احمد الصراف

براءة تنظيم الدولة

لسبب أو لآخر، لا تزال غالبية الجماهير الإسلامية، أو على الأقل رجال الدين فيها، لا يميلون لتكفير أعمال تنظيم الدولة الإسلامية، وأقصى ما قاموا به، وإن على استحياء، هو وصف أعمال رجال التنظيم بالوحشية.
ما يسري على «داعش» يسري على الجماعات المتطرفة الأخرى من حركة شباب الصومال أو «بوكو حرام»، التي سبق لرئيسها أبو بكر شيكاو أن درس وأكمل تعليمه في الأزهر، وأطلق على تنظيمه «طالبان نيجيريا»، خصوصاً أنه مكوّن من طلبة تخلوا عن الدراسة.
ويقول الداعية السلفي السوري المعروف عدنان العرعور في مقابلة تلفزيونية إنه يؤمن بان %99 من «الإخوة» في «داعش» أو حتى %99.9 مؤمنون ومخلصون صادقون. وكرر الصفات نفسها ثانية، مضيفا انهم جاءوا من خارج سوريا او من داخلها ليدافعوا عن الدين! متابعة قراءة براءة تنظيم الدولة

احمد الصراف

ارفعي رأسك يا سيدتي

هناك مؤشرات كثيرة يمكن من خلالها الحكم على تقدم أو تخلف دولة ما، ولا شك في أن اكثرها دقة مؤشر وضع المرأة في أي مجتمع للحكم على مدى تقدمه أو إنسانيته أو تخلفه. ولو نظرنا لدول كأفغانستان وباكستان والصومال وبنغلادش ـــ على سبيل المثال لا الحصر ـــ لوجدنا أن مكانة المرأة فيها تقرب للحضيض.
يقول سقراط: إن ثقَّفت رجلا تكون قد ثقفت فرداً، أما إن ثقفت امرأة فقد ثقفت جيلاً.
ويقول الأديب الفرنسي أناتول فرنس: المرأة هي أكبر مربية للرجل، فهي تعلمه الفضائل الجميلة، وأدب السلوك ورقة الشعور. متابعة قراءة ارفعي رأسك يا سيدتي

احمد الصراف

حنا غير

كانت الكويت، ولا تزال، دولة مختلفة عن محيطها، وإن تأخر تميزها مؤخرا، إلا أن رونقها الجميل لم يختف.، ولا تزال لهذا الوطن مسحته الرائعة وعزته وتفرده.
ما لا يعرفه الكثيرون أن الكويت بَنت تميزها منذ أوائل نشأتها، ووصل الأمر الى أوجه قبل أكثر من نصف القرن بقليل، في عهد الشيخ الكبير، عبدالله السالم، الذي قام، ضمن أمور كثيرة رائعة أخرى، بالتخلي عن حقه في ملكية امتياز النفط، وعائدات النفط الضخمة، وتحويل ذلك الحق للشعب الكويتي، بعد أن حدد لنفسه وأسرته الكريمة مخصصات متواضعة.
انفردت الكويت بذلك الوضع لسنوات، ولا تزال منفردة بجزء كبير منه، علما بأن نظم الامتياز، بين شركات النفط (التنقيب) الغربية، وبين حكام المنطقة، ومنها الكويت، ألغيت لاحقا مع تأميم تلك الدول لشركات النفط الأجنبية، منهية عقودا من الاستغلال. متابعة قراءة حنا غير

احمد الصراف

الخطر القادم

«.. لولا الإخوان المسلمون لكان المسلمون أخوة»!
أصدرت لجنة في الكونغرس الأميركي قرارا اعتبرت فيه جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، وهو قرار ينسجم مع مواقف وقرارات سبق لدول عدة ان اتخذتها. كما سبق أن وصف نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية السعودي الراحل، أن السعودية لم تواجه مثل الخطر الذي تمثله جماعة الإخوان، وأنهم يعيشون كالأفاعي المختبئة تنتظر ساعة الحسم لتنقض على من يواجهها.
لا شك في أن حركة الإخوان، كأي حركة دينية سرية، تشكل خطرا على أنظمة دول كثيرة، ليس لآرائها المتطرفة فقط، ولوصوليتها، بل لميلها الشديد ايضا لاستخدام العنف وسيلة لتحقيق أهدافها، والغريب أن حكومتنا لا تود، حتى الآن، تصديق ذلك بالرغم من كل الشواهد، ولا الالتفات الى ما تسببت به هذه المنظمة من تسميم لعقول الشبيبة أثناء سنوات سيطرتها على التربية والتعليم وعلى أنشطة المساجد. متابعة قراءة الخطر القادم

