حدثت يوم الجمعة بقعة سواد غائرة في الوجه الكويتي بمنطقة تيماء، استعملت فيها الحكومة سكاكين البلطجية وهراوات الأمن، وتوهمت الحكومة أنها تفرض سلطة الأمن وحكم القانون على مساكين البدون حين أرادوا الخروج في تجمع سلمي يعبرون فيه عن مأساتهم مع هذه السلطة الحاكمة التي خلقت أزمتهم بداية وأدامتها إلى غد مجهول. عقدة “هيبة” الأمن الجوفاء حركت جحافل القوات الخاصة ورجال المباحث حين تخفوا في المسجد بشكل مصلين، بينما هم “شبيحة” الكويت اليوم، فما الفرق بين شبيحة الشام وشبيحة الخليج، والإنسان المقهور واحد تلاحقه عصا الظلم والاستبداد هنا أو هناك. رفضت وزارة الداخلية الإصغاء إلى صوت العقل وأبسط مبادئ حق التعبير الإنسانية، وركبت رأسها وعلقت على صدرها “يافطات” تقول “حذرناكم ولا تلوموا إلا أنفسكم”، وبنعرات الغطرسة الأمنية تم ضرب وملاحقة المتجمعين من البدون، وخرجت معظم مانشيتات صحافة الظل المتكسبة من بركات السلطة لترينا جرحى رجال الأمن وقوات الرعب الخاصة…! ندعو بالسلامة لهؤلاء “المتعورين” من شباب الأمن الأشاوس، فهم عبد المأمور وينفذون الأوامر حسب “كليشهات” وتلقينات الكبار، لكن إعلامنا الموقر لم يقدم خبراً أو صورة واحدة تظهر حال المضروبين المصابين من البدون، مروا عليهم مرور الكرام، وهكذا يكون الحياد والموضوعية في نقل الأخبار “ولا بلاش”…! لوسائل إعلامنا عذرها في ريائها وتكبرها في غض الطرف عن نقل الصور لمصابي البدون، فالناس على دين ملوكهم، وأهل الديرة أصحاب الجناسي العتيقة على ملة حكومتهم في تعاملها مع البدون، فهم الدخلاء (البدون) على جنات العطايا والسخاء الكويتية. ما حدث أمس الأول عيب كبير ووصمة قبح على جبين الكويت، فهل تدرك السلطة اليوم ما قد يحدث غداً، بعد أن أزهقت كرامات وحريات البشر على مذابح نعرات الأمن!