»، وأنها لو كانت هيفاء وهبي، لكان في استقبالها الكثير من الشخصيات الكبيرة.
متابعة قراءة نور مريم الخافت

احمد الصراف

السرقات النظيفة

غرّد استشاري أعصاب معروف في التويتر قبل فترة قائلا: ان اكثر من 500 ممرضة جدد سيتم احضارهن بعقود عمل لمستشفى جابر. وأن جلبهن سيتم بواسطة شركات تعود ملكياتها لمسؤولين كبار وأعضاء برلمان، وأن كل ممرضة ستدفع للشركة المتعاقدة مبلغ لا يقل عن 7000 دينار، مقابل قيامهم بتشغيلها، ويقال ان الأرقام اكبر! متابعة قراءة السرقات النظيفة

احمد الصراف

خالد الذي فقدنا

تعرفت على المرحوم خالد عبداللطيف الشايع، بعد التحرير بسنوات قليلة، وكان الصديق الكريم فيصل النصف، صلة الوصل بيننا. دعاني يوماً «أبو وليد» لأن اكون أحد رواد مجلسه الأسبوعي في الشاليه، وهناك عرفني على اصدقاء طفولته وصباه ودراسته، وكان مجلسه كل خميس وجمعة عامرا وجميلا، بمن فيه وبما كان يقدم خلاله من أطايب الطعام والشراب.
وجدت في «ابو الوليد» شخصية مميزة وصاحب ثقافة عالية، وكانت لديه دائما افكار جيدة وآراء صائبة، وكتبت عدة مقالات استوحيت موادها من آرائه وافكاره، وكانت لها صداها الطيب. بعد سنوات عدة من ارتيادي ديوانه في الشاليه، وبعد وفاة العم عبدالرزاق الخالد، الذي كان عميد الحضور، توقفت عن الذهاب الى الشاليه، خاصة أن مشوار طريق العودة للبيت، بعد وجبة دسمة، أصبح أكثر صعوبة. وعلى الرغم من توقفي، واعتذاراتي المتكررة، فإنه لم يمل في السنوات الخمس الأخيرة من الاتصال وحثي على زيارته، وهذا دليل طيب اصله، وكان آخر تلك الاتصالات قبل عشرة ايام من وفاته، ووعدته بأنني سألبّي دعوته، وأصل ما انقطع، بعد عودتي من رحلتي الحالية، ولكن يبدو أن القدر شاء ألا نلتقي أبدا. متابعة قراءة خالد الذي فقدنا