أشيع الكثير عن عدم حيادية مانحي جائزة نوبل، وأنهم مسيسون، وأن قراراتهم تخضع لحسابات محددة، إلا أن لا أحد مثلنا بالغ في الطعن في مصداقية ما منح منها، خاصة في حقل الاكتشافات والاختراعات العلمية والطبية! فما هو الاختراع، أو العمل الأدبي أو الفكري الهائل الذي انتجته العقول العربية والإسلامية، الذي لم يحصل على هذه الجائزة المرموقة؟ وعليه يعتبر الفوز بجائزة نوبل مؤشرا واضحا، وعادلا إلى حد بعيد، على تقدم أي أمة ومقدار مساهمة مواطنيها في الجهد البشري العام والمفيد في ميادين الاقتصاد والفن والأدب والعلم، وغير ذلك. وفي هذا الصدد، قام صديق بالبحث في موقع الويكيبيدا، وتحليل خلفيات من فاز بهذه الجائزة العالمية المرموقة عبر تاريخها الطويل، فتبين له أن من اصل 807 جوائز فاز الأميركيون بــ 333 منها، مقارنة بــ 20 للكنديين، و120 بريطانياً، 102 الماني، 27 روسياً، و58 فرنسياً، وفقط 19 يابانياً، أما السويد، وطن الجائزة، فلم يفز بها غير 29. ومن الظواهر اللافتة أن %20 من الــ 807 جوائز فاز بها يهود، ومن جنسيات متعددة، منهم 10 إسرائيليين! ولاحظ الباحث أن الخلفية الدينية لغالبية الفائزين بالجائزة عادة معتدلة، ضعيفة أو حتى معدومة غالبا، مع غياب لأي متشدد أو متعصب دينيا بينهم! مقابل ذلك فاز عشرة مسلمين بالجائزة: 8 رجال وسيدتان، ومن هؤلاء العشرة 6 عرب، أربعة منهم من مصر. والغريب أن 8 من العشرة فازوا بالجائرة في مجال السلام، ومن منطقة لم تعرف السلام إلا نادرا، اما الاثنان الآخران فجنسية أحدهما غير عربية، والاثنان تلقيا علومهما في الغرب!
أما النساء فقد فزن بــ 44 جائزة من اجمالي الجوائز، ومثل ذلك %5، علما بأن العالمة الفيزيائية ماري كوري، حصلت عليها مرتين!
ويعتقد صديقنا الباحث أن حصة النساء الضئيلة من جوائز نوبل تدعم وجهة نظر المدافعات عن حقوقهن من انهن يتعرضن للتفرقة والظلم! كما تؤيد النسبة نفسها وجهة نظر المتشددين الدينيين، ومن المسلمين بالذات، من أن النسبة نفسها تثبت افضلية الرجل على المرأة، وقوامته عليها… وتعال حلها!
أحمد الصراف