بعد أكثر من ستين عاماً من القراءة اليومية المتواصلة، سنتوقف مضطرين، لفترة قصيرة، لنضع بصرنا، وربما بصيرتنا، تحت يد الدكتورة صبرية الصالح، خاضعين، بحكم السن والزمن، لعملية جراحية صغيرة في العين.
***
ولدت في بيئة قارئة، فقد كان عمي في البيت يقرأ، وكان جدي يقرأ، وخير ما كسبته منهما ومن والدي عادة القراءة، حيث كانت الكتب في بيتنا الكبير تمثل جزءا من الديكور، ولو أن الكلمة «تخب» على أثاثه المتواضع. وكانت الصحف المصرية في الخمسينات تصلنا، وإن متأخرة كثيراً، بسبب عدم انتظام وسائل النقل وقلَّتها. متابعة قراءة التوقف عن القراءة والكتابة
التصنيف: احمد الصراف - كلام الناس
إدارة الإعمال – جامعة الدول العربية – بيروت 1974 / الدراسات المصرفية والتدريب في بنك باركليز – لندن 1968 / البنك الوطني في فيلادلفيا – فيلادلفيا 1978 / الإدارة المصرفية – كلية وارتون – فيلادلفيا 1978
email: [email protected]
خمن من القادم للعشاء؟
أنتجت هوليوود قبل نصف قرن، فيلم Guess Who’s Coming to Dinner الذي لقي نجاحا كبيرا، كان موضوعه مثار نقاش تلفزيوني وصحافي حاد لفترة طويلة.
مثل فيه باقتدار الكبيران، سبنسر ترايسي وكاثرين هيبورن، ولعب فيه الممثل الجامايكي الأسمر سيدني بواتييه دورا مميزا.
بسبب أجواء الشحن العنصري حينها رفضت ولايات كثيرة فكرة الفيلم، حيث كان الزواج المختلط بين السود والبيض، وهو موضوع الفيلم، غير مقبول في ولايات كثيرة، وممنوعا في 17 منها في تلك الفترة. متابعة قراءة خمن من القادم للعشاء؟
حسن وسوء حظ الفلسطينيين والإسرائيليين
على الرغم من عظم معاناة الفلسطينيين اليومية، فإن العرب بغالبيتهم أصبحوا، أو ربما دائما كانوا، لا يعرفون شيئا عن مأساتهم، أو لا يودون معرفة شيء عنها، ومن يعرفون غالبيهم اصبحت لا تكترث لهم، لسبب أو لآخر، وهذه قمة عدم الإنسانية.
فالفلسطيني ليس الذي وقف ضد قضيتي، ومع صدام، أثناء احتلاله الحقير وطني، وليس الذي غشني ببضاعة هنا أو تعامل هناك، بل هو قبل كل شيء إنسان يستحق أن أقف معه في قضيته بصرف النظر عن اي شيء، فإما أن اكون منسجما مع مبادئي وافكاري وإما أن أدع الحقد والبغض يأكلانني من الداخل! متابعة قراءة حسن وسوء حظ الفلسطينيين والإسرائيليين
لماذا جورج أبونا؟
في مقالي عن ابنة المهاجر البوسني، التي أصبحت وزيرة تعليم السويد، وهي المسلمة التي لم تبلغ الثلاثين من العمر، ذكرت في العنوان اسم «جورج أبونا»، دون أن يرد له ذكر في النص. وتساءل الكثيرون عن السبب، وإن كان هناك سهو، والحقيقة أن الأمر كان مقصودا، وادى دوره..
«جورج أبونا» ليس طبيبا ونطاسيا شهيرا، بل هو الدليل الصارخ على مدى «قلة وفائنا» وعدم إنسانيتنا. رجل يستحق أن يقال عنه انه خدم البشرية بخبرته في عالم نقل الأعضاء، والكلى بالذات، ولا تزال يده الكريمة تعمل، بعد أكثر من نصف قرن، بعد ان تجاوز 82 من عمره الجميل.
ولد د. ابونا عام 1933في مدينة «قوش» العراقية القديمة، وانتقلت أسرته، وهو طفل، للعيش في بغداد، حيث اكمل تعليمه وحصل على بعثة لبريطانيا. وعلى غير رغبته فرضت حكومته عليه دراسة الهندسة، التي تخرج منها عام 1956.
