احمد الصراف

عقلياتنا.. ونظرية التطوّر

يعتبر العالم الإنكليزي تشارلز داروين Charles R. Darwin واحداً من أعظم علماء البشرية، بنظريته عن أصل الأنواع والتطور، التي قلبت كيان المعارف البشرية رأسا على عقب. وعلى الرغم من مرور ما يزيد على 170 عاما على النظرية، فإن الجدال على صحتها لم يتوقف يوماً.
يقول دارون إن كل الكائنات الحية على مر الزمان انحدرت من أسلاف مشتركة، وأن التطوّر نتج على الانتخاب الطبيعي، والصراع من أجل البقاء. فهناك مئات، أو ربما آلاف الكائنات، انقرضت بعد أن عجزت عن الارتقاء أو التطور.
وعلى الرغم من الإجماع العلمي الواسع الذي لقيته النظرية عند صدورها، وما اكتسبته من قوة ومنطق مع الوقت، فإن المؤسسات الدينية، المسيحية والإسلامية بالذات، لا تزال تعارضها، خاصة أن الكنائس الاميركية، مقارنة بالأوروبية، كانت ولا تزال الأكثر رفضا لها، منذ انتشارها مع نهاية القرن التاسع عشر. كما لا تزال ذكرى المعركة القضائية الشهيرة التي جرت في ولاية تنيسي عام 1925، بين مؤيدي ومناوئي النظرية، ماثلة في الأذهان، خاصة بعد تخليدها في فيلم شهير.
كما لا تزال حتى اليوم كثير من المعاهد التعليمية تعارض تدريس النظرية أو الاعتراف بها، وإن فعلت ذلك فمن أجل دحضها وبيان ضعفها، والسخرية من «حقيقة» أن التطور استغرق مليارات السنين، وأن عمر الأرض يبلغ 5، 4 مليارات سنة، بينما الكتب المقدسة تفترض أن عمر الأرض لا يزيد على بضعة آلاف من السنين، وبأن اصل البشر يعود لآدم وحواء. ومعروف أن بعض الولايات الأميركية كانت تمنع تدريس النظرية، وتحرم الإيمان بها، إلى أن أجبرت على التراجع عن قراراتها بسبب عدم دستوريتها. متابعة قراءة عقلياتنا.. ونظرية التطوّر

احمد الصراف

عبدالله الرزاقه.. المختلف

ذكرت في مقابلة عن «التعليم الخاص»، أجراها مقدّم البرامج المبدع يوسف الجاسم، أن إحدى مشاكل مدارس وجامعات، التعليم الخاص، تتعلق بأن الوكيل المعني بشؤونها غالبا ما يكون من خريجي المدارس الحكومية، وبالتالي لا يعرف طبيعة التعليم الخاص، ولا دور المدارس الخاصة ولا مشاكلها، وقد يكون بالتالي موقفه عدائياً، أو سلبياً منها.
ذكرت المقدمة أعلاها مدخلاً للحديث والتعليق على خبر تعيين السيد عبدالله سعود العبدالرزاق، رئيسا للجنة المناقصات المركزية، وهو أول رئيس يأتيها بخلفية وخبرة طويلة في قطاع المقاولات، وبالتالي يعرف المشاكل والمعوّقات التي يواجهها المقاول، والشريف بالذات، والممارسات التي تدفع البعض الى اللجوء الى وسائل غير مشروعة لتحقيق الربح، او تجنّب الخسارة. متابعة قراءة عبدالله الرزاقه.. المختلف

