احمد الصراف

قصة الصفر

من علامات «طيحان الحظ» اصرار غالبية الدول العربية على استخدام الارقام الهندية (١ ٢ ٣ ٤ ٥ ٦ ٧ ٨ ٩) بدلا من الارقام المعروفة بـ«العربية» والتي تكتب (123456789)، فكيف يمكن تفسير او تبرير هذا التخلف والكسل؟ لا اعرف الجواب او لا اود التصريح به. يبقى من الارقام «الصفر»، فمن اخترعه؟
سبق ان ذكرنا في مقال سابق ان الهنود هم اول من اخترعوه، ولكن بعض اصحاب الدراية والخبرة قالوا ان العرب المسلمين، هم من اخترعوه، وكان علينا القيام بالبحث عن الحقيقة، ليس لدواعي المعرفة فقط، بل لما للصفر من اهمية كرقم وكمفهوم لـ«لا شيء» او للدلالة على غياب الكمية، ويكفي ان ننظر للجهد الذي كان الاوروبيون يبذلونه، حتى القرن الـ12 في كتابة الارقام الطويلة، بغياب الصفر، وما كانت تتسم به العمليات الحسابية من تعقيد، الذي ساهم اختراعه ليس فقط في تسهيل الاعمال، والمسارعة في التطور العلمي، بل في سهولة اجراء العمليات الحسابية، التي ادت لاكتشافات الفضاء وغيرها من العلوم. متابعة قراءة قصة الصفر

احمد الصراف

نظرة منكم.. يا سيدي

نصحني الصديق فيليب بيداويد ــــ المصرفي المعروف، بعد ان شكوت له من حساسية في معدتي عند تعرّضها للهواء البارد ــــ بتناول نوع من الشراب القوي الذي بإمكانه القضاء على أي التهابات أو ميكروبات مترسبة في المعدة. نصيحته كانت في محلها، واختفت الحساسية في اليوم نفسه. أخذت زجاجة الدواء (الشراب) معي، تحسّبا للمستقبل، وسافرت من جنيف لبيروت، التي قضيت فيها ليلة، ولكني تكاسلت، او نسيت إفراغ حقيبتي مما فيها. وفي اليوم التالي اتجهت الى الكويت بالحقيبة وبما فيها، وفي صالة الوصول تذكرت أنني لم اخرج تلك الزجاجة من الحقيبة، وقد يعتبر مفتش الجمارك أن ما فيها خمر، وليس شرابا مسكّنا! وهنا قررت الذهاب لرئيس النوبة في الجمارك وشرح الأمر له. فطلب مني هذا، بعد ان سمع روايتي، واطلع على جواز سفري، وعرف سني ومن أكون، ألا أهتم، وان أشير الى حقيبتي أثناء مرورها على جهاز الأشعة. فعلت ما طلب، فقام بسحب الحقيبة لطاولة الكشف الجانبية وطلب مني فتحها، وقام بنفسه بشبه تفريغ محتوياتها، والبحث الدقيق في كل ما كان فيها من أحذية مستعملة، وملابس غير نظيفة، وأخرج الزجاجة التي كانت نصف ممتلئة، وصادرها، وقال إن هناك اشياء أخرى في الحقيبة، وطلب مني أن اصرح عنها، فقلت له، وأنا اشعر بالحسرة، إنني لست مهرّبا، ولا تاجر مخدرات، ولا سارقا لمال الدولة، ولا التأمينات! وإن عليه هو البحث، فاستمرت يده في التنقل من زاوية لأخرى، وعندما لم يجد شيئا تركني لحالي! متابعة قراءة نظرة منكم.. يا سيدي

احمد الصراف

كل الجمال تعارك.. إلا جمل غيده بارك

تعتبر لندن المدينة الأكثر شهرة في العالم، متجاوزة نيويورك، بتاريخها الطويل وعراقتها، وكانت عاصمة أعظم إمبراطورية استعمارية عرفتها البشرية.
تتميز بريطانيا، وجناجها الإنكليزي بالذات، بالميل للمحافظة في كل ما يتعلق بالعادات والتقاليد، سواء ما تعلق بالبلاط أو بالكنيسة أو حتى في طريقة الحديث، وغالبية سكانها يعتبرون انفسهم، ربما عن جدارة، الأكثر عراقة من غيرهم، فملكة بريطانيا هي راس الكنيسة الإنكليكانية، وزعيمة الكومونولث، وتحت جناحها كندا واستراليا وغيرهما. متابعة قراءة كل الجمال تعارك.. إلا جمل غيده بارك

