كان المجتمع حتى وقت قريب يستنكف من التحدث عن مجهولي الوالدين، وينكر حتى وجودهم، وكأنه يعتقد بأننا نعيش في «إمارة افلاطونية»، ولكن مع الوقت وتغير البالي من العادات والتقاليد، اصبح هناك من لا يتردد في الحديث عنهم بشكل طبيعي، ثم الدفاع عن حقوقهم في مرحلة تالية، ومن بعدها الطلب من السلطات تسهيل إجراءات تبنيهم، والاحتجاج على تلكؤها في الاستجابة السريعة لطلباتهم. وقد اطلعتني قارئة على موقع إلكتروني لزوجين كويتيين رائعين، لم يكتفيا، وهما في مقتبل العمر، بتبني، أو احتضان، صبي من هؤلاء، بل قاما بنقل تجربتهما الجميلة إلى وسائل الإعلام، ولقيت تجربتهما تجاوبا وصدى كبيرين، وغير متوقعين، في موضوع كان بالأمس «عيبا». كما غيّر حديثهما للإعلام وما نشراه في موقعهما الإلكتروني نظرة الكثيرين الى هذه القضية، وجعلتها اقرب لإنسانيتهما. كما خطا الزوجان خطوة جريئة اخرى، حيث قاما بتصوير تجربتهما مع طفلهما الجديد على فيلم فيديو، وبثا كل ذلك، مع كلماتهما الحنونة، على وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، التي زارها الآلاف، وهذا النجاح شجع الكثيرين، سواء ممن لديهم أبناء او حرموا منهم، وايضا المطلقات والأرامل، وحتى العازبات، في التفكير جديا في تبنّي طفل من ابناء دور الرعاية الاجتماعية، طالما أن القوانين والأنظمة لا تعارض ذلك، بعد أن تبيّن لهم ما يمكن أن يضيفه التبني من متعة نفسية وجمال وخدمة كبيرة للمجتمع ككل!
وقد تصادف تسلمي لرسالة القارئة عن التبني مع قراءتي لفصل ممتع من كتاب Audition، المتعلق بسيرة حياة الإعلامية الأميركية الأشهر بربارة والترز، والذي تتحدث فيه عن تجربتها في التبني، وكيف قلبت ابنتها جاكي حياتها، وجعلتها إنسانة مختلفة، وأكثر عطفا وحنانا على الآخرين، وهي تجربة تستحق الاطلاع.
لمشاهدة موقع «أم وأبو حمودي»، والإطلاع على تجربتهما، يمكن النقر على الرابط التالي:
http://www.myfosteringlife.blogspot.com
أحمد الصراف