احمد الصراف

المصير المحتوم

يبدو أن الوضع في العالم العربي/ الإسلامي قد وصل إلى مرحلة أشبه ما تكون بجسم إنسان مشوه، عيونه مثبتة خلف رأسه، وباقي جسده متجه إلى الأمام، فلا هو قادر على السير إلى الخلف، ولا التقدم إلى الأمام!
متابعة قراءة المصير المحتوم

احمد الصراف

نبيل.. وكرامة البحرين

تلقت الجهات الداعمة للحريات في منطقة الخليج بفرح خبر إفراج سلطات البحرين عن المناضل البحريني، نبيل رجب، المدافع المعروف عن حقوق الإنسان. وجاء الإفراج بمبادرة طيبة من جلالة الملك، وتقديرا لظروف السيد رجب الصحية. ويذكر ان السيد رجب ناشط سياسي، وسبق أن حكم عليه بالسجن لستة اشهر بتهمة الإساءة الى المؤسسة العسكرية، وقد تكون وراء الإفراج عنه ضغوط دولية، لما يتمتع به من سمعة دولية وإقليمية طيبة، وإيمان بالمقاومة السلمية، وبعدالة القضية التي يدافع عنها، فهو عضو فعال في المجلس الاستشاري لقسم الشرق الأوسط وشمال افريقيا لمنظمة «هيومن رايتس واتش» الدولية. كما يشغل منصب نائب الأمين العام للفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، إضافة إلى كونه رئيس مركز الخليج لحقوق الإنسان.
متابعة قراءة نبيل.. وكرامة البحرين

احمد الصراف

الفساد وتأثيره على المعهد

التحديث والديموقراطية من الأمور التي لا تحتمل التأجيل! فلا نستطيع التعلل بأن الوقت غير مناسب لتطبيق الديموقراطية، لأن «الشعب غير واع»، أو التعلل بجهل الشعب، فنؤجل التطوير والتحديث. ولكن تطبيق هذين الأمرين يصبح مأساة متى ما أسند الأمر إلى غير أهله، خصوصاً في المجالات العلمية. فالبعض يطالب مثلاً بالاستعانة بتقنية توليد الطاقة من خلال بناء مفاعلات نووية، وهذا قد يكون جيداً، ولكن من يضمن عدم تدخل نائب أو متنفذ وتولية غير الكفؤ لإدارة هذا المرفق الخطير؟
في عام 1967، عهد الكويت الجميلة، صدر مرسوم إنشاء «معهد الكويت للأبحاث العلمية». وكان دوره رائداً ومستقبله واعداً. ولكن ككل مرفق، بدأ تراجع أدائه مع التراجع العام في أداء بقية مرافق الدولة، بسبب الفساد الإداري، وزيادة تدخلات النواب والمتنفذين في التعيينات العليا، ولم يشفع للمعهد طابعه العلمي في النأي به عن التدخلات السياسية.
يعمل في المعهد حالياً، بعقود دائمة ومؤقتة، أكثر من ألف موظف وفني وعامل، أنفقت الحكومة على رواتبهم ما لا يقل عن ملياري دولار، كانت تكفي لجعل الكويت، خلال نصف قرن من عمر المعهد، دولة متقدمة، إلكترونياً على الأقل! ولكن جل المبلغ ذهب كرواتب وبهرجة، وما تحقق ليس بالكثير، ونتمنى أن نكون على خطأ.
وهنا لا نهدف إلى التجني على أحد، ولكن وضع المعهد، ومن خلال تقارير ديوان المحاسبة، ومناقشات مجلس الأمة، بلغ حداً غير مسبوق من السوء. فمنجزات إدارته الحالية اقتصرت تقريباً على شبه إنجاز مبنى «الإدارة»، بتكلفة 15 مليون دينار، الذي لا يمت تصميمه إلى العلم بصلة، والذي سيمتلئ قريباً بالعاطلين عن العمل، إضافة إلى الاستعداد لترسية مشروع توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، أو مشروع الشقايا، الفاشل مبدئياً!
والمؤسف أن أياً من وزراء التربية السابقين لم يحاول التصدي لأداء إدارة المعهد، ولقلة منجزاته «العلمية»، واقتصار عمله على إنجاز المعاملات الحكومية التي تعرض عليه. إلا أن نشر تقرير ديوان المحاسبة حرّك مياه الفساد الراكدة، فتحرك وزير التربية الحالي، وشكّل لجنة للنظر في ما ورد في التقرير من مخالفات، وأوقف التجديد للمدير العام، الذي سعى بدوره جاهداً للبقاء في منصبه كما تردد اعلامياً، من خلال استعطاف المراجع العليا، لكي يبقى ربما حتى ترسية مناقصة مشروع «الشقايا» الخرافي في تكلفته، وتواضع المتوقع منه، ولكي يتمكن من افتتاح مبنى الإدارة الجديد، ولكن المراجع رفضت التدخل!
المؤسف أن المعهد واجه في السنوات القليلة الماضية استنزافاً لخبراته، وحتى الذين أوفدوا للخارج لتلقي التعليم والتدريب، عادوا، ولكن للعمل لدى جهات أخرى. وهذه هي النتيجة الطبيعية لإسناد الأمور لغير أهلها!
ملاحظة: تقرر، بعد انتظار دام 55 عاماً، إصدار شهادات الميلاد على شكل بطاقة ذكية. هذا يعني أن علينا الانتظار 235 سنة أخرى للانتهاء من تطوير بقية المستندات!

