احمد الصراف

تحذير الكهل العراقي

هذا النص مقتبس من مقال السياسي البحريني ضياء الموسوي، الذي أميل لوصفه بـ«رجل الدين السابق»، بعد أن هجر العمامة إلى البدلة، وهي بعنوان «مدنية النظام الملكي «المطلق» وخراب الاحزاب الديموقراطي»، وكلمة المطلق من عندي.
يقول ضياء إنه كان يتصفح كتاب فولتير «رسالة في التسامح»، (هناك كتاب آخر يحمل العنوان نفسه ولكن للفيلسوف سبينوزا)، فقادته المصادفة للتعرف على كهل ومثقف عراقي، وبعد عبارات المجاملة، بادره الكهل، فور أن عرف أنه من البحرين، قائلا إن ما يطالب به أهل البحرين من إسقاط للنظام هو جنون محض، فلا يبدو أن أحدا اتعظ مما اصاب العراق وغيره من دمار وتخريب كامل. فالبحرين، ودول الخليج الأخرى، مقارنة بغيرها، تعيش بخير يحسدهم عليه الكثيرون. فلديكم الحياة سهلة، والمواد الاستهلاكية والكهرباء والمحروقات بتصرف الجميع تقريبا، والشوارع نظيفة نسبيا، ومجاريكم تعمل بكفاءة، ومجمعاتكم فارهة ومستشفياتكم عصرية، وجامعاتكم مفتوحة، وأمنكم مستتب، ولكن عليكم الحذر من أن تخدعكم الشعارات الدينية والقومية، فهي التي قادت العراق لوضعه البائس ولما هو فيه من خراب ودمار. متابعة قراءة تحذير الكهل العراقي

احمد الصراف

أسرى التطرف والحمق

ثبت مرارا وتكرارا أن غالبية، إن لم يكن كل اولئك الذين استغلوا الدين لتحقيق مآربهم وأهوائهم، هم عادة من الوصوليين والمفلسين فكريا. وقد كشفت حادثة إلقاء القبض على المتطرف الديني، اللبناني أحمد الأسير، مدى تشبث هؤلاء بالحياة ومباهجها، بالرغم من أنهم ربما لم يترددوا يوما في قتل مناوئيهم، باسم الدين، وتشجيع الصبية المغرر بهم للقيام بالعمليات الانتحارية. والغريب، أو الدليل على مدى سذاجة كل أولئك الذين قاموا بالعمليات الإرهابية، أنهم لم يفكروا لثانية، أو يتساءلوا، لماذا لم يقم من زين الاستشهاد لهم، ومن زودهم بالحزام الناسف، وأوصلهم الى موقع الحدث، ليموتوا ويذهبوا للجنة والحور العين، لماذا لم يقوموا هم بعملية التفجير وليفوزوا بالجنة بدلا منهم، فهل من يمنح الرقم الفائز باليانصيب لغيره؟
متابعة قراءة أسرى التطرف والحمق

احمد الصراف

صج ما عندنا سالفة

يقوم يوميا عشرات الكتاب بسلخ وملخ جلد الحكومة، والذم والقدح في تصرفاتها، وسوء قراراتها، وما يعشش في أروقة مؤسساتها من فساد وتنفيع. ولكن من تمسهم التهم في واد آخر، «نازلين بلع ونهب»، وليذهب الكتاب للجحيم!
متابعة قراءة صج ما عندنا سالفة

احمد الصراف

الاستنكار الغريب للوكيل الأديب

«… ليست العبرة بقتل بعوضة أو اثنتين، بل العبرة بتجفيف مستنقعاتها..»!
استنكر وكيل وزارة الأوقاف، عادل الفلاح، الذي يبدو أنه دائم في منصبه، استنكر الاعتداء الإرهابي الذي تعرض له مسجد الطوارئ في منطقة عسير السعودية. وربما يكون حضرته قد استنكر قبلها ما تعرضت له مساجد أخرى من أعمال إرهابية حقيرة.
متابعة قراءة الاستنكار الغريب للوكيل الأديب

احمد الصراف

الظلم والظلمات

توقف إنتاج النفط من المنطقة المقسومة بين الكويت والسعودية من حقل الوفرة البري، قبل أسابيع قليلة. وسبقه توقف إنتاج حقل الخفجي البحري، بسبب وجود اختلافات مع السعودية، التي تتشارك معها فيهما بنسبة النصف. وقد تسبب توقف الإنتاج في هذين الحقلين في الإضرار كثيراً بنا في الكويت، حيث خفض إجمالي إنتاجنا اليومي بـ350 ألف برميل، وهي ضربة لا يزال الاقتصاد يعاني منها، علماً بأن إنتاج هذين الحقلين لم يتوقف حتى في شهور الاحتلال الصدامي للكويت قبل 26 عاماً. وبالرغم من فداحة الخسارة، فإن الجهات الحكومية لم تصارح الشعب بالأسباب التي دفعتنا إلى هذا المأزق مع الجارة الكبيرة، وكان شائناً لجوء حكومتنا، على لسان وزير النفط، إلى أسلوب التعليل بأن وقف الإنتاج سببه الصيانة الدورية، وأن القرار النهائي لمستقبل هذا الحقل سيتخذ خلال أسبوعين، وهذا، برأيي، تناقض في الموقف الكويتي، فهل الأمر يتعلّق بصيانة دورية، أم أنه ربما يتعلّق بأمور سياسية لا تود الحكومة الحديث عنها قبل أسبوعين؟ علماً بأن فترة الأسبوعين انتهت قبل شهرين، ولم يحدث أي تطور ملموس! متابعة قراءة الظلم والظلمات

