احمد الصراف

العاجز.. يا وزير الصحة!

لا شك في أن معدل الأعمار في الكويت بارتفاع مستمر؛ فقد وصل إلى 78 عاماً تقريباً للرجل و80 للمرأة، وكان يبلغ ثلثي ذلك قبل أقل من نصف قرن. كما أصبحت العلاقات العائلية أقل ترابطاً، مع زيادة أعباء الحياة، وتباعد السكن الأسري وظروف المعيشة التي تزداد صعوبة، هذا غير جحود الأهل، وبالتالي أصبحت أعداد كبار السن الذين يقوم أهاليهم، من أبناء وبنات، بإيداعهم في المستشفيات، للتخلّص منهم من جهة، ولإلقاء عبء العناية بهم طبيا وصحيا وتمريضيا وغذائيا على الأجهزة الحكومية، في تزايد مستمر، بحيث أصبح كبار السن هؤلاء يشكلون عبئا حقيقيا على السعة السريرية في مختلف المستشفيات، وأصبح بعضهم، من خلال واسطات، يحتل غرفاً وأجنحةً، على الرغم من عدم شكواهم من اي أمراض خطيرة تتطلب بقاءهم في المستشفى لسنوات وسنوات! ويحرمون المرضى الحقيقيين من أسرّة وغرف خاصة. متابعة قراءة العاجز.. يا وزير الصحة!

احمد الصراف

الربط السيئ

ورد في كتاب للأديب الفلسطيني الراحل ناصر النشاشيبي أنه أراد يوما الانتقام من اليهود (الإسرائيليين)، الذين سلبوا وطنه، فجلس في مقهى اوروبي مكتظ، وكان ذلك في أواخر الخمسينات، وأمر النادل، بصوت مرتفع سمعه جميع رواد المقهى، أن يحضر فنجان قهوة بالحليب والكثير من السكر. عندما جاء طلبه دلق كل السكر في الفنجان ووضع سبابته في السائل الساخن وأدار المحتوى! وكان الجميع ينظر له باستهجان، فنهرهم قائلا انه جاء للتو من إسرائيل، وهذه عاداتهم هناك.
***
قامت جهة لديها أموال سهلة لا تعرف ما تفعل بها، والتي ينطبق عليها المثل المصري «اللي عنده قرش محيره يشتري حمام ويطيره»، قامت بتثبيت آلاف، وربما عشرات آلاف اللوحات التي تحمل معاني دينية على الطرق السريعة، في مخالفة صريحة للقانون. متابعة قراءة الربط السيئ

احمد الصراف

«بومتيح» وهيكل

«بومتيح، مدور الطلايب»! تسمية كويتية تطلق على من يبحث، متعمدا، عن المشاكل، لينشغل بها، ويورط نفسه والآخرين فيها.
وهذا ما أشعر به حقيقة عندما أقرا مقالات بعض الزملاء، أو عندما اقلب صفحات جرائد الصباح، حيث أجد نفسي متفاعلا مع هذا الزميل، أو رافضا لما كتب آخر، أو محبا او كارها لخبر ما يستحق التعليق عليه أو الكتابة عنه، أو الشعور بضرورة توضيح ما كتب معلق، أو صرح سياسي.. وبالتالي أجد نفسي، من دون أن اشعر، قد اشغلت عقلي وحواسي الأخرى، اليوم كله، في مناقشة محمومة، بيني وبين نفسي، فيما يجب كتابته وفي كيفية الرد على هذا وإسكات ذاك. وقد أتعبني ذلك كثيرا، خاصة أن المواد او مقالاتي التي تنتظر دورها في النشر كثيرة، فكيف أزيدها، خاصة وأنه لا يمر اسبوع من دون ان اقوم بشطب مقال او آخر، لأن الوقت قد مر عليه، وأصبح «بايتا». متابعة قراءة «بومتيح» وهيكل

احمد الصراف

محنة «الخاص»

