احمد الصراف

صيحة حزن

عرفت الكويت طوال تاريخها، نوعاً أو آخر من الفساد، وليس في الأمر غرابة، فهذا حال البشر، ويحدث في كل الدول، وإن بدرجات متفاوتة!
التطور الذي حدث في الكويت أن السارق في الماضي كان غالباً فرداً، وكان يكتفي بالقليل، وكان يحرص على القيام بسرقته بسرية تامة، وإن انكشف أمره انزوى في بيته أو ترك البلد، هرباً من الفضيحة. أما الآن فقد خرج الأمر من دائرة الفردية، وأصبحت السرقة عملا جماعياً وأكثر حرفية، تشارك فيه مافيات كبيرة، ومعظم من يهمهم الأمر ربما يعرفون بامر هذه السرقات، ومن يقوم بها ومن يستفيد منها. كما أصبح «الوجيه السارق» لا يستحي من زيارة الديوانيات، او المجالس العامة والمشاركة في الأفراح، وهو على ثقة بأن الصدر سيكون له. وكلما زاد حجم السرقات وعددها، زادت شهية السراق، وأصبح لهم مشاركون «أقوياء» ومتنفذون، من مواطنين من علية القوم، أو مقيمين يعرفون من أين تنهش الكتف. فهناك مافيات سلاح، ومافيات أشغال عامة، و«ترتيبات» في كيفية الفوز بالمناقصات الكبيرة، بأعلى الأسعار. كما أن هناك مافيات في الصحة وفي البلدية وغيرهما، إضافة لمافيات صغيرة في الشؤون والداخلية ودوائر حكومية عدة. متابعة قراءة صيحة حزن

احمد الصراف

دبي.. الجميلة والعاقلة

ورد في تقرير لشركة الافكو أن انخفاض اسعار النفط أثار قلق شركات إنتاج الطائرات التي تنتج طائرات لا تستهلك كثيرا من الوقود، وبالتالي سيقل الطلب عليها لارتفاع تكلفة إنتاجها، وبالتالي ترى «الافكو» أن من الأفضل تأجيل تقاعد الطائرات القديمة.
قد لا يكون في الأمر تنبؤ من دبي، التي قامت حكومتها عام 2008 بتأجيل بيع طائراتها المستعملة، وحولت ملكيتها لشركة طيران جديدة، «فلاي دبي» Flydubi ودعمتها تاليا باسطول ضخم من الطائرات الجديدة، وذلك لتقديم خدمة الطيران الاقتصادي، واليوم تقوم هذه الشركة بالطيران لأكثر من 94 وجهة في العالم، مقارنة بــ34 لـ «الكويتية» التي يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1953، علما بأن عدد العاملين في «الكويتية» يزيد على عددهم في «فلاي دبي» بـــ2000! كما ستكون الأخيرة قد نقلت أكثر من 8 ملايين راكب مع نهاية العام الحالي، بمبيعات تتجاوز 5 مليارات درهم، وأرباح تقارب 400 مليون درهم، في الوقت الذي تأمل فيه الكويتية الا تزيد خسائرها لهذا العام على 20 مليون دينار، والذنب طبعا ليس ذنب الإدارة الحالية! متابعة قراءة دبي.. الجميلة والعاقلة

احمد الصراف

الإنسان ابن بيئته

الإنسان ابن بيئته، مقولة معروفة، فاختلاف تصرفات البشر وأشكالهم وألوانهم ولباسهم وطعامهم وشرابهم يتحدد ببيئتهم. وبسبب فقر البيئة، لم يتقن قدامى العرب غير فن حضاري واحد، ورسخ تاليا دينيا. فلم يعرف عنهم وغيرهم من سكان الصحراء الرحل إتقانهم لفنون النحت أو الرسم أو الموسيقى أو النسج، وغير ذلك من حرف وفنون، ليس فقط بسبب فقر البيئة بما تتطلبه الكثير من الفنون والحرف من مواد، بل ولأن هذه الصناعات والفنون تتطلب الاستقرار، فحياة الترحال الدائمة تجعل من الصعب بناء شيء.
وفي مفارقة تاريخية لا أعرف سببها، اختلف بدو الصحاري العربية، عن غيرهم من البدو ببروزهم في صياغة الشعر، وفي روعة إلقائه! فالشعر فن لا يحتاج الى مواد تلوين ولا قماش رسم ولا لأدوات نحت، بل فقط لموهبة وذاكرة. متابعة قراءة الإنسان ابن بيئته