طموحه لأن يصبح طبيبا دفعه للبقاء في بريطانيا، لكن المعونة الحكومية قطعت عنه، وكان ذلك سببا في قراره عدم العودة للعراق. متابعة قراءة لماذا جورج أبونا؟
خرابوه (2 – 2)
استطراداً لمقال الأمس عن التعليم، نقول إننا كنا حتى الأمس القريب جداً، نشارك الأستاذ حمزة رأيه في أن ما تحتاجه الكويت هو التعليم، التعليم وأيضاً التعليم! ولكن قد لا يكون الوضع بالضرورة كذلك، مع اعترافنا بأن مستوى التعليم في الدولة أصبح مزرياً بشكل خطير بسبب السياسات الخاطئة. ولكن لو افترضنا أن سكان أحد المنازل يشكون من الحرارة الشديدة التي تمنعهم من العمل والإنتاج والنوم، فالحل لا يكمن فقط في شراء بضع آلات تكييف هواء جيدة وتركيبها في البيت، فكتيب التعليمات المرفق بها يتضمن شروطاً واضحة يلزم تطبيقها لتصبح كفاءتها عالية، ومنها غلق الشبابيك وتخفيف دخول ضوء الشمس وتخفيف وحدات الإنارة العالية، وغير ذلك من اشتراطات.
وبالتالي، فنحن لو وجهنا كل جهود الدولة نحو توفير أرقى مستويات التعليم لطلبة الدولة، وفي جميع المستويات، وجلبنا لهم أفضل المدرسين، وزوّدنا هؤلاء بأرقى المناهج العلمية والنظرية، ووفرنا للجميع بيئة تعليمية ممتازة، فمن الطبيعي الافتراض أننا بعد بضع سنوات سنحصل على طلبة مميزين في علمهم وخلقهم وإنسانيتهم وقلة تطرفهم الديني والطائفي والعرقي! ولكن هذا حلم، وبعيد عن الواقع. فهذه المدارس المميزة وهؤلاء المدرسون الفطاحل وهذه المناهج العصرية لا يقومون بمهمتهم في بيئة منفصلة عن مجتمعهم، بل هم جزء منه. وبالتالي، كيف يمكن خلق طالب جيد ومحب لوطنه وللعلم، وهو يعيش في بيئة يزداد يوماً عن يوم تسممها بكل أمراض المجتمعات المتخلفة؟ متابعة قراءة خرابوه (2 – 2)
خرابوه (2-1)
كتب الأستاذ حمزة عباس، أول محافظ في تاريخ بنك الكويت المركزي، ومع هذا ليس له ذكر في موقع البنك على الإنترنت! كتب مقالا مميزا في القبس تعلق موضوعه بالتعليم وكيف أهملته الدولة. وقال ان ما يصرف على التعليم في الكويت يعتبر عاليا بالمقاييس العالمية، ومع هذا فإن تدهوره مستمر، حيث بينت دراستان أجريتا في فترتين قريبتين عن جودة التعليم في 140 دولة، أن ترتيب الكويت في الدراسة الأولى كان في المركز الــ80، وفي الثانية انخفض للمرتبة 108! كما رفضت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD تضمين الكويت في دراستها لنظم التعليم لـ 76 دولة، لأن جودة التعليم فيها «أدنى» من أن يؤهلها للدخول في الدراسة والتقييم. وفي دراسة للبنك الدولي عن جودة التعليم في الكويت تبين أنه بمستوى دول تعيش تحت خط الفقر! متابعة قراءة خرابوه (2-1)
فولتير.. ورسائل «التويتر»!
«فرانسوا ماريه» هو الاسم الحقيقي للفيلسوف المفكر الفرنسي العظيم فولتير (Voltaire ــ 1694 ــ 1778)، الذي عاش في عصر التنوير، وشارك فيه، واشتهر بسخريته وظرفه، ودفاعه عن الحريات المدنية، وخاصة حرية العقيدة.
وعلى الرغم من غزارة إنتاج فولتير الأدبي وأهميته، فإنه اشتُهر أكثر باقواله وحكمه القصيرة، التي كانت تنتشر بسرعة وتلقى رواجا، كما تنتشر رسائل «التويتر» الطريفة والساخرة في هذه الأيام. وكان الناس يتناقلونها شفاهة وكتابة. ونحن اليوم نستخدم الكثير منها من دون ان نعلم قائلها الحقيقي. وهذه عينة منها: متابعة قراءة فولتير.. ورسائل «التويتر»!
عايدة الحاج.. وجورج أبونا
تعتبر السويد دولة غير عادية بكل المقاييس، وعلى الرغم من عدد سكانها الصغير نسبياً الذي لا يتجاوز عشرة ملايين، فإنها الأبرز والأكثر تقدماً بين الدول الاسكندنافية، وتشتهر بصناعاتها العالية الجودة، وحيادها المميز وتقدم ورقي شعبها.
