لعن الكثيرون التلفزيون عندما غزا مجتمعاتنا في خمسينات القرن الماضي، ورفض غيرهم مجرد النظر إليه، دع عنك إدخاله لبيوتهم لما اعتقدوه من خطورته على الأخلاق، وكشفه المستور وتطرقه إلى الأمور الجنسية، ومخاطبته للصغير والكبير، الفاهم والجاهل، باللغة نفسها. وعندما أحضر والدي التلفزيون إلى بيتنا، وكان لفترة الوحيد في الحي، دأب أحد أقربائنا على زيارتنا في أوقات البث القصيرة، ليحذّ.رنا من مخاطر مشاهدة برامجه «غير الأخلاقية»، وكان يجلس بعيداً عن الجهاز، معطياً ظهره للشاشة الصغيرة، ولكنه كان مع الوقت يعدّل من جلسته ويلتف بجسده شيئاً فشيئاً ليصبح، مع نهاية السهرة، في مواجهة ذلك الجهاز الساحر. متابعة قراءة لعنة ونعمة الإنترنت
التصنيف: احمد الصراف - كلام الناس
إدارة الإعمال – جامعة الدول العربية – بيروت 1974 / الدراسات المصرفية والتدريب في بنك باركليز – لندن 1968 / البنك الوطني في فيلادلفيا – فيلادلفيا 1978 / الإدارة المصرفية – كلية وارتون – فيلادلفيا 1978
email: [email protected]
جائزة يورغن وحرب اليمن
في عام 2008 وضع الباحث والمحاضر الأميركي دانيل يورغن Daniel Yergin، الذي التقيت به عندما زار الكويت قبل سنوات قليلة، وضع كتابه الموسوعي «الجائزة»، الفائز بجائزة بوليتزر، الذي اختصر فيه تاريخ القرن العشرين بكلمة واحدة: النفط! حيث شرح فيه، بطريقة بانورامية، قصة أهم مادة استراتيجية عرفها الإنسان في تاريخه، وتاريخ الصراع حول ثروة هزت عروشا وممالك، وقسمت دولا ووحدت اخرى وأطاحت برؤوس وأتت بغيرها، وغيرت اقتصادات دول، بحيث رفعتها من العدم إلى الثراء الفاحش، وقررت مصائر حروب وأنهتها، وحددت حدود دول منذ أول يوم حفرت فيه بئر نفطية في ولاية بنسلفانيا، وحتى آخر حروب المنطقة من احتلال الكويت حتى الإطاحة بصدام والقذافي وغيرهما من الطغاة. متابعة قراءة جائزة يورغن وحرب اليمن
الفخر والعزة لنا
هناك الكثير الذي يمكن للعرب الفخر به، امور لا يشاركنا فيها أحد. فنحن أمة ولا كل الأمم، وكل ما عدانا لا شيء! وفخرنا بانسابنا وأصولنا يفوق فخر أي أمة أخرى، ربما لأن خواءنا أيضا يفوق خواء غيرنا!
نستخرج نفطا، أو يستخرجونه لنا، ونجني نقدا كثيرا، ومع هذا نبقى أكثر فقرا من غيرنا.
ندعي امتلاك تاريخ حضاري طويل، ولكننا لسنا بحضاريين في شيء.
ندعي امتلاك الحسب والنسب، ولكن نسرق بيوت وأوطان وأحلام بعضنا البعض، ونهتك أعراض أحدنا الآخر!
ندعي المعرفة وجهلنا واضحة معالمه، فلا معهد ولا جامعة لدينا تستحق الإشادة. متابعة قراءة الفخر والعزة لنا
الكويت.. بلد هندسة العجائب
ليس هناك من نشاط أو حاجة لخبرة في دولة بتخلف الكويت العمراني والطبي والتعليمي، بمثل الحاجة لمهندسين أكفاء، وهذا ما انتبهت له حكومة ما قبل نصف قرن، عندما ارسلت خيرة الشباب الكويتي لتلقي التعلم الهندسي في افضل الجامعات الأميركية والبريطانية. ومع عودة هؤلاء في نهاية الخمسينات وبداية الستينات برزت الحاجة لتأسيس جمعية مهنية تنظم نشاطهم، وبالتالي تم إشهار جمعية المهندسين الكويتية في عام 1962، لتصبح بجدارة أول جمعية نفع عام مشهرة طبقا للقانون في الكويت.
