يقول صديقي النطاسي الماهر إن النقاب لعب دورا أساسيا في حياته، وحدث ذلك قبل ثلاثين عاما، وقبل أن يصبح قضية خلافية بفضل جماعات التجهم والكبت، ومنهم صاحب «الكبت»! يقول إنه كان في غرفة العمليات في دولة أوروبية، حيث كان يتدرب، وكان عليه ارتداء الأردية المعقمة والواقية، ومنها قفازات الجراحة، وعدم لمس شيء بعدها قبل المباشرة في العملية، وتطلب هذا قيام ممرضة بمساعدته في شد اربطة ردائه من الخلف وتثبيت القناع، او النقاب، على وجهه. ويقول إنه عندما استدارت لتكملة عملها، وكانت مثله مغطاة بالأردية من رأسها حتى أخمص قدميها، إلا جزءا صغيرا جدا حول عينيها، لاحظ انها تمتلك اجمل زوجين من العيون رآهما في حياته! وعلى الرغم من رهبة المكان والموقف فإنه شعر وقتها بأن العينين اسرتاه، ودارت في رأسه وقتها أفكار عدة، ولكنه أزاحها جانبا وانكب على عمله المقدس، الذي شغله تماما، وما ان انتهى حتى عاد بريق عينيها ليشغله مرة أخرى، ولكنها اختفت فجأة كما ظهرت!
تفاصيل القصة كثيرة وطويلة ولكنها انتهت بلقاء صديقي بمن خلبت عيناها لبه لتصبح تلك المنقبة بالكمامة الطبية شريكة حياته وأم ابنائه، وليستمر افتتانه بعينيها.
ما أراد صديقي الطبيب الشهير قوله إن كل تلك الأردية الطبية التي كانت تغطي كامل جسم تلك الممرضة، والقناع الذي أخفى تقاطيع وجهها، لم يمنعه، وهو الذي يمارس اشرف المهن، من ان يقع في هيامها، وبالتالي فما يضعه البعض من اقنعة أو يرتديه من ملابس.
الأمر لا يتعلق بنقاب أو رداء أو برقع أو حتى قناع حديدي بل بالتربية والتنشئة السليمة التي يوفرها الوالدان والمجتمع والمدرسة لهذه الفتاة أو ذلك الشاب، وليس أدل على صحة ذلك من نوعية الجرائم الجنسية، والاعتداءات الجنسية وحالات اغتصاب الاطفال والخدم، التي تقع في مناطق محددة مقارنة بغيرها أقل تشددا في موضوع الرداء!
أحمد الصراف