احمد الصراف

مؤمنون وغيرهم

ورد في دراسة جادة لــ the Pew Forum on Religion & Public Life وكتبت عنها كيم ونستون Kimberly Winston في 19 ديسمبر الماضي في مجلة Religion News Service، التي تهتم بأخبار المسيحية والديانات الأخرى، أن المسيحيين يشكلون النسبة الأكبر من سكان العالم، ويأتي المسلمون في المرتبة الثانية، ولكن ما اصبح لافتا للنظر وجديرا بالاهتمام، وربما لقلق البعض، أن النسبة أو الكتلة الثالثة في الحجم هي لغير المؤمنين او المشككين. وبينت الدراسة أن %84 من سكان الأرض، الذين يزيد عددهم على 7 مليارات نسمة، يتبعون نوعا أو آخر من الإيمان بدين سماوي أو ارضي، ومن هؤلاء 2.2 مليار مسيحي، أو %32 من سكان الأرض، يتبعهم 1.6 مليار مسلم، أو %23 ويأتي بعدهم غير المؤمنين او الشكاكين او الملحدين، وهؤلاء يشكلون كتلة تبلغ 1.1 مليار بني آدم، أو %16 من البشر، وأن هذه النسبة فاجأت الكثيرين. والكتلة الرابعة الهندوس، وعددهم مليار، أو %15 من سكان الأرض، أما البوذيون فنصف الهندوس، وهناك 400 مليون يتبعون ديانات شعبية في افريقيا والصين وسكان اميركا واستراليا الأصليين. كما أن مجموع من يؤمن بالزرادشتية (المجوس) والبهائية والسيخ والتاوية والشنتو، والجانيز، والويكا لا يتعدى 58 مليون نسمة. كما بينت الدراسة ان تركز المسيحيين هو الأمثل مقارنة بالجماعات الأخرى، فالولايات الأميركية المتحدة هي الحاضنة الأكبر لهم، فما نسبته %78 من سكانها مسيحيون من اصل 300 مليون، وتأتي بعدها كتلة الدول الأوروبية وكتلة أميركا الجنوبية. أما عكس ذلك فنجده في آسيا حيث قمة عدم تجانس الديانات، كما يعيش فيها %76 من غير المؤمنين، وفي الصين بالذات، التي حولتها الثورة الثقافية لدولة غير مؤمنة تماما. وتبين من التقرير الأميركي أن نسبة غير المؤمنين أو التابعين لدين معين في الولايات المتحدة قد بلغت %16.4. كما بين التقرير الذي غطى 230 دولة ومن إحصاء شمل 2500 شخص، أرقام وحقائق جديرة بالذكر، منها:
1 ــــ يعيش %73 من البشر في دول تكون عقيدتها الدينية، او غير الدينية هي الرئيسية.
2 ــــ تعيش غالبية غير المؤمنين في الصين وجمهورية التشيك، واستونيا وهونغ كونغ، واليابان وكوريا الشمالية.
3 ــــ متوسط عمر غير المؤمنين والبوذيين واليهود أعلى من متوسط عمر غيرهم، وهو بحدود 34 سنة. بينما بين المسلمين والهندوس والمسيحيين ينخفض عن ذلك بكثير، وهذا المتوسط هو الذي يدلنا على الطريقة التي سيكبر بها عدد أتباع أي ديانة، فأصحاب متوسط الأعمار الأقل يعني نساء أكثر في سن الاخصاب، وبالتالي فإن سباق التكاثر سيستمر بين المسلمين والمسيحيين. وبين الباحث Ryan Cragun أن نسبة غير المؤمنين الكبيرة لم تكن مفاجأة له، وأن التحدي الأكبر هو في مدى قدرة غير المؤمنين على التسارع في النمو، مقارنة بغيرهم! وما يمكن استنتاجه من البحث أن عدم التدين موجود أساسا في دول شيوعية، بشكل عام، وبوذية بدرجة ثانية ومتقدمة علميا واقتصاديا كالدول الاسكندنافية.