احمد الصراف

كرّ وفرّ الأخلاق

ما أن أبدأ بقول بيت الشعر الشهير لأحمد شوقي «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت»، حتى يتبرع من يسمعني بإكمال عجز البيت، وهذا يثبت أننا حفظة شعر عظام، وبس، أما التطبيق فحدث ولا حرج. والمؤلم، ولكن ليس بالغريب، أننا نربط الأخلاق فقط بالمواضيع الجنسية، فسرقة المال العام والتفاخر الأجوف والتباهي القبلي أو الطائفي، والتصرف بعنجهية، ومخالفة القوانين، والوقوف في مواقف المعاقين، والتدخين في المخافر والمستشفيات، والحضور لعملنا متأخرين، والانصراف مبكرين، جميعاً، وآلاف التصرفات السلبية الأخرى، دع عنك أطنان التصرفات الإيجابية، لا علاقة لها بالأخلاق.
صرح وزير التربية قبل ايام أن مناهج المدارس ستكون جاهزة قريباً للتطبيق بحلتها الجديدة، ودون النظر لها أو معرفتها، فإنني أجزم بأنها ستكون خالية من مادة الأخلاق، المادة الأهم في اي منهج، والسبب أن الموضوع لا من «عاداتنا ولا من أخلاقنا ولا من تقاليدنا».. وبالتالي سنبقى على السائد من التسيب والتمسك بالمظاهر السلبية.. فنحن قوم لنا الصدر دون العالمين.. أو القبر، وهذا ما حصل! متابعة قراءة كرّ وفرّ الأخلاق

احمد الصراف

مساوئ الإخوان

أجرى الإعلامي تركي الدخيل مقابلة مثيرة عام 2012 مع المرحوم الشيخ سعود الناصر، سفيرنا في واشنطن أثناء الاحتلال الصدامي، ذكر فيه أن وفدا، غالبيته من الإخوان المسلمين، طلب مقابلته لمساعدتهم ماليا، للقيام بجولة على مختلف الدول الإسلامية للدعوة لتحرير الكويت من خلال تكوين جيش إسلامي، وعدم الاستعانة بالغرب «الكافر»! وبعدها بايام وصل إلى واشنطن وفد شعبي يمثل حكومة المنفى في الطائف، لشرح قضية الكويت للشعب والحكومة الأميركية. وانه قام بترتيب لقاء لهم مع سياسي كبير، وفوجئ في اليوم التالي بأحد المحسوبين على الإخوان، وذكر اسمه، وقد اصبح ضمن الوفد، من دون علمه أو علم الحكومة الكويتية. وقال إن المسؤول الأميركي الذي قام الوفد بمقابلته قال له بعد الاجتماع، معاتبا، إن على أعضاء وفودكم تنسيق مواقفهم قبل القيام بعرض وجهات نظرهم علينا. وقال الشيخ إنه فوجئ بكلام المسؤول الحكومي الكبير، وتبين لاحقا أن ذلك الإخونجي طلب الحديث مع المسؤول منفردا، حيث أخبره بمعارضة قوى سياسية كويتية للتدخل الغربي في عملية التحرير، وانهم يسعون للاستعانة بجيوش إسلامية! متابعة قراءة مساوئ الإخوان

احمد الصراف

المعنوية

تواجه إنسان اليوم مشاكل عدة، تبعا لأين وكيف يعيش. ولا يمكن لأي عامل منفرد، مهما ارتفعت أهميته، كالدين أو الثراء المادي، أو المستوى التعليمي، حتى لو كان عاليا، أن يحل كل مشاكله. كما ليس باستطاعته الانعزال عن العالم، مهما كانت درجة تعصبه، هذا إن أراد الاحتفاظ بقواه العقلية. فقد رأينا كيف هرع غلاة المتطرفين وكارهو الغرب وحضارته ولاعنو منتجاته، والداعون للانعزال عنه، كيف هرعوا لتناول أنجع أدويته، ولو كانت مستخلصة من الخنازير، وتلقي أفضل علاجه، لكي يبقوا على قيد الحياة فقط! وبالتالي، قبلنا أم رفضنا، فإن مآلنا في نهاية الأمر يكمن في قبول الآخر، سواء كان مؤمنا أو كافرا أو ملحدا، طالما أن مصلحتنا في نهاية الأمر تتطلب الانسجام مع الإنسانية، والتعايش مع الآخر والقبول بشروط تلك المعيشة المتعلقة بحقوق الإنسان والمواثيق العالمية الأخرى، وبخلاف ذلك على الرافضين للغير، من شرق وغرب، الانزواء في الصحاري أو اللجوء لكهوف الجبال، فلا مكان في عالم اليوم، وإن بعد حين، للبداوة والتعصب والانعزال والانغلاق.
وفي محاولة للتقليل من مادية الحياة الغربية، يدعو المفكر الإيراني مصطفى ملكيان في كتابه «الدّين وأزمة المعنى في العالم الجديد»، والذي قام بترجمته باقتدار الزميل فاخر السلطان، بالتركز والتمسك بمفهوم المعنوية (spirituality)، أو ما يسمى بالقيم الروحية، التي يقول إنها لا تختلف بالضرورة مع الدين، بل هي جوهر الأديان، وبالتالي ليس في الأمر اي انتهاك لحرمة الدين، بل التمسك بها يعني الوصول للب وجوهر الدين. وعن طريق المعنوية يمكن أن نفك عقد كثير من المشاكل والمسائل التي تواجهنا بالمشاركة والمعايشة مع الإنسان الحديث، وهي المشاركة التي لا يمكن أن تتحقق عن طريق الدين التاريخي وحده، خصوصا وقد ثبت ان مشاكل العصر التي تواجهنا لا يمكن حلها عن طريقه، بل بالجمع بين العقلانية والمعنوية، من دون التضحية بإحداهما، ولا يعني ذلك رفض الدين او التدين. متابعة قراءة المعنوية

