احمد الصراف

«لوياك».. ولو طال السفر

حذرت جهات عدة، ومنها القبس، من الطريقة التي تدار بها الأندية الصيفية، وطالبت بمراقبة ما يجري فيها حرصا على سلامة الشباب وأمن الوطن، علما بأن هذه النوادي لا يرتادها عادة غير الذكور، أما الاناث فلا يبدو أن أحداً يهتم بهن! وحدها الكبيرة «لوياك» استطاعت، بجهود تطوعية ذاتية، أن تنتشل الشباب، من الجنسين، من الفراغ والانحراف والارهاب، وتعطيهم ما هم في أمس الحاجة إليه، أي المعرفة والتدريب والمهارات وصقل المواهب والثقة بالنفس والانفتاح. ولم تقتصر برامج لوياك على فترة الصيف، بل شملت العام كله، ولم تنحصر أنشطتها على الكويت، بل امتدت الى أفريقيا، وفتحت أخيرا أفرعا لها في الأردن ولبنان.
قال جبران قبل 100 عام: لو «رأيت الجميع ضدك والألوان غير ألوانك والكل يمشي عكس اتجاهك، فلا تتردد وامش وراء قلبك وتمسك بمبادئك ولا تأبه لهم، حتى وان اصبحت وحيدا ولا تتردد، فالوحدة أفضل من ان تعيش عكس نفسك ارضاء لغيرك»! وهذا ينطبق على مؤسسي «لوياك»، الذين لم تثنهم اي صعوبة أو توقفهم العراقيل، ولم يلتفتوا لكلمات الاحباط، بل استمروا واستطاعوا خلال عقد من تثبيت اقدامهم راسخة، وانتزاع اعتراف الدولة بهم، لما حققوه من انجازات كبيرة ومتعددة نراها اليوم في كل مكان.
بدأت فكرة لوياك بعد وقوع أحداث 9 سبتمبر، عندما وجدت مجموعة من السيدات، وعلى رأسهن، فارعة السقاف، أن أفضل رد على تلك الأحداث المؤسفة يكمن في تغيير استراتيجية الاهتمام بالشباب، والانتقال من الطرق التقليدية السائدة إلى طرق أكثر تقدما، وتماشيا مع العصر باستخدام أفضل الأفكار لملء أوقات فراغ الشباب بما يفيد، وابعادهم عن مراكز خلق الارهاب والتطرف! وهكذا بدأ العمل قبل عشر سنوات بمجموعة صغيرة، لينتشر ويشمل الآلاف، ويتضمن عشرات الأنشطة والبرامج، وليمتد جغرافيا إلى دول عدة، وكل ذلك في فترة قياسية، وبجهود تطوعية لمجموعة لا تطمح لغير الخير لوطنها وأمتها والبشرية!
ان حرب «لوياك» السلمية والايجابية على قوى التخلف والجهل لم تمر من دون مصاعب، كما أن جهودها الضخمة واضحة. وأتذكر أننا كنا قبل 30 عاما تقريبا نميز طلبة المدارس الخاصة عن غيرهم، بتعدد لغاتهم وثقتهم بأنفسهم، مقارنة بغيرهم. أما اليوم، ومع زيادة مخرجات المدارس الخاصة، فقد اصبح المميزون من الشباب في المجتمع هم غالبا من الذين اتيحت لهم فرصة التدرب في برامج «لوياك» العملية والفنية والتعليمية! والرابط التالي يعطي فكرة أفضل عن أنشطة هذه المؤسسة الرائدة:
www.youtube.com/watch?v=wZoyh77_g7c
وحيث إن تحقيق كل ذلك يتطلب الكثير، فإننا، من موقع المسؤولية بدورها في المجتمع، نطالب القراء الكرام بأن يحذوا حذونا، ويتبرعوا بما تجود به أنفسهم للوياك. وللراغبين في التبرع اما الاتصال بالسيد فريدي هاتف 99047713 لتحصيل المبلغ، أو ايداع مبلغ التبرع في أي من فروع البنك الوطني، حساب «لوياك للتدريب الاهلي والاستشارات الاحصائية» رقم: 0473443420101، والاتصال بعدها بالسيد فريدي لإعلامه بمبلغ التبرع، والاسم لارسال كتاب الشكر، ولكم الشكر.

