يقول أحد المفكرين إن تجارة الدين تلقى دائماً رواجاً، خصوصاً حيث ينتشر الجهل. فمن يرد التحكم في الجهلة فما عليه غير تغليف حاجته بغلاف ديني. فلو قمنا بإرسال عشرين ألف رسالة «واتس أب» نطلب فيها دفع عشرين فلساً في اليوم للصرف على مشاريع ثقافية أو حضارية، فالأغلب أن مستلميها سيتجاهلونها، ولكن سيردون عليها إن كان الهدف مغلفاً بغرض ديني.
في نهاية التسعينات، كتبنا سلسلة مقالات عن المهندس «ع.ع»، الذي أسس كياناً، ربما لم يكن يوماً قانونياً، واستطاع خلال فترة وجيزة إقناع وزراء سابقين وشخصيات كبيرة، بالعمل معه. متابعة قراءة تجارة الدين
التصنيف: احمد الصراف - كلام الناس
إدارة الإعمال – جامعة الدول العربية – بيروت 1974 / الدراسات المصرفية والتدريب في بنك باركليز – لندن 1968 / البنك الوطني في فيلادلفيا – فيلادلفيا 1978 / الإدارة المصرفية – كلية وارتون – فيلادلفيا 1978
email: [email protected]
الجهل المركب
في بدايات «لوياك»، كادت فكرة تأسيسها، الرائدة وغير المسبوقة، أن تتعثر وتتوقف نهائيا، بسبب قلة الدعمين المادي والمعنوي، فقد كانت مواردها شحيحة، وبحاجة ماسة إلى مقر مناسب، وغير مكلف، وجاءت المبادرة من الشيخة أمل صباح السالم، التي عرضت قيام «لوياك» باستخدام جزء من بيت لوذان، كمقرٍ لها، وهو البيت الذي سبق ان لاذت به مجموعات شبابية اخرى، والذي تعود ملكيته الى ورثة الأمير الراحل صباح السالم. وتقديرا لمبادرة الشيخة أمل، قام مؤسسو لوياك، وهو الاسم الذي عرفت به تاليا، باشتقاق اسمها الحالي من الاسم الإنكليزي لـ«مركز لوذان لإنجازات الشباب» Lothan Youth Achievement Center، أي لوياك LoYACK، وتعيين الشيخة أمل رئيساً فخرياً لمجلس الإدارة. لكن في مرحلة تالية، أصبح استمرار «لوياك» في بيت لوذان صعبا، مما دفع إدارتها للبحث عن مكان آخر، وجاء الفرج على يد الصديقين يوسف الجاسم، الذي قام بإجراء مقابلة مع السيدة فارعة السقاف، مؤسسة لوياك، وأوصل صوتها ومعاناتها للحكومة، وجاءت المقابلة في يوم تعيين المهندس علي اليوحة في منصب أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الذي قام بأخذ زمام المبادرة، من منطلق إيمانه برسالة لوياك، وسعى، ونجح في انتقال لوياك إلى مقرها الحالي في مبنى المدرسة القبلية، شريطة تعهد الإدارة بالمحافظة على مبنى المدرسة كأحد معالم تاريخ التعليم في الكويت. لم يكن المبنى ولا يزال مناسبا، لكنه كان افضل من لا شيء، وبالتالي تسعى «لوياك» جاهدة للحصول على مبنى أكثر ملاءمة لنشاطاتها المتزايدة والمتنوعة. متابعة قراءة الجهل المركب
فكرة سامي.. وتغريدة مجهول
توقف الصديق والزميل سامي النصف عن الكتابة، ونتمنى أن يكون توقفا مؤقتا، وان يعود لقرائه بعد استراحة محارب، صيفية قصيرة.
فكرة هذا المقال هو الذي اوحى بها، وحيث انه لا يكتب حاليا فقد سمحنا لأنفسنا باقتباسها والإضافة لها. متابعة قراءة فكرة سامي.. وتغريدة مجهول
كفن تورين والبصمة الوراثية
يعتبر كفن تورين، Turn Shroud، وهي تسمية تطلق على قطعة قماش من الكتان بحجم اللحاف الذي يغطي الجسم البشري، مطبوع على وجهه الخارجي صورة رجل يعتقد الكثيرون انها تمثل وجه السيد المسيح، والقطعة هي الكفن الذي دفن فيه، وهو موجود في كنيسة كاثوليكية في مدينة تورين الصناعية الشهيرة، وتجذب ملايين السياح سنويا للمدينة للتبرك برؤيته.
