احمد الصراف

بين الزغلول والدمرداش

لم يستفد أحد في العصر الحديث من كتاب ديني كاستفادة المواطن المصري زغلول النجار من القرآن. فقد روّج هذا الشخص لنظرية أن مختلف الابداعات والاكتشافات الطبية والعلمية والنفسية والجغرافية وغيرها يرجع الفضل فيها لنصوص محددة في الكتاب المقدس، ومن هنا انطلقت شهرته وأصبح مؤلفا ومقدم برامج ومحاضرا، ومن كل ذلك كوّن ثروة وكسب احترام وتقدير جهات عدة، ساذجة أو متواطئة معه، أفرادا كانوا أو مؤسسات، وشاركه أو زاحمه في اللعبة دعاة من مصر من امثال عمرو خالد ومحمد الجندي وغيرهما، وآخرون من السعودية والكويت واليمن، وحتى من السودان بكل ما فيه من بؤس وتخلف وتشرذم ورئيس مطلوب للعدالة الدولية.
ويبدو ان طريقة الكسب السريعة والمضمونة هذه جذبت بأضوائها أطرافا اخرى لمنطقتنا بالذات، المليئة بالسذج والمتخمة بالبترودولار، الذي لا تعرف الكثير من دولنا كيفية استثماره بطريقة فعالة، ومن هنا دخل السيد صبري الدمرداش، الذي يحرص على ان يسبق اسمه حرف الدال، على خط التفسير ونشر اعلانا في عدة صحف (الوطن 27/5) طلب فيه من المطلعين على عنوانه ان يكونوا راقين في أحاسيسهم، مميزين بين الناس، واسعي الثقافة، وأن يكونوا أثرياء في فكرهم، وكل هذا يمكن أن يتحقق بالمشاركة في خدمة الرسائل الهاتفية النصية الخاصة به، والتي من خلالها سيعلمنا السيد الدمرداش، وعلى حسابنا، أسرار الخلق والإعجاز العلمي في القرآن وفلسفة الحياة، وفوق كل هذا الاعجاز العلمي في الكون مع كمّ هائل من المعلومات الحسابية والطبية والتاريخية الأخرى!
لقد قبلنا بترهات مفسري الاحلام والفاسد من خدع العلاج بالحجامة للمصابين بأمراض السرطان، وادعاءات مستخدمي المياه المقروء عليها بأنها صالحة لكل داء وبلاء، ولكن أن يأتي من يدعي أن بامكانه أن يعلمنا اسرار الكون وما فيه من اعجاز، وكيف ان النباتات لا تنام والأسماك لا تغرق من خلال رسائل هاتفية نصية قصيرة، فهذا ما لم نسمع بمثله حتى الآن! ونرجو من الدمرداش، أو من يمثله في الكويت، أن يوضح للساعين لمعرفة كامل أسرار الخلق والكون ـ على فرض أنه يعرفها كلها ـ الكلفة النهائية لهذه الرسائل، وان يبين الطريقة التي سيرد بها على مئات الأسئلة المتعلقة بالكون التي لا يزال كبار علماء العالم في حيرة منها منذ أن وجد الانسان الهوموسيبيان على هذه الأرض، وحتى تاريخ نشر هذا المقال.
ويا ناس عليكم بالحذر من هؤلاء المدعين فهدفهم ما تبقّى في جيوبكم من بترودولارات قليلة.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

