لم تكتسب، في السنوات المئة الماضية، اي منظمة عسكرية دينية سمعة عالمية سيئة، كالسمعة المرعبة التي اكتسبها تنظيم الدولة الإسلامية. ومع هذا نالها حظ كبير من النجاح، واستطاعت جمع تأييد مختلف أطياف المجتمعات الإسلامية لها، مما مكنها من جمع الأموال، والصرف على تجنيد آلاف الشباب الضائعين والمحرومين لصفوفها، الذين التحقوا بها أفواجا، ومن كل فج عميق، ليس فقط لشعبية التنظيم، واعتقاد من التحقوا به او تعاطفوا معه في ان في العمل تحت أمرته يكمن الخلاص، بل وأيضا بسبب سيادة حالة الجهل في المجتمعات الاسلامية، والضياع الذي يعيشه مئات آلاف الشباب في المجتمعات الغربية الحرة والمنفتحة، وحالة الظلم والاضطهاد والبطالة والفقر التي تعيشها مجموعات أخرى منهم في مجتمعاتهم المغلقة والتسلطية.
وبالرغم من اختلافنا الجذري والمبدئي مع فكر «داعش» وكل ما تمثله، فإن من الصعب عدم ملاحظة فشل مجتمعات الدول الإسلامية في الاستفادة من دروس وجود «داعش» بيننا وعلى حدودنا، وحتى في بيوتنا. فمع كل ما تمثله «قيمها ومبادئها»، وحتى معتقداتها، من وحشية وعنف غير مسبوق في العصر الحديث، فإن حجم الرفض والاستنكار لأعمالها، رسميا وشعبيا، لا يقاس ابدا بحجم وحشية أعمالها وجرائمها.
متابعة قراءة دروس من «داعش»
التصنيف: احمد الصراف - كلام الناس
إدارة الإعمال – جامعة الدول العربية – بيروت 1974 / الدراسات المصرفية والتدريب في بنك باركليز – لندن 1968 / البنك الوطني في فيلادلفيا – فيلادلفيا 1978 / الإدارة المصرفية – كلية وارتون – فيلادلفيا 1978
email: [email protected]
غير علينا غير
ليس من الصعب تخيل شكل الحياة وطبيعتها في الكويت قبل مئة عام. فالصور والمؤلفات وكتب الرحالة، الأجانب بالذات، والأشعار التي تضمنت وصفا ما البيئة ونوعية الحياة في تلك المرحلة، تكفي لخلق تصور واضح عن صعوبة الحياة ونقص الخدمات، وشظف العيش، وانعدام الرعاية الصحة، وصعوبة التنقل، مع انتشار الأمراض وندرة المياه الصحية، وغياب تام للطعوم المضادة للأوبئة الفتاكة، وانتشار الأمية. وربما كانت «واحة» مستشفى «الإرسالية المسيحية الأميركية» هي الاستثناء، حيث كانت تتوافر فيها اشياء كثيرة يفتقدها المواطن العادي أو لا يعرف عنها. كل هذه الأمور جعل متوسط حياة الفرد في المنطقة لا يتعدى الخمسين عاما بكثير. كما كان الجميع تقريبا يشكون من مرض أو اكثر، وهذا دفع الكثيرين لمحاولة العيش في مناطق اخرى ، كالبصرة والهند وغيرها، إما بحثا عن فرص العمل والتجارة، او هربا من قسوة الحياة.
وبالتالي من الغريب سماع من يردد، ربما دون إدراك، دعاء، «اللهم لا تغير علينا»، علما بان القاعدة القديمة، قدم البشرية، تقول ان دوام الحال من المحال! فلو لم تتغير علينا الحال، مثلا، ولم يخرج البترول من باطن أراضينا، لكنا لا نزال نقطع المسافات سيرا على أقدام، وغالبا حفاة. ولو لم تتغير الحال بنا لكنا لا نزال نتداوى بطب السلف، ولبقي متوسط حياة الفرد في مجتمعاتنا لا يتجاوز 45 عاما، ولم يصبح اليوم يتجاوز السبعين عاما بكثير. متابعة قراءة غير علينا غير
تحسين الأخلاق وتحقيق الوفر
لم يتبقَّ تقريباً كاتب أو منظر او محلل سياسي او اقتصادي إلا وتبرع بتقديم النصح للحكومة في كيفية معالجة الاختلالات في مالية الدولة وفي الوضع الاقتصادي. والحق أن الحكومة كانت عادلة في تعاملها مع هؤلاء، حيث ساوتهم جميعا بالتجاهل. كما وأنها، والحق يقال، تجاهلت تماما كل توصيات لجان تعديل المسار الاقتصادي، التي سبق أن شكلتها، والبيوتات الاستشارية الأجنبية، التي سبق أن استدعتها، والتوصيات الدولية التي سبق أن طلبتها، والتجاهل بالسوية عدل بالرعية.
