ترشح حميد فرنجية في عام 1952 لرئاسة الجمهورية اللبنانية، وكان حظه كبيرا، ولكن البرلمان، وخوفا من أن يستغل شقيقه سليمان، المتهم بقتل مجموعة من خصومه في إحدى الكنائس، منصب أخيه، اختار كميل شمعون للرئاسة. وتمر الايام وينتخب البرلمان اللبناني، ما غيره، الشقيق سليمان، ما غيره، لرئاسة الجمهورية اللبنانية!
***
لا يختلف اثنان على أن خروج الشيخ أحمد الفهد من الحكومة ليس إلا مقدمة لعودته لها بطريقة او بأخرى، فكما قال تشرشل: البشر يموتون مرة واحدة، أما السياسي فيموت عدة مرات، وأحمد الفهد لم يحن اوان موته، سياسيا – على الأقل – وهو سيكون عبئا على رئيس الوزراء، داخل الحكومة وخارجها.
يمتلك الشيخ الوزير السابق، أحمد الفهد، مؤهلات عدة يفتقد لها قطاع كبير من ابناء السلطة، ومنها كاريزما قيادية لافتة، وإن بسبب تواضع قدرات المجتمع الذي يعمل ضمنه! لكن بالرغم من كل هذه القدرات فإنه يشكو من نقاط ضعف أساسية ثلاث، على الأقل: منها طموحات أشقائه، وهذا موضوع مقال منفصل، وقلة المادة تحت يديه، وهو يعلم أن تحقيق مشروعه السياسي يتطلب الكثير منه لكسب الولاءات، وهذا أصبح اكثر صعوبة، وبالتالي تطلب الأمر اللجوء الى مصادر كسب مبتكرة كمشروع المجلس الأولمبي الآسيوي، الذي يمثل الدجاجة التي تبيض، او ستبيض ذهبا، ان مرت بسلام، وهو مشروع مخالف من العيار الثقيل، ما كان يجب أن يمر على ما يسمى المجلس البلدي واملاك الدولة وديوان المحاسبة. وبالتالي، فإن أي افشال للمشروع، وهذا ما سيدفع به معارضوه، داخل الأسرة والمجلس والحكومة وخارجهم، سيعني في النهاية تضعيفا لقدراته المادية وتأخيرا لتحقيق طموحاته السياسية!
أما مشكلته الثالثة، فتكمن في حلقة «المستشارين» التي تحيط به، والتي يعود تاريخ غالبيتها – كما يقال – الى أيام انغماسه في الرياضة! كما لم يعرف عنه تقريبه لأي من أصحاب الرأي أو الفكر!
وعلى الرغم مما يحاول البعض الترويج له من مميزات الرجل الشخصية من «طيبة قلب مع الجميع»، وانه «راعي نخوة وفزعة»، فان هذه ليست صفات السياسي العصري، فمثلها ينفع في مجالات أخرى كثيرة، فمن يحاول كسب الجميع يخسر عادة الجميع، او الأغلبية على الأقل، في نهاية الأمر، وأعتقد – بكل تواضع – أن المطلوب منه مراجعة كامل حساباته، وتغيير استراتيجياته، فهل يمتلك القدرة؟ لا شك لدي في ذلك!
أحمد الصراف
[email protected]