احمد الصراف

جبار وجبرائيل

ربطت عبدالجبار وجبرائيل علاقة صداقة متينة. بدأت علاقتهما بالحي، وقويت بزمالة المدرسة، ولحمت بانضمامهما لفريق الكرة نفسه، واستمرت مع رباط المصاهرة.
على الرغم من كل ذلك التشابه الأخوي والعائلي والنفسي بينهما طوال أكثر من نصف قرن، فإنه كان هناك ما يفرق بينهما، ويجعلهما مختلفين. فجبار عنيف، يميل الى اتخاذ القرارات السريعة، ولا يعرف الحلول الوسط، متشدد مع بناته، و غير مستعد للاعتراف بالتناقضات التي يعيشها في حياته، على كثرتها، بل يعتقد أن ما يفعله صحيح، وهذه تقريبا حال غالبية إخوته وأقاربه. فكل واحد منهم «فصّل» لنفسه البدلة الدينية التي تناسب طبعه وظروف حياته ووضعه المالي. فالذي يحب النوم يبرر عجزه عن اداء صلاة الفجر في موعدها بانه أفضل من غيره في أمور أخرى، وأنه على الأقل يؤديها، وإن في غير موعدها. أما الذي لا يزكي من ماله، فإنه يفصل بدلته الدينية لتكون على مقاسه بالقول إنه بدلا من دفعها، فإنه يتبرع بأكثر منها لأقربائه. ومن يدمن تناول المسكرات يقول انه لا يضر احدا بتناولها، وأنه يلتزم بأداء كل فروضه الدينية، وهكذا مع البقية، من اشخاص او أوامر ونواه. متابعة قراءة جبار وجبرائيل

احمد الصراف

رمضان غير

رمضان على الأبواب، والتناقض بين تصرفات الكثيرين اليومية في الحياة ستزداد مع زيادة انغماسهم الطارئ والمتوقع في العبادات.
ففي رمضان ستستمر أسر أكثر من 800 معاق، توفوا قبل سنوات، في قبض معاشات أبنائهم المتوفين، من دون أن يرف لأغلبهم جفن، ربما لاعتقادهم أنه ليس في الأمر سرقة، فهم شركاء في المال العام، كما يحق لهم أن يهبشوا منه الفتات، طالما أن غيرهم يهبش منه الملايين.
متابعة قراءة رمضان غير

احمد الصراف

الفساد في المبرّات و«الخيريات»!

يوجد فساد في كل الأنظمة، حتى الديموقراطية منها، والاختلاف يكمن في درجة عمق الفساد وحجمه. ولا شك في أن الجهات الأكثر فسادا هي الحكومية، ومن بعدها الشركات المختلطة الملكية أو الجهات التي لا يوجد لها مالك واضح، مثل مؤسسة التأمينات والجمعيات أو المبرات، المسماة الخيرية، علما بأن نصوصاً دينية تعطي القائمين على هذه الجمعيات حقّاً في نسبة من أموالها.
لقد كنا، ولسنوات، من اكثر من كتب عن الفساد المستشري في كثير من هذه المبرات والجمعيات، التي سميت بعضها زورا «الخيرية»، ضمن غالبية تعمل بكل استقامة. كما انتقدنا كثيرا إصرار السيئ منها على العمل في الخارج بدلا من الداخل، ربما لضعف الرقابة هناك. ولم تنتبه وزارة الشؤون لكل تحذيراتنا إلا مؤخرا، ولكن بعد أن طارت طيور المشرفين على معظم هذه الجهات «الخيرية» بمليارات الدولارات على مدى ربع العقد الماضي. ونعتقد أن جزءا من تلك الأموال المنهوبة قد ذهب لتمويل الحركات الجهادية الإرهابية في أفغانستان والشيشان، وبعدها ذهبت، ولا تزال، لتمويل نفس نوعية العمليات في العراق وسوريا. وبالتالي جاء قرار مجلس الوزراء الأخير بتنظيم عمل الجمعيات الخيرية متأخرا كثيرا، ولكن أن يأتي مثل هذا القرار، بعد إغلاق %24 من الجمعيات خير من ألا يأتي أبداً.
متابعة قراءة الفساد في المبرّات و«الخيريات»!

احمد الصراف

الرسالة الحُلم!

أتمنى من كل قلبي أن أطَّلع وأقرأ نص الرسالة التالية، لكي أشعر بأن وطني بخير، وأن هناك مواطنين مخلصين، وقلوبهم على وطنهم، وأمانتهم، العلمية والأدبية، لا غبار عليها.
معالي الوزير المحترم.. تحية طيبة:
كما تعلمون معاليكم، فقد صدر المرسوم 139 لسنة 1991، بإنشاء اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، في وطننا الحبيب، وذلك لتولي مهمة وضع «خطة» لتهيئة الأجواء لاستكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية. ونص المرسوم على تكليفنا بدراسة القوانين السارية في مختلف المجالات، واقتراح ما نراه مناسبا بشأنها، وضمان توافقها مع الشريعة.
متابعة قراءة الرسالة الحُلم!

