أرسلت القارئة ‘طيبة’ رسالة وردت فيها الملاحظات التالية:
‘.. تدخل الصحف كل بيت، وكل انحراف او خطأ فيها يصبح مع الوقت امرا عاديا ويتحجر مع الوقت وهو ما يسمى بال Fossilization، ومن الاخطاء الشائعة الذكر في الصحافة المحلية، وربما العربية، طريقة لفظ او كتابة اسم السياسي الايراني ‘منوجهر متقي’ الذي اصبح ‘متكي’، ربما نقلا عن المصادر الانكليزية لا عن الاصل.
كما ان اسم السياسية الباكستانية ‘بينظير بوتو’ اصبح في صحافتنا ‘بينزير بوتو’!! والعجيب في هذا السياق ان يتحول اسم ‘كوفي انان’ الى ‘كوفي عنان’ و’توني بلير’ الى ‘طوني بلير’، فما سبب لفظ حرف التاء طاء؟ هل هو التعريب المتفق عليه من المجمع اللغوي؟
وتضطرب ‘طيبة’ مثلا باخطاء شائعة يصعب تغييرها، فتقول إننا، ومنذ الستينات، الى يومنا هذا، نسمع بفرقة الخنافس، فأصبحت هذه الحشرة عزيزة على قلوب المعجبين بهذه الفرقة الموسيقية العالمية، ولكن الحقيقة ان لا علاقة لاسمها بالخنفساء، فكلمة Beatles تعني ‘القارعون’ لا الخنافس التي تكتب Beetles، ولكن بعد مرور اكثر من 40 عاما على اشتهار الفرقة اصبح الامر متأخرا لاي تعديل!!
وانهت القارئة المحترمة رسالتها بالقول ان الزميل ناجي الزيد سبق ان اشتكى من سوء اللغة واللهجة لمذيعي التلفزيون والاذاعة المحلية بحيث اصبحت غير مريحة للاذن والذوق العام، وان وسائل الاعلام بذلك تساهم في انتشار غير المألوف من اللغة، دع عنك اللهجة.. فما هو الحل؟ ليس لدى احد، بنظري، حل سريع وواضح، والاهم من ذلك مقبول من الجميع، خاصة ان أن لا ضوء في غياب اي مرجعية يمكن العودة او الركون إليها في التصدي لهذه الظاهرة على مستوى دول مجلس التعاون على الاقل، ناهيك عن الدول العربية مجتمعة، وبالتالي يمكن القول إن المشكلة ستبقى، وربما ستزداد سوءا مع مرور الوقت، فتسارع النشاط العلمي والثقافي لا محل فيه للبطيء من الحلول ولا للديني او الممل من القضايا الخلافية.
ومن الواضح ان من اكثر الامور التي تساهم في سوء نطق اسم شخص او علم غير عربي هو افتقار اللغة العربية، او اي لغة، الى ما يكفي من الحروف التي تغطي طريقة النطق في اللغات الحية، فاللغة العربية تفتقر على الاقل الى حرف ال P مثلا، وهو حرف منتشر في لغات العالم كافة، كما ان هناك حرف ال ‘ك’ او الكاف الفارسية، وهو حرف مهم في لغات عدة، ولكن لا تعرفه العربية ويتسبب غيابه في سوء نطق اسماء الكثير من الاماكن والاشياء والشخصيات كاسم Gregory مثلا، حيث يكتب في صحيفة ‘غريغوري’، وفي اخرى ‘جريجوري’، وفي ثالثة ‘كريكوري’!! فأي منها هو الصحيح او الاقرب الى الصحة؟
والغريب ان الكثير من معارضي ادخال حروف جديدة الى اللغة يتعللون بأن في ذلك خطرا على طريقة قراءة الكتب الدينية والتراثية، ولا اعتقد ان في هذا القول الكثير من المنطق.
أحمد الصراف