كتب زميل في مقال له، تعليقا على وفاة المواطن المطيري تحت التعذيب على يد المباحث، ان الذين يعذبون الناس بالضرب والحرق فإنما يختارون لأنفسهم وسائل سيعذبهم الله بما يشبهها! واشار الى آيات تؤيد وجهة نظره! الغريب في الموضوع، أو المبكي في الوقت نفسه، أن هذا «الواعظ» بالذات سبق ان أدين بحكم قضائي لقيامه بمعالجة شخص بطرقه المتخلفة بضربه بعصا نتج عنها وفاة المسكين تحت يده، ولم ينقذه من تنفيذ عقوبة القتل العمد به غير انتمائه لجماعة «السلف»، وهي الجماعة نفسها التي سبق أن توسطت لتحديد هويته!
***
استقالة اللواء كامل العوضي أربكت كل صاحب ضمير حي ومحب لوطنه بسبب ما تركته في نفوسهم من مشاعر مختلطة. فمن جهة شعر هؤلاء بالسعادة لفزعة هذا الرجل لكرامته والاستقالة من منصبه المرموق والمهم ردا على قيام الحكومة وقف تنفيذ عقوبة السجن الصادرة بحق النائب «السابق والمؤقت» الذي اعتدى عليه في مكتبه! ومن جهة أخرى شعر جميع هؤلاء في الوقت نفسه بخسارة موظف عام اشتهر بالاستقامة ونظافة اليد والضمير.
إن قرار الحكومة وقف تنفيذ العقوبة على المعتدي خلق منه بطلا في أعين أبناء قبيلته، وسجل سابقة لكل موظف حكومي يفكر مستقبلا في نيل حقه بالشكوى. وهنا نتمنى على وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود عدم الاكتفاء برفض استقالة اللواء العوضي، كما ورد في الصحف، بل وتطييب خاطره برفعه الى منصب مرموق آخر تعويضا لما لحق به من ضرر غير مبرر. كما سيكون لقرار «إعادة الاعتبار» تأثيره الإيجابي في معنويات بقية موظفي الدولة.
أحمد الصراف