أحمد الصراف

احمد الصراف

حلمك يا سي علام

لقيت سيدة كويتية حتفها بعد سقوطها من الطابق الخامس، اثر اندلاع نيران في شقتها بمنطقة حولي. الغريب في الموضوع أن الطريقة التي لقيت فيها حتفها كانت أمرا غير متوقع لمن في مثل وضعها، فقد كانت تعرف أنها أول فلكية كويتية، وسبق لها أن ذكرت في مقابلات مع قنوات تلفزيون محلية أن «موهبتها» في التنبؤ بدأت بسن مبكرة، عندما تنبأت بوفاة قريبة لها! وفي مقابلة لها في 2008 طالبت أن تكون مستشارة للحكومة، وفي العام التالي تنبأت بأن 2009 سيكون عام شؤم على الكويت، وستقع اعمال ارهابية فيه(!)، وتنبأت بالشيء ذاته في العام التالي، ولحسن الحظ لم يتحقق شيء من كلامها. كما تنبأت بموت اسامة بن لادن وايمن الظواهري، ولكن بن لادن قتل بعد تنبئها بعام، والظواهري لا يزال يلبط حيا، ولو الى حين! كما تنبأت بوقوع هزات ارضية وهياج البحر ووقوع كوارث بيئية أخرى في الكويت، ولم يحدث شيء من ذلك، اضافة الى كم كبير آخر من الكلام الذي لا معنى له! ومع كل أنشطتها «التنبئية» الا أنها لم تتوقع، ولو بالخيال، الطريقة التي كانت ستموت فيها! وقد ذكرني ذلك بأحداث مسرحية «حلمك يا شيخ علام»، التي ألفها أنيس منصور قبل أكثر من ربع قرن، ومثّل فيها أمين الهنيدي وعقيلة راتب، والتي بثتها اذاعة الكويت بعدها بسنوات بعد تعديل اسمها الى «حلمك يا سي علام»، لاعتراض الرقابة على استخدام كلمة «شيخ» في اسم المسرحية! تدور احداث المسرحية في شقة أسرة قاهرية يقوم قريبهم، شيخ الدين، أمين الهنيدي، بزيارتهم من الصعيد. وكان الشيخ يأتي كل صباح لقريبته، عقيلة راتب، ويخبرها بالحلم الذي جاءه في الليلة السابقة، وكانت أحلامه تتحقق فور الانتهاء من سردها. فعندما أخبر قريبته بأنه رأى في منامه أن طقم الشاي الأثري والمفضل لديها سينكسر، دخلت الخادمة في اللحظة نفسها حاملة صينية عليها ذلك الطقم، و«تفركشت» في طريقها وكسرت كامل الطقم! وعندما قال في اليوم التالي انه حلم بتعرض زوجها لحادث مرور، دخل رجال الاسعاف وهم يحملون زوجها على نقالة، وقدماه في الجبس، بعد تعرض الـ «بيه» لحادث سير! وهكذا تتالت المصائب على الأسرة بسبب سوء أحلام الشيخ، وعندما ضاقت قريبته به ذرعا وبأحلامه وثقل طينته، هجمت عليه وألقته على أريكة الصالة وعضته بكل قوتها في مؤخرته! وهنا قام الشيخ، أو الهنيدي، وامارات الألم الشديد بادية عليه، وعيناه تترقرقان بالدموع، وقال بصوته الأجش، وهو يتحسس مؤخرته «أهي دي اللي ما حلمتش بيها»!

أحمد الصراف

احمد الصراف

اللبناني غير

ليس هناك بين العرب من هو أكثر تميزاً من الشعب اللبناني. فبالرغم من صغر مساحة بلدهم وقلة عددهم، من غير المهاجرين منهم، فإننا نجد أنهم الأكثر إبداعاً في أكثر من مجال، حتى في حروبهم الأهلية، وما أكثرها على مر التاريخ، كانوا الأكثر تميزاً بدمويتهم وعنفهم ودمهم ودموعهم، كما هم في كرمهم ومحبتهم. ولو نظرنا لقصص النصب والاحتيال التي رويت عنهم، والتي لا تخلو منها أمة، لوجدنا هنا أيضا تفردا واضحا معجونا بطرافة وذكاء عجيبين، ولخص الصديق عماد محمود كل ذلك بقوله: «كل شي بينعمل، بدّو ينعمل مضبوط»! والطريف ان من السهل ملاحظة الفتاة أو الشاب اللبناني بين أي جمع متنوع، إن من خلال طريقة الاهتمام بالمظهر الخارجي او بطلاقة اللسان والتحدّث بأكثر من لغة، ومعروف أن اللبناني هو الوحيد الذي يستعمل 3 لغات في سؤاله عن الصحة، حيث يقول: هاي، كيفك؟ سفا؟ كما تعرف عنهم تلقائيتهم في التصرف من دون قيود كثيرة. كما لا ننسى أن لبنان أعطى العالم الكثير من العلماء والمثقفين، وأبدع اللبناني في ميادين الجمال والأدب والفن، بطريقة لم تستطعها غالبية، إن لم يكن كل الدول العربية الأخرى، مقارنة بحجمها طبعا! وكل هذا لم يأت. عبثا، بل يعود أساسا للتعدد والتنوع الثقافي والديني والمذهبي وحتى الإثني لشعبه. ولو تم تقسيم لبنان لدول أو كانتونات منفصلة ومستقلة عن بعضها على أسس دينية ومذهبية وعرقية، لاختفت ملامح «الشخصية اللبنانية» المحببة والمبدعة خلال أقل من نصف قرن! وهذا التنوع هو، ولا شيء آخر، الذي أعطى الشخصية اللبنانية مميزاتها وتكوينها المنفرد، الذي أصبح عنوانا للذوق والمحبة والكرم وحب الحياة و«فن» الاستمتاع بها.
لا أدعو هنا حتما الى تقليد الشعب اللبناني في كل شيء والاقتداء به، فهذه أمور تعود لكل فرد، وليس بالإمكان إجبار أحد عليها، أو تغييرها بمقال أو حديث، ولكن ما أهدف للوصول إليه هو أننا لا نستطيع أن نعيش منفردين في العالم ونعتقد بأننا الفئة الناجية، وأن طعامنا هو الأفضل ولباسنا هو الأنسب وعاداتنا هي الأصح وتقاليدنا هي الأجمل، ففي العالم تنوع كبير وعظيم، ومن الغباء عدم الاستفادة منه والنهل من موارد كل هذا التعدد والتنوع، فالبشر إخوة متحابون، ولا يمكن معرفة ما تعنيه المشاعر الإنسانية من أهمية إلا بتقبل الآخر أولا، ومن ثم تجربة العيش معه بسلام.