احمد الصراف

الشكر لأميركا والعتاب لنا

أبدت شخصيات سياسية وجهات حكومية ونشطاء سياسيون غضبهم وامتعاضهم، مما ورد في تقرير وزارة الخارجية الأميركية السنوي عن حقوق البشر في الكويت. وأدرج التقرير الكويت، للسنة الثالثة على التوالي، ضمن الفئة الثالثة السوداء، في مجال المتاجرة بالبشر، وهو التقرير الذي ساهمت السفارة الأميركية في الكويت «مشكورة» في إعداده.
وقال بعض المعترضين إن أميركا، بسجلها غير الإنساني، وسوء معاملتها لسجناء «غوانتانامو»، هي آخر جهة يحق لها انتقاد الدول الأخرى. وهذا كلام سنتفق، على مضض، على صحته، وبالتالي يجب على أميركا التخلي عن دور شرطي العالم! وهنا يصبح أمامنا أحد خيارين في موضوع التصدي لانتهاكات الدول «المتخلفة» لحقوق البشر: إما ترك معالجة هذا الموضوع لكل دولة لتهتم به بطريقتها، أو أن يعهد لجهة غير أميركا مهمة التصدي لإعداد التقرير السنوي عن أحوال حقوق الإنسان في العالم، خاصة أن تكليف الأمم المتحدة بالأمر سيكون غير مجدٍ لأسباب كثيرة.
وحيث إن لا أحد منا، وفي الكويت بالذات، يرى ترك موضوع حقوق الإنسان لكل دولة على حدة لتهتم به، فقد كانت تجربة الغزو والاحتلال خير شاهد على حاجتنا للعالم لكي يتدخل في شؤوننا ويحررنا من الغازي، فإن خيار إيجاد دولة أخرى هو الباقي! فما هي الدولة الأكثر تأهيلاً، غير أميركا، والأكثر استعداداً للتصدي لاعداد مثل هذا التقرير الخطير والمكلف والمعقد ونشره ومتابعة تطبيقه، وتوقيع العقوبات بمختلف أشكالها، على الدول المخالفة؟ وهل هناك حقاً من يمتلك ما تمتلكه أميركا من قوة وسلطة وما توفر لديها عبر سنوات من البحث من كم هائل من المعلومات شبه الكاملة عن أوضاع العمالة في كل دول العالم تقريباً؟ كما ان ما تمتلكه من أجهزة علنية وسرية تساعد في إعداد مثل هذا التقرير لا تتوفر في أي دولة أخرى. وهنا نجد ان خياراتنا تصبح شبه معدومة، فالدول الأوروبية الأخرى التي من الممكن أن تتصدى لهذا الموضوع، إما أن سجلها الاستعماري لا يساعدها على ذلك، أو أنها عاجزة، مقارنة بأميركا، أو غير راغبة في التصدي بشكل كامل لمثل هذه القضية الشديدة الحساسية والتعقيد، وبالتالي لا خيار للعالم أجمع غير أميركا.
وفي رد لوزير الشؤون على التقرير، فقد وصفه بأنه «غير منصف»، وأن ديننا نص على احترام حقوق الإنسان (!!). وافتخر الوزير بأن وزارته، بالتعاون مع وزارة العدل «بصدد» دراسة قانون تجريم الاتجار بالبشر! فكيف يكون التقرير «غير منصف» ونحن لا نزال، وعلى الرغم من كل الانتقادات التي وجهت لنا على مدى سنوات، ندرس تجريم الاتجار بالبشر؟
أما اتحاد عمال الكويت فقد صرحوا بأن التقرير لم يفاجئهم لأنهم طالما دعوا الحكومة لاتخاذ الإجراءات والتدابير التشريعية التي من شأنها تلافي هذه الاتهامات، وأن التقرير تضمن حقائق. كما شدد الاتحاد على دور الحكومة السلبي في التعامل مع مكاتب استقدام العمالة وإعادة تنظيم هذا القطاع حفاظاً على حقوق هذه الفئة.
ولا ننسى هنا فضيحة الـ 1200 شركة وهمية التي استقدم أصحابها، وبتواطؤ حكومي بيّن، عشرات آلاف العمال مقابل قبض مبالغ نقدية كبيرة منهم، وترك هؤلاء في الشارع ليواجهوا مصيرهم المظلم من دون عمل ولا دخل ولا أمن ولا مستقبل ولا حتى خبزة جافة!
الشكر كل الشكر لأميركا وسفارتها على جهودهم في كشف عيوبنا وجرائم البعض منا ومتاجرتهم بحقوق البشر وسكوت حكومتنا عن كل هذه المخالفات سنة بعد أخرى. وكان حرياً بنا تقديم الشكر لها على جهودها، لا توجيه اللوم والعتاب، فكما «سمحنا» لها قبل 20 عاماً بتحريرنا وإعادة إنسانيتنا لنا، فإن من حقها، وهي التي ضحت بأرواح أبنائها من أجلنا، أن تحذرنا من عدم إنسانية البعض منا مع الغير وسلبهم لحقوقهم، مع سبق الإصرار والترصد.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

