كانت إذاعة الكويت في التسعينات تكثر من استضافة المشعوذين من المعالجين بالقرآن والرقية وبيع الماء المقروء عليه. وكانت تتيح لهم فرصة بث سقيم فكرهم والرد على الشاذ والساذج من اسئلة المستمعين ووصف العلاج لأمراضهم النفسية على الهواء. وكانت بعض الصحف والمجلات «الت..»، ولا تزال، تفتح صفحاتها لمثل هؤلاء من مدعي المعرفة والغيب، مساهمة في نشر الخرافة في المجتمع. وقد سبق أن كتبنا عن خطر هؤلاء، ووصل صراعنا الى المحاكم، بعد أن تأثروا ماديا ومعنويا مما كتبنا. والغريب أن اكثر من هاجم ويهاجم المشتغلين بقضايا الرقية وإخراج الجن والعلاج بالقرآن هم من منافسيهم في الصنعة، وحجة كل طرف أن الطرف الآخر دخيل وغير مؤهل، ولا أحد يعرف اسم الجهة التي تؤهل هؤلاء أصلا!
وقبل أيام نشبت معركة على «قناة الوطن» بين ضيفي برنامج تعلق موضوعه بالعلاج الديني، حيث تبادل الطرفان الشتائم قبل أن ينسحب «المعالج الروحي» من البرنامج معترضاً على أسئلة مقدمته ومداخلة خصمه «العالم الديني»! والغريب أن الخلاف كان يتركز على طرق المعالجة، وأيها أصح، وثار الجدل بعد ان صرح المعالج جمال شومر أن الله منحه القدرة على تشخيص المصاب بالسحر والمس، وأنه يستطيع رؤية الجان بأشكال وهيئات مختلفة، وطردهم خلال ساعة في وقت يستغرق فيه من الآخرين شهرا. وأضاف «نيافته» أن طرد الجان، إن كانوا عصاة وغير مسلمين، يحتاج الى الضرب والسب واللعن، وأنه يتبع هذا الأسلوب الذي أثبت فاعليته. كما عرضت القناة تسجيل شريط صوتي بيّن الكيفية التي تمكّن فيها الشومر من تشخيص مصاب عبر اتصال هاتفي، وطرد الجن منه، وهنا رد عليه «العالم!» بأن ما يقوله هذيان، ولا علاقة له بدراسة القرآن والسنة، وعاتب القناة على بث مثل هذه الخزعبلات! وهنا رد عليه الشومر بالسباب وهاجم مضيفته بالقول: «أنتم في القناة ما تستحون!». لمزيد من المعلومات يمكن الرجوع ل:http://www.youtube.com/watch?v=x1pcwYFx5TY
وقد يدعي البعض أن لهذه البرامج شعبية، ولكنها شعبية تهدف الى تحقيق كسب مادي رخيص، ولا أعتقد أن الغرض نبيل أصلا، فتأثير مثل هذه البرامج مخرب وخطير جدا! والطريف أو المؤلم، أن صحيفة «الوطن»، بعد أقل من أسبوع من تلك المقابلة، نشرت خبر إلقاء رجال المباحث القبض على المعالج الروحي في كمين نصب له في شقة بالسالمية في وضع مشبوه!
من جانب آخر، أعلن إدوارد ستون، عالم الفضاء الأميركي، وفي وقت مقارب لبث ذلك البرنامج الهابط، أن سفينة الفضاء «فويجر 1» وصلت الى أبعد نقطة حتى الآن من الأرض تزيد على 18 مليون كيلومتر، وأن رسائلها تقول ان الجزيئات المنبعثة من الشمس قد اصبحت تتحرك بشكل جانبي بدلا من طردي بعيدا عن المصدر، وهذا يعني انها في طريقها لأن تقفز نحو منطقة interstellar الواقعة بين مجالات النجوم في الفضاء. وقال إن «فويجر» احتاجت إلى خمس سنوات للخروج من المجال الشمسي، وأنها تسير بطاقة الــ Radioactive التي ترسل من الأرض، والتي يستغرق وصولها للمركبة 16ساعة!.. مالت علينا.
أحمد الصراف