وفي ضوء هذه السلبية، التي قد يكون سببها صعوبة فهم ما يعنيه «إصلاح المسار الاقتصادي»، أو اتباعا لسياسة تأجيل القضايا الحيوية انتظارا لانفراجة ما، فإننا سنتبرع هنا بتقديم مجموعة من النصائح البسيطة الفهم والتطبيق، التي قد تساهم، في حال تطبيقها، في تحقيق وفورات مالية، وتحسين سلوك المواطن والمقيم. متابعة قراءة تحسين الأخلاق وتحقيق الوفر
مرا ببوس
لم تؤثر أغنية على وجدان الشعب الإيراني طوال نصف القرن الماضي، كما اثرت أغنية “مرا ببوس”، والتي ترنم بها كبار مطربي إيران، والسبب لا يعود فقط لجمال كلماتها، ولحنها المميز، بل لما رافق التغني بها من إشاعات عن ظروف تأليفها في تلك الأيام الصعبة سياسيا ومعيشيا التي سادت إيران بعد أن نجحت مخابرات أميركا وبريطانيا في الإطاحة بحكومة رئيس الوزراء الإصلاحي “محمد مصدق” عام 1953، وإعادة الشاه الفاسد “محمد رضا” للحكم، وهذه جميعها ساهمت في رواج الأغنية. متابعة قراءة مرا ببوس
الطائرة والجراحة العميقة
عندما وقعت «غزوة» سبتمبر الإرهابية في أميركا كنت قريباً منها، وكان من المفترض أن أصل إلى نيويورك وأغادرها في ليلة وقوع الجريمة نفسها، ولكن طائرتنا تم تحويلها، لسبب تقني، لمطار آخر، ولم أستطع بالتالي الوصول إلى نيويورك إلا بعد عشرة أيام، لأن الحكومة الفدرالية أوقفت جميع وسائل النقل الجماعي، من طائرات وقطارات وبواخر، وحتى الباصات، وأصبحت حبيس الفندق في مدينة تبعد عن نيويورك، محطتي التالية في طريقي إلى لندن، بأكثر من 800كلم، فلم يكن أمامي غير التلفزيون والقراءة، فاكتشفت أن عدد رحلات الطيران في الولايات المتحدة، في كل يوم، يبلغ 37 ألف رحلة، منها 6000 خارجية! وأن عدد رحلات الطيران في بقية دول العالم يبلغ ضعفي ذلك، وتطير على 50 ألف خط، منطلقة من 9000 مطار أو أكثر. وهناك في أجواء الأرض طائرات يتراوح عددها بين 8 آلاف و13 ألف طائرة في اي لحظة في اليوم، حسب الموسم، وجميعها يتحكم بها من خلال نظام «جي بي إس» GPS، الذي تمتلكه وتديره أميركا وتقدمه مجاناً للعالم، من دون مقابل، وذلك من خلال 24 قمراً صناعياً تغطي الأرض.
متابعة قراءة الطائرة والجراحة العميقة
عبدالحسين.. دين مستحق
تزخر الكويت بكم من المبدعين في الدبلوماسية والقضاء والشعر والموسيقى، والرواية والإخراج السينمائي، والمساعدات الإنسانية، وإدارة الأعمال والتمثيل، والطب والأمن، والرياضة وغيرها من الإبداعات، وأعدادهم حقيقة تزيد على حجم الكويت الجغرافي بكثير، وكان من الممكن أن يتزايد أعداد هؤلاء بشكل كبير لولا الهجمة الأصولية التي غزتنا بفكرها، فتخلف بسببها كل شيء! متابعة قراءة عبدالحسين.. دين مستحق
التحدي الحقيقي
كان زواج الأكاديمي المعروف احمد بشارة واستشارية القلب الشهيرة فريدة الحبيب قبل 11 عاما، حدثاً جميلاً، بالرغم من أن حالات زواج كثيرة مماثلة حدثت قبل ذلك وبعده، فقد كانت المصاهرة بين العائلتين عنواناً للمحبة والتآلف الوطني. وكانت المفارقة اختيار أحمد، غير الإرادي، الرحيل عنا، وكأنه سئم خلافاتنا الطائفية، في نفس الوقت الذي اختار فيه تسعة نواب شيعة مقاطعة جلسات مجلس الأمة، احتجاجا على الأحكام القضائية التي صدرت في قضية «خلية العبدلي».
