احمد الصراف

عزيزي وزير الصحة

شكراً لتجشُّمك عناء الكتابة والرد على ما سبق، وأن كتبناه عن تجاوزت في الجسم الطبي دفع ثمنها الوطن من ماله ودفعه أطباء آخرون من سمعتهم ومن حقوقهم المادية والمعنوية.
احطتنا، بردك المهذب والجميل، بحقيقة أنك لم تكن وزيرا للصحة عام 2013، لأنك تركت الوزارة في ديسمبر 2012، ثم عدت وزيرا للصحة في يناير 2014، ومن ثم فان
ما ألمحنا اليه كانت تنقصه الدقة، التي تعودتم عليها منا! ونحن نشكركم ونقدم لكم اعتذارنا على ذلك، ونشكر لكم توضيحاتكم، ولو أنها ألصقت، بطريقة غير المباشرة، التهم بغيركم من وزراء صحة عينوا في الفترة التي تحدثنا عنها. ولو كنت مكانكم، يا معالي الوزير، لما صدر منا مثل هذا الكلام. متابعة قراءة عزيزي وزير الصحة

احمد الصراف

عند حافة الخطر

في عالم “الواتساب” رسالة تحمل صورة كرت أصفر وكلمة مكرر تستعمل بعد إرسال أي مادة مكررة سبق نشرها في “القروب” من عضو “مدوده” لا يكلف نفسه عادة متابعة مشاركات بقية الأعضاء.
الحال نفسها تتكرر في الحياة اليومية، وهي استعمال الكرت الأصفر بوجه الكلام نفسه والحجج نفسها التي تقال عند تكرار ذات المشاكل والأزمات التي تعيد إنتاج نفسها مع تغييرات سطحية لا تمسّ الجوهر، وهو الإهمال والتردد والتعمد أحيانا، هذا الوضع الممل منطقي جداً، لدينا علل في جميع الاتجاهات يتم عرضها للتشخيص محليا ودوليا على أكثر من طبيب مختص، ويأتي الرأي متطابقا “الإدارة فاشلة وعلاجها يبدأ بتغيير النهج والوجوه”، صناع العلل لا يعجبهم ذلك فيأتون بأطباء موثوقين من “الحظيرة”، ويا للعجب يأتي رأيهم نسخة مطابقة لمن سبقوهم. متابعة قراءة عند حافة الخطر

احمد الصراف

روعة إليزابيث

بإمكاني الادعاء، مع بعض التحفّظ، بمعرفتي بالمجتمع البريطاني عن كثب، إن من خلال ما قرأته عنه أو من خلال ما اكتسبته من خلال المعاشرة الشخصية مع أفراده، سواء من خلال سفري المتكرر لمختلف المدن البريطانية منذ عام 1968، أو المعيشة في بريطانيا التي دامت لسنوات في منتصف ثمانينات القرن الماضي. كنت خلال تلك الفترة الطويلة انظر باحترام ومحبة لملكة بريطانيا، إليزابيث الثانية. فقد بقيت حتى اليوم على العرش، وعلى مدى 63 عاماً، من دون أن يصدر عنها أو منها تصرف شائن أو خطأ بروتوكولي أو تصرف غير أخلاقي أو حتى سماع إشاعة غير مستحبة عن حياتها الشخصية، دع عنك تلاعبها بمال الدولة العام! بل كانت طوال تلك الفترة الطويلة، بكل المقاييس، في بقائها على العرش مثال الشخصية النبيلة التي تتصرف وفق معايير أخلاقية مميزة، سواء كملكة أو كأم أو كزوجة. وكان آخر تصرفاتها الجميلة رفض الصرف على مناسبة تجاوزها لرقم جدتها، الملكة فكتوريا في البقاء على العرش لأطول فترة، أي 23226 يوما، عاصرت خلالها الملكة 12 رئيس وزراء، منذ أن اصبحت ملكة بعد وفاة والدها، الملك جورج السادس. ولكنها قبلت، بتردد، المشاركة في حفل تدشين خط جديد للسكك الحديد في اسكوتلندا، حيث تمضي الصيف عادة هناك. متابعة قراءة روعة إليزابيث

احمد الصراف

لكي نتقدّم.. علينا أن نتغيّر!

حزنت، كالكثيرين غيري، لوقوع ذلك العدد من الضحايا في حادثتي الحرم المكي، ولكم اللامبالاة التي أبدتها الغالبية تجاه الأمرين، واستمرارهم في اعتبار العيد عيدا، وكأن الآلاف الذين ماتوا أو أصيبوا ليسوا منا! ولا أدري متى سنتعلم من أخطائنا، ونغير من بعض عاداتنا، ونجعل المنطق هو الحكم، فلا سبب يمنع من جعل مناسباتنا الدينية أكثر أمناً وفرحاً ورمزية، ولا شيء يمنع من الاهتمام بالمعنى الحقيقي والهدف الصحيح للعبادات والشعائر، وليس فقط الاهتمام بكيفية القيام بها.