أحمد الصراف

احمد الصراف

ملهم الرئيس.. والمثال الكويتي

«لا تقل ما الذي أعطاه وطنك لك، بل قل: ما الذي أعطيته لوطني». (ج. كنيدي).
وصلت طلائع المهاجرين اليابانيين إلى هاواي ومن بعدها لسان فرانسيسكو مع بداية 1860، وكانوا يعيشون بسلام في بيئتهم الجديدة، وفجأة انقلبت أوضاعهم مع الهجوم الجوي المباغت الذي شنته طائرات يابانية حربية على ميناء بيرل هاربر في 7 ديسمبر 1941، وما تبع ذلك من إعلان اميركا الحرب على اليابان! وهنا قامت الحكومة الأميركية باتخاذ الاحتياطات الأمنية التي رأتها لازمة، وترحيل جميع المواطنين المتحدرين من اصول يابانية لمعسكرات خاصة، حتى انتهاء الحرب. تذكرت كل ذلك وانا استمع لكلمة الرئيس أوباما في تأبين السيناتور دانيل إينوي، الذي توفي عن 88 عاما والمتحدر من اصل ياباني والذي عمل سيناتورا لنصف قرن، وهي ثاني أطول فترة خدمة في تاريخ الكونغرس! وكيف كان لذلك السيناتور من تأثير إيجابي في حياته، إنْ بسبب عرقه المختلط، او ظروف حياته غير العادية، والتي بينت له، وهو في بداية حياته، أن أميركا هي أرض تحقيق الأحلام، فعندما يكون بمقدور شخص اعتبر في لحظة تاريخية مصدر خوف وشك في خيانة، من أن يصبح مشرعا ومراقبا لعمل الحكومة الأميركية، وعضوا فعالا في لجانه المهمة، وهو المتحدر مثله من خلفية مختلفة عن الغالبية في كل شيء ويصل لما وصل إليه، فإن بإمكانه هو أيضا ان يصبح رئيسا لأميركا.
إن سيرة دانيل إينوي يجب أن تكون مثالا لسيرة كل من هاجر للكويت طلبا للعيش الكريم فيها، وهنا لا نستثني أحدا ابدا، فجميع مواطني الكويت سبق أن هاجروا لها من منطقة أو أخرى، فهذا الرجل لم يقل لمواطنيه اعطوني منصبا ومالا وسأعطيكم وفاء وخدمة جيدة، بل بادر من نفسه وأعطى الكثير قبل ان يبادله وطنه بالأكثر، فقد تطوع في الجيش في بداية الحرب العالمية الثانية، وأرسل ليحارب فاشيي إيطاليا، حلفاء اليابان، ويبلي أحسن البلاء، ويفقد إحدى ذراعيه في معركة حاسمة، وكاد أن يفقد حياته، وليعود لوطنه بطلا مكللا بالغار، وليصبح بعدها سيناتورا، وعندما توفي اصبح أول أميركي من اصل آسيوي ينال شرف الدفن في مقبرة الكابيتول، فهذا الرجل حظي باحترام أمة كاملة، وتقدم لخدمتها في الوقت الذي كان في الجانب المعادي له يابانيون آخرون، وكان هو ومن معه موضع شك الجميع، وقام بكل ذلك لأنه آمن بأميركا وطنا ورضي بنظامها وقبل عدالتها، بالرغم من أن أصوله وعرقه وديانته كانت مختلفة عن البقية، وأحب أميركا وأخلص لها حتى عندما كانت حكومتها، وجزء من شعبها لا يبادله المشاعر والأحاسيس نفسها! فالإخلاص للوطن ليس كلاما وتصريحا بل يعتبر تصرفا وإيمانا عميقا. وعندما نتصرف ككويتيين، وليس كنجادة أو بدو أو شيعة أو سنة أو عرب أو فرس أو بحارنة او حساوية، بل فقط ككويتيين محبين لهذه الأرض، حينها سيأخذ كل طرف حقه، مهما طال الزمن، ولكن المشكلة أن الغالبية تصر على وضع انتمائها القبلي أو المذهبي او العرقي الضيق قبل مصلحة الوطن، غير مدرك أنه متى ما ذهب الوطن ضاع كل شيء من بعده، والأمثلة واضحة جدا، ومتعددة! ولكن هل بيننا، بما في ذلك حكومتنا، ما يكفي لفهم معنى هذا الكلام؟
• ملاحظة: كشف المدير الإقليمي لقناة العربية في السعودية خالد المطرفي أن السلطات الأمنية في السعودية، وبأمر من وزير الداخلية، قبضت على الكاتب والمفكر تركي الحمد بعد هجوم بعض من رجال الدين على كتاباته في وسائل التواصل الاجتماعي! وهذا مفكر آخر يقع صريع الفكر الضيق.

