بسبب زحمة المقالات لدى المحرر، فقد سبق تحقيق القبس عن «دار الأوبرا السلطانية» في سلطنة عمان، مقالي هذا، ولأهمية الموضوع، فلا بأس من التطرق اليه ثانية.
بالرغم من أن دار الأوبرا السلطانية، في عمان، ستكون الأولى من نوعها في المنطقة، فإن المفترض أن نكون قد سبقنا عمان في بنائها بثلاثين عاماً على الأقل، لولا جراد التخلف الذي غزانا بدعم مادي ومعنوي من السلطة، ولا يسعنا إلا أن نبارك للسلطنة دارها الحضارية، ونتمنى أن نكون في حفلتها الأولى، ولا نستبعد أن نقابل هناك من كره وجودها في الكويت وعرقل مشروع بنائها، نقول ذلك ونشعر بالألم لعجزنا عن فعل شيء بسبب ما دار ويدور من صراع واختلاف حول بناء هذه الدار بين بعض الفعاليات! فقد كانت هناك فكرة لإقامة هذا الصرح على الأرض التي تشغلها حاليا مدرسة «عبدالله السالم»، والتي تقع على أجمل موقع مطل على مياه الخليج الرائعة، بمساحة 70 ألف متر، والتي تعتبر مثالية لإقامة مثل هذا المعلم الحضاري على مدخل الكويت البحري، لتكون منارة ثقافية جميلة لكل عين ترى ونفس تعشق وقلب يحب، ولكن الخلافات أماتت المشروع!
ولا نملك هنا إلا أن نتمنى على الجهات «المتنفذة»، والمتصارعة، المعنية بالمشروع، وضع خلافاتها جانباً، فالكويت أهم من الجميع، والسير في المشروع، ويمكنني شخصياً التعهد، من دون تردد، بترتيب أمر تغطية تكاليف البناء من التبرعات الخاصة، متى ما تمت الموافقة على المشروع، فليس، بعد كل هذا الخراب الذي نعيشه، سياسياً واقتصادياً وأخلاقياً وحتى زراعياً، وبعد عقود ثلاثة من السطوة الدينية، من أمل في عودة الكويت لعزها السابق من دون بناء ورعاية مثل هذه المشاريع التي ستعيد لوجه الكويت بهجته ورونقه السابقين، ونتمنى أن يتحقق ذلك قبل أن يفنى بنا العمر.
أحمد الصراف