أحمد الصراف

احمد الصراف

الدوري وكاترين وما بينهما

كتبت المهندسة العراقية كاترين ميخائيل مقالاً ساخراً قبل أشهر في «الحوار المتمدن». ولأهمية ما ورد فيه وانطباقه على وضعنا، فإننا نعيد صياغته، لتضمنه عبارات قاسية يجرم قانون المطبوعات ذكرها، في ظل كل هذا القهر الديني الذي نعيشه! وجاء مقال كاترين رداً على ما أعلنته مها الدوري عضو البرلمان العراقي عن قائمة الصدر، عن أنها ستبدأ حملة جمع تواقيع في جميع أنحاء العراق لإعلان التضامن مع النساء المسلمات في الغرب، و«حقهن» في ارتداء النقاب، وأن عنوان الحملة سيكون «نعم نعم للإسلام، نعم نعم يا ربي»، وتهدف الدوري من خلال حملتها إلى الضغط على الغرب، ومنع حكوماته من تشريع قوانين تمنع الحجاب! وأنها ستخاطب الأمم المتحدة والمؤتمر الإسلامي ومنظمات حقوق الإنسان لطلب تضامنها ومساندتها، لأن المرأة المسلمة في الغرب تتعرض لحملة شرسة، تهدف إلى سلبها حريتها الشخصية، وتمسكها بأحكام دينها. وأضافت الدوري أن حملتها تهدف إلى كشف زيف الغرب بما يدعيه من حرية وديموقراطية بعد الإجراءات التي وضعها ضد الحجاب والنقاب، في الوقت الذي يشجعون فيه زواج المثليين ولا يعاقبون على جرائم الزنى واللواط ويسمحون لنسائهم بالتعري!
وهنا تتساءل كاترين، رداً على الدوري: ماذا تفعل نساؤنا المحجبات والمنقبات في أوروبا الكافرة، إذا كن يتعرضن للقمع والاضطهاد؟ لماذا لا يرجعن إلى بلدانهن ويستمتعن بعدالة وتكريم المرأة فيها، وحيث بإمكانهن التمتع بحقوق «النكاح الشرعية من دون عوائق»؟ وتستطرد: ألم يكن من واجبك أيتها السيدة النائب إطلاق حملة لمساندة المرأة العراقية التي تقتل على أيدي المجرمين والإرهابيين، ومنهم ميليشيات تابعة لحزبك؟ أم أن هذا لم يكن من اختصاصك؟ ألم يكن الأجدر بك رفع حملة تطالبين بها قيادات حكومتك الموقرة بملاحقة المتاجرين بأعراض النساء العراقيات في الكثير من الدول المجاورة، واستغلال فقر المراهقات البريئات لاستخدامهن في أحط المهن؟ ألم يكن الأجدر بك أن تطالبي بحقوق أربعة ملايين أرملة ويتيم عراقي، ولترضي ربك، وتساعدي أبرياء العراق؟ لمَ لم يصدر عنك كلمة واحدة عن المرأة الكردية شيرين اليمهولي التي أعدمتها سلطات إيران وهي مسلمة؟ وهل سمعت بامرأة أعدمتها أوروبا الكافرة؟ ألم تفكري، ولو للحظة واحدة، في التوجه بندائك إلى رجال الدين المتطرفين ومطالبتهم بمنع فتاواهم التي تهدر دم الشعب العراقي؟ لمَ لا تطالبين بإيقاف تصدير المخدرات لنا من دولة جارة وحبيبة إلى قلبك، وهي التي تدمر حياة شبابنا وشاباتنا؟ ألم يكن الأجدر بك أن تطالبي حكومتك بالحفاظ على شرف وكرامة المرأة العراقية؟ فهل هي أكثر احتراماً للمرأة من الحكومات الغربية الفاجرة؟
لماذا لم تسائلي عن المعاملة غير العادلة التي تعامل بها المرأة العراقية في الجامعات، وتفضيل الذكور عليها؟ ولماذا لا تقومين بحملة في العراق للمطالبة بالقصاص من الرجال الذين يقتلون المرأة العراقية بذريعة غسل العار، وأكثر الضحايا قتلن بريئات، ودعاء بعشيقة خير مثال؟!
والآن، لو غيّرنا مضمون هذا المقال، وبحثنا في أولويات حكومتنا ونوابنا، ألا نجد ما يشبه ذلك في ترك الأمور الحيوية والخطيرة والمهمة، والاتجاه إلى توافه الأمور لأنها أسهل حلاً، وأكثر دغدغة للرديء من الأحاسيس، وأكثر كسباً للأصوات؟