أحمد الصراف

www.kalama nas.com

احمد الصراف

أردوغان الذكي وبديع الغبي

صرَّح الزعيم التونسي «الباجي قائد السبسي» بأن حزب النهضة التونسي، فرع الإخوان المسلمين، يشكل خطراً على تونس. وقد ذكَّرني تصريحه بما سبق أن صرح به رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قبل أشهر عدة، طالباً من القيادة المصرية السعي لوضع دستور يستند إلى مبادئ الدولة العلمانية، والتي لا تعني بالضرورة دولة اللا دينيين، بل الدولة التي تحترم مواطنيها وتقف منهم ومن معتقداتهم على مسافة واحدة، فمواطنو الدولة العلمانية ليسوا مجبرين لأن يكونوا علمانيين أو لا دينيين، عكس الدولة التي بإمكانها أن تكون علمانية. وقال لهم: «لا تقلقوا من الدولة العلمانية، وأتمنى وجود مثلها في مصر». وأضاف أنه رئيس وزراء دولة علمانية، لكنه مسلم ملتزم، لأن في تركيا العلمانية لكل فرد الحق في أن يكون متديناً أم لا! لافتاً إلى أن تصريحاته قد تفهم بشكل مختلف، ولكن هذا هو معنى العلمانية في بلاده، مؤكداً أن مصر لديها بنية تحتية تمكنها من تخطي المرحلة الانتقالية بكل سهولة. وأشار أردوغان إلى أن مصر تستطيع بناء دولة حديثة بعد الثورة إذا طبقت ثلاث خطوات تتمثل في الإدارة الجيدة للمواطنين، والاهتمام بالتعليم، وأخيراً التنظيم الجيد لأموالها، فضلاً عن القضاء على الفساد وتحقيق الاستقرار.
والآن، وبعد انتهاء المصريين من الاستفتاء على دستورهم الجديد، الذي لا علاقة له بالعلمانية بتاتاً، فمن الواضح أن قيادة مصر الجديدة المتمثلة في مكتب الإرشاد قد رفضت عرض أردوغان، ودولته المدنية، وأنهم بالتالي لن يحتفظوا بمسافة واحدة من جميع مواطنيهم، بل بمسافات مختلفة، ومن لا يعجبه، فأمامه أحد ثلاثة خيارات: إما أن يقبل الوضع ويسكت، أو يهاجر أو.. يذهب إلى الجحيم! وهذا ما سيجر الخراب على مصر لعقود طويلة مقبلة.
والغريب أننا بعد كل التجارب القاسية التي مرت بها دول مثل طالبان والسودان وإيران، وحتى لوقت قصير السودان وباكستان، وحرف النون في آخر أسمائها هو الشيء الذي يجمع بينها، لم يتعلم ساسة مصر أن من المستحيل أن تزدهر الدولة الدينية وتنجح ويعمها الخير والسلام، وأن حل الدولة العلمانية، وللدول الإسلامية بالذات، هو الطريق الوحيد، وسبب ذلك يعود إلى تعدد فسيفساء الأعراق والديانات في هذه الدول، وغلبة الإسلام عليها لا يعطي أتباعه في هذا العصر الحق في التحكم في رقاب البقية بالطريقة التي تحلو لهم، فالمواثيق الدولية والأعراف والعلاقات، التي أصبحت تربط الدول ببعضها، تجعل من الصعوبة بمكان استمرار تحكم نهج أو عنصر في البقية من دون رضاهم، ولو قارنا حال دولنا بإسرائيل مثلاً، لوجدنا أن هناك بوناً شاسعاً يفصلنا عنها فيما يتعلق بحقوق الإنسان داخلها، بالرغم من كل جرائم الصهيونية خارجها. فما حصلت عليه الأقليات العرقية والدينية لم يحصل عليه مماثلوها في أي دولة عربية. إن الدولة المدنية والعلمانية بصورة أصح هي الحل، وهي التي سينتهي المطاف بها، ولكن البعض سيدفع ثمناً غالياً قبل أن يقتنع ويصل لها.

أحمد الصراف

احمد الصراف

اليأس والأمل

يئس الرجل وزوجته للسنة الرابعة على التوالي من أن يقوم أحد من أبنائهما بزيارتهما في عيد الكريسماس، إن بسبب ارتباطات عمل، أو بعد المسافة، أو لرغبة زوجاتهم في زيارة أهاليهن. وفي أحد الأيام قام الرجل بالاتصال بأكبر أبنائه وقال له بصوت حزين إنه قرر وأمهم الانفصال عن بعضهما، بعد أن أصبحت معيشتهما معا صعبة، وطلب منه حفظ السر لنفسه، وألا يخبر أخويه، لكي تمر فترة الأعياد على خير ومن غير كدر! رد عليه ابنه بأن هذا جنون ويجب أن يتوقف، وأنه لا يرضى لأمه أن تتركه بعد 45 سنة زواجاً، ولكن الرجل أصر على موقفه، وأنهى المكالمة بقوله إن هناك أشياء لا يستطيع البوح بها. لم يمر يومان حتى كان الأبناء الثلاثة يطرقون باب بيت والديهم طالبين التدخّل لحل الخلاف بينهما، وكان واضحا أنهم مرهقون بعد سفر طويل! فطلب الأب منهم أن يخلدوا للنوم، وأنه سيتحدث إليهم في اليوم التالي. وفي الصباح، وعلى مائدة الإفطار بدأ الرجل حديثه قائلا إنه وأمهم على خلاف، كما كانا منذ أول يوم عاشا فيه مع بعضهما، ولكنهما لم يتطلقا لسبب وجيه، وأنه أخبرهم بقصة الطلاق لدفعهم لأن يأتوا ويشاركوهما الأعياد، فقد اشتاقا لهم وهما في ذلك العمر، وقال إنهما لم يتطلقا لأنهما لم يكونا متزوجين كنسيا أصلا! وهنا فغر الأبناء الثلاثة أفواههم وقالوا بصوت واحد: هل يعني ذلك أننا أولاد حرام؟! فقال الأب نعم، ولكن بصورة أخرى، فقد ربيناكم طوال سنوات، وتعبنا عليكم وسهرنا على راحتكم وعلمناكم، وتأتون الآن في عيد الكريسماس وليس في يد أي منكم هدية، فماذا تستحقون من صفة؟
ملاحظة: بمناسبة الأعياد المسيحية المجيدة، التي تبدأ اليوم، قمت ومجموعة طيبة بنشر إعلان مدفوع الثمن على الصفحة الأخيرة من جريدة القبس. ولمن لا يقرأون الإعلانات، لسبب فني أو آخر، نعيد هنا نصه:
بقلوب ملؤها الفرح والمحبة لجميع من يعيش على هذه الأرض الطيبة من أهل وإخوة وأخوات مسيحيين يتقدم:
أحمد الصراف ـ لولوة الملا ـ إقبال الأحمد ـ بدر واحدي ـ سهال الفليج ـ موضي الصقير ـ شيخة النصف ـ نجيب الحميضي – جميلة المرزوق ـ هند الشلفان ـ فردوس الفوزان ـ أنور السلطان ـ فايزة العوضي ـ أنيسة الشلفان ـ سعود العرفج ـ لولوة خالد الزيد ـ فاطمة فواز..
بالأصالة عن أنفسهم وأهاليهم وأصدقائهم، وبالنيابة عن كل المحبين من الشعب الكويتي، الداعين للتعايش مع الجميع بسلام، يتقدّمون بخالص التهاني القلبية بحلول عيدي الميلاد المجيد (الكريسماس)، ورأس السنة الميلادية، متمنين لهم أعيادا سعيدة وسنة طيبة بين أهاليهم وأحبتهم في الكويت.

