احمد الصراف

عيسى اليوسفي وإدواردز ديمنغ

في خمسينات القرن الماضي زار الكويت مندوب ياباني يتسم بخجل وأدب شديدين، ممثلا لشركة إلكترونيات يابانية متواضعة، ساعيا لإيجاد وكيل محلي لمنتجات الشركة. لم يرغب أي من تجار الأجهزة الإلكترونية حينها، ممن زارهم، في الحصول على الوكالة بسبب سمعة المنتجات اليابانية السيئة، خاصة الأجهزة الإلكترونية، كالراديوهات والمسجلات والبرادات، وذلك مقارنة بالمنتجات الأميركية والإنكليزية! وحده المرحوم عيسى حسين اليوسفي قَبل بالمغامرة في الصناعة اليابانية، وحصل على وكالة «ناشيونال ـــ باناسونيك»، جوهرة أعماله التجارية، وليصبح اليوسفي أول وكيل في الكويت لمنتج ياباني.
متابعة قراءة عيسى اليوسفي وإدواردز ديمنغ

احمد الصراف

صباح الخير أيها التعساء

صباح الخير ايها الشرق، صباح الخير ايها السني، صباح الخير ايها الآشوري، صباح الخير ايها العلوي، صباح الخير ايها الكلداني، صباح الخير ايها الأباظي، صباح الخير ايها الزيدي، صباح الخير ايها الاثنا عشري، صباح الخير ايها الكاثوليكي، صباح الخير أيها البروتستانتي، صباح الخير ايها الاسماعيلي، صباح الخير أيها الدرزي، صباح الخير ايها اليهودي، صباح الخير ايا تكون، ولأي مذهب أو دين انتميت!
متابعة قراءة صباح الخير أيها التعساء

احمد الصراف

الإرهاب الممنهج

عقد الأزهر مؤتمراً قبل فترة لمناقشة الارهاب، واصدر بيانا أكد فيه أن الجرائم التي تقوم بها الحركات الإرهابية والميليشيات الطائفية تجاوزت كل الحدود التي رسمتها الأديان، وانها ضد الإنسانية، وتتعارض مع صحيح الدين. ورفض الازهر تكفير «داعش» وغيرها من الحركات المتطرفة. وبرر موقفه بأن للتكفير ضوابطه، وأن لا تكفير لمؤمن مهما بلغت ذنوبه، وبالتالي «داعش» مُفسدون في الأرض، وتجب معاقبتهم وقتلهم. وأن الأزهر لم يقم طوال تاريخه بتكفير مسلم! ولكن لم يذكر الأزهر لماذا لم يتخذ اي إجراء ضد كبار المنتمين اليه؟ الذين كفروا مئات المسلمين المؤمنين وغيرهم من أمثال علي عبدالرازق، وطه حسين، وخالد محمد خالد، ونجيب محفوظ، ونصر حامد، وغيرهم. وعلى ضوء ذلك من الصعب إنكار دور الأزهر تاريخيا، ربما في تشجيع تكفير المبدعين والتقاعس عن تكفير غيرهم من القتلة. ويصبح الأمر أكثر وضوحا عند الاطلاع على ما تتضمنه مناهج الأزهر من نصوص قد تشجع على الإرهاب، أو على الأقل تعطي دارسها صك غفران. وقد كشف المستشار القانوني المصري أحمد عبده ماهر، في لقاء تلفزيوني، نصوصا من كتب أزهرية تدرس «اليوم» للمرحلة الثانوية، تتضمن إباحة قتل المرتد، وأكل لحمه. وقتل تارك الصلاة. وبالتالي لم يكن غريبا قيام الأزهر قبل ايام بإلغاء نص «جواز أكل لحم الاسير» من المناهج. متابعة قراءة الإرهاب الممنهج