احمد الصراف

فضحتونا.. الله يغربلكم!

انتشرت على وسائل التوصل تقارير آراء لشخصيات ووكالات سياحة وتقييم وضع مطارات مختلف دول العام. وجاء في احدها أن مطار الكويت حصل على درجة واحد من عشرة في كل شيء تقريبا. وقالت وكالة التصنيف إنه لم يكن بوسعها إعطاء درجة «صفر» من عشرة، لأنها غير موجودة.
لا نتفق طبعا مع رأي الوكالة، فمطارنا سيئ ولكن ليس بهذه الدرجة، ولو قورن وضعه بمجمل وضع بقية مرافق الدولة لربما أعطي القائمون على المطار «بعض» العذر، فهل وضع الموانئ البحرية او البرية لدينا افضل مثلا؟

متابعة قراءة فضحتونا.. الله يغربلكم!

احمد الصراف

لا يهرول عبثاً

لا أكن أي ود للنائب عبدالحميد دشتي، وأعتقد أنه من أكثر النواب سوءاً، في عمله، وأدائه البرلماني، إضافة إلى أمور يمنع القانون التطرق إليها هنا، ولكن هذا لا يعني أن من حقي سلبه أياً من حقوقه كإنسان. فما قام به من تقديم «واجب» العزاء لوالد عماد مغنية يبقى، في إطاره العام، تصرفاً شخصياً، لا علاقة لأحد به. ولكن ما يؤخذ عليه هو إحاطته بكل تلك البهرجة الإعلامية، وكأن الاستفزاز مقصود ومبيت. كما أن توقيت الزيارة، وبعد مرور سنوات عدة على حادثة الاغتيال، وفي هذه الظروف المشحونة طائفياً، له دلالاته السيئة، فكيف تذكر النائب دشتي، وبعد مرور أكثر من ألفي يوم على اغتيال مغنية، أن عليه تقديم واجب العزاء؟ علماً بأن زياراته للبنان لم تنقطع خلالها! متابعة قراءة لا يهرول عبثاً

احمد الصراف

هل اقتربنا أكثر لــ«ديرة بطيخ»؟!

أعتقد أن الجميع، من كتّاب ونشطاء سياسيين ومحللين وحتى نواب ومسؤولين شرفاء، قد تعبوا من الكتابة والحديث والتحلطم ونقد كل هذا الكم المتزايد من الفساد نتيجة تراخي قبضة القانون، والتغاضي عن كثير من المخالفات. فما توقعناه مثلاً من جمود أعمال لجنة إزالة المخالفات، بعد تقاعد رئيسها السابق اللواء محمد البدر، قد وقع. فالمخالفات بدأت تطل برأسها. وفي السياق ذاته، نشر في صحف ما قبل العيد بيومين أن المجلس البلدي أقر لائحة البناء للمشاريع المتميزة بمناطق السكن الاستثماري، والمجاورة للمناطق السكنية، التي لا يقل صافي مساحة القسائم التنظيمية للمشروع المراد تطويره بعد تنظيم القطعة، وبعد استقطاع النسبة التي ستؤول للدولة منها، عن 50 ألف متر مربع، مع التزام المالك بتنفيذ البنية التحتية، وجميع الاشتراطات الأخرى على نفقته (!). متابعة قراءة هل اقتربنا أكثر لــ«ديرة بطيخ»؟!