احمد الصراف

هل سيقف العالم معنا ثانية؟

نشرت مجلة تايم الأميركية الشهيرة مقالا، في 24 ديسمبر 1990، في ذروة معاناة الكويت وشعبها من الاحتلال الصدامي، ورد فيه أن قلة كانت تعرف شيئا ما عن الكويت، لولا التعهد الذي صدر وقتها عن الرئيس الأميركي جورج بوش الأب، بضرورة تحريرها من احتلال صدام! وإن الكويت اشتهرت بغطرسة وتكبر شعبها وحكوماتها، وأنها كانت دولة غير ديموقراطية، وقت وقوع العدوان عليها. ولم يكن أحد ليهتم بأمرها ومعاناتها من الاحتلال، بسبب ضآلة حجمها ومثالب حكوماتها، لولا ثروتها النفطية الكامنة تحت رمال صحرائها!.. ولكن هل هذه هي الحقيقة؟ وهل ستتغير الكويت إلى شيء أفضل بعد تحريرها؟ تجيب المجلة بالقول إن الكويتيين يميلون إلى الإيمان بأن الأوضاع في الكويت ستتغير حتما إلى الأفضل بعد التحرير، وهذا أيضا ما تتمناه أغلبية نصف المليون جندي، الذين قدموا من بلدانهم لتحريرها من حكم صدام. ولكن مع قيام هذا الأخير بإطلاق سراح رهائنه من مواطني الدول الأوروبية وأميركا، فإن العالم اصبح يتساءل: هل من المجدي حقا موت أي جندي في سبيل تحرير الكويت؟
* * *
ومع اقتراب الذكرى السنوية للاحتلال والتحرير فإننا، وبعد عشرين عاما، نعيد طرح السؤال نفسه مع تغيير الصيغة للحاضر ونقول: هل استحق تحرير الكويت حقا كل ما بذل في سبيله من أرواح ودماء ومصابين وثروات طائلة؟
لاشك في أن الأغلبية الساحقة من شعوب الأمم الحرة تؤمن بأن الأمر كان يستحق حقا كل تلك التضحيات والتكاليف البشرية والمادية الهائلة، ولكن هل «العالم الحر» على استعداد للوقوف معنا مرة أخرى، ان تعرضت مصالحنا وأمننا الحيوي للخطر؟ لاشك في ان الإجابة ستكون نعم كبيرة أخرى، ولكنها ستكون مشروطة هذه المرة باستمرار بقاء الحياة الديموقراطية في الكويت من دون انقطاع! فقيادات دول العالم ستفكر كثيرا قبل ان تتدخل لتخليص أمة ما من حكم دكتاتوري لتسلمها إلى حكم يشبهه، ولو كان منه وفيه. وبالتالي يصبح المقياس الديموقراطي، وحكم الشعب لنفسه، من خلال حكومة دستورية، هو المحك الذي يمكن من خلاله الإجابة عن مدى أحقيتنا بما بذله العالم الحر من أرواح وأموال في سبيل تحريرنا، وما سيكرر فعله، حال تعرضنا لأي خطر خارجي.
نكتب ذلك على ضوء كل ذلك الضجيج الذي أثاره، وسيثيره مستقبلا، بعض أعضاء البرلمان في العراق وسياسييه وصحافته عن الكويت، واستقلالها وحدودها وكرامتها، وضرورة قيامها بإسقاط مطالباتها على العراق، وإعادة النظر فيما تم توقيعه من اتفاقيات حدود وأمن معها. فهذه التصريحات وما يماثلها، أو يزيد عليها تطرفا، الآن أو مستقبلا، لن تعني شيئا طالما بقي الدستور الحصن الذي يستظل به الجميع، والذي يعني أن العالم الحر سيقف معنا مهما كانت درجة المخاطر والضغوط التي قد نتعرض لها. ومن المجدي هنا تخيل وضعنا النفسي والمالي والاقتصادي والسياسي في هذه الأيام بالذات، لو كانت الكويت تعيش في ظل حكم غير ديموقراطي ومن دون برلمان! فمن الذي كان سيقف معنا ماديا وماليا وعسكريا؟ لا أحد بالطبع. ومن هنا نعتقد أن الضمان الوحيد لبقائنا مستقلين وكرماء في وطننا يكمن في بقاء ديموقراطيتنا من دون مس!
* * *
• ملاحظة: تصريح السيد محمد المهري، مع حفظ بقية ألقابه، عن مواقف بعض سياسيي العراق من الكويت، بأنه «يضمن شخصيا»، وطنية الحكومة العراقية الحالية، وحسن نواياها، وعدم عدوانيتها تجاه الكويت، ذكرني برد كابتن طائرة مدنية مملوءة بالركاب، عندما طلب منه مسؤول برج المراقبة عدم الهبوط بسبب سوء الأحوال الجوية، فرد عليه قائلا: «ما تئلأش، أنا حنزل على مسؤوليتي الشخصية»!

أحمد الصراف
habibi [email protected]