الكويت، حسب كل مؤشرات الكرة الأرضية، دولة طاردة للأجانب، وبالتالي من العبث الحديث عن تحويلها لدولة سياحية، والحلم بجذب 30 مليون سائح لها مع عام 2035، ولا حتى عام 2900، من غير تغيير جذري في الكثير من القوانين المعرقلة، وطريقة عمل الإدارة الحكومية. فالكويت، إضافة لجفافها الثقافي، بسبب سياسات المنع والتحريم، وافتقادها أماكن الترفيه، وانحصار التسلية في الأكل، وما يتبع ذلك من امراض، فإنها أصبحت دولة لا تعطي التعليم ما يستحق من أهمية، ولحق الأذى حتى مدارس القطاع الخاص، وبالذات بعد سيطرة التيار الديني على التعليم مع منتصف الثمانينات.
ولو سألت أي أستاذ مخضرم في جامعة الكويت عن مستوى طلبته، لاشتكى مر الشكوى من التدني الشديد لمخرجات التعليم الثانوي، وبالتالي الجامعي، وظاهرة النجاح بـ«القوترة» وغيرها من الوسائل. متابعة قراءة محنة «الخاص»

احمد الصراف

الدم الأحمر

يتكون الدم في جسم الإنسان من خلايا دم حمراء وبيضاء وصفائح، ووظيفته نقل الغذاء والأوكسجين والهرمونات وغيرها إلى أنسجة الجسم، وتبلغ حرارته 37 مئوية.
عرف الإنسان كيفية نقل الدم من شخص إلى آخر عام 1616، عندما اكتشف الطبيب الإنكليزي وليم هارفي William Harvey الدورة الدموية. ولكن العالم لم يعرف سبب موت بعض من نقل الدم لهم، وبقاء آخرين أحياء، إلا عام 1901 عندما اكتشف النمساوي كارل لاندشتينر Karl Landsteiner أن لكل إنسان فئة دم قد لا تتطابق بالضرورة مع غيره. وأن رفض أي جسم لفئات دم مخالفة يعود إلى أن فئات الدم تنتج أجساماً مضادة لفئات الدم الأخرى. وبالتالي، فنقل دم بموروثات معينة لشخص تختلف موروثات دمه ستتسبب حتماً في وفاته، ولهذا نجد أن فئة الدم O لا توجد فيها مور.ّثات إطلاقاً، فيكون صالحاً لنقله للجميع، ولكنه لا يأخذ إلا من فئته. متابعة قراءة الدم الأحمر

احمد الصراف

مياه ثلاثية الأبعاد!

أعرب أحد قادة تيار الإخوان المتأسلمين، عبر عدة تغريدات، عن صدمته من التصريحات التي أدلى بها الرئيس المصري السيسي، بخصوص معالجة مياه الصرف الصحي بتقنية ثلاثية، بحيث تكون صالحة للشرب، وكيف أن معالجة مليار متر مكعب سنوياً ستحقق الكفاية في مياه الشرب لمصر، لتعويض الانخفاض الحاد في منسوب مياه النيل، بعد قيام أثيوبيا ببناء سد النهضة.
وقال الصديق إن التغريدات ورد فيها: «اشتهر في الماضي مقولة إن مصر هبة النيل، واليوم استبدل المصريون العبارة فقالوا مصر هبة المجاري». وقال «الله يرفع عنهم ولا يبتلينا بما ابتلاهم به»، موضحا في تغريدة ثالثة: «تكلم السيسي عن تكرير مياه المجاري ثلاثياً، وأن المصريين سيشربونها، وأخشى أن يكون غلطان.. ففي الكويت تحذّ.ر الوزارة من أن هذه المياه غير صالحة للبهائم»! متابعة قراءة مياه ثلاثية الأبعاد!

احمد الصراف

أنا الجاهل

اعتبرني أحدهم، في مقال له، جاهلاً في الدين، ولست بناكر ذلك، وبالتالي من حقي أن أصفه بالجاهل بالتاريخ وبحقوق الإنسان، وبأن من أصول دينه عدم الاتهام من دون دليل.
أولاً، الإلحاد لم يبدأ مع السوفيت، لينتهي بهم، يا مدعي المعرفة، فتاريخه هو بقدم الأديان نفسها. كما أن اتهام الناس بالكفر والإلحاد والهرطقة ليس أمراً جديداً، فقد كان سلاح العاجز طوال التاريخ، واستخدمه الطغاة والجهلة والسراق للتخلّص من خصومهم. فليس هناك أسهل من أن نتهم شخصاً ما بالكفر، لتقوم الغوغاء بالتخلص منه، لنكتشف تالياً أنه كان أفضل وأشرف من خصومه، ومن شاركوا في صلبه!
كانت هابيتا الإسكندرانية (540م) ربما أول فيلسوفة في التاريخ، وأول ضحية للتطرف الديني. كان لها باع في الرياضيات، وناقشت في محافل الإسكندرية حقوق المرأة، وقالت إن رجال الدين يفسرون الكتاب المقدس لمصلحة الرجال، فحرض رجال الدين الرعاع ضدها، فقُتلت. وقال المؤرخ ترتليان إن أفكارها الفلسفية لن تموت بموتها. متابعة قراءة أنا الجاهل

احمد الصراف

شذرات ومذرات..!