متابعة قراءة لكي نتقدّم.. علينا أن نتغيّر!

احمد الصراف

الإخوان والحريات واليمن

كتب شاكياً أنه توقف عن الكتابة، بعد أن شعر بأجواء التضييق على حرية الكلمة، وأنه وجد الأفق، على سعته، يضيق بالكلمة الحرة! وأن النفوس «المريضة» لم تعد تحتمل حق الآخرين في التعبير! وأنه عندها أدرك أنه لم يعد يعيش في «ديرته» التي كان يعرفها، أو تلك التي يريدها «توقف عن الكتابة»!
ولكنه عاد إلى الكتابة من دون أن يخبرنا إن كانت الظروف التي تكلم عنها قد تغيرت، أو أن «أصحاب النفوس المريضة»، الذين منعوه من أن يكتب ما يشاء، قد تركوا الصحيفة! متابعة قراءة الإخوان والحريات واليمن

احمد الصراف

المناذرة.. يا وزير الصحة

معالي وزير الصحة. لم أكن أود توجيه مقال مباشر لك، لولا ما حققته أخيرا من فوز بجائزة تنظيم مؤتمر «منظمة الصحة العالمية» الذي عقد في الكويت اخيرا. ومن منطلق مسؤوليتك، التي صرحت بها، في الحفاظ على صحة الشعب الكويتي من خلال الجهاز الطبي في الدولة. ومن منطلق حرصنا على الحفاظ على كل هذه المكاسب، نكتب هذا المقال، الذي يتعلق موضوعه بمخالفة «إنسانية» صريحة لما سبق وان تعهدتم به، ولسمعة الجسم الطبي في الكويت. متابعة قراءة المناذرة.. يا وزير الصحة

احمد الصراف

جزء من المشكلة

يقول خبير تعليم عالمي إن كل دولة تتحمل نتاج عدم توفير تعليم «جيد» لأبنائها. فهؤلاء سيدمرون الدولة داخلياً، وستتفتت وتفقد وجودها، ودول الشرق الأوسط أهملت التعليم، والآن تدفع الثمن!
أعتقد أن الجملة أعلاه تنطبق على دول كثيرة في شرقنا، ومنها الكويت التي أضع مسؤولية انحدار التعليم فيها على الحكومية، عندما سمحت لـ«الإخوان المسلمين» المشحونين بالفساد بالتحكم في التعليم على مدى جيل كامل، من خلال أشخاص أمسكوا بمفاصل الوزارة، وهم معروفون بأشكالهم وأسمائهم، وكان لهم الدور الأخطر في تغيير المناهج وتشويه العملية التعليمية، تحت سمع الحكومة وبصرها، هذا غير جيش المعلمين المسيّسين والمنتمين إلى أحزاب السلف والتلف والإخوان، الذين كان لهم دور إضافي في إفساد جيل كامل من طلبة مدارسنا، من خلال شحنهم بكم من الحقد والكراهية والعنصرية، والتي بدأت بوادرها بالظهور تباعاً، كمشكلة هذا الكم الكبير من «حملة شهادات الدكتوراه الفارغة»، الذين تسربوا لكل مرفق في الدولة، وأولئك الذين زوّروا شهادات اجتياز اختبارات اللغة، فجلهم، إن لم يكن جميعهم، من مخرجات سنوات سيطرة حزب الإخوان على التعليم العام. والمأساة التي تدعو إلى الحزن حقاً، وربما لليأس، ما أصبحنا نراه من تكرار فوز فلول الإخوان في أي انتخابات طلابية. متابعة قراءة جزء من المشكلة

احمد الصراف

الفشلة الكبرى

«دوخت» الحكومة نفسها ومجلس الأمة وكل المواطنين بموضوع الحزمة الاقتصادية، والتي كان مخططا لها أن تطبق، وبطريقة تدريجية، منذ أكثر من 15 عاما، عندما بدأت بوادر الأزمة الاقتصادية والتسيب المالي بالظهور. ولكن تردد الحكومة وخوفها من «زعل» هذا الطرف أو تلك الجهة، ورغبتها في ارضاء بعض الناس بعض الوقت، أدى الى عدم رضا كل الناس عنها كل الوقت.
وتبين من سؤال مهم وحساس تقدم به النائب «ع . هـ» وجود أكثر من 1179 مليون دينار، قروضا حكومية على شركات ومؤسسات محلية قامت الحكومة بمنحها لها، إما من غير فوائد او بفوائد مخفضة. وأن غالبيتها استحقت آجال سدادها، ولكن لسبب او لآخر لم تسدد، ربما لأن الحكومة لم تطلب سدادها، في الوقت الذي تعاني فيه ميزانية الدولة من عجز مالي خطير غير مبرر. متابعة قراءة الفشلة الكبرى

