هرب صديقي «أبو حازم» من السجن والحكم السياسي الذي صدر بحقه في مصر، وعاش في الكويت وكون أسرة، وحصل على جنسية أخرى، تغير بعدها النظام في بلده وصدر عفو رئاسي عنه من السادات وآخر من مبارك! وبعد نصف قرن عاد لوطنه ليودع أهله للمرة الأخيرة، وكانت المخابرات بانتظاره، حيث غاب عن العالم، ثم أفرج عنه وعاد ليروي لي ذكرياته، وكيف ان رجل المخابرات قال له «الرؤساء يموتون، ولكن سجلات المخابرات تبقى».
وائل غنيم، مدير «غوغل» مصر، اختفى في الأيام الأولى من الثورة الشبابية، ولم يعرف أحد عنه شيئا، تدخلت السفارة الأميركية، ومعها الخارجية وشخصيات وسياسيون ورجال أعمال كنجيب ساويرس، وغيرهم لمعرفة مصيره، وبعد عدة انباء متضاربة ووعود باطلاق سراحه من نائب الرئيس، ورئيس الوزراء، ووزير الداخلية، والتي ثبت لاحقا عدم صدقية أي منها، أطلق سراحه بعد 11 يوماً، جرى اثناءها تشويه سمعته، واتهامه بالعمالة والخيانة، وان اصله سوري، حدث كل ذلك في الوقت الذي كان فيها النظام احوج ما يكون لتحسين صورته، واظهار حسن نيته، وانه قد تغير للأفضل، وان الاصلاحات قادمة!
حادثة وائل وقبلها «أبو حازم» يجب ان تكونا درسا لكل المطالبين بعدم رحيل النظام فورا، وان يعطى فرصة لاستعادة الأمن وترتيب الأرضية للتعديلات الدستورية، واجراء الاصلاحات الضرورية، فمثل هذه الأنظمة لا يؤتمن جانبها، والأمل في الاصلاح وهم وسراب، وان تنفس النظام الصعداء، فستكون في ذلك نهاية أحلام كل أولئك الشباب وآمالهم، وربما حياتهم!
أحمد الصراف