السويد هي «أم الديناميت»، وألفرد نوبل، وجوائزه العالمية. هي وطن أنرس سيلسيوس، الذي وضع نظام قياس درجات الحرارة العشرية، ووطن كارل لينيوس، عالم النبات الشهير، والطبيب والجيولوجي، ورائد علم التصنيف الحديث Systema Naturae. وفي السويد تصنع سيارات وشاحنات فولفو الشهيرة ومحركات الطائرات وآلاف الصناعات الدقيقة والمميزة، خصوصاً في مجال الاتصالات اللاسلكية والأدوية، وهي تعتبر من أكثر الدول صرفاً على البحث والتطوير العلمي، بحيث يصل إلى %4 من ناتجها المحلي. وهي الأولى من حيث عدد الأوراق العلمية التي تقدمها في مجالات العلوم الطبية والطبيعية والهندسية. وقد انطلقت الثورة العلمية في السويد في القرن الــ18، وهذا كله جعلها في المرتبة الحادية عشرة بين الدول صاحبة أكبر عدد من براءات الاختراع المسجّلة رسمياً. كما يعتبر معدل دخل الفرد فيها الأعلى في العالم، ومع هذا لم تتردد يوماً في استقبال المهاجرين لها، ومنهم أسرة بوسنية فقيرة لجأت إليها عام 1992. كبرت «عيادة»، ابنة تلك الأسرة، التي كانت في الخامسة عندما هاجر والداها إلى السويد، ودرست القانون في واحدة من أفضل جامعاتها، وانخرطت في السياسة عضوة في حزب العمال الديموقراطي، وأصبحت، وهي لم تتجاوز الثالثة والعشرين، عمدة لمدينة صغيرة. متابعة قراءة عايدة الحاج.. وجورج أبونا
توقعاتي وتنبؤات حامد
يقول المحلل الاقتصادي نوريل روبيني Nouriel Roubini، الذي سبق أن حذّر من كارثة 2008 في مقال له تم تداوله أخيراً على نطاق ضيق، إنه من بين كل المخاطر الجغرافية السياسية، ليس هناك خطر أكبر من قوس عدم الاستقرار الذي يمتد من المغرب، في الشمال الغربي، وحتى الحدود الأفغانية الباكستانية في الجنوب الشرقي! كما أن العنف والتوحش في الشمال الأفريقي بدآ يتمددان لشبه الصحراء الأفريقية، التي أصبحت تقريباً في قبضة «الجهاديين»، وهذه المنطقة الشاسعة من أفريقيا تعتبر الأكثر فقراً في العالم وشحاً في الموارد. فالحرب الأهلية تدور حالياً في ليبيا، كما في سوريا والعراق والصومال. كما هذه الحروب أصبحت تؤثر في دول كانت مستقرة وآمنة. فموجات الهجرة الجماعية أصبحت تشكل تهديداً للأردن ولبنان وحتى لتركيا، التي أصبحت أكثر ميلاً للحكم الفردي. ويعتقد روبيني أن الغرب مخطئ في ظنه أن الوضع المضطرب في هذه الدول لن يؤثر فيه، ولن يدفع بأسعار النفط ثانية إلى مستويات غير مقبولة مستقبلاً، مما سيؤثر في الاقتصاد العالمي، كما حدث في بداية سبعينات القرن الماضي. متابعة قراءة توقعاتي وتنبؤات حامد
كيف يصبح الأفضل الأكثر سوءاً
أساس وجود الكويت كدولة يعود إلى موقعها البحري المميز، فلولاه لبقيت قطعة مهمَلة من الصحراء. وبالرغم من اعتماد الكويت تاريخياً، ولأكثر من قرنين، على البحر، كمورد رزق ومنفذ تجاري، فإن موانئها لم تحظ بالاهتمام الكافي، لا سيما في السنوات الثلاثين الأخيرة، فأغلبية من تولوا أمر موانئها لم يكونوا يوماً بقدر الطموح.
يعود تاريخ الموانئ إلى ما قبل ستين عاماً، عندما ورثت أعمال شركة «حمال باشي» التي استولت عليها الحكومة، وحوّلتها إلى دائرة الموانئ، وعيّنت المرحوم محمد حسين قبازرد مديراً لها، وجاسم العنجري مساعداً له، وكانت الدائرة برئاسة الشيخ خالد العبدالله السالم، وكان ذلك عام 1953. متابعة قراءة كيف يصبح الأفضل الأكثر سوءاً