كنت ضمن من استنكر حركة هؤلاء، وخاصة أن بينهم من يدعي الإلمام بمواد القانون وبإجراءات ودرجات التقاضي، وان الحكم الذي صدر سيتبعه استئناف وتمييز، والمشرع لم يضع درجات التقاضي تلك عبثاً، إلا لشعوره أن ما قد يكتنف حكما ما من عوار أو ظلم، يمكن تلافيه في حكم لاحق، وبالتالي كان احتجاج هؤلاء النواب متسرعاً وغير مبرر. متابعة قراءة التحدي الحقيقي
الصورة الأخرى
يقول القارئ توفيق إن صديقه الكندي أخبره بتجربة طريفة مر بها مع ابنه الصغير، الذي قاطعه مرات وهو يقرأ موضوعا مهما في الصحيفة، يريد جوابا عن أسئلته، وبعد إلحاح الصبي، قام الأب بقص جزء من صفحة في الصحيفة، عليه خريطة للعالم، ومزق القطعة لقطع متساوية، ونثرها امام ابنه، وطلب منه أن يعيد تجميع الخريطة، وعاد لقراءة صحيفته، ظانا أن ابنه سينشغل عنه طويلا، ولكن الطفل عاد بعد لحظات يحمل الخريطة كاملة. وهنا سأله والده عن الكيفية التي جمع فيها الخريطة بتلك السرعة، وإن كانت امه قد ساعدته، فرد الصبي قائلا إنه لاحظ، عندما مزقت الصفحة، أن على جانبها الآخر صورة وجه ممثل معروف، وبالتالي كل ما قام به هو إعادة تجميع صورة الممثل ليحصل في الجانب الآخر على الخريطة.
أي ان الطفل اهتم بالإنسان ليصل إلى تحقيق بقية الأهداف، وهذا ما نحتاج إليه لبناء الإنسان في وطننا! متابعة قراءة الصورة الأخرى
الكويت 65.. قطر 4
تقوم «لجنة الكويت الوطنية للتنافسية»، وهي لجنة أهلية غير ربحية، سنوياً، بإصدار تقرير يلقي نظرة عامة على الوضع الاقتصادي الكويتي، ومدى نموه ومدى نجاح السياسات الحكومية في ما يتعلّق بسوق العمل ومالية الدولة العامة والتجارة الخارجية، وتطور سوق المال والشراكة بين القطاعين، ومجموعة أخرى من القضايا والمشاكل الاقتصادية المهمة، إضافة إلى وضع الكويت التنافسي على مستوى المنطقة والعالم. متابعة قراءة الكويت 65.. قطر 4
وقد أعذر من أنذر
«عندما نكون بكل هذا التخلف، فمن السخف الاعتقاد بتآمر الآخرين علينا»!
***
لا يقصد بهذا المقال جلد الذات او التقليل من قيمة أنفسنا، بل لكي نبين مدى هوان حالنا وشديد تخلفنا، مع طول «لساننا وقوة عيوننا»، وحاجتنا الماسة لفعل شيء ما. فقد بلغت كامل أوضاعنا الدرك الأسفل، مقارنة بما وصل إليه الغرب، ودول كثيرة أخرى في الشرق، من تقدم وسلام وازدهار! وبالرغم من أن وضعنا البائس يشبه وضع دول كثيرة في افريقيا وآسيا، فإن الفرق أن هذه الأخيرة عرفت تواضع قدراتها، فكفت يدها عن إيذاء غيرها، إلا أننا، بالرغم من تخلفنا، لم نتردد في «تصدير سيئ أفكارنا» وخلافاتنا الدينية، التي طالما مزقت أوصالنا، لكل دول العالم، وإغراقها بمهاجرينا، بغية غزوها تاليا بمعتقداتنا، واخضاعها لشرائعنا، بحد السيف او بغيره، حتى أصبحنا من أكبر مصدري الشر والخراب في العالم! متابعة قراءة وقد أعذر من أنذر