وعلى الرغم من أن الكفن اكتشف عام 1370 فإن الجدل حول صحته لم يتوقف. وقد وافقت الكنيسة الكاثوليكية عام 1988 على إجراء فحص «راديوكربوني» للقطعة من خلال ثلاثة مختبرات عالمية معتمدة، وبينت النتائج أن القطعة يعود تاريخها للفترة من 1260 و1370، اي بفترة طويلة بعد التاريخ المفترض لصلب المسيح. وعلى الرغم من قوة الأدلة على صحة الفحص الكربوني، فإن غلاة المؤمنين يميلون لعدم تصديق النتيجة. متابعة قراءة كفن تورين والبصمة الوراثية
يا صديقتي العجوز الهرمة.. ما أروعك!
أحب بريطانيا، وأهيم بكل ما فيها من بشر وحجر وفن ومتاحف وطرقات ومطر وتاريخ وعملة.
فيها عرفت حبي الطفولي الخائب الثاني، وفي مسالك دروبها تهت لساعات وساعات، وأنا ابحث عمن تواسي وحدتي في ليالي شتائها الباردة، يوم لم أكن أعرف الفرق بين كوعي وبوعي.
نصف قرن مر سريعا على معرفتي بتلك العجوز المتصابية، او الصبية المتعاجزة، فلندن لا تشيخ، ولن تعجّز مهما مر عليها أو سيمر عليها في القريب أو البعيد من الايام. فذكراها، وذكرياتي عنها، وكل ما نهلته من عسل ومعرفة فيها، ومن صداقات، ستبقى معي برائع شخوصها الحية، وفي مرتبة عالية من ذاكرتي المملوءة بثلاثة ارباع قرن من ألوان قوس قزح الزمان والمكان. متابعة قراءة يا صديقتي العجوز الهرمة.. ما أروعك!
لجنة أم عشر؟!
لا أعرف عدد المقالات التي كتبتها ناقداً عمل وإنجازات وحتى وجود لجنة تطبيق الشريعة، ولكنها ربما تكون عشراً. وهذا الرقم مهم في حياة هذه اللجنة شبه المشلولة! فقد كان من بين الأمور التي سبق أن افتخر بها رئيسها السابق السيد خالد المذكور أن اسمها يتكون من عشر كلمات، فهي اللجنة الاستشارية العليا الدائمة للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، فيا له من إنجاز. متابعة قراءة لجنة أم عشر؟!
متى يأتي دورنا؟
أعلنت مملكة المغرب، بعد سلطنة عُمان، أنه ليس لرجال الدين حق الخوض في السياسة. وان منابر المساجد للدين وليست لغيره. وفرض المغرب، كما عُمان قيودا وغرامات صارمة على من يلعب على الحبلين!
كما أصدر الملك محمد السادس أمرا بمراجعة المقررات المدرسية، خاصة التربية الإسلامية، وتجنب تدريس النصوص التي تدعو الى الجهاد، حتى لا يتم تأويلها لنشر ثقافة التطرف والمغالاة في الدين. مع ضرورة نشر ثقافة الوسطية والاعتدال والدعوة الى التسامح والتعايش ما بين مختلف الثقافات، والديانات والحضارات الإنسانية. متابعة قراءة متى يأتي دورنا؟
الموقف الحكومي المريب
احتاجت الكويت منذ بداية نهضتها، قبل 150 عاماً تقريباً، وبروزها كقوة إقليمية، إلى استقدام الكثير من الخبرات في مختلف المجالات من طب وهندسة وتعليم، دنيوي وديني وغير ذلك! ولكن الحاجة إلى هؤلاء قلت مع الوقت مع زيادة أعداد من يماثلهم من الأطباء والمهندسين والمعلمين من بين مواطني الدولة، وأصبح هناك فائض في بعض التخصصات، ولكن دعوة الخبرات، والطبية منها بالذات، استمرت بسبب المستجدات العلمية التي تطرأ على الطب، وتطوره السريع والمستمر، وبالتالي رأينا قيام استشاريين عالميين بزيارة الكويت، بين الفترة والأخرى، سواء لتقديم مشورة طبية أو للقيام ببعض العمليات الجراحية الصعبة، كل