أحمد الصراف

احمد الصراف

لجنة وطائرة

يبدو أن الحكومة ستستمر في اتباع أسلوب «ضربة على الحافر، وضربة على المسمار» في ما يتعلق بمجمل الأوضاع، وبمحاربة قوى الفساد والتخلف بشكل عام، لفترة قبل ان تستقر الأمور لها اما بفساد كامل او بنجاح قريب من الكمال. ففي بادرة مشجعة قامت اخيرا ببث الروح في لجنة ازالة التعديات. ويكفي لفهم خطورة عمل هذه اللجنة وما تسببه من ازعاج للمفسدين، قيام نائب «كبت أمه» بالتحذير من أعمالها الاستفزازية، كما وحذر نائب آخر، وهو امام مسجد سابق، وممن اثيرت حولهم شبهة مالية من مسؤولين حكوميين، وتم حفظ التهم ضده لعدم كفاية الأدلة، حذر من عودة الممارسات «الاستفزازية» والتعسفية التي تقوم بها ما تسمى بلجنة ازالة التعديات، والتي اعتبرها دولة داخل الدولة! مؤكدا أن تلك اللجنة تمثل كابوسا مزعجا يؤرق راحة المواطنين (يا حرام!) كونها تنزل الى ادنى مستويات الملاحقة (!!) كازالة خيام صغيرة يضعها المواطنون في حدائق منازلهم وتبنى وتزال في دقائق. واعتبر الامام السابق والنائب الحالي، ان احياء أعمال لجنة الازالة والصرف عليها سينعكسان سلبا على «رفاهية» المواطن الكويتي، وأن الوقت الحالي ليس وقت لجنة ازالة وميزانيتها ومكافآت العاملين فيها ومصاريف سياراتهم الخاصة، في وقت يعاني فيه المواطن وعائلته من الكثير، وانهم بين مطرقة ملاحقتهم وسندان الخراب الذي يخلفونه وراءهم! ولا أدري ان كان يتكلم عن مواطنين كويتيين ازالت اللجنة خياماً يقضون فيها أوقات الفراغ، أم يتكلم عن لاجئين سوريين أزالت الحكومة التركية خيامهم؟
وطالب سمو رئيس مجلس الوزراء -وكأن مجلس الوزراء ورئيسه لا عمل لهم غير الانصات لطلبات النائب وكبتاته- بوقف «وحشية» (هكذا) ممارسات اللجنة، وأسلوبها التدميري تجاه حدائق ومظلات وأشجار المواطنين التي يسعون للاستمتاع بها، موجها حديثه الى رئيس الوزراء قائلا: أوقف هذا الكابوس المؤذي، فالكويتيون يحتاجون كل دعم منكم ونعرف حرصكم ودعمكم وشفافيتكم في ذلك.
وهنا نتمنى على اللجنة، التي سبق ان أرسلت لنا ثلاثة انذارات ازالة وقمنا بالاستجابة لها كاملة في حينه، عدم التوقف عند صراخ هؤلاء النواب، والاستمرار في عملها، وان يكون رد فعلها الاستمرار في مهمتها.

***
ملاحظة: ورد على الصفحة الأخيرة من القبس (الجمعة) أن الأمير وليد بن طلال اشترى طائرة عملاقة بمبلغ 500 مليون دولار، وقد أصبت بالرعب لما تكلفته وما بها من تجهيزات فاخرة من حمام تركي، وجدران من المرمر وقاعة موسيقية وموقف لسيارة الأمير الخاصة، ولكن سرعان ما زال رعبي واطمأن قلبي بعد أن علمت بأن «الايرباص 380» هذه مزودة بسجادة صلاة يقوم جهاز كمبيوتر بادارتها باستمرار تجاه القبلة! ولك أن تتخيل وضعية جسم صاحبها وهو يؤدي الصلاة، والطائرة تحلق على ارتفاع 35 الف قدم فوق الارض.