احمد الصراف

عندما يسقط الدكتاتور

عندما سقط حكم شاه إيران غير مأسوف عليه قبل 30 عاما، وتسلم آية الله الخميني حكم البلاد، كنت الوحيد، في محيطي الواسع، الذي وقف معارضا حكمه، ومحذرا من سيطرة رجال الدين على مقاليد دولة «مهمة وحيوية» مثل ايران، مع كل تخلفها! وقد عارضني واختلف معي كثيرون، كما اختلف معي غيرهم قبل فترة قصيرة من موقفي من السيد حسن نصر الله، لاعتقادي الراسخ بأن رجل الدين، والمسلم بالذات، آخر من يصلح للسياسة. المهم ان الامام الخميني لم يخيب ظني، فبعد خمسة اشهر من الثورة «المباركة» تراجعت حقوق الاقليات والمرأة في ايران الى الحضيض، وساهمت سياسة تصدير الثورة التي تبناها، وأعلنها في القضاء على ما تبقى من عقل في رأس صدام، ودفعه إلى محاولة «التغدي» بنظام الخميني، قبل قيام هذا بــ«التعشي» بنظامه!
وهكذا عاشت المنطقة برمتها في جحيم على مدى 8 سنوات، فقد خلالها مئات الآلاف أرواحهم، واصيب الملايين بجروح وندوب نفسية وجسدية دائمة، وخلفت الحرب ملايين المقعدين والأرامل والأيتام في البلدين، وفوق ذلك ضاعت مئات مليارات الدولارات في شوارع المدن، أو دفنت تحت رمال الصحراء الحارة. وعندما حانت فرصة الخميني لكسب الحرب، ولو معنويا، عندما نجحت قواته في اخراج العراقيين من أرضه، وأعطي فرصة فرض شروطه على العراق وبقية دول المنطقة، إلا انه، كرجل دين مسكون بالشك من الآخر، وبعدم ادراكه لما تعنيه السياسة من فن الممكن، وبسبب ايمانه بالمظلومية، وبإرث تاريخي لا يسمح بقبول التسوية وحلول الوسط، فقد رفض الخميني كل محاولات التهدئة والصلح وأصر على السير في خيار الحرب الى النهاية، وانتهى الأمر به الى الاضطرار لتجرع كأس السم، على حد قوله، والقبول بالصلح مع عدوه الشخصي صدام حسين! ولولا تلك الحرب العبثية وما خلفته من دمار وخسارة مالية ضخمة للعراق (كون صدام لم يعبأ يوما بالخسائر البشرية) لربما لم يفكر ذلك المعتوه في غزو الكويت.. على الأقل بكل تلك الفجائية والفجاجة والحقد.
ان النظام الديني الذي وضعه آية الله الخميني، والذي لايزال ساريا في ايران، هو الذي أزاح آية الله منتظري، الخليفة المتوقع، وجعله رهين محبسه، وهو الذي حدد اقامة آية الله شريعتمداري، أكبر رجال دين عصره، وفرض التعتيم عليه، الى أن مات، وهو الذي قتل وشرد وسجن جميع أبناء الثورة وقادتها الحقيقيين من أمثال بازركان وبني صدر وإبراهيم يزدي والمئات غيرهم، وهو الذي فرض رجل دين مغموراً متواضع المعرفة الدينية، مرشدا وقائدا أعلى للجمهورية من بعده، وبسلطات لا يحلم بها أي دكتاتور في جمهورية موز أو دولة افريقية متخلفة، فالغطاء الديني، الذي يرسم هالة كبيرة من العظمة على رأس المرشد، أقوى من جيوش دول عدة!
ما حدث في ايران اخيرا، ونأمل ألاَّ يتغير الأمر قبل نشر هذا المقال، هو بحكم الزلزال. فاحتمال وقوع انقلاب عسكري في ايران، أمر مستبعد بسبب تعدد مراكز القوى وتشابكها، ولكن الشعب الذي أسقط الشاه في الشارع قبل 30 عاما، وفي ظاهرة تاريخية لم تتكرر منذ الثورة الفرنسية، بإمكانه أن يفعل الأمر ذاته، لتغيير النظام بصورة سلمية، لتعود ايران دولة صديقة وجارة عزيزة، كما كانت في السابق.
•••
ملاحظة: على الرغم من كل ارتباطاتي، لكنني لم أقم بزيارة ايران خلال 40 عاما تقريبا الا مرة واحدة، وكان ذلك خلال فترة الاحتلال الصدامي للكويت، وكانت لبضعة أيام فقط ولغرض تجاري بحت!

أحمد الصراف
habibi [email protected]

احمد الصراف

استبدال السافاك بالملالي

بعد الانفتاح السياسي الذي شهدته الكويت مؤخرا على اثر الهزيمة التي تعرضت لها قوى الردة والتشدد، وما تمخضت عنه الانتخابات النيابية اللبنانية من فوز لتيار العقلانية والوطنية على التطرف والاصطفاف الطائفي المدعوم من الخارج، فقد توقع، أو تمنى، الكثيرون أن تستمر موجة الإصلاح والعقلانية في المنطقة لتشمل إيران بخسارة تيار أحمدي نجاد المغالي في طائفيته وتشدده الديني والعسكري، وجاءت كل تلك التمنيات على خلفية عدة متغيرات دولية وإقليمية كان آخرها الخطاب التاريخي الذي ألقاه الرئيس أوباما في القاهرة قبل أيام. وكنت في الحقيقة أنوي كتابة مقال في حينه عن توقعاتي المتشائمة عن الانتخابات الإيرانية ولأبين صعوبة حدوث أي تغير حقيقي على الأرض ضد رغبة المرشد الأعلى، وأن النتائج ستكون عكس ما هو مطلوب لا لشيء إلا لكي لا يفسر نجاح المرشح الإصلاحي في الانتخابات الإيرانية على أنه دليل ضعف موقف «الولي الفقيه»، نائب الإمام الغائب، والذي يحكم إيران بصورة مطلقة ولا راد لرغباته وأهوائه، ولكن مشاغل السفر المفاجئة منعتني من كتابة ذلك المقال، خصوصا أنني كنت أتمنى، مع كثيرين غيري، خسارة نجاد، ونهجه!!
أميل للاعتقاد بأن تزويرا، بدرجة ما، قد جرى في الانتخابات الأخيرة في إيران. فلا يمكن أن يستمر شعب، مهما كانت درجة تخلفه، في التصويت، المرة تلو الأخرى، لنظام ونهج تسببا في هجرة أفضل عقوله للخارج وعزلته الدولية وبلوغ أوضاعه الاقتصادية درجة كبيرة من السوء. فهذه السنوات العجاف التي تمر بها إيران تشبه كثيرا السنوات الأخيرة لنظام الشاه السابق، عندما كانت الأوضاع الاقتصادية وقتها في الحضيض وكانت للسافاك، أو الشرطة السرية، اليد الطولى في حكم البلاد، وكان تزييف أي انتخابات أمرا عاديا، وكانت السجون تمتلئ بالسجناء السياسيين، والتذمر الشديد يملأ النفوس. وعليه فإن من الصعب توقع حدوث أي انفراج سياسي او اقتصادي كبير في أوضاع إيران من دون التخلص من نظام «ولاية الفقيه»، الذي أدى، منذ اليوم الأول، لاستبدال بطش السافاك بسطوة رجال الدين!! فهذا النظام السياسي الفريد من نوعه، والمتصادم بقوة مع منطق الحكم والعصر، لا يمكن أن يسمح بتقدم أوضاع أي دولة تتبعه بسبب الهالة شبه المقدسة التي يتمتع بها «المرشد الأعلى» المطلق الصلاحية والذي لا يسمح بتجاوزه أو حتى مناقشة صحة قراراته، مهما اتسمت بالتطرف والشدة. ولو تم انتخاب أي رئيس جمهورية إصلاحي فإنه سيكون عاجزا عن فعل شيء دون موافقة المرشد الأعلى، والشعب الإيراني يعلم ذلك جيدا، وبالتالي لا يمكن تفسير مظاهرات الاحتجاج في غالبية مدن إيران الكبرى إلا بكونها استفتاء على إلغاء نظام ولاية الفقيه، لتصبح إيران دولة ديموقراطية بالمعنى الصحيح… أو ربما نحلم بذلك!!

