مجرد وعد بسيط من السلطة بأنها لن تعدل نظام التصويت سينهي صداع الرأس السياسي بسبب التجمعات والاعتصامات في ساحة الإرادة والدواوين، مجرد وعد بسيط من السلطة بأنها ستحترم الدستور هذه المرة، وعلى غير عادتها المتأصلة في نهج انفرادها بالحكم، سينهي حالة التشنج السياسي اليوم، ويغلق الأبواب أمام المزايدين والمندفعين في خطاباتهم في التجمعات السياسية.
مجرد وعد بسيط من السلطة سيضع حداً لحالة التكرار والملل النفسي التي يعانيها الكثيرون حين يسألون أنفسهم من نصدق: السلطة "الصامتة" أم المعارضة التي تتحدث دون كلل عن نوايا السلطة بتعديل نظام التصويت حتى يأتي مجلس نواب يمشي مع "المايه"، مجلس اختم وابصم "ربر ستامب" بيد أهل الحل والعقد؟
مجرد وعد بسيط من السلطة بأنها لن تنفرد وتغير نظام التصويت سيضفي عليها الكثير من المصداقية، وستقف بجانبها تجمعات سياسية، مثل المنبر والتحالف وغيرهما، التي رفضت أي تعديل في نظام التصويت، فهل تريد السلطة أن تخلق المزيد من المعارضين والمعادين أم أنها ستفكر بحصافة في أنها بحاجة في مثل هذا الوقت وأمام التحديات الكبيرة في الداخل والخارج إلى مؤيدين صادقين معها ومع الشعب قبلها، لا إلى منافقين وانتهازيين يدورون في فلكها، والذين تنحصر نصيحتهم في ثقافة "الشور شورك والرأي رأيك"، هؤلاء مجرد مرايا عاكسة للسلطة ومكبرة، تضخم الذات السلطوية وتنفخ بها، ولا تكترث بعدها لما قد يحدث في الدولة، فهي لا تنظر للغير ولا تتأمل قليلاً "غير النظر في الأنا"، والذات الأنانية النرجسية، بلعت الكثير في زمن فات، وتريد أن تهضم ما بقي؟
مجرد وعد بسيط اليوم من السلطة وننتهي من هذه الفوضى السياسية، التي تجر الدولة إلى شلل كامل في الاقتصاد والسياسة… مجرد وعد بسيط من السلطة يخبرنا بأننا في دولة ولسنا في مسرح للعرائس، يتلاعب بخيوطها حفنة بشر تتخفى خلف ستارة عالية، وتفرض علينا أن نشاهد بكل ضجر مسرحية تافهة ليس بها أبطال ومن دون معنى… مجرد وعد بسيط ينبه الناس بأنهم بشر وليسوا دمى.