احمد الصراف

ماسونية «لوياك»

«لوياك» ليست مؤسسة عادية، بل فكرة رائدة، ومظلة حماية لشبابنا من الانحراف. ويكفي، عند النظر إلى وجوه وسِيَر من يديرونها، والنظر إلى سحنات معارضيهم، للإيمان بمدى صواب وضرورة ما تقوم به من أعمال رائعة!
***
في تصرف طال توقعه، قام أحد النواب الممثلين للتيار السلفي، بتوجيه سؤال برلماني لوزير التجارة (!) يحتج فيه على تسليم مؤسسة لوياك التي تديرها نخبة رائعة من سيدات الكويت الفاضلات، مسؤولية إدارة حديقة الشهيد، وكيف أنها تقوم بإقامة حفلات غنائية فيها، وأمسيات شعرية وفنية، ومهرجانات شبابية تتضمن فنونا موسيقية وعروضا وأعمالا سينمائية، وأنها تهتم بإحياء مناسبات معينة، مثل يوم المرأة العالمي، وأن جميع هذه الأنشطة محرمة، بنظر هؤلاء وجماعتهم من الإخوان. ولا يكتفي النائب بما ذكر، بل يسرد مجموعة أخرى من المخالفات، مثل قيام لوياك بإقامة دورات مشي واسترخاء ويوغا في الحديقة، يختلط فيها الشباب والشابات، وأن من يديرونها ينتمون للماسونية، كما زعم! متابعة قراءة ماسونية «لوياك»

احمد الصراف

قضايا الدولة

لقضايا أمن الدولة أهمية ورهبة، سواء للمتهم أو لأقاربه، ليس لشدة ما يصدر عنها من أحكام فقط، بل ولما تتطلبه من حضور شخصي أمام هيئة المحكمة أيضا، وما يسبق ذلك من إجراءات أمنية، وأخذ بصمات، ووضع قيود حديدية، وأحيانا حجز المتهم احتياطيا، أو دفع مبلغ ضمان كبير.
كان لنا نصيبنا من هذا النوع من القضايا، عندما قامت الحكومة الإيرانية، من خلال سفارتها في الكويت، بتوجيه تهمة الإساءة الى أحد رموز الجمهورية الإسلامية في مقال سابق لنا. متابعة قراءة قضايا الدولة

احمد الصراف

تأمينات المضف

ربما تكون مؤسسة التأمينات الاجتماعية، او الضمان، المؤسسة الأولى في تاريخ الكويت التي كان المراجع يشعر، وهو يتعامل معها، بالراحة والاحترام لشخصه ووقته، وهي المؤسسة التي وضع لبناتها الأولى الرجل الكبير حمد الجوعان، الذي نتمنى له الشفاء، والذي أدارها باقتدار قبل أن يتعرض لمحاولة اغتيال آثمة.
بقيت مؤسسة التأمينات فريدة في نوعها لسنوات طويلة، ولا تزال تحتفظ بالكثير من سابق سمعتها، على الرغم من كل ما تعرضت له من نهش في أصولها، ونعتقد ان إدارتها الحالية ستعيد لها رونقها وسمعتها. متابعة قراءة تأمينات المضف

احمد الصراف

القبعات

كنت أشاهد فيلماً وثائقياً يعود لاحتفالات المدن الأوروبية الكبرى بانتهاء الحرب العالمية الثانية والانتصار على النازية قبل أكثر من 70 عاما، عندما لفت نظري أن الجميع في الشوارع، رجالا ونساء، يرتدون شكلا ما من القبعات. ولكن اليوم نادرا ما نجد من يرتدي القبعة، بخلاف بعض قبعات البيسبول على رؤوس قلة من الشباب، وقد يعود سبب ذلك للموضة، التي أخذناها عن أوروبا، أما الطربوش التركي الذي كان سائدا أيضا في الدول الخاضعة لتركيا العثمانية، فقد اختفى مع انهيار الدولة ومنع اتاتورك ارتداءه، فاغلقت مصانعه خلال ايام. متابعة قراءة القبعات