أحمد الصراف

احمد الصراف

نصيحة شيري

لم استخدم الفيسبوك والتويتر او الواتس أب، وغير ذلك من وسائل التواصل الاجتماعي، وفي حلقة من TED تحدثت الاختصاصية الاجتماعية Sherry Tuckle عن وسائل الاتصال الحديثة هذه، وقالت ان قوتها لا تكمن فيما يمكننا القيام به بل فيما سنكون عليه، اي بقدرتها على تشكيلنا وتغيير عاداتنا، وغالبا ضد رغباتنا ومن دون علمنا! وقالت ان من السهل ملاحظة قيام البعض، في الندوات والمحاضرات وحتى اجتماعات مجالس الادارة وجلسات البرلمان ومناسبات تقبل او تقديم العزاء بالانشغال عما حولهم باستخدام الهاتف النقال، وتقول ان ما يحاوله هؤلاء هو الهرب من واقعهم، والانتقال بافكارهم واجسادهم، ولو افتراضيا، لمكان آخر! وتقول إن هذه الظاهرة اصبحت اكثر انتشارا مع زيادة عدم اكتراثنا او اهتمامنا بالتواصل الشخصي او الجسدي مع الآخر، بعد ان اصبح الاتصال الالكتروني اكثر سهولة وأقل كلفة، كما ان الرسالة النصية تعطي مرسلها فرصة التراجع عما كتب، او شطبه او تعديله، ليصبح اكثر قبولا واقل او اكثر تأثيراً، كما انها لا تشي بحقيقة مشاعر مرسلها من فرح، ضيق، خوف او خجل، وبالتالي يصبح بالامكان التحكم بقدر اكبر بالنص، و ارتكاب اقل قدر من الهفوات، واخذ الوقت الكافي لقول المطلوب بجمل قليلة، وهذا يجعل المرسل يبدو بالصورة التي يود ان يبدو بها وليس كما هو في حقيقته، وهذا يحرم الآخر من اصدار الحكم عليه لانه لا يراه، وليس الحكم عليه، فلا نبرة صوت ولا ايماءة جسد!.
وتختتم محاضرتها بالقول إن علينا التوقف قليلا، والتفكر فيما يحدث لنا ومعنا، بعد ان اصبحنا نفتقد التواصل البشري، وانقلبنا الى روبوتات، وان بلحم ودم! وان نسعى لخلق لحظات نلتقي فيها مع من نحب وبعضنا بعضا في ركن محدد من البيت، او المكتب، ونتحدث خلالها وننظر في عيون بعضنا بعضا، وان نحرص، في لقاءاتنا تلك، على الا نحمل معنا اي وسيلة اتصال، حتى ولا اي هاتف ارضي او تلفزيون! كما علينا الا نضيع وقتنا في توقع الكثير مما تقدمه التكنولوجيا، فهي على الرغم من كل منافعها مخربة للعلاقات البشرية الحميمة، وعلينا بالتالي اخضاعها لنا وليس الخضوع لها!.
***
ملاحظة:‍ نعتذر لكل مواطن شعر بأن مقال يوم الاحد المتعلق بمرتبة الكويت في الدرك 126 بين 132 دولة في الاهتمام بالبيئة قد «خدش» أحاسيسه المرهفة، ونخص بالذكر كبار موظفي البيئة، ونقول لهم إن الحقيقة اكثر سوءاً، فمرتبة الكويت هي 131 وتسبقها في الافضلية السعودية والعراق واستونيا وكازاخستان، ولا تزيد عليها سوءا غير روسيا، وهذا درك لم تصله الكويت في تاريخها، ودلالة واضحة على بدء العد التنازلي في انهيار مقومات الدولة واركانها‍‍! وللعلم، روسيا هي من اكثر دول العالم فسادا! ونترك لكم استنتاج ما تشاؤون