احمد الصراف

شؤون وشجون كويتية وعربية

(1) ورد في نشرة أخبار يوم 29 مايو 1982 أن مجلس الأمة قام بمناقشة مشروع إنشاء الجامعة الجديدة في منطقة الشدادية مع مديرها، د. عبدالله الرفاعي. وتطرق النقاش الى كل ما تعلق بمبنى الجامعة وكلياتها! ولعلم من لا يعلم فإن هذه الجامعة، وبعد 33 عاما بالتمام والكمال، لا يزال مبناها قيد الإنشاء، ويتوقع الانتهاء منه بعد 7 سنوات، يعني 40 سنة انتظارا. ولكن عندما «يشتهون» شيئا اكبر منه تتم ترسيته خلال أسابيع، لينتهي بعد سنتين. فخلال الـ33 سنة الماضية تم إنشاء وإنجاز عشرات المباني والمشاريع التي لا تهم الكثيرين، كمبنى اتحاد الجمعيات النسائية، علما أنه ليس في الكويت، حسب علمي، غير جمعيتين، ولا علاقة بينهما، فما هو غرض مبنى الاتحاد؟
متابعة قراءة شؤون وشجون كويتية وعربية

احمد الصراف

الفساد.. والضوء في آخر النفق

وصل الفساد في البلاد لدرجة غير مسبوقة، وهو في ازدياد حتما، فكيف بإمكان موظف واحد تزوير عشرة آلاف معاملة إقامة؟ هذا مستحيل، ليس فقط من الناحية العملية، بل وحتى النفسية، فهو بحاجة إلى مساعدة الكثيرين له وإلى بيئة فاسدة لا تقوم بتهيئة الجو له فقط، بل بحمايته، متى ما كشف أمره. وبالتالي من الواضح أننا نعيش في جو مشبع بالفساد، مشجع عليه، وحام له. ولكن بالرغم من كل ذلك نتمنى، ولا نزال ننتظر، أن يسفر إنشاء هيئة مكافحة الفساد عن شيء ما، فجبل وجمل الهيئة يكبر كل يوم، ولا نتمنى ان يتمخض عن فأر، مع كل تقديرنا واحترامنا للقائمين على الهيئة، فسمعتهم الشخصية، وقبل ذلك سمعة الكويت، محليا ودوليا، بين أيديهم!
وهنا يجب علينا، بين الفترة والأخرى، الإشادة بمن نعرف من نوعيات جيدة بين كبار موظفي الدولة، الذين حافظوا على جميل سمعتهم، بالرغم من كم الإغراءات التي لا بد أنهم تعرضوا ويتعرضون لها كل يوم. ومن أمثلة ذلك أحمد محمد عثمان الموسى، في هيئة القوى العاملة، والذي نتمنى له استلام دفتها العليا قريبا، فهو مثال جيد. كما أن م. احمد المنفوحي، في البلدية مثال جيد آخر، وطال انتظار ترقيته. وهناك م. عادل الأطرم، وفي البلدية أيضا، التي اصبحت كإرم ذات العماد، التي لم يخلق مثلها في الفساد، ومع هذا يوجد فيها أمثال هؤلاء المخلصين!
متابعة قراءة الفساد.. والضوء في آخر النفق

احمد الصراف

أحمد شاملو

الحقد الجديد على إيران أنسى الكثيرين كل عداواتهم الأخرى في المنطقة، هكذا نحن!
وكان لا بد أن نطالب بـ«تهدئة الرمي»، بكتابة شيء عن إيران الأخرى.
يعتبر الأديب والشاعر المجدد أحمد شاملو، «سياب» إيران. فقد عرف بدوره في تجديد الشعر الفارسي، وأول من كسر أوزانه القديمة المعروفة بـ «الفراهيدي». ولكنه تطور ومع الوقت أصبح شعره بمستوى النتاج الأدبي لشعراء أكبر وأكثر شهرة.
متابعة قراءة أحمد شاملو

احمد الصراف

الانتقام الشخصي

بعلم الحكومة أو بجهلها، وقعت الكويت عام 1982 في أزمة المناخ. وعلى الرغم من مرور 33 عاماً على تلك المأساة أو الملهاة، فلا تزال شرائح كبيرة من المواطنين، وأسرهم، تعاني من تبعات تلك الأزمة. والواضح أن تحالفات أو صراعات «شخصية» تمنع وضع نهاية لمأساة هؤلاء وإغلاق الملف.
لا شك في أن من دخل أزمة سوق المناخ، واحترقت أصابعه فيه، لا يلوم إلا نفسه. ولكن من غير العدل بعد 33 عاماً أن نجد مئات المواطنين الذين تورطوا، كغيرهم، في ذلك السوق لا يزالون غير قادرين على السفر والحركة أو العمل، بسبب شروط سداد مجحفة. ولا اعتقد أنه لا يزال هناك من بإمكانه سداد ما عليه ولم يقم بذلك حتى الآن، راضياً بكل المعاناة والبهدلة في مباني المحاكم وأروقة لجان تسوية المديونيات، وروح وتعال لمئات المرات، لكي نعفو عنه الآن.
متابعة قراءة الانتقام الشخصي

احمد الصراف

كيف تقضي حاجتك في عاصمتك؟

لم يرتح الكثيرون لتكرار قولي إننا شعب متخلف، علماً بأن ليس في ذلك ما يعيب، فالتخلف «إعاقة» يمكن التغلب عليها. وليس هناك ما هو أكثر دلالة على تخلفنا من الوضع الصحي اللاإنساني، وحتى النفسي، لعاصمتنا! فبالإضافة إلى كونها العاصمة الوحيدة في العالم التي لا يسكنها أهلها، فإنها أيضاً العاصمة الأكثر فقراً في أشياء كثيرة، كالمسارح ودور السينما وغيرها. كما أنها تفتقد بشكل مخجل لأماكن قضاء الحاجة، ولا يعرف معنى «قضاء الحاجة إلا من كابدها!».
متابعة قراءة كيف تقضي حاجتك في عاصمتك؟