أحمد الصراف

احمد الصراف

دروس ثلاثة

الدرس الأول: أرسلت شركة مرطبات عالمية معروفة مديرا أوروبيا للإشراف على حملة إعلانية في دولة عربية، وبعد مرور أيام اكتشفت الشركة أنه ارتكب خطأ قاتلا تسبب في انخفاض مبيعات المرطب بشكل كبير. فكرة الحملة كانت تتمثل في نشر وتوزيع والتركيز على ثلاث صور كبيرة، تبين الأولى مواطنا وكأنه ضلّ طريقه في الصحراء، والصورة الثانية تبينه وقد أشرف على الموت عطشا، والثالثة وهو يهتدي إلى كوخ فيه كمية من ذلك المرطب الشهير الذي يتناوله، وأمارات السرور والراحة بادية على وجهه بوضوح. المشكلة بدأت بسبب ثقافة مدير الحملة، فكونه أوروبيا فقد قام بترتيب الصور من اليسار الى اليمين، أي بنفس طريقة الكتابة لديه، ولكن جميع من قرأ الاعلان قرأه وفق طريقة القراءة المعتادة، أي من اليمين، وبالتالي فالصورة الأولى على اليمين لرجل يتناول ذلك المرطب وعلى وجهه أمارات السرور والراحة، وفي الصورة الثانية وهو ساقط على الأرض، وأمارات الاعياء الشديد والعطش بادية عليه، والصورة الثالثة بينته وهو تائه في الصحراء وكأنه فقد عقله! والدرس هنا أن علينا معرفة السوق المراد الاعلان فيه، قبل القيام بأي حملة إعلانية.
•••
الدرس الثاني: قال الطفل «جوني» لأمه: لقد كنت ألعب عندما شاهدت سيارة بابا تتجه نحو الغابة وفي داخلها السيدة «جين» وشاهدته يقبلها وبدآ بخلع ملابسهما..! وهنا طلبت الأم من ابنها ألا يكمل رواية قصته، وقالت له: يا جوني أريدك أن تحكي ما حصل اليوم على مائدة طعام العشاء، لأنني أود رؤية ردة فعل والدك، وأنت تحكيها.
أثناء العشاء طلبت الأم من جوني أن يخبرهم بالقصة فاستطرد الصبي قائلاً إنه رأى والده والسيدة جين في السيارة وأنه بدأ بتقبيلها وخلع ملابسها وخلع هو ملابسه وبدأت السيدة جين تفعل به ما كان يفعله العم «سام» مع .. عندما كان بابا يغيب عنا في الجيش!
وهذا الدرس يبين لنا بأن من الأفضل دائما الاستماع للقصة كاملة قبل اتخاذ الخطوة التالية.
•••
الدرس الثالث: دخل راكب ضخم الجثة يملأ الوشم وجهه، وعضلات ذراعيه المفتولة تكاد تمزق أكمام قميصه، وهنا طلب منه سائق الحافلة دفع الأجرة، فقال هذا «المعلم برعي ما يدفعش» ودخل الحافلة وجلس خلف السائق. فسكت السائق مجبرا خوفا من بطش الراكب به، ولكنه لاحظ استهجان الركاب منه ومن جبنه. تكرر المشهد ذاته المرة تلو الأخرى وفي كل مرة كانت تتزايد وتيرة احتجاج الركاب وتذمرهم من جبن السائق! ولما فاض الكيل بصاحبنا قرر الانتقام لكرامته والاقتصاص من «برعي» في ميدانه نفسه، وقام بالالتحاق بأحد نوادي الرياضة، حيث تعلم كل فنون القتال اليدوي من تايكواندو وجودو ومصارعة حرة وملاكمة، وتدرب حتى على الجري السريع، في حال فشلت خطته في تلقين المعلم برعي درسا أمام ركاب الحافلة، وبعد ستة أشهر كان على استعداد تام للقاء استعادة الكرامة. وفي اليوم الموعود، وما إن ركب برعي الحافلة، حتى أوقفه السائق وطلب منه دفع ثمن التذكرة، فكرر هذا مقولته بأن «المعلم برعي ما يدفعش»! وهنا وقف السائق وأمسك بخناق برعي، امام تصفيق الركاب وتشجيعهم، وطلب منه بصوت جهوري إما الدفع أو الخروج من الحافلة، فقال برعي بصوت ضعيف يغلب عليه الخوف، بأنه لا يدفع لأن لديه اشتراكاً سنوياً(!)
وهذا يعني أن علينا معرفة عدونا جيداً قبل التحضير لملاقاته.