أحمد الصراف

احمد الصراف

اللعنة على الإنترنت

تعتبر الإنترنت اعظم مصدر معلومات وأعمق أداة تسلية وتثقيف في تاريخ البشرية، ولو كانت مكانا يقصد له أو شخصا يخاطب لأصبحت محجا لكل طالب معرفة أو فكر أو باحث عن المعلومة أو الحقيقة، والإنسان لم يعرف مصدرا أكثر عمقا وحكمة وفائدة منها، ومع كل هذه المكانة التي تتمتع بها الإنترنت إلا أن بالإمكان، من دون خوف، توجيه اللعنة لها وقت نشاء، ونعتها بما نشتهي من اوصاف من دون أن تطولنا عصا الطاعة، أو سوط مشرع جاهل، وسبب اللعنة أنني كنت لسنوات طوال غير مولع بمشاهدة التلفزيون، ولا أزال. كما لم أحضر يوما جلسة استجواب برلمانية، ولكن الإنترنت أصبحت تنقل لي ما يدور في تلك الجلسات، التي أصبح البعض فيها موضع سخرية وتندر، بالرغم من محاولات غالبية النواب إضفاء نوع من الجدية أو الصدقية لاستجواباتهم. وكنت أعتقد أن النواب لا بد أن امتلكوا يوما حدا أدنى من الموهبة أو الكاريزما، الجاذبية الشخصية، وأنهم مفوهون، وأقوياء في حججهم، وهذا مفترض، فهم لم يفوزوا بأصوات وثقة ناخبيهم بالقوة أو المال، ولكن بالحجة والكلمة، ولكن بالاستماع لكلمات ومشاركات هؤلاء في مجلس نجد أنهم في الغالب متواضعون فكريا وخطابيا، ويفتقدون حتى النطق السليم لأبسط الكلمات، وبدلياتهم لا تعد ولا تحصى. ولو أخذنا النائبين، محمد هايف وعدنان المطوع كمثالين لوجدنا أنه لم يعرف عنهما استخدام اي وسيلة غير شريفة أو مشروعة للوصول للنيابة، وبالتالي من المفترض القول إن خطاباتهما وحججهما هي التي أوصلتهما للبرلمان، ولكن بما أن الاثنين يشكوان من ضعف كبير في الخطابة، والكاريزما، ويقلبان المذكر مؤنثا، والعكس، في خطاباتهما، فلا بد انهما نجحا بطريقة لا علاقة لها بالخطابة ولا المال! وبالتالي لا بد انهما نجحا من خلال التلاعب بمشاعر ناخبيهما وتخويفهما من الآخر او ما يشكله وصول الآخر للبرلمان من خطر عليهم، أو انهما حماة الدين، والمذهب، وعلى ناخبيهما عدم التخلي عنهما. هذا المنحى الخطير لا يمكن القضاء عليه بسهولة، بل يتطلب الأمر جهدا كبيرا، ومن هنا كانت مطالباتنا بتعزيز المناهج الدراسية بما يعزز الوحدة الوطنية، التي لا تقترب منها حاليا ولا تلتفت لها أو تعطيها ما يكفي من اهتمام، وبالتالي نجح وسينجح الاستقطاب الطائفي دائما!