احمد الصراف

لا يزال على رأس عمله

يقول صديق إنه فوجئ بتلقي دعوة من مدير المعهد «العلمي» الذي التحق به أخيراً تطلب منه الذهاب، اليوم الثلاثاء، لمبنى محدد لتقديم التهنئة له بعيد الفطر لمدير المعهد، وأثناء ساعات العمل. والدعوة لجميع الموظفين!
نقل استغرابه لغيره، فقيل له إن هذا المدير، الذي يدور لغط كبير حول طريقته غير التقليدية في التصرف بأموال المعهد، كان يقوم في السنوات الماضية بالاحتفال بهذه المناسبة بطريقة مختلفة، حيث كان يدعو «ثلة» من رجال الدين لإلقاء محاضرات «غير علمية»، بالمناسبة السعيدة. كما كان ينهي المحاضرات ببوفيه كريم ومتنوع. ولكن بسبب ما اتهم به من تبذير للأموال العامة، وخضوعه للمساءلة، فقد أوقف تقليد استضافة رجال الدين وألغى البوفيه، ولكن ربما لم تسمح له نرجسيته أو فضوله بمعرفة مدى ولاء موظفيه له، على تلقي التهاني بالعيد! وطبعاً لم يتبرع أي من رجال الدين بالمشاركة في هذه المناسبة، ببلاش. متابعة قراءة لا يزال على رأس عمله

احمد الصراف

المؤامرة الغادرة

فكرة إيجاد وطن قومي لليهود، وعلى أي بقعة أرض، ليست بالجديدة. فكتب اليهود المقدسة تقول إن الله وهبها لبني إسرائيل، فهي هبة أبدية، ولكن نفس النصوص لم تطلب من أحد السعي إلى تأسيس الدولة، لأنها ليست مهمة البشر، بل مهمة المسيح المنتظر!
ولكن في منتصف القرن الـ19 ظهر من سئم من انتظار المسيح ربما، وقرر التمهيد لظهوره، ليقوم بإيجاد الوطن القومي. وتعاقبت الأحداث بعدها سراعاً ما بين الأعوام 1890 و1945، وكانت بدايتها التوجّه المعادي للسامية في روسيا، مروراً بمخيمات الأعمال الشاقة التي أقامها النازيون في أوروبا، وانتهاء بعمليات الحرق الجماعي لليهود وغيرهم على يد النازيين، إبّان الحرب العالمية الثانية، التي ساهمت في تنامي الرغبة بإنشاء كيان يحتضن اليهود في فلسطين.
لن نتطرق هنا إلى الحركات المطالبة بعودة اليهود لفلسطين اعتباراً من القرن الـ15، بل سنركز على العصر الحديث، ففي عام 1882 أنشئت «الحركة الصهيونية» للمطالبة بإرجاع اليهود إلى فلسطين. كما ظهرت في العام نفسه حركة «حب صهيون» والتي تمخضت عنها جمعية مساعدة الصناع والمزارعين اليهود في سوريا وفلسطين ولتشجيع الهجرة إليها.
أما الحركة الصهيونية الحديثة، فقد بدأت على يد تيودور هرتزل، حيث سعى عام 1897 إلى عقد أول مؤتمر صهيوني عالمي في مدينة بازل السويسرية، حدد من خلاله أنه يهدف إلى وضع حجر الأساس لوطن قومي لليهود. وقد حدد المؤتمر ثلاثة أساليب مترابطة لتحقيق ذلك الهدف، وهي: تنمية استيطان فلسطين بالعمال الزراعيين، وتقوية وتنمية الوعي القومي اليهودي والثقافة اليهودية، ثم أخيراً اتخاذ إجراءات تمهيدية للحصول على الموافقة الدولية على تنفيذ المشروع الصهيوني.
وعقد المؤتمر العلني الثاني بعدها بعام، وتركَّزت أعماله على ضرورة تنمية النزعة الصهيونية لدى اليهود، والتركيز على ظاهرة معاداة اليهود، والزعم بأنها خصيصة لصيقة بكل أشكال المجتمعات التي يوجد فيها اليهود كأقلية. كما تم إيفاد وفد لفلسطين لاستقصاء أحوال مستوطنيها من اليهود، وتبين أنهم يواجهون ظروفاً شديدة الصعوبة تستدعي المساعدة من بقية يهود العالم لضمان استمرار حركة الاستيطان. متابعة قراءة المؤامرة الغادرة

