يصف داعية معروف أعراضا مرضية تظهر على بعضهم، منها كثرة التعرق، أي أن يديه تقطران عرقا، ووجهه ينضح بالعرق، وتجده يشكو من حرارة دائمة، في الوقت نفسه الذي لا يشتكي فيه غيره من الحر! فمثلا تجد الجو جميلا وعاديا، ولكنه يشكو من الحر، ويتعرق ويطلب زيادة قوة تبريد التكييف! كما نجد أنه يكثر من السرحان، ويسوق السيارة ويتعدى الاكزت (هكذا) ويقصد المخرج، ويتساءل بينه وبين نفسه: أنا وين؟ ويكثر من النسيان، ويميل الى الفتور، وكثرة الجلوس، ويردد «مالي نفس أقوم»، ويشعر بتكاسل دائم، كما نجد في بطنه غازات كثيرة تتعبه، وأحيانا يشعر بآلام أو «نغزات» على جانبي خاصرته، او بطنه أو تحت الثدي أو خلف ظهره، طبعا هذه العلامات ربما تظهر كلها أو يظهر بعضها! كما نرى، عند القيام بعلاجه، أن عينيه تدمعان من غير بكاء أو شهقات، بل نرى فقط دموعا تخرج من العين، وربما يعرق جبينه. انتهى شرح الأعراض!
ويقول إنها جميعها أعراض دخول الجن في الجسد، وتلبسه للانسان! وهذا ما ورد على لسان الداعية السعودي محمد العريفي الذي سبق أن قال في مقابلة تلفزيونية أخرى ان اليهود في اسرائيل يكثرون من زرع شجر «الفرقد» ليختبئوا خلفه عند هجوم المسلمين عليهم لافنائهم! وقال في مقابلته عن تلبس الجن ان علاج هذا المرض يكمن في قراءة سور قرآنية محددة، اما قيام «المتلبس بالجن» بقراءتها بنفسه، أو الطلب من شخص آخر تلاوتها عليه، وان هذا كفيل بتخليصه من التلبس!
ولو تمعنا في الأعراض التي ذكرها الداعية، من أن كل من تعرقت يداه أو شعر بعدم ميل للحركة وبالحرارة والنغزات أو شعور بغازات في البطن، فهذا يعني أن أكثر من %90 من الكويتيين، على الأقل، قد تلبسهم الجن في وقت من الأوقات! ولو كان علاج التلبس بمثل هذه السهولة، لما كان هناك من لايزال فيه جن!
ان ذكر مثل هذه الأقوال في وسائل اعلام ومشاهدة الصغار والبسطاء لها كفيل بتخريب عقولهم وتسطيح تفكيرهم وابعادهم عن الطرق الحديثة لعلاج مثل هذه الأعراض التي قد يكون سببها وجبة دسمة، أو قلق من أمر ما، أو اي شيء آخر غير دخول الجن فيهم! ومؤسف أو مخيف حقا تزايد استخدام مثل هذا «اللامنطق» في وصف احوالنا، وعلاج أمراضنا، وكأننا تخلينا جميعا عن عقولنا، والحقيقة أن مسؤولية وسائل الاعلام المرئية بالذات في افساح المجال لمثل هذه الاقوال أكبر من مسؤولية قائليها، ولكن من يود ان يستمع للحكمة أو يتعظ…لا أحد تقريبا!
أحمد الصراف