احمد الصراف

البيان العلوي

كتبت في أبريل 2011 مقالا جاء فيه: «..بالرغم من التاريخ الطويل للعلويين في سوريا، وعددهم الكبير، فإنهم قاسوا دائما من سوء معاملة الحكومات لهم، وكانت أوضاعهم المادية سيئة على مدى تاريخهم الطويل، ولكن كل ذلك تغير مع وصول الرئيس حافظ الأسد الى الحكم عام 1970، حيث تحسنت أحوال الطائفة بشكل ملموس، وأصبح أفرادها من كبار رجال الأعمال وقياديي الجيش، وامتد نفوذهم الى كل قطاع، بعد ان كانوا الطبقة الأدنى في المجتمع السوري». وما يخيف نظام الحكم في سوريا حاليا ويدفعه الى مقاومة أي اصلاحات سياسية، ليس فقط حذره من أن أي تراخ أو تنازل سيؤدي في النهاية الى فقد العلويين لمكانتهم وامتيازاتهم وسيطرتهم على مقاليد الأمور، بل أيضا لما يحتمل وقوعه من أعمال انتقام بحق العلويين. وهنا نعتقد، أو نأمل، في أن الرئيس بشار الأسد يبحث عن مخرج مناسب للوضع الحالي المشتعل، فالوقت ليس في مصلحته، فمن الواضح أن لا مخرج بغير اجراء تغييرات دستورية شاملة، وهذا لا يمكن أن يتم بغير التنازل عن سياسة الحزب الواحد أو الطائفة الحاكمة، مع فرصة استمراره في الحكم ديموقراطيا، أو تسليم الحكم لغيره بطريقة شرعية سلسة، مع حفظ حقوق العلويين، ومكاسبهم ومكانتهم وكرامتهم، وابعاد شبح ما قبل 1970 عنهم، والأهم من ذلك ابقاء سوريا مجتمعا أقرب الى العلمانية، كما هي عليه الآن، لتجنب انزلاق الوضع الى صراعات طائفية قد تحرق المنطقة برمتها. فهل ينجح الرئيس السوري في ذلك؟ انتهى النقل بتصرف بسيط. متابعة قراءة البيان العلوي

احمد الصراف

دشتي مثالاً

لا يمكن حصر عدد السياسيين الذين تسلقوا سلم الدين، أو تلحّفوا بالطائفية، إما للإثراء، أو لتحقيق مآربهم وتطلعاتهم السياسية، فالعدد كبير.
***
بدأ النائب عبدالحميد دشتي حياته السياسية بالترشح لعضوية مجلس الأمة في فترة ما بعد التحرير. لم يحالفه الحظ في أكثر من دورة، وكتبت عنه وعن سيرة حياته المالية وسلوكه، و«شهاداته» أكثر من مقال، وكان انتقادي له ولمجمل تصرفاته أكثر من قاسٍ، ولا أعتقد أن أحداً انتقده بمثل ما انتقدته، لدرجة أن خصومه استعانوا بما كتبت للنيل منه، وهذا ما لم يسرّني، فأولئك لم يقلّوا يوماً عنه تطرفاً وتحزباً مذهبياً مقيتاً. متابعة قراءة دشتي مثالاً

احمد الصراف

القذافي وباقر الصدر

لم يعرف تاريخيا عن مرشحي الرئاسة الأميركية إلمامهم بالسياسة الخارجية، وكانت تلك نقطة ضعف غالبيتهم. وبالتالي لم يكن غريبا ما صرح به سيناتور تكساس، ومرشح الرئاسة «تد كروز Ted Cruz» من أن وضع العراق وليبيا في عهد صدام والقذافي كان أفضل بكثير مما هو عليه الآن! وهذا تصريح لا يتسم فقط بالسذاجة، بل بعدم إدراك لحقائق السياسة والتاريخ، والغريب أن الكثير من «كبار محللينا» وجيش من بسطاء مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي وابطال القنوات، يرددون الكلام نفسه، غير عابئين او مدركين أنه لولا فترة حكم صدام القذرة والقذافي المشؤومة، وغيرهما من دكتاتوريي المنطقة من دون استثناء، لما وصل حال بلديهما الى ما هو عليه الآن حتما. نعم كان الشرق الأوسط أكثر أمانا «ظاهريا» بوجود القذافي وصدام وغيرهما من الدكتاتوريين، ولكن ماذا عن الظلم الذي كانت ترزح تحته شعوبهم، وماذا عن فقدان الأمن والاطمئنان في قلوب الملايين من مواطنيهم، وماذا عن السجون السرية والتعذيب والاختفاء القسري والمقابر الجماعية، وقص الألسن وجدع الأنوف وفقع عيون المعارضين؟ ألم تؤدِّ تلك الجرائم لما نشاهده الآن من قسوة وقتل وبطش تنكيل ببعضهم بعضا؟ متابعة قراءة القذافي وباقر الصدر