احمد الصراف

كلام الناس القنبلة والملا

لست على ثقة بأن الاتفاق الإيراني الغربي سيرى النور بشكله الحالي في نهاية المطاف، وإن مرّ فإن بنودا جديدة ستضاف اليه، فهو في مجمله ليس في مصلحة المشروع التوسعي الإيراني، ولا في مصلحة المتشددين، وما أعلى صوتهم في إيران. فحساب الخسارة والربح «الظاهرين» في الاتفاق يشير بوضوح، كما ذكرنا في مقال سابق، الى أن إيران ستعطي كل شيء، ولن تحصل على غير رفع العقوبات، إن رفعت كليا، وهو الشيء الذي رفضته طوال عقدين تغيرت خلاله إيران كليا، واصبحت مجتمعا عسكريا بمجمله، وأكثر اعتمادا على نفسه، ولكن بثمن لا يمكن تجاهل آثاره السيئة على الاقتصاد والروح الإيرانية. وبالتالي ليس سهلا على إيران قبول شروط الاتفاقية الجديدة كما هي، فغالبية البنود مجحفة بحقها. كما لا تستطيع، لعوامل عدة، رفضها، بعد أن ارهقتها العقوبات الدولية، وهذا ما عبّر عنه بصدق «المرشد» الخامئني بقوله انه لا يعارض الاتفاقية ولا يؤيدها، وهو الشعور المختلط الذي ربما يختلج في قلب وعقل كل متشدد في إيران، وخاصة عندما نعلم بأن بنود الاتفاقية تتطلب مثلا تفكيك الـ Breeder reactor، أو قلب مفاعل «أراك»، الذي صرفت إيران مئات الملايين، إن لم تكن مليارات الدولارات عليه، من قوت الشعب، الذي بإمكانه إنتاج مادة البلوتونيوم Plutonium، التي لا تتوافر في الطبيعة، والتي تعتبر الأساس لصنع أي قنبلة ذرية. متابعة قراءة كلام الناس القنبلة والملا

احمد الصراف

المحفل السري

سبق أن تطرقنا إلى الطرق السرية المتبعة داخل حركة أو حزب الإخوان المسلمين في الكويت، التابع للتنظيم العالمي للإخوان. ما لم نتطرق إليه هو بعض خفايا العضوية والانتخابات الداخلية (إن وجدت) في هذا الداخل الغريب.

تأسست في الكويت عام 1952 جمعية دينية باسم «الإرشاد الإسلامي»، وكانت امتداداً طبيعياً وسياسياً لحركة الإخوان المسلمين المصرية. ونصّ نظامها على أن هدفها «الوعظ والإرشاد»، وأنها «لا تتدخل في السياسة». ولكن الجمعية تجاهلت هذا البند بقبول انضمام عدد من الإخوان المسلمين المصريين، وبالذات من الهاربين من بطش جمال عبدالناصر، للجمعية كأعضاء. وحضر تأسيسها في حينه محمد العدساني وعبدالرزاق العسكر، وعلي الجسار، وخالد العيسى، وعبدالعزيز العلي المطوع. وكانت أعمالها خيرية في الغالب، قبل أن تغوص في السياسة ويخرج منها عبدالعزيز العلي المطوع – مؤسسها الحقيقي – وأول مراقب عام لها. وأصدرت الجمعية بعدها مجلة الإرشاد الشهرية، ولكن سرعان ما توقفت، بعد الأزمة الشديدة التي تعرض لها «الإخوان» في مصر، مما يعني أنهم كانوا وراء تمويلها! متابعة قراءة المحفل السري

احمد الصراف

الكوميديا السوداء

الكوميديا السوداء هي عمل كوميدي يختلط فيه الجد بالهزل، ويركز على أمور شديدة السوداوية ومثيرة للجدل، ولكنها تدفع إلى الضحك، وهنا مثالان:

1 – أوقفت مدمرة بريطانية قارب تجديف متهالكاً به أربعة أشخاص، وسأل القبطان ركاب القارب عن هويتهم ووجهتهم، فرد أحدهم قائلاً إنهم مسلمون، وفي طريقهم لغزو إنكلترا! وهنا ضحك القبطان والبحارة من حوله، وسألهم ثانية: أنتم الأربعة فقط، وتودون غزو إنكلترا، أين بقية جيشكم؟ فردوا عليه: نحن آخر أربعة. أما بقية الستة ملايين، فقد سبقونا! متابعة قراءة الكوميديا السوداء

احمد الصراف

عودة الوعي

عودة الوعي عنوان لكتاب وضعه الكاتب المصري توفيق الحكيم عام 1972، بعد مرور 20 عاما على الانقلاب العسكري، الذي قام به جمال عبدالناصر ورفاقه الضباط عام 1952. تحدث الحكيم في الكتاب عن مشاعره، وكيف عاد الوعي له من وهم «الثورة» والعسكريين، الذين حكموا مصر، ودورهم في الهزائم المتتالية التي لحقت بمصر في الميادين العسكرية والاقتصادية!
متابعة قراءة عودة الوعي

احمد الصراف

الحوثية والزيدية.. وحرب الوكالات

لم يواجه اليمن، غير السعيد، اياما بمثل هذا السوء في تاريخه الحديث. حتى خلال الحرب الأهلية التي دارت بين من قاموا بالانقلاب العسكري عام 1962، بدعم من مصر عبدالناصر، وبين الملكيين الزيديين، بدعم من السعودية، والتي استمرت خمس سنوات، خرج منها الجيش المصري منهكا، ليخسر بعدها حربه مع إسرائيل، لم يكن اليمن بذلك السوء، فقد كان أطراف النزاع حينها معروفين، وقلة، أما اليوم فليس سهلا حصرهم، بعد أن دخلت عليه دول ومنظمات وفرق عديدة، مما يجعل من الصعب جدا جلوسهم على طاولة المفاوضات، إن كان لها نصيب. الغريب أن حرب 1962ـــ 1967 كانت السعودية في الجانب الزيدي، واليوم هي في الجانب المضاد، فهذه هي السياسة وهذه هي الحياة!
متابعة قراءة الحوثية والزيدية.. وحرب الوكالات