أحمد الصراف

احمد الصراف

أحمد والبرقع (*)

كتبت سيدة كندية رسالة إلى حكومتها تحتج فيها على المعاملة السيئة وغير الانسانية التي يتعرض لها السجناء في معسكرات الاعتقال في افغانستان، وتلقت السيدة بعدها بأيام الرد التالي من رئاسة الدفاع الوطني:
«عزيزتي المواطنة المعنية بالأمر..
شكرا لاهتمامك العميق بالطريقة التي يعامل بها الارهابيون من طالبان والقاعدة الذين يتم القبض عليهم من قبل القوات الكندية، والذين يتم تسليمهم الى الحكومة الافغانية التي تقوم بوضعهم في مراكز وسجون اصلاحية.
ان ادارتنا تأخذ بجدية ملاحظاتك، والتي سمعت بوضوح هنا في العاصمة «أوتاوا». وربما ستسعدين عند سماعك اننا قمنا، والشكر لأمثالك من المواطنين الصالحين، بانشاء ادارة تحت مسمى «برنامج قبول الليبراليين للمسؤولية عن القتلة»! وطبقا لقواعد هذا البرنامج فقد قمنا باختيار احد ارهابيي طالبان ليتم نقله، تحت الحراسة المشددة، الى كندا ليكون تحت عنايتك واشرافك بمكان سكنك في «تورونتو». واسم المعتقل علي محمد احمد، ويمكنك مناداته بأحمد فقط. على ان تتم معاملته والعناية به طبقا للقواعد والنظم التي قمت باقتراحها علينا في رسالتك، وهنا ننصحك باستئجار من سيساعدك في مهمة العناية بأحمد، وسنقوم اسبوعيا بزيارتك للتأكد بأنك تقومين بالعناية بالسجين بالمستوى نفسه الذي سبق ان طلبت منا تطبيقه، في رسالتك تلك، على اسرانا في افغانستان. وعلى الرغم من ان احمد قاتل محترف وشديد الميل إلى العنف، فإننا نأمل ان تتمكن «مشاعرك الفياضة» وحساسيتك المفرطة من التغلب على الخلل الواضح في شخصيته، وربما تكونين على حق عندما وصفت تلك الاختلافات بانها «اختلافات ثقافية، ووفق علمنا فإنك سوف تقومين بتوفير استشارات نفسية للسجين، وستقومين كذلك بتوفير بعض المعلمين له، ولعلمك فإن احمد ماهر في العراك باستخدام الايدي والارجل، وبامكانه القضاء على خصمه باداة بسيطة كقلم الرصاص او حتى مقص أظافر، وننصحك بعدم الطلب منه اظهار هذه المهارات في دروس اليوغا المقبلة التي سيرافقك فيها. كما انه ماهر في صنع القنابل والمتفجرات من مواد منزلية بسيطة، وربما يلزمك ابعاد هذه المواد عنه، الا إذا كنت. تشعرين بأن اخفاء تلك المواد عنه قد «يجرح مشاعره»، وربما ستجدين احمد غير ميال إلى خلق اي اتصال بينك وبين بناتك، بسبب نظرته الدونية إلى المرأة بشكل عام، ومعروف عنه عنفه مع النساء، وخاصة غير الملتزمات بارتداء «البرقع»، ولا تنسي يا سيدتي ان كل هذه الامور تقع ضمن «الاختلافات الثقافية» بيننا وبينهم، والتي سبق ان أشرت اليها في رسالتك.
نشكرك مرة اخرى لاهتمامك بسلامة هؤلاء السجناء، ونشعر بالامتنان حقا عندما يقوم مواطنون من امثالك بتعليمنا كيفية القيام بعملنا وبكيفية التعامل مع اعدائنا.
نرجو الاهتمام بصحة وسلامة احمد النفسية والبدنية، ولا تنسي اننا سنراقبك جيدا، ونتمنى لك الصحة والسلامة.
وزارة الدفاع الوطني.
(*) منقول بتصرف عن الانترنت.

أحمد الصراف

احمد الصراف

الفساد في دولة المليون

في كل جريمة أو مخالفة يرتكبها الكبار يتم البحث عادة عن «كبش فداء» أو Scapegoat لتحميله المسؤولية، وتعبير: «السكيب غوت» يعود أصله الى عادة توراتية كان فيها اليهود يحضرون تيسين، يضحون بأحدهما للرب ويطلقون سراح الآخر في الغابة لينطلق حاملا معه كل ذنوب اليهود.