الأرمن وأنا والمذبحة
أعترف، وأنا أكتب هذا المقال، بأنني منحاز ومغلوب عاطفياً على أمري، فأنا أحب الأرمن، وهي محبة بدأت مع منتصف ستينات القرن الماضي، من خلال زمالتي في بنك الخليج مع سركيس جيدجيان، وصداقتي مع المعلم أكوب مصلح مكيفات السيارات، اللذين كانا يشاركانني، بكل كرم ومحبة، ما كانا يحصلان عليه من «راشن كري ميكنزي»، دون مقابل. ومع الوقت، ترسخت تلك العلاقة، من خلال شخصيات أرمنية جميلة أخرى، على مدى نصف القرن الماضي، ولم يأتني من اي منهم إلا كل جميل، فنياً وحرفياً، فهم، بشكل عام، مبدعون وفنانون ومهرة ومخلصون في عملهم، وربما كان ذلك ضمن الاسباب التي ألبت الكثيرين عليهم، وبخاصة من جماعتنا.
متابعة قراءة الأرمن وأنا والمذبحة
العودة للسرطان
لقي مقال مرض السرطان، الذي كتبته قبل فترة قصيرة، صدى اكثر مما توقعت، ربما لانتشار المرض مؤخرا كثيرا. وطالبني البعض بالكتابة باستفاضة أكثر عنه. متابعة قراءة العودة للسرطان
الصحوة الصحيحة
ضحكت حركة الإخوان قبل بضعة عقود على عقول بعض جموع المسلمين، من قادة وعامة، بادعاء حملها راية الصحوة الإسلامية، وأقنعتهم بأن في اتباعها خلاصهم من كل مصائبهم. صدقت الكثير من الحكومات ادعاءاتهم وسلّمت لهم أمور التربية والتعليم العام والدين، وكانت عبثهم بكامل مناهج التربية والتعليم في تلك الدول، مما مهّد الطريق لهم للوصول للحكم أو لكي يصبحوا القوة السياسية الأكبر في أكثر من دولة. تبين بعد عقدين أو ثلاثة من تلك الصحوة الوهمية وغير المباركة أن معظم العالم الإسلامي قد حفر لنفسه حفرة يصعب عليه الخروج منها بسهولة. كما نتج عن تسليم قضايا التعليم والشريعة للإخوان المسلمين وصول الوضع العام في أغلبية الدول العربية لما هو عليه اليوم من تخلف وهبوط في مختلف المستويات، حتى مقارنة بأقل دول العالم غنى وحضارة. وهنا كان من الضروري تحرك الجهات المعنية بالتربية والتعليم في دول عربية عدة لغل يد الإخوان أولاً ومن ثم رفعها عن قضايا التعليم، والبدء بتطهير وتنقيح المناهج من سابق عبثهم بها. وهكذا رأينا قيام وزارة التعليم المصرية بالإسراع في عملية «تنقيح مناهج اللغة العربية في جميع المراحل»، وحذف عدد من الموضوعات التي قالت إنها قد تستغل في «الحث على العنف أو التطرف» أو تحتوي على «توجهات سياسية أو دينية» غير مقبولة. وورد في بيان الوزارة أن «محب الرافعي» وزير التربية والتعليم المصري وافق على توصية لجنة من مركز تطوير المناهج، «لإجراء جميع المراجعات لكتب اللغة العربية من الصف الأول الابتدائي إلى الصف الثالث الثانوي، بهدف تنقيحها من الموضوعات التي تحث على العنف أو التطرف». كما شمل القرار الموضوعات التي «تشير إلى أي توجهات سياسية أو دينية، أو أي مفاهيم يمكن أن تستغل بشكل سيئ، فضلاً عن إزالة الحشو والتكرار». متابعة قراءة الصحوة الصحيحة
حفرة العيسى!
أجزم بأن وزير التربية وزير التعليم العالي الأستاذ بدر العيسى ــــ وعلى الرغم من خبرته الأكاديمية، ونشاطه الثقافي والسياسي ــــ لم يكن يعرف حجم الدمار والخراب والفساد الذي تعيشه وزارة التربية، بجامعتها ومعاهدها ومبانيها ومناقصاتها ومؤهلات مدرّ.سيها. وبالتالي، لربما صُعق من حجم الحفرة التي تقبع فيها الوزارة!