احمد الصراف

الأولوية لليوروفايتر

لا شك أن الفوارق المادية بين البشر في ازدياد مستمر. والصراحة أنني لم أكن أتصوّر أنها بهذا الحجم، بين الذين يملكون كل شيء، وبين الذين لا يملكون. كما لم أكن أعلم أيضا أن تسارع الهوة هو بهذا الحجم المقلق.
بيّن تقرير، اعتمد في أرقامه على البيانات الصادرة عن هيئات تابعة للأمم المتحدة، وخاصة تلك المتعلقة بالفقر والتعليم والغذاء، والتي تعتبر تقاريرها شهادة على مدى عدم إنسانية الإنسان، وكيف أن آخر اهتمام من يملك اتجاه من لا يملك، بينت أن نحو %80 من سكان العالم لا يمتلكون أي ثروة تقريبا. كما يصعب تمييز هذا الفرق في أي رسم بياني، لضآلة ما يأخذه من حيز بياني. أما %2 من سكان العالم فإنهم يستأثرون بأكثر من نصف ثروات الكرة الأرضية. ولو نظرنا للرسم البياني بطريقة محددة، واخذنا التعداد الإجمالي لسكان الأرض، الذي يقدر بأكثر من 7 مليارات نسمة، وقلصناه لمئة فرد، وقمنا بتوزيع مجمل الثروة البشرية، التي تقدر بـ223 تريليون دولار، على هؤلاء المئة، لوجدنا أن غالبية المئة لن ينالهم شيء، وهم معدمون، لدرجة لا يستطيعون فيها تعليم أبنائهم، ولا توفير العلاج لهم، دع عنك وجود مال بين أيديهم. مقابل ذلك، نجد أن %1 فقط من البشر يمتلكون %43 من الـ223 تريليون دولار، بينما %80 لا يمتلكون غير %6 من الـ223 تريليوناً.
ولكن حتى هذه الأرقام لا تبين بدقة مدى تردي أوضاع غالبية البشر، فثروة 300 شخص في العالم، من أمثال بيل غيت وكارلوس سليم ووارن بوفيت، وغيرهم من كبار أثرياء العالم، تعادل ثروة 3 مليارات إنسان، وهذا يعادل سكان الصين والهند والبرازيل مجتمعة. متابعة قراءة الأولوية لليوروفايتر

احمد الصراف

المرأة ووصولية الإخوان

لا شك أن المجموعة البشرية الوحيدة في العالم، التي لا يزال رجال الدين فيها يمطرون شعوبهم بسيل مستمر من الفتاوى الدينية منذ أكثر من 1400 سنة، في كل أمر، وخاصة ما تعلق بالمرأة، سواء ما تعلق بمظهرها وطريقة مشيتها أو جواز خروجها من البيت وسفرها، إن بمحرم أم بغيره، أو بطريقة ركوبها للدواب وصولا لحكم قيادتها للسيارة، دع عنك الباخرة والقطار، وأرثها، وسن زواجها الشرعي وحقها في تزويج نفسها، وعدتها، واختلاطها بالرجال، وحكم انكشافها على النساء، وشكل حجابها أو نقابها، وحتى في كيفية قضاء حاجتها.
ومع كل هذا السيل من البلاوي، فإن تلك الفتاوى، بالرغم من حجمها المخيف، لم يتطرق اصحابها يوما للخطر الذي تمثله المرأة غير المتعلمة على مجتمعها، ولا لخطورة تزويج الأطفال، ولا لمشاكل جهل المرأة بحقوقها الإنسانية، ولا بتأثيرها المرأة التي لا كرامة لها على ابنائها، ولا حتى فتوى واحدة تجبر الرجل على التقيد بإلزامية تعليم بناته، إن لم يكن العكس هو السائد. وبعد كل هذا نتساءل بسذاجة أقرب للغباء، عن سبب تخلف شعوبنا؟ متابعة قراءة المرأة ووصولية الإخوان