احمد الصراف

نحن والسلف والإخوان

في عام 1980، وفي آخر شهر لي تقريبا في المصرف الذي كنت أعمل به، وفي غياب شبه كامل للإدارة العليا، أثناء العطلة الصيفية، كنت فيها المسؤول الوحيد الذي يمتلك كل الصلاحيات، وكان التدقيق الداخلي والرقابة في ايامها بسيطا، والتلاعب والسرقة سهلين وممكنين، لمن ساءت نواياه. ومن باب الضجر قررت الدخول في تجربة مثيرة، فقمت بالاتصال بأحد كبار عملاء البنك، الذي لا يزال على قيد الحياة، وأعتقد انه يقرأ مقالاتي بصورة منتظمة، وطلبت منه الحضور للبنك لأمر خاص.

حضر الرجل على الفور، حيث لم يبعد مكتب شركته عن البنك كثيرا، وكانت قد أرسيت عليه مؤخرا مناقصة حكومية بعشرات ملايين الدنانير. قلت له ان لدي خبرا جيدا وآخر سيئاً، فقال ابدأ بالجيد. قلت له انني، وبموجب صلاحياتي، قمت بإجراء خصم على كل رسوم الكفالات التي سبق أن أصدرها البنك لتلك المناقصة او التي سيطلبها بعد ايام، وانني منحته خصما آخر على سعر عملة الحوالة المصرفية الكبيرة التي طلبها، وان إجمالي الخصم الذي سأجريه سيكون بحدود ثمانين الف دينار! شكرني باقتضاب، وقال: والخبر السيئ؟ قلت: إن عليه دفع نصف ذلك المبلغ لنا نقدا! تغيّر لون وجهه، وقال لي بصدق ان المبلغ بكامله تحت تصرفي، فقد ساعدته كثيرا، كما أن المبلغ تم احتسابه اصلا ضمن تكلفة المناقصة! وهنا ابتسمت له، ومددت يده وأمسكت بخده مبتسما، وقلت له: كنت أمزح معك، كل ما كنت أريده أن اختبر نفسي أمام هذه الإغراءات، وأعتذر لوضعك في ذلك الموقف «البايخ»، فقد كنت الخيار الوحيد أمامي، قبل استقالتي!

وبالأمس، بدأت المحاكم بالنظر في قضية اتهام الإدارة الحالية (السلفية) للبعض من الادارة السابقة (السلفية) لشركة الامتياز، باختلاس ما يقارب 900 مليون دولار من أموال المساهمين في الشركة، وهي اكبر قضية تنظرها المحاكم في تاريخ اختلاسات الشركات المساهمة في الكويت، وما أكثرها. الطريف، او المؤلم أن جميع من عمل في تلك الشركة، ولا يزال يعمل بها، من الفراش وصعودا حتى رئيس مجلس الإدارة، كانوا ولا يزالون من جماعة السلف، الصالح الطيب الطاهر، فكيف حدث ذلك؟

هؤلاء هم وهذا أنا، الذي طالما وصفت من قبلهم بالليبرالي والعلماني، وغير ذلك من تسميات، سيئة ومشينة، من وجهة نظرهم.

لا أكتب ذلك تفاخرا ولا لتحسين سمعتي فلست بحاجة لشيء، بعد هذا العمر المديد والجميل، بل لكي أبين أن لا اللحية ولا الجلباب القصير، ولا فرك الجباه، واستخدام المسواك، وعدم ترك صلاة، تعني الصلاح وحسن السيرة والسلوك! كما لا يعني ارتداء البدلة وربطة العنق وحلق اللحية والشارب دليل ضياع وفسق وفجور.

احمد الصراف

الاحتفال المُرّ

احتفل الإيرانيون، بفرح غامر، بالاتفاق النووي الأخير مع الدول الخمس الكبرى، ليس من منطق انتصارهم عليها، بل لرفع المعاناة التي فرضت عليهم طويلا، التي أثرت فيهم سلبا بشكل مؤلم.

ما هو مهم في الاتفاقية الأخيرة ليس فقط بنودها المعروفة، ولكن ايضا ما لم يتسرب منها، الذي سيحظى باهتمام الدول الخليجية في اجتماعها المقبل مع القيادة الأميركية في كامب ديفيد. متابعة قراءة الاحتفال المُرّ