أحمد الصراف

www.kalama nas.com

احمد الصراف

مظلومية الشيعة

لدى شيعة العالم شعور بأنهم مظلومون، وأن حقوقهم تم التعدي عليها عبر التاريخ، إن لقلة عددهم، أو لأنهم على حق!
بعد معرفة أسماء أعضاء الوزارة، وظهور اختيارات مكتب المجلس، كتب محام معروف منددا بما أصاب الشيعة من خسائر سياسية، واعتبر الأمر بمنزلة صفعة من السلطة لهم، وأنها أرسلت اقوى رسالة سلبية منذ مجلس 1938برفضها توزير فاضل صفر، أو التصويت لمصلحة النائب عدنان عبدالصمد! وخاض السيد المحامي في تفسيرات وتحليلات شتى عن سبب تصرف السلطة، وقال انها تميل الى من «يعارضها» وليس الى من يقف معها. كما تعجب من تشرذم الشيعة، وعجزهم عن فرض شروطهم على السلطة، قبل الوقوف معها، في ما يتعلق بعدد الوزراء والوكلاء ونوعيتهم وتوظيف الشيعة في مناصب ووظائف طالما حرموا منها، الى غير ذلك من مطالب، ولكن لم يحدث شيء من هذا لأن بعض قيادات الشيعة، حسب قوله، جبناء ولا يهتمون الا بمصالحهم!
الحقيقة أن الصواب قد جانب السيد المحامي، كما تضمنت رسالته تحريضا طائفيا بغيضا ما كان يجب ان يقع فيه، وهو القانوني، والمرشح السابق! فالشيعة، مثلهم مثل غيرهم من مكونات المجتمع، ليسوا كتلة صماء موحدة لكي يتم الحديث عنهم بهذا الشكل، وكأنهم وحدة واحدة ولهم قيادة موحدة، بل متفرقون وينتمون لأكثر من جهة ولهم مصالح انتخابية وحسابات سياسية، وهذا هو الأمر الطبيعي! أما لومه لـ«قادة الشيعة» بتقصيرهم في التفاوض مع الحكومة ومساومتها على عدد الوزراء الشيعة وبقية المزايا، فهو تحريض سقيم، فمن الذي يحدد من له حق التحدث باسم كتلة سكانية متنوعة؟ هل ممثلوهم في البرلمان، وهؤلاء متفرقون أصلا لأكثر من انتماء سياسي ومرجعية دينية وفكرية ومصلحة تجارية؟ وهل يعني تناقص عددهم في الانتخابات التالية تناقص حصة الشيعة في المناصب والمزايا؟ومن جهة أخرى، لا أعتقد أن غالبية الشيعة شعرت، أو كانت ستشعر، بأن وجود الوزير صفر في الحكومة أفضل لها، طائفيا، ليتم التباكي على عدم توزيره، فقد دخل الرجل الوزارة نظيفا وخرج نظيفا، ولم يتصرف إلا كوزير وليس للدفاع عن مصالح طائفته، على حد علمي، أو هذا ما يفترض منه، فسبق أن عبنا على بعض الوزراء، الذين كدسوا وزارة مجلس الأمة بالمنتمين اليهم، ومن السخف أن نأتي اليوم ونطالب وزيراً ما بأن يفعل الأمر ذاته، فالدولة، بمفهومنا، ليست «كيكة» لكي نتخامطها!
نعود ونقول انه ليس هناك إجماع على من هو «الوزير الشيعي الأمثل»، فمصلحة الوطن أولى بالاهتمام، ومقياس مدى قدرة الوزير على خدمة طائفته يجب ألا يكون أساس الاختيار. كما أن أي سلطة في العالم لا تستطيع إرضاء الجميع، والأمور يجب ألا تقاس من منظور طائفي ضيق، بل بما لدى الوزير أو المسؤول من كفاءة، فأنا يهمني أن يكون من يمثلني شخصا نظيفا وصاحب كفاءة، وليس الذي يمثلني طائفيا او حزبيا، فقد مللنا من الطائفيين والمتدينين والقبليين الذين لم يتركوا شيئا إلا والتهموه، والأمثلة كثيرة حولنا. ولو نظرنا لحذر السلطة من توظيف الشيعة في مناصب محددة لوجدنا أنه بشكل عام غير مبرر، ولكن يجب أن نعترف في الوقت نفسه أن جزءا من حذر السلطة بسبب ان بعض كبار ممثلي الشيعة، الذين لم يخفوا يوما ولاءهم وانتماءهم لأحزاب وايديولوجيات خارجية! كما ان من المهم أن يعرف هؤلاء أن الرهان على خيارات السلطة امر غير مضمون دائما، فهي لا تحتفظ بالمسافة نفسها من الكتل الثلاث المكونة للمجتمع، بل تقوم بتغيير موقفها تبعا لظروف المرحلة، وإن على الشيعة، كما قال النائب السابق حسن جوهر، تجاوز الهاجس النفسي بأنهم يجب أن يكونوا دائما في صف السلطة، وإلا ربما صنفوا بعدم الولاء واللاوطنية! فهم جزء أصيل ومكمل للنسيج الكويتي، ويشتركون مع الجميع في السراء والضراء، وقد يختلفون أو يتفقون مع بعضهم أو مع غيرهم في المواقف السياسية والقضايا العامة، وهذا أمر طبيعي! وقال ان الرقم الصعب لنواب الشيعة اليوم يجب أن يستثمر ليس في طلب منصب هنا أو هناك، فهذه المواقع زائلة بالتأكيد وقد يملأها أي كويتي، إنما في المساهمة بخلق أرضية تشريعية لبناء بلد بمؤسسات ومعايير ومبادئ يستشعر كل مواطن في ظلها أنه جزء من كل، ويتمتع بدرجة متساوية من الحقوق والمكتسبات، وأن ينبري من جهة أخرى لفتح عينيه جيداً على مسلسل الفساد والمليارات السائبة من أموال الكويتيين التي يسيل لها كل لعاب، فهذا هو الحليب الذي يستحق البكاء عليه إن سكب، وليس البكاء على خسارة المناصب والوظائف!

