لزميل منزلة خاصة لدي، وأحرص على قراءة ما يكتب، ومنها مقال الثلاثاء الماضي الذي اشتكى فيه من وضع المواطن الكويتي في وطنه، وكم هو مسكين ومظلوم لأنه غير عدواني وطيب، وبالتالي يتعرض للإهانة حتى من بعض غير الكويتيين، الذين يملأ الحسد والحقد قلوبهم! فالهندي يخانقه، والبنغالي يحاكيه بنزر، والعربي «ينفت عليه»، وهذا يشعرهم بالرضا!
وقد شعرت بالفعل بالحزن والأسى على حالنا، كمواطنين، فهذه أول مرة منذ نصف قرن اعلم فيها بأنني مهان ومظلوم في وطني، وبالتالي فكرت في الاتصال بالزميل لتكوين ما يشبه الرابطة للدفاع عن حقوقنا ضد هؤلاء (الهنود والبنغال والعرب)! ولكن بعد يومين فقط، جاء خبر انتشلني من أحلامي، وقضى كليا على فكرة تأسيس الرابطة، وأعاد لي ثقتي بوطني وبحريتي وكرامتي فيه، حيث قام أحد نواب المجلس، والذي ربما كان في حالة غير عادية، بشتم صاحب شركة مطاعم شهيرة، تصادف وجوده في أحد فروعه، عندما لم تعجب السيد النائب طعم «السندويشة» التي طلبها، فحاول المالك تهدئة النائب، إلا أن هذا زاد من غضبه، ويقال إنه كال له عدة شتائم مقذعة، طالت المقيم ووطنه وقيادته، وقيل أيضا إنه وجه التهمة حتى لمسؤولي «الداخلية» في الكويت، عندما سمع من صاحب الشركة أنه سيشتكيه في المخفر.
وأثناء تقديم المعتدى عليه لشكواه في مخفر الجابرية ضد النائب الذي هدده، بموجب عاداتنا وتقاليدنا، بتسفيره فورا، قام طرف ما بالاتصال بالمشكو بحقه (المخمر) ليعلمه بما يجري، فوصل هذا إلى المخفر، وكان في حالة غضب غير عادية، ووجه تهمة للشاكي بأنه تعرض لمقام عال بالسب، وليبدأ مسلسل آخر من الشتائم بحق جميع من في المخفر ورؤسائهم، وهذا كلام سهل التثبت منه، لوجود عدد كبير من الشهود، أثناء حفلة الشتائم المقذعة تلك، وامتدت الحال حتى ساعات الصباح الأولى، وهنا قرر ضابط المخفر، بارك الله فيه وبمن سانده، إطلاق سراح المشتكى بحقه، أو المعتدي، وحبس الشاكي، المعتدى عليه، من أجل تهدئة النائب، ليذهب إلى بيته لينام قرير العين، ويبقى صاحب الشركة، المعتدى عليه، وبعد 40 سنة من الإقامة والعمل في الكويت بسجل نظيف خال من اي شائبة، لينام على بلاط المخفر القذر مع المجرمين والمدمنين، ولم يتم إخلاء سبيله إلا بعد ظهر اليوم التالي!
وهنا انتابتني نشوة عارمة، لقيام مخفر الجابرية، بضباطه الكرام، بأخذ حقوقنا نحن المواطنين الطيبين والغلابة، من هؤلاء الهنود والبنغال والعرب، وحتى الأميركيين، لكونها جنسية «المعتدى عليه»، صاحب شركة المطاعم.
وهنا أطالب كل كويتي بالتوقف عن الخنوع والاستسلام، وأن نأخذ حقوقنا من «المعتدى عليهم» بأيدينا، وإن لم يكن فبعقلنا، أو حتى بأرجلنا، والبذالي ليس أحسن منا!
أحمد الصراف