أحمد الصراف

احمد الصراف

البيئة

تتصدر سويسرا بجدارة قائمة جامعة Yale الأميركية العريقة لعام 2012، كأفضل دولة تهتم بالبيئة في العالم. وتشاركها في فئتها لاتفيا والنرويج، و5 أو 6 دول أخرى. أما فئة الدول الأقل اهتماما، فتضم ألمانيا والغابون والفلبين التي لا يعطيها كثيرون ما تستحقه من احترام، إضافة لتايلند، وما أدراك ما فكرتنا عنها، و30 دولة أخرى تقريبا. أما الدول المتوسطة الاهتمام بالبيئة، فبينها مصر وسريلانكا، وهذه لا ننظر إلى شعبها باحترام كبير، بسبب جهلنا وتخلفنا، وربما عنصريتنا! وفي الفئة نفسها نجد أثيوبيا، افقر دول العالم، ماديا، والإمارات التي تسبق جميع الدول العربية في اهتمامها بالبيئة، وربما يعود الفضل لدبي وقوانينها الرادعة. اما قائمة التصنيف الضعيف، فتضم لبنان، الكونغو، قطر، السودان وسوريا وإيران وهايتي وباكستان. ثم نأتي لذيل القائمة، فنجد اليمن واريتريا، وليس هذا بغريب، ثم العراق وبوسنيا، وايضا هذا متوقع، ثم تأتي دولة بدأ التعليم النظامي فيها قبل مائة عام، وتمتلك 296 مليار دولار احتياطيات نقدية في خزائنها في أوروبا وأميركا، واستثمارات في الصين والهند وغيرها، مع احتياطيات نفطية هائلة، ويمثل شعبها في البرلمان شخصيات مثل دشتي وهايف والقلاف وشخير ووعلان ومطوع وغيرهم، وهذه الدولة هي الكويت، صلوا على النبي! نعم الكويت، التي تبوأت بجدارة المرتبة 126 من بين 132 دولة(!) وهي التي يقر برلمانها سنويا عشرات ملايين الدنانير للصرف على فسفسة ورواتب «هيئة البيئة» من دون أن يكون لدى أي من الأعضاء وقت لسؤال واحد عن وضع البيئة في الكويت، ولا يتردد الأعضاء أنفسهم في الوقت نفسه من شتم بعضهم والامساك بخناق بعض، ومطالبة «الداخلية» بمراقبة الجزر، و«الأوقاف» بهدم الكنائس، والبلدية بإزالة شواهد القبور!
وورد في وسائل الإعلام خبر ان صح يشرح جزءا من سوء وضعنا البيئي، تعلق بخبر استدعاء النيابة للسيد صلاح المضحي، مدير عام هيئة البيئة لمواجهته بأقوال نائبه في حقه، إضافة لاتهامات تتعلق بفضائح تزوير واستيلاء على المال العام، والتي كشفها احد موظفي الهيئة. وقد أخلت النيابة سبيله في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء الماضي، بعد دفع كفالة 2000 دينار! وسبق أن تعرض نائب مدير عام البيئة، السيد علي حيدر، لتحقيق مماثل يوم 4/15 وأفرج عنه بكفالة مماثلة!
لا تعليق لا تعليق، فكل الشواهد تقول شيئا واحدا، ولكن في فمي ماء وهواء!

أحمد الصراف

احمد الصراف

الصدق منجاة

لا شك في أن الحياة جميلة لكثيرين، وليست كذلك لبعضهم الآخر، والأسباب متعددة. وعلى الرغم من عدم وجود اتفاق على ما يعنيه «جمال الحياة» بسبب تعدد الآراء وتضارب النظريات، فإن ما لا تستطيع كثير من الانظمة السياسية ادراكه، هو ان من حق الانسان، اي انسان، أن يكون سعيدا ومحبا للحياة، والدستور الاميركي ربما يكون منفردا في نصه على هذا الحق! ولكي نبدأ بالشعور بالرضا عن انفسنا، ونقبل على الحياة، فإن علينا أن نعقد سلاما داخليا مع انفسنا، وهذا لا يمكن بلوغه ان كانت حياتنا مكتظة بآلاف الأمور والقضايا الشائكة والخلافات العائلية، وبالتالي يتطلب الأمر أن نبدأ بالتخفيف والتخلص مما لا نحب، وأن نخفف من احقادنا على «منافسينا في العمل، أو في أي نشاط أو مجال نكون فيه، وأن نبدي تسامحا مع أعدائنا، ونتخلص من الشحوم حول خصورنا، ونلقي بالخلافات مع الأصدقاء والعائلة خلفنا، أو على الأقل نسيانها. وان نتبرع بالفائض من ملابسنا التي نرفض التخلي عنها، على الرغم من أنها أصبحت منذ سنوات غير ملائمة لنا، لا لونا ولا قياسا ولا حتى «موضة»! وأن نعطي المحتاجين ما لدينا من أجهزة صالحة أو شبه خربانة لا نحتاجها. وأن نقلل من الصور والبراويز والتماثيل من حولنا، ونجعل بيوتنا أقل تخمة وزحمة بالأثاث، وان نقلل من حضور كل عزاء وفرح أو حفل افتتاح وقص شريط. وان نركز على المناسبات الخيرية والمساعدات الاجتماعية للمحتاجين، وأن نعتاد على تعلم شيء جديد كل يوم، فتعلم كلمة جديدة أو سماع تعبير جميل كفيل بإشعاري شخصيا بالسعادة، فل.مَ لا نتعلم كل يوم بيتا من الشعر يبدأ مثلا بــ «مكر مفر مقبل مدبر معا…»؟. أو حفظ مثل حكيم أو سر طبخة نحبها، ولم نعرف يوما كيف يتم تحضيرها! فهذه الأمور التي قد تبدو بسيطة كفيلة بأن تجعلنا نشعر بأن يومنا لم يضع سدى، ويكفي أنها تبعدنا عن البحلقة لساعات، من دون تفكير، في شاشة التلفزيون. كما علينا ألا نلتزم بشكل معين من قصة الشعر أو شكل لحية أو سكسوكة، أو حتى صبغة شعر للسيدات، فالتغيير جميل، حتى في ألوان وموديلات ملابسنا، وأن نطلب من «كوكو شانيل» أن تذهب، ولو لبضعة اشهر، الى الجحيم. كما علينا، مع التقدم في العمر، تقليل تعلقنا بما «نملك»، فكلما قللنا مقتنياتنا، زادت حريتنا، فتخيل نفسك تمتلك عشر لوحات لبيكاسو، هنا ستشعر، فور اقتنائها، أنها أصبحت بسبب ندرتها وغلاء ثمنها، تمتلكك من شدة حرصك عليها والتأكد من وجودها دائما، وحراستها وعدها والاطمئنان عليها من اي خدش أو تلف من خادم مهمل، او رطوبة عالية أو هواء ناشف! كما علينا أن نعيش الحاضر ونفكر في المستقبل، ونلقي الماضي خلفنا، بعد أن نتعلم منه ما يكفي من الدروس، فالحسرة على ما فات لن تجدي نفعا. كما يجب ان نعتاد أكثر على الابتسام، وقد زادت ابتسامتي أخيرا، من دون ان أشعر، بعد أن اكتشفت انني أصبحت أكثر من الابتسام لكل من هب ودب، وحدث ذلك فور انتهائي من زرع بضع اسنان جديدة! كما علينا أن نكثر من القراءة، فزيادة المعرفة غالبا ما تجعلنا نشعر بالثقة، وهذه تؤدي للاطمئنان، ومنها نشعر بالرغبة في الحياة والاقبال عليها أكثر. كما علينا بين الفترة والأخرى التحدث هاتفيا مع الأهل والأصدقاء، ولمن نعتقد بأننا قد تسببنا في ايذائهم، بقصد أو من دونه، وأن نكون لطيفين مع الجميع، ويصبح الأمر مجديا أكثر لو تحدثنا مع هؤلاء من هاتف البيت، وفي وقت مناسب لهم. كما أن قول الصدق دائما سيشعرنا بالراحة النفسية، فالكذب حبله قصير، ويجعلنا نشعر بالقلق من انكشاف أمرنا.

