كتب الكاتب والسياسي السعودي المرحوم غازي القصيبي مرة التالي: إن الكرم كلمة اخترعها العرب كضمان اجتماعي من الجوع عند التنقل في الصحراء، فكبروا الكلمة وأعطوها قدسية طلباً لفرصة تقديم الكرم عند رؤية عابر السبيل لتشرئب أعناق طمعاً في رضاهم عن أنفسهم، وطمعاً في كسب المحامد بين الناس.
ومفهوم الكرم تأزم لدى العرب بعد ذلك، ودخل إلى دهاليز التبذير والتفاخر، وانحصر مفهوم الكرم لديهم في ذبح قرابين اللحم والشحم، غير مدركين معناه الجميل! متابعة قراءة الكرم والتطوع
التصنيف: احمد الصراف - كلام الناس
إدارة الإعمال – جامعة الدول العربية – بيروت 1974 / الدراسات المصرفية والتدريب في بنك باركليز – لندن 1968 / البنك الوطني في فيلادلفيا – فيلادلفيا 1978 / الإدارة المصرفية – كلية وارتون – فيلادلفيا 1978
email: [email protected]
العرب والخيانة
انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي مقال، كتبه الأردني بسام روبين، وهو عميد متقاعد، عن مقولة تنسب لتشرشل تتعلق بارتباط صفة الخيانة بالعرب، دون غيرهم.
في المقال أخطاء لزم التطرّق اليها قبل الحديث عن المقولة، حيث ورد فيه أن تشرشل «شغر» منصب رئيس وزراء بريطانيا عام 1940 والصحيح أنه «شغل» المنصب عام 1941، والأصح أن هذا تقليل مخل بقدره، فقد كان رئيس الوزراء الأشهر في التاريخ البريطاني، حيث تسلم قيادتها، وهي وأوروبا، في قمة درجات اليأس والخوف من بطش الآلة العسكرية النازية، واكتساحها للمدن الأوروبية، الواحدة تلو الأخرى. وكانت فترة رئاسته الأشد خطورة في التاريخ الحديث، ولذا صنف تشرشل أعظم قائد في القرن العشرين. متابعة قراءة العرب والخيانة
موت مواطن جميل
دخل مكتبي مطأطئ الرأس، تبدو عليه إمارات الإرهاق، وجلس على أقرب مقعد، وهو يطلق زفرة حرى، وقال بعد التحية سأحكي لك ما يحزنني، فلا تقاطعني:
هل تتذكر لقاءنا في اليوم الثاني للغزو والاحتلال الصدامي لوطننا العزيز؟ هل تتذكر كم المشاعر المتضاربة التي كانت بداخلنا، وكل الخوف الذي كان يلفنا من المصير الأسود الذي كان ينتظرنا، إن لم تتحرر بلادنا سريعاً؟ لقد كان الخوف حينها مشروعاً ومرعباً، ولكني الآن أشعر بخوف أكبر على وطني ومستقبل أسرتي. متابعة قراءة موت مواطن جميل
الباكستاني والعجوز
كان يوماً مشمساً في «سنترال بارك» بمدينة نيويورك، عندما خرج كلب تبدو عليه الشراسة من خلف دغل صغير، وهجم على طفلة يريد الفتك بها، فقفز رجل على الكلب وخلص الطفلة منه، مستخدماً قلماً يحمله كسلاح، وترك الكلب جثة هامدة. تصادف وقتها مرور مصور يعمل في صحيفة محلية، فالتقط صور الحادث، وتقدم منه وشكره على مخاطرته بحياته، وطلب تصويره، وقال له إن صورته وتعليقاً على عمله البطولي سيظهران على الصفحة الأولى من الصحيفة، وسيكون المانشيت «بطل من نيويورك يخاطر بحياته وينقذ طفلة صغيرة من مخالب كلب شرس». فابتسم الرجل وقال للمصور إنه ليس من نيويورك، فقال الصحافي، لا بأس، سنغير المانشيت ليصبح: «مواطن أميركي شهم يخاطر بحياته لإنقاذ طفلة صغيرة من مخالب كلب مسعور!»، فقال الرجل، ولكني لست أميركياً، بل أنا من باكستان! فقال المصور الصحافي، من دون تردد، هنا سيصبح المانشيت: «مسلم من باكستان يعتدي على كلب أميركي ويصرعه بأداة حادة!». متابعة قراءة الباكستاني والعجوز
العزيزان فرنسوا ومارك
الدول لا تدار من آلات بل من بشر، فكل تصرفاتها بإيعاز من شخص أو مؤسسة. ومن طبائع البشر الرغبة في التحكم في الآخر، جسديا، عاطفيا أو ماديا، وما الحب إلا نوع من التملك والرغبة في الاستحواذ على الحبيب. ورأينا كثيرا كيف قامت دول، كبيرة غالبا، بالتعدي ومحاولة تملك أو استعمار دول أصغر منها، إما لعداوة شخصية، أو طمعا في ثروة، أو لاستعباد شعبها. ومن هنا توسعت الدول، على حساب غيرها، وتكونت الإمبراطوريات، لتعود وتتفتت. وبالتالي، من المستهجن أن يقوم من سعت «أمته» لاستعمار دول الغير لقرون، باسم الدين أو القومية، وسكت عن كل أفعالها، وبررها، ثم ليأتي اليوم ويستنكر على الغير استعمار دولته، أو غيرها. متابعة قراءة العزيزان فرنسوا ومارك
تجاوز دبي لبنغلادش
أصدرت منظمة Social Progress Imperative الأميركية، التي تهتم بقياس التقدم الاجتماعي في مختلف دول العالم من الناحية الاجتماعية، دراستها لهذا العام، والتي شملت 133 دولة. وتهتم المنظمة بقياس مدى جودة ما تقدمه حكومات الدولة لمواطنيها من خدمات صحية وأمنية، وحالة منافذ الدخول، وحصة الفرد من الناتج القومي، ومساحة الحريات، وفرص الاختيار، والتسامح، وغيرها الكثير، والتي تصب جميعها في مدى كفاية الحاجات الأساسية للمواطنين.
