أكد نائب رئيس الحرس الوطني، الشيخ مشعل الأحمد، أن الحرس الوطني سيظل ركنا حصينا شامخا يؤدي دوره بكل ثقة واقتدار في منظومة الأمن والدفاع عن الكويت، بالتعاون مع الجيش والشرطة. وهذا كلام جميل، وهو ما نتوقعه، فالحرس الوطني، باعتقادي، معني أساسا بالحفاظ على النظام والنظام، وهذا هدفه وهدف جميع مؤسسات الدولة، فالحفاظ على «النظام الشرعي» ضروري لسلامة الدولة، والمحافظة على النظام العام مهمة لرخائها، ولكن هذا الواجب، أو الهم لا يمكن لأي جهة القيام به ان لم تكن تعرفه وتطبقه بصرامة، وبصورة مستمرة ومن دون تراخ، ولكن زيارة سريعة واحدة لأي من معسكرات الحرس الوطني، أو أي من اداراته تكفي لاعطاء صورة عن عدم تقيد الكثير من منتسبي الحرس من افراد، عسكريين ومدنيين، وضباط بالنظام في مواقف السيارات المخصصة لهم، والتي تقل كثيرا في بعض الأماكن عن احتياجاتهم، وتزيد في أماكن اخرى ولكن من دون ترتيب مما يدفع بالكثيرين منهم لايقافها باي صورة كانت، وعرقلة المرور، وحتى اتلاف متعمد للمال العام باتلاف ارصفة منتصف الطريق وغيرها التي تقف عليها!
ومن منطلق شعوري بالمسؤولية قررت يوما زيارة «معسكر الصمود» في منطقة صبحان لمقابلة آمر المعسكر وشرح الوضع السيئ له خارج أسوار المعسكر، ولكن سرعان ما ندمت على قراري، فقد دخلت الموقف ورأيت فوضى لم أر مثلها، وكيف أن «الكل مسكر على الكل»، ووجدت نفسي غير قادر على التقدم أكثر لأن مركبة اغلقت الطريق أمامي، وعندما حاولت الرجوع اكتشفت ان أخرى كانت تتبعني أوقفها صاحبها في وسط الممر، من دون أي مسؤولية، وذهب! وهنا اضطررت للاتصال بسائقي، الذي حضر ليأخذني للشركة، ويعود ليجلس في السيارة بانتظار «فرج الحرس»! وبقي المسكين في السيارة لأكثر من ساعة!
ان من لا يمارس أو يفتقد النظام في حياته وسلوكه سيعجز حتما عن القيام بواجبه في حفظ النظام، ومن منطلق حرصي أيضا، قمت بالاتصال بمكتب نائب رئيس الحرس الوطني لوضعه في الصورة، ولكن بسبب انشغاله او وجوده خارج البلاد، لم أتمكن من التحدث معه بعد أكثر من محاولة، بل قام ضباط دمثو الخلق بالاتصال بي، وشرحت لاثنين منهم على الأقل، وبتفصيل ممل، الوضع، وطالبتهما بزيارة مواقع محددة للحرس! مر ما يقارب الشهرين على آخر اتصال، وحتى ساعة كتابة هذا المقال لم يحدث اي تطور، وهنا نتمنى أن يصل محتوى مقالنا هذا لسمع وانتباه الشيخ مشعل الأحمد، وأن يقوم سلاح الهندسة في الحرس بواجبه في توفير المواقف، مع ضرورة مراقبة تلك المواقف ومنع أي تجاوزات، أو حتى مخالفات لابسط قواعد المرور والخلق فيها، ففاقد الشيء لا يعطيه!
أحمد الصراف