وضع وزارة التربية ليس شاذّاً، بل هو جزء من منظومة التدهور الإداري والأخلاقي الذي نعيشه منذ سنوات! فكيف يمكن أن تبقى قضية بضع مئات ممن اشتروا أو زوّروا شهادات «الدكتوراه» التي يحملونها حية لأكثر من عشر سنوات؟! وكيف يمكن تصوّر أن هناك من يطالب بــ «إنصافهم» وتشغيلهم مدرسين في الجامعة؟ وكيف يمكن أن نُلام على استخدام وصف الوضع في «التربية» وغيرها بالمتدهور أخلاقياً، إن كان هناك المئات ممن يقومون بالاهتمام بصحة وسلامة عقولنا وأبداننا من حاملي مثل هذه الشهادات، في «التربية» و«الطب» وغيرهما، وبرضا الحكومة وعلمها؟! وهل سنمتنع عن مشاركة وزير التربية استغرابه إن اكتشفنا، في بلد «المليون كويتي» فقط، أن هناك نسبة عالية من طلبة «الجامعة» لا يعرفون اسم رئيس الحكومة، وأن تعليمهم ضعيف وثقافتهم أضعف؟! متابعة قراءة حفرة العيسى!
الحاي وخطر البهائية
ذكر الداعية الكويتي حاي الحاي، تلميذ ابن باز، أن البهائية ليست بدين سماوي، وأن علينا دعوتهم الى اعتناق الإسلام. وان الإسلام لا يسمح بإقامة معابد بهائية في الجزيرة، وأن البلدان غير الإسلامية تحتفي بالبهائيين، ولكنها لا تهتم بالأقليات المسلمة. وقدّم الحاي نصيحة للبهائيين بالرجوع الى الله، لأنهم محاسبون أمامه يوم القيامة. ووصفهم بالفرقة المرتدة الكافرة بالله، وبالتالي يحرم الزواج منهم، وأن تم فهو نكاح باطل، ويجب الحذر من مناقشة الكفار والعلمانيين والبهائيين على حد قوله، من دون علم وبينة وتبحر في العلوم البشرية، لأنه إذا لم يكن المسلم متبحراً في أصول العلم الشرعي فسيؤدي ذلك الى غلبة أهل الباطل، وان المعابد البهائية أشد حرمة من غيرها، ومن ثم لا يجوز شرعاً السماح بإقامتها في الجزيرة، ولا يجوز إلقاء السلام على البهائي، لأنه غير مسلم، فالسلام لا يُلقى على اليهودي أو النصراني أو البوذي أو غير المسلم، وإنما يُلقى على المسلم فقط. أما المعاملة كجيرة فيجب إحسان جيرته، ويمكن ان يهدي المسلم من طعامه لجاره البهائي، لكن لا يجوز أن نأكل من طعام البهائي. كما لا يجب تسليمهم المناصب الحساسة! هذا بعض مما جاء في مقابلة أجريت مع الداعية في صحيفة محلية، قبل أيام.
حكم المسلم المهاجر
في عام 1907، قال رئيس وزراء كندا عن سياسة حكومته في ما يتعلّق بالهجرة إلى كندا: يجب أن نصر على أن من يأتي للعيش معنا سيصبح كندياً، وأن يرضى بمجاراتنا في طريقة عيشنا، وسيعامل على قدم المساواة مع الآخرين، وسيكون مخجلاً ان تم التعامل معه بطريقة مختلفة، إن بسبب العقيدة، الجنس، الجنسية أو مكان مولده، ولن يقبل منه بالتالي الولاء المزدوج. وكل من يدعي من هؤلاء أنه كندي ويحاول فرض أسلوب حياته أو عاداته علينا، فهو ليس منا، فلا يوجد مكان في كندا لغير علم واحد ولغتين فقط، الإنكليزية والفرنسية، وولاء واحد، للشعب الكندي. ونحن لن نقبل من أي كان فرض ديانته أو عاداته علينا! انتهى. متابعة قراءة حكم المسلم المهاجر