أحمد الصراف

احمد الصراف

ابتسامة ودمعة وصرخة

ابتسامة: «وقف شاهد، قصير القامة بشكل لافت، أمام القاضي وحلف أن يقول الصدق، وعندما سأله القاضي عن اسمه قال: كذا نخلة! فقال القاضي: نخلة، وأنت بهذا القصر، إن هذه بداية غير مبشرة!»، تذكرت هذه الطرفة، السمجة نوعا ما، عندما بدأ بعض النواب في التلاعب بالقسم في أول يوم لهم بمجلس الأمة، فإن كانت هذه البداية، فهي حتما غير مبشرة! كما لوحظ أن عددا من هؤلاء، سواء في المجلس الحالي أو ما سبقه، يواجهون صعوبة في نطق كلمة محددة في القسم، هذا على افتراض أنهم يعرفون معناها! وحيث إن النائب نبيل الفضل كان في المجلس المبطل، والمجلس الحالي الوحيد المهتم بموضوع ضرورة نطق القسم، دون إضافة أي كلمة عليه، وبما أن أكثر المواطنين الكويتيين لا يعرفون معنى ولا طريقة نطق كلمة «أذود» التي كثرت «بدليات» نطقها بين النواب، فإننا نطالبه بالسعي لاستبدالها بأخرى تعطي المعنى نفسه، ولكن أسهل نطقا! ويمكن من خلال رابط اليوتيوب التالي مشاهدة لقطات طريفة لطريقة نطق البعض بهذه الكلمة الغلجة: http://youtu.be/OiXdm5xNabA

***
دمعة: تحظى باكستان وأفغانستان، ونيجيريا المسلمة، بشرف كونها الدول الوحيدة في العالم التي لم تتمكن حتى الآن من القضاء على مرض «شلل» الأطفال فيها بشكل كامل! ولعجز حكومتي باكستان وأفغانستان، طبيا وأخلاقيا، عن القيام بأبسط ما هو مطلوب منهما تجاه مواطنيهما، وخصوصا في الأقاليم المتخلفة، قامت جهات تطوعية خارجية، كمنظمة الصحة العالمية واليونيسيف، بتقديم العون لها. ولندرة المتطوعين في هذه الدول الإسلامية، التي يقارب عدد سكانها الـ250 مليونا فقط، فقد تطوّع أوروبيون للعمل في التطعيم. وبسبب شك الشعبين الباكستاني والأفغاني «العريقين بتسامحهما» بنوايا هؤلاء، إما لكونهم جواسيس للغرب، وإما لأنهم بتطعيمهم للأطفال، فإنما يتدخلون في «الإرادة الإلهية»، فقد قام مسلحون في أفغانستان بخطف وقتل المتطوعين و«تطهيرها» منها! ولكن مهمتهم كانت أكثر صعوبة في باكستان، حيث إصرار المتطوعين أكبر، ولكن عندما لم يفد معهم التهديد، قامت جماعة مسلحة بقتل خمسة من المتطوعين في مدينة كراتشي، فأوقفت الجهات الدولية أعمالها فيها، واستمرت في أماكن أخرى، وهنا قام المسلحون بقتل متطوعتين أخريين، فقررت الصحة العالمية واليونيسيف تعليق كل أنشطتهما في باكستان، أرض الطهارة، لتتولى العناية الإلهية الاهتمام بمن يولد فيها من أطفال مستقبلا!

***
• صرخة: في سؤال وجّهه مقدم برنامج في «العربية» يوم 2012/12/16، للإخوانجي يوسف القرضاوي عن حكم استهداف من يؤيد النظام السوري، وهل يجوز قتل عامة العسكريين، الذين قد يكون بينهم من يودّ الانشقاق ولا يستطيع؟ ففاجأ القرضاوي السائل قائلا: ايش عرفني؟ (في إشارة للعسكريين الذين يودّون الانشقاق ولا يستطيعون)، واستطرد: إن الذين يعملون مع السلطة يجب أن نقاتلهم جميعا، عسكريين مدنيين، علماء جهلاء، جميعا، فمن يكون مع السلطة الظالمة هم ظالمون، ويجب أن يُقتلوا، وإن كان بينهم مظلوم فإن الله سبحانه سيدافع عنه(!) لا تعليق.

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalama nas.com

احمد الصراف

أهورا مازدا

أهورا مازدا (Ahura Mazda) هو اسم الإله في حضارة غرب آسيا، إله المنطق والحكمة والعقل والذكاء، وهو اعتقاد الزرادشتية (Zoroastrian)، الاعتقاد الأقدم في التاريخ البشري، الذي لا يزال يدين به الكثيرون في الهند وإيران! وقد اختار مؤسس شركة مازدا الياباني جوجيرو ماتسودا Jujiro Matsuda اسم هذا الإله، القريب لفظاً من اسمه، ليطلقه على شركته، وقصة مازدا مثال على الكيفية التي تطورت بها اليابان صناعياً على مدى القرن الماضي. تأسست شركة Toyo Cork Kogyoعام 1920، وكانت بدايتها في صناعة قطع غيار المركبات، لتصبح عام 1927مصنّعة للسيارات. واشتهرت خلال الحرب العالمية الثانية بصناعة البنادق الحربية لوزارة الحرب اليابانية. وفي عام 1984 أصبحت رسمياً المصنّعة لسيارات «مازدا» الشهيرة. وفي1961، أصبحت مازدا أول شركة تدار محركاتها بنظام الروتاري، الذي صممته بنفسها، وهذا ميّزها عن باقي شركات السيارات في العالم أجمع، مع استمرار إنتاجها للسيارات التي تدار محركاتها بطريقة البستون المعروفة. وقد انتقلت مازدا في السبعينات لصناعة مركباتها في كندا، ومن بعدها في الولايات المتحدة، وبقيت الوحيدة في العالم التي تدار محركات مركباتها بطريقة الروتاري ولمختلف أنواعها من ركاب ونقل، ولكنها واجهت في 1973 الإفلاس، مع أول أزمة نفطية عالمية، وارتفاع أسعار الوقود، وحيث إن محركات الروتاري تحتاج إلى كمية وقود أكثر من غيرها، فقد أضر هذا بسمعة «مازدا» كثيراً، وهنا دخل مصرف سوميتومو الضخم، وبايعاز حكومي، لإنقاذ الشركة، التي استمرت في إنتاج سيارات الــ 4 سلندر العادية، مع إبقاء خط إنتاج الروتاري، الذي أصبح أكثر جذباً لهواة السيارات الرياضية. وفي عام 1979، دخلت «مازدا» في شراكة مع شركة فورد، التي استحوذت على %7 من أسهمها ورفعتها إلى %33.3 مع عام 1996 لتعود وتخفضها، أخيراً، إلى %3 بعد أن ثبتت الشركة أقدامها داخل اليابان وخارجها. المهم أن اليابان قدّرت واحترمت الزرادشتية أكثر من موطنها الأصلي إيران! ويذكر أن أتباع هذا المعتقد، ويسميهم العرب بـ «المجوس»، لا يزيد عددهم اليوم على 250 ألفاً يعيش 70 ألفاً منهم في الهند، ويعرفون بالبارسي، وغالبيتهم يقطنون «مومبي»، ومنهم أسرة «تاتا» الصناعية الشهيرة. كما يعيش 25 ألفاً في أميركا، وما يقارب ذلك في إيران، ولهم نائب في البرلمان. وتقول الباحثة هالة الناشف في رسالة الماجستير (1972) عنوانها «أديان العرب ومعتقداتهم في طبقات ابن سعد» إن سلمان الفارسي كان مجوسياً قبل تحوله للمسيحية ومن ثم للإسلام. وإن المجوس كانوا متواجدين في البحرين قبل الإسلام(!). واعتبر فقهاء مسلمون أن المجوس أنجاس ويجب التعامل معهم بحذر، علماً بأنه لم يحدث على مدى أكثر من ألف عام أن اعتدى مجوسي على غيره.. فهم قوم مسالمون ولا يميلون إلى العنف.

أحمد الصراف

احمد الصراف

طاح الحطب؟ لا أعتقد!

«طاح الحطب» تعبير محلي يعني «انتهاء الخلاف» أو مسامحة طرف لطرف آخر أساء اليه!

***
إن الفساد المالي، وليس الفساد الذي في بال البعض، يرتبط ارتباطا وثيقا بتقدم أو تأخر أي دولة. ولم يعرف التاريخ حكومة نجحت في تحقيق الرخاء لشعبها، وإجراء اصلاحات جذرية في بنية الدولة، والتغلب على المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق شبه المستحيلات، إن كانت هي أو أي من بطانتها متورطة في قضايا فساد مالي، فهذا امر شبه مستحيل، وحسب علمي لا توجد حالة استثنائية واحدة، وبالتالي فإن أرفع الأمم شفافية في أعمالها هي الأكثر تقدما وسعادة وازدهارا.. وإنسانية.
فالفساد يقتل المشاعر ويفسد النفوس ويسمم الأجواء. ولو نظرنا لسيرة شخص مميز، لم ينكر يوما أنه عمل في أكثر المهن بساطة، الرئيس البرازيلي السابق، لولا دا سيلفا، لوجدنا أنه حكم لثماني سنوات، لم تعرف عنه خلالها حالة فساد مالي واحدة، على الرغم من الظروف الشديدة القسوة التي عاشها طوال حياته. فقد تسلم الحكم والبرازيل على شفير الإفلاس واستطاع خلال 8 سنوات أن يسدد ديونها ويحصل لها على فوائض تعادل فوائض الكويت، وبفضل جهوده ستصبح البرازيل القوة الاقتصادية الخامسة بالعالم قريبا. وقصته لا تختلف عن قصة المناضل نلسون مانديلا رئيس جنوب أفريقيا الأسبق، الذي جعل من بلاده أيضا قوة اقتصادية عالمية باستقامته. ونجد مثال الاستقامة والنزاهة يتكرر في دول بعد أخرى، وعندما نعود لوطننا نجد أن الفساد السياسي والمالي سيقتلنا حتما وسيقضي على كل ما تحقق من منجزات، على تواضعها. وكنت أنوي كتابة مقال يتعلق بفكرة أن «نطيح الحطب» مع الحكومة، ونفتح صفحة جديدة، إلا أنني استمعت لتسجيل مكالمة هاتفية منسوبة إلى النائب والوزير السابق شعيب المويزري مع الزميل محمد الوشيحي بتاريخ 12/10 قال فيها: إن تكلفة إنشاء الكيلومتر الواحد من طريق الجهراء بلغت 24 مليون دينار، ومبلغ قريب من ذلك لكل كيلومتر من طريق عبدالناصر وجسر جابر! وان توسعة المطار ستبلغ 3 مليارات دينار!! وأن كلفة إنشاء جامعة الشدادية كانت 350 مليون دينار، وانها ستصل الى ملياري دينار!!! وأن مستشفى جابر ارتفعت تكلفة إنشائه من 140مليونا إلى 330 مليون دينار!!! وسيحتاج الى سنوات أربع، فوق السبع سنوات، للانتهاء منه، إضافة لــ200 مليون دينار أجهزة ومعدات! وأن الحكومة وقعت عقود استشارات، في غياب المجلس، بثلاثة مليارات دينار، منها واحد بــ524 مليون دينار، لدراسة مشروع الوقود البيئي، هذا غير عقد شركة «شل» الذي بلغ 900 مليون دينار، إضافة لعقد استشارات أمنية مع الحكومة البريطانية بمليار دينار!!! وقال ان مؤسسة التأمينات خسرت 3 مليارات دينار خلال 5 سنوات، ولم يحاسبها أحد! كما أن هناك 450 مليار دولار مستثمرة في أرصدة في الخارج، لا يعرف أحد عنها شيئا ولا كيف تدار وكم تخسر وكم تربح، وأن المسيطرين أكبر من السلطة!!وأنه، عندما كان نائبا ووزيرا، لم يعرف يوما شيئا عن هذه الأموال.. إلخ، ذلك – ان ثبتت صحته – فهو كلام خطر ربما يعرفه الكثيرون، ولكن لا أحد يود التصدي له والرد عليه إما بالتبرير أو الشرح واما بالنفي، فقائله ليس شخصا من الطريق أو محترف تهريج، بل نائب ووزير سابق، وكان قريبا من مراكز اتخاذ القرار، ومحاسبته، إن كان مخطئا أو مبالغا، على حديثه المسجل في قناة محلية مرخصة، أمر أكثر من ضروري. فهل تتحرك جهة ما لتفيدنا؟