احمد الصراف

الصوم الصامت والجميل

للصوم عند المسيحيين مكانةٌ مهمةٌ، وسيبقى، باعتقادهم، حتى مجيء المسيح ثانيةً. وعلى الرغم من أنه لم يرد في أي من الأناجيل تاريخا محددا للصوم، إلا أن العادة جرت أن يبدأ بـ40 يوما السابقة على عيد الفصح، وهناك اختلاف بين الكنائس الشرقية والغربية في ما يتعلق بتحديد يوم العيد.
والصوم المسيحي عموما لا يتضمن تباهيا به أمام الناس، بل هو غالبا خفي، وليس فرصةً للتظاهر. وعلى الرغم من أن التقاليد الدينية تتطلب من المؤمن الامتناع عن تناول الطعام والشراب، أقلّه، اثنتي عشرة ساعة في اليوم، إلا أن هذه ليست قاعدة إذ يوجد من يصوم وقتاً أطول أو اقصر، وغالبا ما تمتنع الغالبية في صيامها فقط عن تناول أطعمة محددة كاللحوم والبيض. متابعة قراءة الصوم الصامت والجميل

احمد الصراف

عالمنا المجنون

لا شك لديّ مطلقاً أن عالمنا، بخلاف بقية عوالم الأرض الأخرى، يعيش حالة جنون غير مسبوقة. ففي أسبوع واحد وقعت عدة أحداث يحتار المرء كيف يصفها بغير الجنون المحض. ففي حادثة غريبة وغير إنسانية، ولا يمكن أن تسمع بها في أي مجتمع آخر، قامت مربية مسلمة بذبح طفلة روسية تحت رعايتها بسكين حادة، وفصلت رأسها عن جسدها بساطور، ووضعته في كيس، ونزلت به إلى الشارع، وهي ترتدي البرقع، وأضرمت النار في الرأس، وهي تطلق صيحات «الله أكبر»، فيما يبدو وكأنه احتجاج على التدخل الروسي في سوريا.
وفي مصر قامت السلطات بالحكم بالحبس على أربعة صبية مسيحيين صغار لخمس سنوات بتهمة ازدراء الدين الإسلامى، في الوقت الذي سكتت فيه عن الآلاف الذين يزدرون الدين المسيحي علناً، وعلى المنابر كل يوم. متابعة قراءة عالمنا المجنون

احمد الصراف

لنتعلم الإنسانية

النص التالي من مقال الزميلة ابتهال الخطيب:
قبل أيام، أقام عدد من النواب ندوة بعنوان «مهلاً يا دعاة الاختلاط»، وكان «بوستر» دعايتها كفيلاً بإظهار غرابة وانعزالية المنطق الذي يرمون إليه. البوستر يحمل في أعلاه صورة النائب حمود الحمدان، وأسفله صورة لأربعة وعشرين نائباً مشاركين، داعين «دعاة الاختلاط» إلى التمهّل. شيء ما في البوستر يثير الريبة، يلفت الانتباه إلى نوع من أنواع الأمراض النفسية، يتجلى من خلال صورة تحمل نوعاً واحداً من البشر، شكلهم واحد، هيئتهم واحدة، ونوعهم واحد. هذا الانعزال والتقسيم، هذا اللون الواحد والفكر الواحد والرؤية الواحدة، هو تعبير عن انغلاق نفسي خطير ومرض روحاني مميت. اللون الواحد لا يخلق بشراً طبيعيين، والانعزال لا يكون مجتمعاً صحياً، والريبة من جنس آخر، لون آخر، أصل آخر، هي مرض عضال، إذا أصاب مجموعة قضى عليها نفسياً، وفي الغالب جسدياً كذلك. انتهى. متابعة قراءة لنتعلم الإنسانية