احمد الصراف

ساعة المحسن

قال لي صديق إنه تلقى دعوة شخصية للمشاركة في لقاء تعريفي بأعمال وأهداف اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق الشريعة الإسلامية، وكان ذلك في بداية تأسيسها في تسعينات القرن الماضي. وقال إنه دخل، ومحافظ سابق للبنك المركزي، في نقاش مع أحد مسؤولي الهيئة عن جدوى إنشائها، وعدم وضوح أهدافها، وتعارضها مع دستور وقوانين البلاد الوضعية، وكيف ان الاتجاه، محليا وعالميا، يسير عكس ما تود الهيئة السير فيه. وقال ان النقاش، الذي تحول لجدال، طال وشمل أمورا كثيرة، وهنا وجد مسؤول الهيئة أن من الأفضل استكمال النقاش في مقر الهيئة في اليوم التالي.
يستطرد الصديق قائلا إنه توجه، والمحافظ السابق، لمقر الهيئة متسلحا بكم لا بأس به من المواد الداعمة لوجهة نظره، وتم استقبالهما بترحاب، وأخذا في جولة في أرجاء المبنى، وفي نهايتها تم تسليمهما كيسين بمحتويات مغلفة بعناية، وتوديعهما عند باب الهيئة، بمثل ما استقبلا به من «حفاوة وتكريم»، دون الدخول في أي نقاش أو حديث! متابعة قراءة ساعة المحسن

احمد الصراف

عمود الكهرباء والتخصص

تقول النكتة إن أحد المقاولين تعاقد مع ثلاثة عمال لتركيب مجموعة من أعمدة الكهرباء على طريق صحراوي. قام المقاول بتكليف الأول بعملية الحفر، لسرعته في ذلك، وكلف الثاني، لقوته، بوضع العمود الضخم داخل الحفرة، وكلف العامل الثالث بردم الحفرة حول العمود، ودك الأرض.
بعد مراقبتهم يعملون لأيام، كل في مجال تخصصه، واطمئنانه بأن كلاً منهم عرف حدود تخصصه، وأصبح بارعاً فيه، وبسبب حرارة الجو، تركهم وذهب لبضعة أيام لقضاء بعض أعماله.
وعندما عاد بعد أسبوع تقريباً، وجد أن العمل يسير بطريقة أكثر من مقبولة في بداية المشروع، ولكن ما إن اقترب أكثر من العمال حتى وجد، وياللغرابة، أحدهما يقوم بعملية الحفر بسرعة كبيرة، والثاني يقوم بردمها بسرعة أكبر، وهم مستمرون في الحفر والردم، دون أن ينتبهوا لوجوده، فصرخ فيهم طالباً التوقف، وسألهم عما يقومون به من عمل غير مجدٍ، فرد عليه أحدهم قائلاً إن رفيقهم الثالث، المكلف بوضع العمود، لم يحضر منذ يومين، وأنهما استمرا، حسب تعليماته الواضحة، بالقيام بأعمالهما حسب تخصص كل منهما، بصرف النظر عن أي متغيرات! متابعة قراءة عمود الكهرباء والتخصص

احمد الصراف

الدستور الأميركي وستيف جوبز

بسبب مفاهيم تراثية معينة، يصعب على البعض إدراك معنى الحياة، وغالبا ما نكتشف المعنى عند إصابتنا بمرض خطير، أو عندما نصبح قريبين من الموت.
الحياة، كما يقول المفكر الكندي غابي خلف، ما هي إلا ومضة من السعادة. فنحن نستميت لكي نكبر، لاعتقادنا أن تحررنا من وصية والدينا سيجعلنا سعداء.
وننتظر الساعة التي ننتهي فيها من الدراسة لاعتقادنا أنها في ذلك نهاية همومنا. ونحب لأننا نعتقد أن في الحب والزواج والإنجاب منتهى السعادة. متابعة قراءة الدستور الأميركي وستيف جوبز

احمد الصراف

هل تأخَّر الوقت؟!

يقال إن «الرواتب التي يتقاضاها مديرو الهيئة العامة لمكافحة الفساد مرتفعة جدا ولا تقاس بمرتبات موظفي الدولة»، وإن صح ذلك فعليهم بالعافية، فهم لا يستحقونها فقط لكي تبعدهم عن أي إغراءات، بل أيضا لأن طبيعة عملهم ذات حساسية كبيرة.
فغالبية السراق، وفي أي مكان في العالم، هم عادة الأكثر نفوذا وسطوة وقوة مالية وسياسية، وبالتالي هؤلاء الموظفون لا يناطحون ويلاحقون المعوزين والضعفاء، بل «علية القوم». نقول ذلك على الرغم من علمنا بأن مجموعة كبيرة من المواطنين، الذين ينطبق عليهم المثل المصري، «بيخافوا بس ما بيختشوش»، أي أولئك الأكثر جبنا من غيرهم، ولكنهم في الوقت نفسه الأكثر وقاحة، وجرأة في السرقة، ومنهم الذين زورا في أقوالهم وكرروا قبض مكافأة الصمود، بعد التحرير. وأولئك الذين زوروا المستندات للحصول على دعم لجان الإغاثة، أثناء الاحتلال الصدامي للكويت. متابعة قراءة هل تأخَّر الوقت؟!