احمد الصراف

الحل بيدك يا سيدة هند

في اليوم التالي لنشر مقالنا الذي طالبنا فيه وزير الصحة، بطريق الخطأ، الاهتمام بموضوع بناء دار لكبار السن، قامت القبس بنشر خبر عن تبرع جمعية كويتية، «إعانة المرضى»، بمبلغ كبير لبناء دار للعجزة في جمهورية ألبانيا، التي لا يعرف %98 من الشعب الكويتي اين تقع، وما علاقة جمعية كويتية بجمهورية أوروبية؟ ولماذا تريد بناء دار للعجزة فيها، ولا تريد بنائها في الكويت، التي هي بحاجة ماسة اليها؟ ولماذا تريد الجمعية الفسفسة باموالها على الذي «يسوى ولا يسوى»، مع كل الظروف المعيشية الصعبة التي تمر أو ستمر بها البلاد قريبا، مع اشتداد الضائقة المالية؟ الا تعلم هذه الجمعية، من الناحية الشرعية على الأقل، أنه يحرم على المسجد ما البيت بحاجة اليه؟ فلم تنفق أموالها في الخارج وهناك من يحتاجها في الداخل، وهل السبب، كما يشاع، أن الصرف في داخل الكويت سيخضع لرقابة ما، اما الصرف في الخارج فلا رقابة فعلية عليه، وهذا سبب التبرع؟ متابعة قراءة الحل بيدك يا سيدة هند

احمد الصراف

من قتل تركي؟

عندما عزف السلام الوطني في إحدى المناسبات الرسمية، اختار احد نواب السلف البقاء جالسا، وعدم مشاركة بقية الحضور الوقوف احتراما للسلام، كما جرت العادة، او تطلب الأمر. لا بل وأمعن في التجاهل بالعبث بهاتفه النقال، المصنوع بأيد كافرة. وهنا لم يعترض أي «مسؤول» على تصرفه، فزاد عدد من قلده، فالسكوت علامة الرضا! وربما لقي التصرف تشجيعا من رواد مجلسه، لموقفه الشجاع من «العادات الغربية الدخيلة»! ولا ادري كيف برر النائب السابق وصوله الى البرلمان عن طريق «العادات الغربية الدخيلة» نفسها؟
وعندما حول بعض الخطباء منابر مساجدهم للدعوة للدولة الدينية، ورفض كل مظاهر الدولة المدنية، تطلب الأمر مرور ثلاثة عقود لتنتبه الحكومة لخطرهم، وتطلب الأمر مرور عقد آخر لتمنع البعض منهم من اعتلاء المنابر.
وعندما وزع ذلك السفيه مناشيره، ولا يزال، التي تدعو الى تكفير كل شيء في حياتنا، ورفضه لطريقة معيشتنا، ودعوته الشباب لمحاربة كل ما يعتقده مظهرا سلبيا، اكتفت الحكومة بتجاهل تصرفاته. متابعة قراءة من قتل تركي؟

احمد الصراف

تجربة والت بتنجر

قام والت بتنجر Walt Bettinger، رئيس شركة مرطبات شواب Charles Schwab العالمية، بإجراء تجربة فريدة من نوعها، ذكرتني بتجربة سبق أن قمت بها قبل أكثر من نصف قرن.
ففي اليوم التالي لترقيتي مديراً، وتعييني في أكبر فروع البنك، من حيث عدد الموظفين، وردني بعدها بأيام قليلة مغلف «سري جدّاً»، بداخله نماذج تقييم أداء موظفي الفرع، مطلوب تعبئتها، وإعادتها للإدارة العليا، لاتخاذ قرار الترقيات وزيادات الرواتب للسنة التالية.
متابعة قراءة تجربة والت بتنجر

احمد الصراف

التدين الأجوف

درّسونا وتعلمنا من أهالينا أن نكون مسلمين، فأدينا الصلوات، بعد أن عرفنا مواقيتها وطريقة أدائها، وصمنا رمضان والتزمنا به. وعندما كبرنا، علّمونا أن نُخرج الزكاة مما نكسب، وأن نسعى إلى حج البيت، كما تعلمنا السيرة واحترام الصحابة وتوقير نساء بيت النبوة، واتباع الفتاوى، ومساعدة الفقير، وإطعام ابن السبيل، وإيواء المحتاج، وغير ذلك من دروس، ولكن من الواضح أن جميع هذه الدروس الدينية لم تجعل من مسلمي الكويت، على الأقل، أفضل من غيرهم، لاسيما في ما يتعلّق بالأخلاق، وبطريقة التعامل مع الغير.
فزيارة واحدة لمناطق مخيمات الربيع، بعد انتهاء الموسم، يمكن أن تعطينا فكرة عن مفهومنا كمسلمين عن النظافة والبيئة، وحق الغير فيها. وربما لا يلام مرتادو البر على ذلك، فهي ليست من ثقافتهم، ولم تدرّس لهم. متابعة قراءة التدين الأجوف