تعاني الكويت و«شقيقاتها» تطرف شبابها وضياعهم نتيجة سوء مخرجات المدارس الحكومية، ولا يمكن إخلال مسؤولية الأحزاب الدينية التي شارك ممثلوها على مدى عقود في وضع مناهج التربية من المسؤولية المباشرة عن هذا الوضع المؤسف والخطر، فهذه المناهج والمقررات، وغالبية هيئة التدريس، لم تحترم يوما ذكاء وعقول طلبة المدارس ولا احتياجاتهم النفسية، من خلال طرق التعليم التلقيني التي اتبعتها، فالتفكير، كما تقول الاستاذة المساعدة في كلية التربية الأساسية، إقبال العثيمين، ممنوع على طلبة المدارس، فكيف نريدهم ارتياد المكتبات وتطوير ملكات تفكيرهم باستقلالية؟
ولو نظرنا في ما تقوم به «لوياك»، وما تعطيه من أهمية لعملية الإصغاء للشباب والتحاور معهم وتلبية احتياجاتهم، لعلمنا مدى أهمية دور هذه المؤسسة التربوية وتأثيرها الإيجابي وما تدفع به نحو إبعاد الشباب، والمبدع منهم بالذات، عن طريق الغلو ومهاوي التطرف. فخلال عشر سنوات استطاعت هذه الجمعية غير الربحية تحقيق انجازات خارقة وسمعة طيبة تمثلت في الاعداد المتزايدة من الشباب الراغبين في الانتساب لها، والذي تجاوز الألف في السنة، ولتشمل فئة عمرية عريضة تمتد من 6 الى 28 سنة. كما اصبح لـ«لوياك»، كما كتبت السيدة فارعة السقاف، مشاريع مرادفة، كأكاديمية كرة القدم للجنسين واكاديمية الفن المسرحي، وباشرت مؤخرا في تأسيس فروع في كل من الأردن ولبنان، ولاقت الفكرة دعما ماليا وتشجيعا داخليا وخارجيا.
«لوياك» هي التي تستحق الدعم والتشجيع المادي والمعنوي من المحسنين، وليس تلك الجمعيات التي لا أحد يعلم اين وكيف تصرف أموالها، فيا خيّري الكويت، وما اكثركم، عليكم بـ«لوياك» فهل أمل الكثير من اصحاب المواهب من شباب هذا الوطن الجميل في حيوية «لوياك» وما يماثلها؟
أحمد الصراف