دانت لجنة في السعودية، تختص بالنظر في المخالفات التابعة لإدارة حقوق المؤلف، والمشكلة بقرار من وزير الثقافة والإعلام، دانت رسميا رجل الدين عايض القرني، مؤلف كتاب «لا تيأس»، في القضية المرفوعة من السيدة سلوى العضيدان مؤلفة «هكذا هزموا اليأس». وصرح محاميها، حسبما نشر مؤخراً في الصحف، أن اللجنة الموكلة لها مهام النظر في الكتابين أنهت أعمالها بتأكيد وجود سطو واعتداء على كتاب موكلته، وأنه حصل على تقرير اللجنة الذي حكم نهائياً بإدانة القرني.
وقد سبق أن كتبت مقالا عن هذا الموضوع قبل عدة أشهر، عندما ظهرت الفضيحة للعلن، ولكن القبس ارتأت وقتها عدم نشر المقال، الذي تعرضنا فيه لعملية السطو، وتساءلنا: كيف يسمح رجل دين، معروف ويفترض أنه «نزيه»، لنفسه بالسطو على نتاج فكر غيره، ويستمر في عمله، ويستمر مريدوه بالتوافد عليه، وسؤاله في ما يشغلهم من أمور دينهم ودنياهم؟! وتساؤلنا لم يكن لنا بقدر ما كان لغيرنا، من المغترين بفكر واخلاص هؤلاء، فالقرني قد لا يختلف بالطبع عن إمام المسج والداعية وغيرهما ممن وردت أسماؤهم في فضائح كبيرة، ليس آخرها ورود أسماء بعضهم بين «القبيضة»! ولا يختلف ما يوجد بيننا عما هو موجود بين رجال ونساء العقائد الأخرى، ففضائح سرقات أموال المحسنين من صناديق الخير في الكنائس لا تزال تزكم الأنوف، وستستمر كذلك، والهالة الدينية التي يحاول هؤلاء إسباغها على أنفسهم ليست في الغالب إلا غطاء لضعفهم وهوان أنفس الكثيرين منهم!
ما صدر في السعودية من حكم يعتبر سابقة في منطقة لا تضع عادة اعتبارا لأي حقوق فكرية، وسيردع اي سرقات مستقبلا، نقول ذلك مع شعورنا بأن فكرة كتاب العضيدان سبق أن تطرق لها الأميركي ديل كارنيغي في كتابه الشهير قبل نصف قرن «دع القلق وابدأ الحياة»!
***
ملاحظة: تقيم الجمعية الثقافية النسائية في مقرها بالخالدية ندوة في السابعة من مساء اليوم، يحاضر فيها المفكر السعودي إبراهيم البليهي، نتمنى الالتقاء بكم.
أحمد الصراف