أولاً: لم تمر الكويت في تاريخها الحديث بأوضاع وأوقات خطيرة ومضطربة، بخلاف محنة الغزو الصدامي الحقير، مثل التي تمر بها الآن.
فهناك احتقان سياسي، وهناك عزوف واضح عن مشاركة بعض الفعاليات في العملية السياسية، وهناك وضع اقتصادي متردٍّ، ومشاكل فساد لا عد ولا حصر لها، وحكومة ضعيفة ومترددة، وشعب تزداد تعاسته يوما عن يوم، ويزداد تذمّره، ولا يجد ملاذاً في غير «التحلطم» والشكوى من الأوضاع، والإسراف في الأكل، وتوغل الجهاز الإداري في فساد أكثر! وعلى الرغم من كل هذا الكم من المنغصات، فإن عدداً من النواب السابقين وغيرهم من نشطاء سياسيين، من امثال فهد الخنة وجمعان الحربش وسعود الخريجي ومحمد هايف، لم يجدوا شيئا يشغلوننا، وينشغلون بالهم ورقيق خاطرهم به، غير موضوع «وجوب تطبيق قانون منع الاختلاط»! وبالتالي تداعوا، وغيرهم، لعقد ندوة لغرض الضغط على الحكومية، التي اصبحت مؤخرا لا تعرف «طقاقها»، لكي لا تحيد قيد «أنملة» عن تطبيق قانون منع الاختلاط الرث الذي تجاوزه الزمن، وحتى المنطق. فهل بعد كل هذا لا نعرف أسباب تخلّفنا؟! متابعة قراءة شذرات ومذرات..!

احمد الصراف

الفكر الغنوشي

يأخذ الكثير من مؤيدي الزعامات السياسية الدينية على خصومهم قلة إطلاعهم على فكر وأطروحات هؤلاء الزعماء، والاكتفاء بالحكم عليهم من غير تعمق ولا دليل. ويضرب المثل هنا «بالأسلاموي» راشد الغنوشي، وكتابه «الحريات العامة في الدولة الاسلامية»، الذي يُعتبرونه «أرقى ما أنتَجه الفكر الحديث في ميدان السياسة»، وكيف أنه قدّم أفكارا وأطروحات تَخرج عن السائد، وتدعو للانفتاح على الحداثة والديموقراطية.
لكن هناك شكوكاً جدّية حول مشروعية هذا الادعاء، وخصوصا حول الجدّة التي يتميّز بها كتاب الغنوشي ومشروعه السياسي، ذلك إننا إن قرأنا كتابا من أدبيات الإسلاميين في الحكم فكأنما قرأناها جميعا، فلا جديد، ويجب ألا يكون هناك جديد، بعد أن اكتمل الدين. وبالتالي سيكون كلامهم تكرارا مملا، مع اختلاف بسيط عن سابق كتابات البنا وقطب وعمارة والمودودي والبوطي والقرضاوي وغيرهم. متابعة قراءة الفكر الغنوشي

احمد الصراف

الشريعة أم الأخلاق؟!

ضحك صديق وسخر قارئ، واعترض ثالث على اقتراحي بتسمية كلية الشريعة بكلية الأخلاق.
والحقيقة أن المسلمين (ومنهم أهل الكويت)، عاشوا لأكثر من الف عام من دون مدارس ابتدائية، متوسطة، ثانوية أو كليات شريعة، ومع هذا لم يؤثر ذلك في استمرار الدين. والحقيقة الأخرى أن خريجي الشريعة لم يعملوا، كما هو مفترض، في الوظائف الدينية التي تناسب تخصصهم. فغالبيتهم، إن لم يكن جميعهم، التحقوا بالشريعة ليتسنى لهم، في الغالب، الاستعانة بواسطات بعض النواب والشيوخ والعمل في سلك تحقيقات الداخلية او في المحاماة، وهذا ما حدث! وقد ساهمت القوى الدينية المؤثرة في تحقيق رغبة هؤلاء، على حساب كفاءة التحقيقات والمحاماة. وبالتالي لم يعمل حتى %10 من خريجي الشريعة في مجال تخصصهم! متابعة قراءة الشريعة أم الأخلاق؟!