الاستنتاج واحد لا يختلف لكاريكاتور غلاف الإيكونومست عن كف تمسك بقلم وتنزف دماً، النتيجة واحدة سواء كانت تلك اليد تمثل كتاب ورسامي مجلة شارلي إيبدو، الذين حصدهم رصاص إرهابيين مسلمين اعتقدا أنهما يقيمان حدود الله، أو كانت هذه اليد تطبع على “كي بورد” تغريدة يعبر صاحبها بالكلمة عن رأي ما، مثل النائب السابق صالح الملا المسجون حالياً على سبيل الاحتياط.
لا فرق بين هوس وجهل دينيين حين يصبح المسلم محتسباً ويقيم دعوى الحسبة على من خالف الشرع، واعتدى على العقيدة بمحكمة البندقية والرشاش، أو كان المحتسب سلطة تشرع نصوص قوانين تخالف الدستور وتخرق مبادئ حريات الضمير، مثل قوانين المطبوعات والجزاء والجنسية، والقائمة طويلة بدول النكد.
الاستنتاج واحد، لهذه الكف الدامية التي تمسك قلماً سواء استظلت بدولة قانون ديمقراطية مثل فرنسا فأدماها إرهابيان أساءا لعقيدتهما وللمسلمين الذين يعيشون بهذه الدولة أو بمعظم دول الغرب، وخلقا الحجة والمبرر لقوى التطرف اليميني فيها لطرد وملاحقة المسلمين، حين يصبح كل مسلم مشتبهاً به، أو كانت تلك اليد تحيا بدولة ليس لها أي حظ لا من الحداثة ولا من الديمقراطية، فتلك الدول مفلسة من الاثنتين، لا تعرف غير سلطة الحكم الواحدة مثل دولنا العربية، مع الاستثناء التونسي واللبناني (الأخير بتحفظ)، النتيجة واحدة في كلتا الحالتين.
لا فرق، والنتيجة واحدة، حين يكون مصدر القمع سلطة الحكم فتقمع الرأي الآخر بالسجن أو بالعقوبات الجسدية، أو كان مصدر ذلك القمع المجتمع حين أفرز مجموعة نيابية يعتقد كثير منها أن من حقها فرض رأيها على الآخرين بحجة أن هذه الديمقراطية وهذه نتائجها، وكأن الديمقراطية مجرد صناديق انتخابات فقط. وفي هذه الحالة، لا يمكن الاستنجاد بسلطة قمع الحكم لتقمع سلطة برلمانية انحرفت في مسارها، كما أنتجتها انتخابات قاصرة، مثلما انتهى الزميل عبداللطيف الدعيج في مقال الأمس، فيصبح حالنا كالمستجير من الرمضاء بالنار، فالنتيجة واحدة، في أي الحالين، قمع حرية الضمير واحد وإن تعددت صوره.. والضحية هو العقل الحر المتمرد على يقينيات الحكم أو الجهل الحضاري.