ولم يكن مستغرباً أن تأتي فنلندا في المرتبة الأولى، تليها كندا، ضمن قائمة الدول الأكثر تقدماً من الناحية الاجتماعية، تلتهما الدنمارك وأستراليا، لكن المفاجأة كانت تصدر الإمارات للمرتبة الـ39، والأولى على الدول العربية، تليها الكويت ثم تونس، والسعودية. متابعة قراءة تجاوز دبي لبنغلادش
فنون النصب الكويتية
إن سرقة المال العام أصبحت فناً له اربابه ورعاته، كما اصبحت هناك جهات كثيرة متخصصة فيه، وعملها يكمن في استغلال الثغرات في أي قانون أو لائحة، والنفاذ منها، بحيث لا يمكن محاسبة أحد على السرقة، بالرغم من علنيتها.
ونقل عن أحد كبار رجال المخابرات الأميركية في إيران الملكية، إبان حكم رضا شاه، أنه اشتكى له من أن المساعدات المالية التي تقدمها بلاده لبناء جسر هنا أو سد أو طريق هناك عادة ما تجف أو تنتهي دون إنهاء المشروع، بسبب الفساد! وأن على حكومته السعي لوقف ذلك. فقال له الشاه بخبث إن المساعدات تشبه قالب الثلج، الذي يقوم بتسلمه من اميركا، فيقوم بتسليمه لرئيس وزرائه، الذي يقوم بدوره بتسليمه لوزير المالية، الذي يقوم بتحويله للجهة المستفيدة، التي يصل لها وقد «ذاب» نصفه، أثناء انتقاله من يد ليد، ولو حاولت أي جهة معرفة أين ذهب النصف الآخر، لما توصلت لنتيجة. متابعة قراءة فنون النصب الكويتية
لامية العجم
العجم كلمة عربية تطلق على كل ما هو غير عربي. ومن منطلق عنصري يعتبر كل من لا يعرف العربية أعجمياً. وليس في الأمر مبالغة، فالكثير من الشعوب تنظر إلى غيرها بدونية. ومع الوقت أصبح لفظ أو تسمية «عجم» تطلق على الفرس أو الإيرانيين. متابعة قراءة لامية العجم
التنوير الغائب
لم تتقدم دولة في هذا العصر إلا بعد أن أشرق نور العقل فيها، وهذا النور بحاجة إلى الحرية. ولأننا لم نعرف الحرية يوماً، فإن التنوير، بالمعنى الغربي، لم يجد طريقه لمنطقتنا العربية الإسلامية، ولن تعرفه طالما أننا نرزح تحت كل هذا الكم الهائل من المحظورات والخطوط الحمراء التي تقيد العقل، قبل اليدين. متابعة قراءة التنوير الغائب
ليس في الأمر كثير
يقول صديقي «ف . د» إنه بحلول سبتمبر القادم، يكون قد مضى على إقامته في الكويت دون انقطاع، سبعة وستون عاما، إلا لفترتين دراسيتين قصيرتين نسبيا. وأنه عاش في الكويت كل هذه الفترة، وترعرع فيها واتقن لهجتها وكون فيها مئات الصداقات الجميلة، وتزوج، ورزق بأبنائه فيها، وهم الذين لم يعرفوا غيرها وطنا، وصداقات، والتي تجاوز بعضها الأخوة والعائلة. كما ساهم خلال تلك الفترة في إدخال منتجات جديدة إلى الكويت وأضاف لها الكثير، وصدر منها للخارج، ونال حقه المادي والمعنوي كاملا. كما كان له دوره الحيوي، أثناء احتلال الكويت في التسعينات من قبل صدام وعصابته، سواء داخل الكويت، أو في كندا، التي رحل إليها خلال الاحتلال، حيث شارك في التعريف بقضية الكويت العادلة والمشاركة في مقابلات ومناظرات تلفزيونية مع كنديين واميركيين وعراقيين وفلسطينيين مدافعا عن استقلال الكويت ودحض الادعاءات بأنها كانت تابعة يوما للعراق، وأن الأمر انتهى به لتكوين فريق عمل تطوعي كندي جاء إلى الكويت لينتج فيلما وثائقيا بعنوان «الكويت.. بعد العاصفة»، والذي قدمه هدية من الشعب الكندي للشعب الكويتي. متابعة قراءة ليس في الأمر كثير