أحمد الصراف

احمد الصراف

أشكناني رافي شنكر

تعرّفت على فن الموسيقار الهندي العالمي رافي شنكر Ravi Shankar لأول مرة عن طريق الصديقين علي ومحمد أشكناني، وكان ذلك قبل نصف قرن بالتمام، وبعدها تفرقت بنا السبل، بعد أن خطف التحفظ المذهبي الأول، وخطف بريق الحضارة الاميركية الثاني، ليهاجر لها ويبقى هناك الى اليوم، ولكني ما زلت مدينا لهما بتلك المعرفة، فقد كان فن هذا الرجل مصدر غذاء روحي لي طوال سنوات طويلة، وكنت اسعى لحضور حفلاته، وكانت الأولى في أواخر الستينات، عندما دعا السيد قتيبة الغانم الفنان شنكر وفرقته وقتها لتقديم عروضهما الرائعة في الكويت. كما حضرت حفلاته في أكثر من مدينة، واستمتعت دائما بحضوره الآسر. وأذكر جيدا أنني عندما حصلت على أول راتب توجهت الى محل «جاشنمال» في مساء اليوم نفسه، واشتريت مجموعة من الأسطوانات، وكانت بينها واحدة لهذا الفنان الكبير، وقمنا ثلاثتنا، في ساعة متأخرة جدا من مساء ذلك اليوم، بالذهاب الى شاطئ البحر، الذي كان يقع أمام السفارة الاميركية القديمة، ووضعنا ما لذّ وطاب أمامنا وقمنا بتشغيل اسطوانة شنكر، وكان الجهاز يعمل بالبطارية، وبدأنا رحلة صمت طويلة استغرقت ساعات ونحن نعيد الاستماع لموسيقاه الرائعة، وهي تحلق بنا، المرة تلو الأخرى، نحو آفاق وأجواء ساحرة بعيدة، ولم نتوقف عن تأملاتنا الا بعد ان انتهت قوة بطاريات الجهاز، وتزامن ذلك، كما توقعنا ورغبنا، مع بزوغ الخيوط الأولى من أشعة شمس الصباح. وعندما هممنا بالمغادرة، تبين لنا أننا لم نكن وحدنا الذين كنا نستمتع بعزف رافي شنكر، بل كان هناك سائقا سيارتي أجرة جالسين خلفنا، وهما في وضعية جلوس تشبه وضعية التأمل! تبادلنا الابتسامات، دون كلمات، وتركنا. هكذا كانت موسيقى رافي شنكر وستبقى، قادرة على ارضاء كل ذوق، من الأكاديمي حتى سائق التاكسي، وهذه الصدفة ذكرتني بقصة رواها الصديق محمد السنعوسي، الذي عاد قبل ايام سالما مشافى من رحلة علاج، حيث قال ان الديوان الأميري قام باستدعائه، بعد تعيينه مديرا لأول محطة تلفزيون في الكويت، لمقابلة الأمير عبدالله السالم، وكان ذلك في أوائل الستينات، وربما في الفترة نفسها التي كنا نستمع فيها لموسيقى رافي شنكر، وفي مكان غير بعيد عن قصر الشعب. ويقول السنعوسي ان الشيخ هنأه بمنصبه الجديد، وقال له ان مهمته ليست سهلة، لأن عليه ارضاء كل أذواق الشعب الكويتي، من عبدالله السالم.. وحتى عواد سالم!
نكتب هذه المقالة وفاء لذكرى الفنان شنكر، الذي رحل عنا قبل ايام عن 92 عاما.

***
• ملاحظة: نهنئ الشعب الكويتي على الانتهاء من انتخابات لجان مجلس الامة، ونخص بالذكر اختيار العضو عبدالحميد دشتي، وبالذات للجنة التشريعية، واختيار العضو سعدون حماد، وبالذات للجنة المالية.

أحمد الصراف

www.kalama nas.com