احمد الصراف

لماذا يكذب المتأسلمون؟!

يميل الكثير من المتأسلمين لنعت الليبراليين بمختلف الصفات السيئة. وسنتقبل ذلك منهم من منطلق «إن أتتك مذمتي…»! ولكن ماذا عنهم​، هل هم صادقون في كل ما يرد على لسانهم، أو تسطره اقلامهم الصدئة؟ الحقيقة غير ذلك تماما.
ففي كليب ديني قامت جهة ببثه على وسائل التواصل الاجتماعي ينسب فيه مقدمه أن النبي داوود – ولا نعرف مدى صحته – قال: اللهم يا من يرزق النعاب في عشه! والنعاب هو فرخ الغراب، عندما يفقس عن البيضة، وهنا يكون «شحمه أبيض»، فتنكره امه بسبب لونه الذي لا يتوافق مع سواد الغراب، فلا تطعمه، فيرسل الله له «البق»، وهو نوع من الدود، فيقف في منقار الفرخ الصغير، فيلتقمه هذا ويقتات منه حتى ينبت «شعره»، ويسود لونه فيألفه ابواه الغرابان ويقبلان عليه(!!)
لإحساسي بأن ما ورد في الكليب مخالف للطبيعة، إضافة إلى ما تضمنه الكليب من أخطاء علمية، قمت بالاستعانة باليوتيوب عن كيفية إطعام الغراب لفراخه، فوجدت أنه لا يختلف في تصرفه عن أي أم أو أب مع صغارهما أو فراخهما، حيث يقوم الغراب باطعام فراخه من منقاره مباشرة، فور خروجها من البيض، وبالتالي كل ما ورد في الكليب من استهجان الغراب من لون شحم فراخه غير صحيح. كما أن البق حشرة وليس دودة. كما أن الطيور ينبت لها ريش لا شعر، وفراخ الغراب تمتاز بلون جلدها الوردي، وليس بلون «شحمها الأبيض» كما ورد في الكليب الخرطي. متابعة قراءة لماذا يكذب المتأسلمون؟!

احمد الصراف

أوباما.. الكبير

ربما تكون المرة الأولى في تاريخ العلاقات العربية الاميركية التي يقوم فيها رئيس أميركي بالإفصاح عن مكنونات نفسه، قبل تركه سدة الرئاسة، فافصح واستفاض في الإعلان عن مشاعره.
من قراءتي المتواضعة للخطاب، استطيع القول انه ركز على أمور جوهرية من المهم استيعابها. فإسرائيل، كما رددنا لسبعة عقود، ليست مسؤولة عن مآسينا ومشاكلها، كما قال، ولكنها حتما اضافت لها. كما أن أميركا قد سئمت منا ومن خلافاتنا، وانها غير راغبة مستقبلا في زيادة تدخلها في شؤوننا الداخلية، وخلافات الرؤساء الشخصية. وقال إن أميركا تساهلت كثيرا مع صديقاتها «العربية والمسلمة»، وغضت الطرف عن الكثير من أخطاء دولنا، لكي لا تخرب «العلاقات التاريخية» بين الطرفين، وان أميركا كانت مجبرة، لفترة طويلة، على اعتبار دول كباكستان، والخليج، اصدقاء وحلفاء، وتبين انها تمثل عبئا عليها. متابعة قراءة أوباما.. الكبير