أحمد الصراف

احمد الصراف

مكيف ومسواك

مرّت سنوات على تأسيس ما يسمى بـ«مجلس العلاقات الاسلامية المسيحية» الذي تدير ولائمه وحفلاته مجموعة من المهتمين بتقارب الأديان! وأعتقد أن آخر أنشطة المجلس الهلامي الأهداف، الذي لن يتمكن يوما من تحقيق شيء مفيد، المشاركة في ندوة في طهران وأخرى في قم، قم مرة واحدة؟ وكان ذلك قبل بضعة أشهر، ومن يومها وقعت أحداث جسام وصلت فيها أحزاب شديدة التطرف دينيا إلى سدة الرئاسة والتشريع، ساعية لتطبيق الشريعة في أكثر من بلد عربي. كما تم في الفترة نفسها حرق كنائس في تونس ومصر، وبالذات العراق، وأخيرا في سوريا. وقبل وبعد ذلك تأسست «بوكو حرام» في نيجيريا، وشباب الصومال، ونهضة اسلام «مالي»، وغيرها من المنظمات الكارهة لكل شيء التي لم تتردد في قتل وحرق كل رمز مسيحي. كما صاحب ذلك دفع مواطني دول عدة، ومن المسيحيين بالذات، الى ترك أوطانهم والهجرة، بكل خبراتهم وثرواتهم! كما طالب نواب في الكويت بهدم كنائسها، وهي التي وجدت قبل أن يوجد بعضهم في الكويت، وأيدتهم في ذلك فتوى سعودية! وخلال الفترة نفسها توفي البابا شنودة، وكانت مواقف البرلمان المصري ودعاة الاخوان والسلف من هذا الرجل الكبير الذي كانت له قدسية لدى ملايين الأقباط، مخجلة، ومدعاة للرثاء، ولم يتردد دعاتهم في شكر ربهم لموت الرجل! وقد وقعت كل هذه الأحداث وجماعة مجلس العلاقات الاسلامية المسيحية، ولجان حواره، وكأنها لا هنا ولا هناك، وربما أثرت تخمة أحاديث اجتماعاتهم وما تناولوه من طيب الطعام، من محلل ومحرم، في مؤتمرهم الأخير على ذاكرتهم، فنسوا واجباتهم امام كل هذا العنف والتطرف الذي يفتقد كل فهم وادراك لمعنى العلاقات الانسانية بين الأمم والشعوب وضرورتها لاستمرار الحياة على هذا الكوكب، وبالتالي لم يساهم المركز في شجب أي من أعمال العنف والكراهية تلك، ولا شارك، وفق علمنا، في تقديم التعزية لضحايا هذه الأحداث الطائفية والعنصرية الدينية التي وقعت في الأشهر الخمسة أو الستة الأخيرة في مصر وسوريا والعراق وتونس، وعدد من الدول الأخرى، ولو بتصريحات صحفية، وبالتالي لا أعلم حقا سبب وجود مثل هذا المجلس، الذي لم يحقق ولن يحقق سوى الفشل، وسبب فشلهم يكمن في فشل المسلمين في التوحد، فهم متفرقون وأحوج من غيرهم الى مجلس علاقات اسلامية سني سني، وآخر شيعي شيعي، قبل أن نقفز الى تقريب المسلمين بغيرهم.
من جانب آخر، يطلب قادة «الاخوان» والسلف من جموع المسلمين الاقتداء بهم في مظاهرهم الخارجية، من كي الجبهة أو فركها مرارا للحصول على «زبيبة»، وحف الشوارب وإطلاق اللحى أو تشذيبها على طريقة الاخوان، وان ينتفوا «شعر الابط» ولا يحلقوه، وأن يقصروا أطوال أرديتهم، وأن تغطى الرؤوس بقحفية أو بغيرها، مع عقل وعقال، ويستحسن بغيرهما، وأن يتبعوا الأصول عند الاستنجاء! وهذا يعني دعوتنا لترك كل ما هو عصري في حياتنا، وتقليدهم في كل شيء! ولكننا نجدهم في الوقت ذاته مقبلين، وبشراهة، على كل مستجدات العصر وأدواته ووسائل اتصاله وما وفرته التكنولوجيا الحديثة، فلمَ اذن يريدوننا أن نكون معهم ومثلهم، ولا يريدون أن يكونوا معنا ولا مثلنا!