احمد الصراف

الغول الخفي

تقول الطرفة: شكا شخص لصديقه تغير الأحوال، وقال إنه عندما كان صغيرا كان يذهب للبقال، ومعه دولار، ويعود للبيت وجيوبه ممتلئة بالحلويات والمرطبات! أما الآن فقد أصبح هذا صعبا، بعد أن قاموا بتركيب كاميرات مراقبة!
متابعة قراءة الغول الخفي

احمد الصراف

الكي.. آخر العلاج

بالرغم من كل نداءات وتوسلات المسؤولين، الحكوميين، من بقي منهم ومن استقال. وبالرغم من تحذيرات الخبراء الماليين، وبالرغم من كل ما كتب، على مدى ربع القرن الماضي، عن ضرورة ترشيد الإنفاق الحكومي، والسيطرة على الرواتب والأجور، وضرورة خفض الدعم، أو حتى رفعه، على مختلف المواد والخدمات، وضرورة فرض الضرائب لترشيد تصرف المواطن والمقيم، فإن الحكومة لم تكتف بتجاهل كل تلك الدعوات والمطالبات، بل زادت الصرف الباذخ، وكأن دخل الدولة أبدي سرمدي، وأن أسعار النفط لن تنخفض أو تقل قيمته مع الوقت، أو ينضب! متابعة قراءة الكي.. آخر العلاج

احمد الصراف

أنا حزين

أنا حزين لأن الجهل في وطني واسع، وعميق.
أنا حزين لأنه لا أحد يود أن ينصت لصوت العقل، ولا أدعي تمثيل ذلك الصوت.
انا حزين لأننا لا نود أن نقرأ ونتعلم ونفهم دروس التاريخ.
انا حزين لأن دروس التاريخ تقول إنه خلال الألفي سنة الأخيرة من عمر البشرية قتل الملايين بأسماء آلهة وأرباب، وكل يدعي وصلا بليلى، وليلى عن الوصال بعيدة!
متابعة قراءة أنا حزين

احمد الصراف

هيهات أن نصبح مثلهم

اعتقلت إسرائيل، قبل فترة، المواطن الفلسطيني محمد علان. بسبب تأخر محاكمته وعدم إطلاق سراحه، وربما لأسباب أخرى، قام علان بالاضراب عن الطعام قبل 56 يوما، لحظة كتابة هذا المقال. وخوفا من وفاته قامت سلطات السجن بنقله الى مستشفى برزلاي، في عسقلان، لكي تتم تغذيته قسرا، في مخالفة صريحة للمواثيق الدولية. رفض مدير المستشفى، د. حيزي ليفي تلبية طلب السلطات الأمنية، وإجبار الأسير على تناول الطعام، وهو في كامل وعيه، فالقانون في إسرائيل ينص على إجبار المضرب عن الطعام على تلقي العلاج الطبي، متى ما فقد وعيه. وأعلنت منظمات الأطباء في إسرائيل رفضها إجبار علان على تلقي العلاج، حتى إن فقد وعيه، وأن للجنة أخلاق المهنة وحدها حق البت في الأمر! ولقي موقف الاطباء معارضة شديدة من وزير الامن، ولكن الأطباء (الإسرائيليين اليهود) لم يكترثوا باحتجاجاته. متابعة قراءة هيهات أن نصبح مثلهم

احمد الصراف

الكيبوتز واللاتعاونيات

تعني كلمة «كيبوتز Kibbutz» بالعبرية الجماعة، ولكن معناها تطور ليرمز إلى مجموعة مكونة من 30 إلى 1500 يعيشون معاً في مزرعة جماعية، في حياة أشبه بالنظام العسكري. ولذلك، يكون سكان الكيبوتزات عادة من المقاتلين المهرة في فنون إقامة القلاع كحصون تصلح للدفاع والهجوم معاً. وتؤلف كل وحدة نظام مستعمرة، أو مزرعة جماعية من التي أقامتها الحركة الصهيونية في فلسطين منذ مطلع القرن العشرين، لتكون القاعدة العسكرية الزراعية لغزو فلسطين، وإقامة الدولة وحمايتها بعد ذلك. وتتميز الكيبوتزات بضعف دور العائلة فيها، من مفهومها الإنساني، حيث تتولى المؤسسات التربوية والتعليمية مهمة تنشئة الأطفال جماعياً منذ ولادتهم حتى الثامنة عشرة، بهدف تحويل الجميع إلى مجندين دائمين لخدمة الصهيونية وأغراضها. وقد يبدو الكيبوتز في الظاهر وحدة اجتماعية زراعية ذات مقومات اشتراكية تشبه جماعية الإنتاج والاستهلاك، ولكن العناصر الأساسية لهذا النظام، من إطار فلسفي ومحتوى سياسي ودور تاريخي وواقع عنصري، تنفي الطابع الاشتراكي والإنساني الحقيقي عنه، وتجعله أداة لاستعمار استيطاني. متابعة قراءة الكيبوتز واللاتعاونيات