•••
يتطلب قانون مزاولة التجارة من مؤسسي الشركات الجديدة أن يكون لديهم رأسمال قبل قيامهم بمزاولة أي نشاط تجاري، وذلك حفظا لحقوق الغير تجاه الشركة ولبيان جدية مؤسسيها. وتعتمد الوزارة عادة على البنوك في تسلم رأسمال من الشركاء، كل بحصته، وإصدار شهادات موجهة للوزارة تفيد بذلك وحفظ المبلغ في حساب خاص لا يتم الإفراج عنه إلا بعد الانتهاء من إجراءات تأسيس الشركة أو بكتاب من الوزارة يفيد بخلاف ذلك وطلب رد المبلغ لأصحابه.
وقد ورد في «القبس» 8/6/2009 أن ممثلي وأصحاب 1200 شركة متضررة من القرار الوزاري الذي نص على إغلاق مكاتبهم، تقدموا بكتاب «استرحام» لوزير التجارة لمنع تطبيق قرار الإغلاق عليهم، لأنهم لم يزوروا شهادات رأس المال، بل قامت مكاتب تخليص المعاملات بتزوير تلك الشهادات نيابة عنهم! وهذا يشبه ادعاء نائب ما مستقبلا بأن شهادة البكالوريوس أو الدكتوراه التي يحملها لم يقم بشرائها بنفسه، بل قام مكتب تخليص معاملات بالمهمة نيابة عنه!
ولو افترضنا أن هذه الشركات المتورطة بها 3 شركات في المتوسط، فإن ذلك يعني 3600 مزور في نوع واحد من المعاملات في دولة مرفهة، لا يزيد عدد مواطنيها على المليون بكثير، فما الذي كنا سنقدم عليه لو كنا بحجم سكان دولة كالهند وفقر دولة افريقية؟
وما مصير كل الأطراف التي تعاقدت مع هذه الشركات وباعت لها او اشترت منها؟ وما مستقبل آلاف البشر الذين أصدر لهم أصحاب هذه الشركات إقامات عمل؟ وكيف يمكن أن يحدث ذلك في دولة بها 1500 مسجد ونصف مليون ملتحٍ، ولا تتوقف فيها حملات الحج والعمرة على مدار العام؟ وكيف يمكن القبول بإلقاء مسؤولية هذه الجريمة على عدد من الوافدين «الملاعين»، الذين تركوا البلاد، وإخلاء طرف المواطنين «غير الملاعين»، الذين لم يسألوا من أين جاء رأسمال شركاتهم؟
إنني في حيرة حقا، فربما يكونون هم على حق، وأنا وأمثالي المخطئون! فلا يمكن أن يكون كل هذا «الرهط» على ضلال مبين في هذا الزمن الأغبر.

أحمد الصراف

احمد الصراف

هل بيننا «هينوهارا»؟ *

يعتبر الدكتور والمحاضر الياباني شيكياكي هينوهارا البالغ من العمر 97 عاما ونصف العام، اكبر طبيب ومحاضر معمر لا يزال يعمل من دون انقطاع منذ 68 عاما.
اسس د. هينوهارا، بعد الحرب العالمية الثانية، مستشفى خاصاً اصبح مع الوقت الاهم والاشهر في طوكيو العاصمة. كما انشأ اكبر مركز تمريض في طوكيو، ويقوم شخصيا بادارة الجهتين كرئيس، ويلقي الكثير من المحاضرات سنويا، ومنذ بلوغه 75 عاما وضع 150 كتابا بيع من واحد منها فقط اكثر من مليون نسخة.
يقول الدكتور هينوهارا الذي اسس ورأس «حركة المعمرين الجديدة» في اليابان، انه يشجع الاخرين على التمتع بالعيش طويلا وان يكونوا سعداء في الوقت نفسه، ويقول ان الطاقة التي يحتاجها الجسم تأتي من الشعور بالصحة والعافية وليس من الاكل او النوم الجيدين. وفي هذا الصدد يقول اننا عندما كنا اطفالا نلعب بسعادة كنا ننسى الاكل او النوم، وبالتالي من الضروري عدم تقييد النفس بقواعد نوم وطعام صارمة. ويورد الدكتور ملاحظة غاية في الاهمية حيث يقول ان العامل الوحيد المشترك بين جميع المعمرين، بصرف النظر عن الجنس او الجنسية، ان لا احد منهم شكا او يشكو من الوزن الزائد، فالوزن الزائد هو اس البلاء وجالب الامراض. يقول هينوهارا انه يتناول القهوة صباحاً مع كأس حليب مذاب به ملعقة زيت زيتون. اما عند الغداء فانه يتناول بعض قطع البسكويت مع كأس حليب، او لا شيء ان لم يكن مشغولا بعمله ولا يشعر بالجوع. اما في العشاء فالخضار هي المفضلة مع السمك والارز. كما يتناول قطعتي لحم مرتين في الاسبوع. ويقول ان من المهم جدا ان نخطط حياتنا مسبقا، وان جدول اعماله مزدحم حتى عام 2014، وسيقوم في عام 2016 بحضور الالعاب الاولمبية في طوكيو. كما لا يعتقد أن هناك حاجة للتقاعد، على الاقل ليس قبل بلوغ الـ 65 بأي حال، فعمر الستين عاما حدد عندما كان معدل الحياة اقل من الان بكثير، فقبل سنوات قليلة كان هناك 125 معمرا في اليابان مثلا، اما اليوم فهناك 36 الفا اعمارهم فوق المائة وسيتجاوزون 150 الفا خلال 20 عاما فقط.
وينصح الدكتور اولئك الذين لديهم خبرة او معرفة او موهبة بمشاركة الاخرين بها، فهو مثلا يقوم باعطاء 150 محاضرة سنويا، منها 100 للمدارس الاعدادية. ويقول انه يلقي محاضراته جميعا واقفا لكي يبقى قويا، وكلما كانت الفرصة متاحة استخدم الدرج بدلا من المصعد. ومن المهم برأيه عدم الاهتمام الزائد بالماديات، وتكديس الثروات، فلا يعرف احد متى يموت!!
* مقتبس من الانترنت بتصرف
أحمد الصراف
habibi [email protected]

