كانت هناك جزيرة تقطنها مختلف المشاعر من حب وحزن وبغض وحسد وزهو وغيرها، وفي يوم علم الجميع ان الجزيرة ستغرق في المحيط لا محالة، وان عليهم مغادرتها للأبد، فانشغل الجميع بتجهيز قوارب الرحيل، إلا الحب، فقد قرر البقاء، قائلا بانه سيبقى لآخر لحظة ليطمئن بان الكل قد رحل في أمان، وعندما أصبحت الجزيرة على وشك الاختفاء تماماً تحت الماء قرر الحب تركها، وهنا بحث عمن يمد له يد العون، وصادف لحظتها مرور «الغنى» في قارب فخم وكبير فسأله ان كان بامكانه مساعدته وانقاذه من موت محقق، فقال الغنى: آسف، فقاربي يمتلئ بالذهب والفضة ولا مكان لدي لشيء آخر! وهنا قرر الحب طلب العون من الخيلاء، الذي كان يبحر في قارب جميل، فقال هذا: معذرة، فأنت تبدو في حالة يرثى لها، ولا أريد لقاربي الجميل ان يتسخ! وشاهد الحب قارب التعاسة يمر أمامه فطلب مساعدتها، فقالت: آه، لا أستطيع، ان كل ما أريده هو ان أترك لحالي، فيكفيني ما فيني! وهنا ظهر مركب السعادة فصاح الحب: أيتها السعادة، أرجوك خذيني معك، لكن السعادة كانت مبتهجة لدرجة لم تسمع فيها نداء الحب، وهنا شعر الحب باليأس وأغرقت الدموع عينيه، وفجأة سمع من يناديه: تعال أيها لحب أنا الذي سآخذك معي! ومن فرط شعور الحب بالفرح لنجاته من موت محقق نسي سؤال من تقدم لمساعدته عمن يكون، وهنا بحث عن «المعرفة» لسؤالها عن ذلك الذي انقذ حياته، فقالت له المعرفة: انه كان «الوقت»! فقال الحب ولكن لماذا تبرع «الوقت» بانقاذي عندما تقاعس الآخرون عن ذلك؟ فقالت المعرفة، وابتسامة حكيمة ترتسم على شفتيها: ليس بامكان أحد غير «الوقت» تقدير قيمة الحب الحقيقي، فكلنا مع الوقت نعرف قيمة الحب، والسعيد من يعرف ذلك قبل غيره!
***
(المؤلف غير معروف)
أحمد الصراف