احمد الصراف

الهيبوكرسية العربية

يعتبر المسلمون، بشكل عام، أكثر حساسية من غيرهم في ما يتعلّق بتقبلهم لأي نقد يطول أياً من تصرفاتهم أو معتقداتهم الدينية، وبالتالي أقل استعداداً لقبول، أو حتى سماع، وجهة نظر الآخر. ولكن هذه الحساسية لا تمتد لتشمل الأمور المهمة الأخرى، فهناك شبه فصل داخل العقل المسلم بين المعتقد وخارجه. ففي رمضان مثلاً يقومون بالبحث عن المفطر لإشباعه ضرباً، بينما يقوم الآخرون، الذين نلعنهم من على منابرنا كل يوم ملايين المرات، بالبحث، طوال العام، عن جائع لإطعامه! علماً بأن عشرات ملايين المسلمين لم يلتزموا، طوال التاريخ الإسلامي، بالصيام، فلم يؤثر ذلك في الإسلام كعقيدة، ولا على انتشاره، وكل هذا التضييق والتشدد على غير الملتزمين لن يكون له أثر غير زيادة جرعة النفاق والمراءاة لدى المسلم بشكل عام، عن طريق دفع الغالبية لإظهار ما لا يبطنون، وكبت الحقيقي من رغباتهم ومشاعرهم، علماً بأنه ليس من مهام الحكومات إيصال الناس عنوة إلى الجنة! متابعة قراءة الهيبوكرسية العربية

احمد الصراف

مصدر الأخلاق

يعتقد الكثيرون أن العقيدة الدينية هي مصدر الأخلاق والقيم، وأن هذه القيم قد تتأثر بمجرد التخفيف من تدريس الدين في المدارس، وسيدفع بمجتمعاتنا إلى الانحلال، وأقل تمسكاً بالأخلاق والقيم. ولكن الواقع غير ذلك، فأفضل مجتمعات العالم هي التي تتبع العلمانية، أي التي لا يدرس الدين في مدارسها، مثل اليابان والدول الاسكندنافية، والعكس صحيح طبعاً! وبالتالي، فما يبديه الكثيرون من تخوف على قيم المجتمع وأخلاقه، متى ما تم وقف تدريس مادة الدين، أو التخفيف من جرعتها، أمر لا يستند إلى أي أساس، فالكثير من قيم المجتمعات الحديثة مستجدة، فحتى لو آمنا بأن الدين هو مصدر القيم والأخلاق، فإن هذه القيم تكون عادة مقتصرة على المجتمع ذاته، ولا تسري بالضرورة على غيره. فالغش مثلاً محرم، ولكن الأمر يصبح محل خلاف إن غش مسلم، يهودياً مثلاً، أو لم يصدقه القول. كما أن الجهر بعدم الصيام وتناول الكحول في المجتمعات الإسلامية عمل غير أخلاقي، وينطبق المعيار ذاته على من لا يدفع الزكاة، وعلى السارق، بصرف النظر عن ظروف السرقة، وحجم ما سرق، فالحكم هو قطع اليد، وغير ذلك من أمور يرون أن العمل بها ضروري لحفظ قيم المجتمع وفضائله. ولكن مثل هذه الأمور لا تشكل بالضرورة قيماً أخلاقية في مجتمعات أخرى، بل وقد يوجد ما يناقضها تماماً، وفقدانها لم يجعل تلك المجتمعات سيئة أخلاقياً. وبالتالي، فإن المجتمعات الإنسانية بحاجة إلى قيم أخلاقية مطلقة جديدة ناتجة عن التفكير المنطقي والعقلاني، والذي يأتي من خلال نقاش حر ومستفيض يجمع الجميع على اختلاف مشاربهم. أي اننا بحاجة إلى تصميم منظومة أخلاقية لمجتمعاتنا قابلة للتغيير والتعديل مع مرور الزمن، ولكنها تنسجم مع العرف العالمي، ولا تتضارب معه بحيث تمكننا من التعايش مع الآخر بسهولة. فإنسان القرن الواحد والعشرين مثلاً أصبح لا يؤمن بالعبودية، ومع هذا نرى لها، في مختلف الاعتقادات، قواعد وتفرعات وشروط تتعلّق بتملك الإنسان وعتقه. كما أصبح الإنسان المعاصر يؤمن بمساواة الرجل بالمرأة، ويؤمن كذلك بمبادئ حقوق الإنسان، بمثل إيمانه بحقوق الحيوان، ويبدي اهتماماً متزايداً بالبيئة ويجرم من يعتدي عليها، وجميع هذه الأخلاقيات أو القيم جديدة لا علاقة للمعتقدات بها، حيث إنها تطورت عبر التاريخ من خلال فلسفات إنسانية بحتة. متابعة قراءة مصدر الأخلاق