احمد الصراف

«ماء غريب».. وبودرة أكثر غرابة

أصبت قبل أيام بطفح جلدي بين الفخذين لم ينفع معه ما أُعطيت من علاج. ولوجودي في الخارج بعيدا عن طبيبي، فقد استعنت ببودرة التلك Talc Powder، وساعدني استخدامها على الصبر على «بلواي» لحين العودة الى الوطن.
انتبهت وأنا استعمل تلك البودرة انها من الأشياء التي صاحبتني منذ الصغر، ومع هذا لم أحاول يوما، ولأكثر من نصف قرن، أن أعرف شيئا عن مكوناتها وخاصيتها العجيبة في امتصاص الرطوبة، وهل هي مستخلصة من الجص مثلا أو من أقراص دواء مطحونة، أو عظام بشرية! كما تذكرت أيضا شراباً سائلاً كان يعطى لنا ونحن صغار، كلما شعرنا بالمغص، وكان يطلق عليه اسم «ماء غريب» Gripe Water، ولا علاقة للاسم بالغريب طبعا، فكلمة «كريب» تعني الوجع. وعلى الرغم من فائدة ماء غريب ومفعوله السحري، فإن حكومتنا، ومن منطلق حرصها على صحتنا وإيماننا، وبضغط من قوى دينية متخلفة، منعت استيراده، بحجة أن به نسبة من الكحول! ولو حاولت اليوم جهة ما منع المواد أو الأدوية التي تدخل بها منتجات كحول أو خنزير، كالإنسولين مثلا، لضربت بالنعال. متابعة قراءة «ماء غريب».. وبودرة أكثر غرابة

احمد الصراف

التبريريون..!

من أقل التعليقات منطقية في تبرير العمل الإجرامي الذي وقع في العاصمة الفرنسية، ما حاوله البعض من ربطه بجرائم «الاستعمار» الفرنسي في الجزائر وغيرها.
قبول هذا العذر أو التبرير يعني قبول اعتداء أي مجتمع أو دولة على غيرها، لنعيش جميعاً في حينها في دوامة من الأعمال الانتقامية التي تذكرنا بقصص الثأر القبلية أو الأسرية بين جماعة أو أخرى، التي تستمر دوامة العنف فيها أحياناً لسنوات طويلة!
فمن الصعوبة بمكان وجود مجتمع أو دولة لم يتم الاعتداء عليها من دولة أو جماعة أخرى، أو أن تكون، في مرحلة ما من التاريخ، هي المعتدية على غيرها. وبالتالي، من حق الأسبان مثلاً غزونا واحتلال دولنا، لأننا سبق أن غزوناهم واحتللنا أراضيهم لألف عام، قبل قرابة ألف عام! متابعة قراءة التبريريون..!

احمد الصراف

طريقتان غير تقليديتين

تعتبر مدينة ريوديجانيرو، التي تعني بالبرتغالية، «نهر يناير»، من اكبر مدن البرازيل وأكثرها جمالا، واشتهرت عالميا بتمثال المسيح الضخم وبشاطئ «كوباكبانا» وبكرنفالها، إضافة لشهرتها كموطن لكبار المجرمين، الذين تلقي بهم مدن الفقر في شوارعها كل يوم.
في السبعينات، وعندما ضج الناس من تزايد الإجرام، وتكرار تبرئة عتاة المجرمين من قبل قضاة فاسدين، وعجز الشرطة ويأسها من الوضع، خصوصا عندما يرون من بذلوا الجهود والأرواح في سبيل القبض عليهم احرارا في شوارع المدينة. وهنا اتفق عدد من ضباط الشرطة، الذين ملأ اليأس قلوبهم، اللجوء الى طريقة غير تقليدية في التخلص من المجرمين، وبخاصة من مروجي المخدرات، وذلك عن طريق استدراجهم، ومن ثم قتلهم، ولكن في نهاية الأمر انكشف أمرهم. متابعة قراءة طريقتان غير تقليديتين