أحمد الصراف

احمد الصراف

استسهال الهرج

تعليقاً على مقال الأمس المتعلق بصعوبة التفريق بين الحياة الخاصة للشخصية العامة وبين أقواله وكتاباته وخطبه، أرسل لنا القارئ الصديق سعود عبدالعزيز رابطاً لحديث تلفزيوني لــ «الداعية» نبيل العوضي، يذكر فيه أن رجلاً من مصر أحس بتعب، فسافر إلى بريطانيا، فقال له الطبيب إن وضعه صعب ويحتاج إلى إجراء عملية جراحية خطيرة، فطلب المريض السماح له بالعودة إلى وطنه ليودع أبناءه، فقد لا يتمكن من رؤيتهم إن حدث له مكروه! وهناك وأثناء زيارة ذلك المريض لصديق وجد امرأة عند أحد القصابين تجمع العظام، فسألها عن السبب، فقالت إنها فقيرة ولديها أطفال لا يأكلون اللحم أبداً، وأنها تجمعها وتطبخها مع الماء وتطعمها لأبنائها! رق قلب المريض لها وطلب من القصاب أن يحسب له كلفة إعطاء تلك المرأة لحماً مرة في الأسبوع لفترة سنة، وقام بدفع كامل المبلغ له نقداًَ، وذهب إلى حال سبيله. وعندما عاد إلى لندن اكتشف الطبيب أن المريض شفي تماماً من مرضه الصعب، وأصبح بغير حاجة لإجراء عملية جراحية، لأنه تصدق على تلك المرأة الفقيرة!
وهنا يقول الصديق سعود إنه على استعداد لدفع مبلغ خمسة آلاف دينار، وهذا المبلغ يكفي لشراء «2 كيلو لحمة» في مصر لأكثر من 12 سنة، وليس سنة واحدة، حسب الأسعار السائدة هناك للنوع الجيد من اللحم، إن تبرع نبيل العوضي باعطائه اسم ذلك «المحسن» وطريقة الاتصال به واسم المستشفى البريطاني والدكتور المعالج، وطبعاً اسم المرأة الفقيرة، علماً أن المسألة ليس فيها ما يعيب، ولا علاقة لها بالشرف، بل قصة صدقة وخير وبركة!
ويستطرد الصديق سعود بالقول إن ما يطلبه من نبيل العوضي يجب ألا يكون مستهجناً أو غريباً، فقد وردت القصة على لسانه في محطة تلفزيون محلية والرابط موجود أدناه، وليس هناك سبب لذكر اسم المريض، ويتمنى عليه أن يتكرم عليه برقم هاتفه، لكي يتمكن من تقديم صدقته أيضاً لتلك المرأة الفقيرة أو غيرها، وبخلاف ذلك يطالب القارئ سعود من العوضي بنفي صحة القصة جملة وتفصيلاً، خصوصاً أنه، كما يقول، لم يرد على لسانه أنه سمع القصة من «فلان»، كدأب هؤلاء الدعاة عند رواية قصص غريبة ومعجزات خارقة، بل ذكرها وكأنه يعرف أطرافها!
وهنا نتمنى على «الزميل» نبيل أن يكون نبيلاً حقاً ويرد علينا، علماً أننا نحتفظ بأرقام هواتف السيد سعود لدينا، ورابط الحديث هو: www.youtube.com/watch?v=lXui9b2Zzyk&feature=youtube_gdata_player

أحمد الصراف