احمد الصراف

الذئب لا يهرول عبثاً

ظهرت هافينلي جوي Heavenly Joy، الصبية السوداء البشرة والجميلة، في برنامج المواهب الأميركي America’s got talent، وذكرت أنها تجيد الغناء مع الرقص الإيقاعي، وعندما سألها أحد المحكمين عما ستفعله إن فازت بجائزة البرنامج وقدرها مليون دولار، ردت قائلة إنها ستوزع المبلغ بأكمله على الفقراء، ففي العالم الكثير منهم. للعلم، هافيلني في الخامسة من عمرها فقط، وكلامها ذكرني بالتصريحات الأخيرة لملياردير العرب والمسلمين، الأمير الوليد، الذي قال إنه سيعطي كامل ثروته، البالغة، 32 مليار دولار، للفقراء، ولكن لم يحدد متى، هل قبل أو بعد وفاته؟
من جانب آخر صرح رجل الأعمال الإماراتي عبدالله الغرير بأنه خصص ثلث ثروته الشخصية للصرف على مؤسسته التعليمية، وتوفير فرص تلقي التعليم الجامعي للمتفوقين من ابناء العائلات الفقيرة، وأن العدد المستهدف هو 15 الف طالب، للسنوات العشر القادمة، بميزانية تبلغ أكثر من مليار دولار بقليل. وبتطبيق الكلفة نفسها على ثروة الأمير الوليد نجد أن بإمكانه، إن أحب ذلك، وخلال عشر سنوات، توفير التعليم العالي لما يقارب النصف مليون «بني آدم»، عربي. ولكن يبدو أن توزيع الطعام والبطانيات وحفر الآبار أفضل أجرا، وأكثر سهولة من «دوشة» تعليم نصف مليون أمي، خصوصا أن النصوص المتعلقة بالأجر الأخروي عن مثل هذه المشاريع ليس باتا! متابعة قراءة الذئب لا يهرول عبثاً

احمد الصراف

وما أدراك ما أسباب السافي؟

اجتاحت البلاد قبل ايام موجة غبار نتج عنها تراكم كميات من الرمال الناعمة على الطرق السريعة فقُطعت طرق سريعة حيوية، واختفت معالم أخرى بصورة كاملة، مما أدى لتعطل مصالح الكثيرين والتسبب في وقوع حوادث مرور.
وبالرغم من أن لدينا هيئة للزراعة وأخرى للبيئة، تصرف عليهما الدولة الشيء الكثير، إضافة لجمعية أهلية للبيئة أكثر نشاطا، هذا خلاف مسؤولية وزارة الأشغال المباشرة عن بقاء كل الطرق صالحة للاستخدام في جميع الأوقات، فإن غالبية هذه الجهات على غير استعداد للتصدي لجذور هذه الظاهرة الطبيعية أو التخفيف من أضرارها، التي قد تتفاقم في السنوات المقبلة.
تصريح وكيل الأشغال المساعد لشؤون الصيانة جاء مفاجئا عندما قال إن الوزارة استعانت، بصورة ودية، بآليات بعض الشركات لإزالة كثبان الرمال (السافي) من على الطرقات، وذلك بسبب عدم قدرتها على القيام بواجبها في الإزالة لأن وزارة المالية لم تعتمد الميزانية الخاصة لمثل هذه الأعمال! ولا أدري كيف يمكن تحت هذه الظروف الإدارية التعيسة التفكير في بناء مفاعلات نووية في الكويت لإنتاج الطاقة، كما يقترح بعض الإخوة! متابعة قراءة وما أدراك ما أسباب السافي؟