هذا كان مفهوماً. ولكن غير المفهوم هو استمرار سيل زيارات رجال الدين، من دول الجوار، ومن لبنان وفلسطين ومصر بالذات، الذين كانت زياراتهم في السابق مطلوبة وطبيعية وغير مسيئة، رغم عدم الحاجة الماسة «لكبير علمهم»، عندما كانت الأوضاع السياسية طبيعية وهادئة وغير متشنجة، والنفوس غير مشحونة بضغائن الطائفية والمذهبية وغيرها. ولكن لوحظ في السنوات الأخيرة أن غالبية من كانت المجاميع السياسية أو الدينية تستضيفهم لإلقاء دروسهم في الكويت كانوا من غلاة المتشددين لدى هذا الفريق أو تلك الفرقة. وكان الحال ينتهي أحياناً بقيام مجموعة من الشخصيات أو النواب بطلب مقابلة وزير الداخلية والاحتجاج على ما قاله هذا الداعية أو ذلك الخطيب، والمطالبة بطرده أو «تسفيره»، وكان ذلك يتم غالباً بشكل مهين له ولاتباعه، لتتكرر القصة في مناسبة دينية أخرى مع جماعة مختلفة، في مسلسل ممل وغير مدروس، علماً بأن أولئك الذين وجهوا الدعوة لهذا الداعية أو ذلك الخطيب للحضور «للاستزادة من علمه» يعلمون جيداً أن لا جديد لديه يقوله، فالدين قديم وتعاليمه وعباداته ثابتة ومعروفة، فأي زيادة سيضيفها هؤلاء غير تأجيج هذا الطرف ضد الطرف الآخر المضاد له، سياسياً أو مذهبيا؟ متابعة قراءة الموقف الحكومي المريب
الأمانة والمواطنة
لو قام وزير التعليم في أي دولة عربية بإجراء استقصاء سري لمعرفة آراء طلبة المدارس عما تعنيه لهم الشهادة الدراسية، أو ما هو تعريفهم للأخلاق، وما هو النجاح في الحياة بالنسبة اليهم؟
في الغالب سيصدم الوزير من الإجابات حتما. فقد أدرك أغلب طلبة مدارس دولنا مبكرا أنهم لا يدرسون من أجل المعرفة، بل لأنه مطلوب منهم الحصول على شهادة ما، وليس مهما كيف! وبالتالي لبعضهم الغش مقبول، والواسطة تنتظرهم، والمحاباة ستقوم بالباقي، وليس في كل هذه الأمور ما يعيب، أو يجعلهم يشعرون بالخجل، طالما أنهم يرون كيف تمنح الوظيفة لمن لا يستحق، وكيف يترقى الفاشل ويبقى المجتهد في مكانه، ويعاقب الأمين ويكرم السارق علنا، وهذا يحدث في غالبية دولنا، لكي لا نقول كلها. متابعة قراءة الأمانة والمواطنة
البحث في المكان الخطأ
نصف الأمة مشغول بالبحث عمن يقف خلف «داعش» ويموله، ويسلحه، والنصف الآخر سلم بنظرية المؤامرة، فأراح نفسه، وعقله. حتى المفكرون من وزن تركي الحمد قالوا إن من المهم أن نعرف من يقف وراء «داعش»، فهذا سيسهل القضاء عليه!
هذه حال الأغلبية، وفي الحالتين هم على خطأ، أو على الأقل لا يهم إن كانوا على صواب، فالمسألة لا تكمن في من يقف وراء «داعش»، ولا لكوننا، منذ اتفاقية سايكس بيكو، نتعرض للمؤامرة تلو الأخرى لتقطيع أوصالنا، بل المسألة اكثر بساطة. فـ «داعش» ليس نبتا شيطانيا، وليس حالة تاريخية منفردة، فقد سبقته حالات مماثلة كثيرة، اختفت لسبب او لآخر، ليأتي اليوم «داعش»، وليكمل التجربة، لأن الفكر الذي يقف وراءه، وليس الدولة، لا يزال حيا، ويدرس في مدارسنا.
فلو افترضنا أن إيران أو تركيا أو إسرائيل أو أميركا أو أي دولة أو مجموعة هي التي تقف وراء «داعش»، فهل سيخفف هذا من توحش «داعش» ويقلل من هجماته الانتحارية وتفجيراته الدموية؟.. لا طبعا. متابعة قراءة البحث في المكان الخطأ