حسن العيسى

سَمّوه شارع البخاصة

لا يهم أبداً إن سمت حكومة تصريف الخامل من الأمور شارع الصحافة باسم محمد مساعد أو تركته على اسمه القديم أو من غير اسم، فلن يزيد أو ينقص هذا من مقدار محمد مساعد وبصمته على الصحافة الكويتية، فالقضية التي طرحتها في مقال أمس الأول لا يجب أن يفهم منها أننا نتسول صدقات الحكومة لترفع من مقام محمد مساعد، فليست هي قضية تسمية شارع أو مزراب باسم محمد مساعد أو غيره، ففي النهاية نحن نردد دائماً أن «الشيوخ أبخص»، فهم أبخص حين تترك البلد في حالة غيبوبة من غير مجلس وزراء يتم اختيار الأعضاء «أصحاب المعالي» على أسس عقلانية ومنهج يأخذ اعتبار الكفاءة والنزاهة لا اعتبارات الترضيات لفلان وقريب علان، وهم أي «شيوخنا» أبخص حين يقولون إنه لا خلافات في بيت الحكم وإن أموره على خير ما يرام! إذن لماذا تلك الاستقطابات وخلق «ربع» هذا الشيخ أو ذاك، وتلك القناة التلفزيونية  تمول من هذا الشيخ، وهذا الكاتب الصحافي محسوب على ذلك الشيخ، فهو يتكلم بلسانه والناطق غير الرسمي بلسان وأحلام الشيخ المعزب… الله أعلم! وبطبيعة الحال فسياسة خلق «الزلامات» الفداوية (بالكويتي) تسير على خير ما يرام، فبها، وعبرها، تدار هذه الدولة ويروج لخرافة دولة المؤسسات! علينا أن نصدق هذا الرياء السياسي ونبلعه مادامت الحكومة تضخ الأموال اليومية من منح وكوادر وغيرها في جيوبنا، لنخدر ببلاهة ونصمت على سكب مليارات المليارات من أموال المناقصات والمزايدات وغيرها في حسابات المؤلفة قلوبهم، ففي النهاية هناك عدة صور لدبلوماسية الدينار وسياسات «دهان السير».
ندرك أن المعازيب أبخص حين تترك الأمور في الدولة من غير انعقاد لمجلس الأمة، وما حاجتنا إلى صداع المجلس وزعيق نوابه مادامت الأمور تسير حسب الأصول في الدولة، فلا كارثة مرور تخنقنا كل يوم ولا طوابير انتظار طويلة لإنجاز أبسط معاملة حكومية، ولا أراضي باهظة الثمن لمن يحلم بشراء قطعة أرض صغيرة لأبنائه، فالأمور بخير وألف عافية، عند أهل البخاصة، ومع كل تقديري للوزير الدكتور فاضل صفر حين اتصل بي هاتفياً ليخبرني أن تعليمات مجلس الوزراء تفرض نيل بركة أهل البخاصة قبل تسمية اسم الشوارع…! إذا كانت الأمور بيد أهل البخاصة… فلماذا يجلس الوزراء الشعبيون على كراسيهم…؟ فهم بلا حيل ولا قوة… مساكين وزراء الشعب… لم يكن قصدي أن أزعج أحدهم بتفاهة تسمية شارع… اعتذر للوزير فاضل صفر، وأقترح أن يسمى شارع الصحافة بشارع البخاصة…!

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *