على الرغم من أن مقر الاخوان المسلمين يقع في مصر فان امبراطوريتهم المالية والسياسية تمتد لعشرات الدول. ويقول الزميل ابراهيم عيسى، («الدستور» المصرية، 25/3)، إن دخلهم من اشتراكات الأعضاء في مصر وحدها يبلغ نصف مليار جنيه، كما تحصل الجماعة على نسبة من أرباح شركات رجال أعمال «الاخوان» تحت بند «التبرعات» وهذه تصل أحيانا الى 20 مليون جنيه. وتحصل كذلك على نصف مليار دولار كعائد على استثماراتها في دبي وتركيا وهونغ كونغ، ويتم تحويل هذه العائدات سنويا في صورة سندات في بنوك سويسرية. ومع ذلك، غالبا ما تكون خارج نطاق أي رقابة مالية أو سياسية! ويتكون هيكل التنظيم من المرشد العام، ومكتب الارشاد، ومجلس الشورى العالمي العام. وقد تأسست الحركة قبل 84 عاما (مارس 1928)، ويهيمن المرشد العام على كل شيء تقريبا، ويسعى التنظيم الى ايجاد حكومات اسلامية في كل الدول، عن طريق اصلاح المجتمع. ويبايع أفراد الجماعة المرشد بيعة الولاء، مع التعهد بالسمع والطاعة له، وهي طاعة تعلو على طاعتهم لدستور الدولة التي قد يصبحون أعضاء في برلمانها، وهم بذلك يشبهون نظام الحكم في ايران، حيث الولاء للمرشد الأعلى يأتي قبل اي ولاء. وقد رأينا مؤخرا كيف زاد نفوذهم في الكويت والبحرين والأردن، وامتد لتونس، حيث أصبح عضو مجلس شوراها العالمي، راشد الغنوشي، مهيمنا على كل شيء، وان من وراء الستار. ولمعرفة بعض ما ستقوم به جماعة الاخوان عند تسلمها للسلطة في أي بلد، وموقفها من القضايا العامة ومن الأقليات غير المسلمة بالذات، دعونا نتعرف على فكر واحد من أكبر دعاتها، وهو وجدي غنيم، الذي يبين، من دون اي مواربة، موقف الاخوان من ملايين المصريين والسوريين واللبنانيين من غير المسلمين، حيث ذكر، اثر سماعه نبأ وفاة الأنبا شنودة: الحمد لله بالأمس من فضل الله علينا هلك رأس الكفر والشرك المسمى شنودة، الله ينتقم منه، واستراح الناس منه والعباد والشجر والدواب(!!) استراحت مصر منه لأنه كان صاحب فتنة طائفية هذا الهالك المجرم الملعون المسمى شنودة، هذا الذي قالوا له إن القرآن في سورة المائدة يقول: «واذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي الهين من دون الله». قال شنودة لا لا احنا مش بنتخذ المسيح وأمه الهين من دون الله، دا المسيح هو الله! وهو كان واضحاً جدا في الحقيقة في عدائه للاسلام، وهو رد على شعار «الاخوان» القرآن دستورنا قائلا: الانجيل دستورنا، وردا على شعار «الموت في سبيل الله أسمى أمانينا»، قال: لا، الموت في سبيل المسيح أسمى أمانينا. وكان يقول بأن مصر محتلة من المسلمين، ويطالب بالغاء الشريعة الاسلامية واعتبار مصر دولة قبطية (!!) وكان يريد الفتنة الطائفية ويريد يولع مصر. يبقى بالله عليكم ده نعزي فيه، ولا نزعل؟ نحن نفرح لهلاكه، نفق والحمد لله، في ستين داهية، الله ينتقم منه في نار جهنم، هو وكل من يسلك مسلكه.
والآن هل نتوقع سلاما أهليا في أي دولة قد يحكمها «الاخوان» يوما، وفيها من هم غير مسلمين؟ وهل يستحق أصحاب مثل هذا الفكر تسلم السلطة وأن نثق بهم ونضع مصائرنا بين أيديهم؟ اين ذهب التسامح الذي يدعونه؟ اين المحبة أين الاخاء، أين العيش المشترك؟ وهل يجوز لـ «داعية اسلامي» وصف رجل دين كبير، غادر دنيانا وغير قادر على الرد، بمثل هذه الأوصاف التي تشمئز منها النفس؟ وألا ترون ان الأواني تنضح بما فيها؟ نص التصريح على الرابط
http://www.youtube.com/watch?v=uRRJA6Ej_x4&feature=youtube_gdata_player
أحمد الصراف