احمد الصراف

أسئلة الستين.. وإهانات الكبار *

س: أين يمكن لرجل مثلي في الستين ان يجد سيدة جميلة تهتم به وتسعد بوجوده؟
ج: في قسم الكتب الخيالية.
س: ما الذي بإمكان الرجل القيام به عندما تمر الزوجة بمرحلة «سن اليأس»؟
ج: الانشغال بأي شيء، ويفضل تعديل وتحضير سرداب البيت، فقد يحتاج للنوم فيه مستقبلا.
س: كيف يمكن زيادة ضربات قلب الرجل فوق الستين من العمر؟
ج: ان تخبره زوجته بأنها حامل.
س: كيف يمكن التغلب على التجاعيد التي تملأ الوجه، وبالذات حول العينين؟
ج: بعدم ارتداء النظارات الطبية، او ربما عدم استخدام حمالات الصدر، ليقوم قانون الجاذبية بعملية الشد التلقائية.
س: لماذا يفضل من تجاوزوا الستين استخدام خدمة ايقاف السيارات؟
ج: لأن الشباب الذين يقومون بإيقاف سيارات هؤلاء لا ينسون اين اوقفوها.
س: لماذا يشكو ابناء الستين من مشكلة الذاكرة القصيرة؟
ج: ليست لديهم مشكلة الحفظ، ولكن المشكلة تكمن في استعادة المعلومات.
س: مع تقدم العمر، هل يصبح النوم أكثر عمقا؟
ج: نعم، ولكن عادة في فترة الظهيرة.
س: ما الملاحظة التي عادة ما تصدر عن كبار السن فور دخولهم محل آثار قديمة؟
ج: يا الله، انني أتذكر هذه الاشياء.
وعندما يود السياسيون والادباء البلغاء اهانة خصومهم، فإنهم عادة ما يلجأون لأساليب تورية جميلة، فقد وصف تشرشل احد خصومه بالقول ان لديه جميع الفضائل التي يبغضها، ولا شيء لديه من الموبقات التي يعجب بها.
اما «كلارنس دارو» فقد قال انه لم يقتل احدا في حياته، ولكنه قرأ الكثير من كلمات الرثاء في الصحف بسعادة كبيرة.
أما الكاتب الاميركي مارك توين فكتب عن احد غرمائه بأنه لم يحضر جنازته، ولكنه ارسل لذويه رسالة يعلمهم فيها بعدم ممانعته إجراءها!
اما الكاتب المسرحي البريطاني أوسكار وايلد فقد وصف احد خصومه بأن لا اعداء لديه، ولكنه كان مصدر كره وبغض من قبل اصدقائه.
وأرسل برنارد شو الاديب الايرلندي الشهير الى السياسي الانكليزي تشرشل تذكرتين لحضور حفل افتتاح واحدة من اشهر مسرحياته، وكتب خلف احداها: «احضر صديقا معك.. ان كان لديك صديق»!
فأعاد تشرشل التذكرتين له وكتب خلف الاخرى: ليس بإمكاني حضور حفل الافتتاح، ولكني سأحضر الليلة التالية.. ان كانت هناك ليلة ثانية!
وعن أوسكار وايلد انه قال ان البعض يسبب السعادة اينما ذهب، والبعض يسبب السعادة عندما يذهب.
ووصفت الليدي استور تشرشل، الذي كان فظّاً معها، بأنه مخمور، فرد تشرشل قائلا: هذا صحيح يا سيدتي، وانت قبيحة. وغدا صباحا سأكون غير ذلك، اما انت فستبقين قبيحة. ويقال انها قالت له يوما انها لو كانت زوجته لوضعت له السم في قهوته. فرد عليها قائلا: يا سيدتي لو كنت زوجتي لتناولت تلك القهوة بسرور.
(*) عن الإنترنت، بتصرف.

أحمد الصراف