اكتشف احد اساطين الفتاوى الغريبة وجود ما يشبه شكل الصليب داخل ثمرة الطماطم، وحرم على المسلمين تناولها! وهذه فتوى سخيفة وسبب تافه لمنع تناول ثمرة طيبة، وتحريض على كراهية الآخر، ولكننا نرى في جانبهم غير ذلك، حيث قام تيري مور بطرح تساؤلات في برنامج TED الشهير، عن سبب استخدام الغرب، وبقية العالم لحرف x في الاشارة لامر او شيء غير معروف، كأن نقول ملف x او فضيحة السيدة x او المعامل x في الرياضيات، او للاشارة الى «الشيء» غير المعروف او المطلوب ايجاده (يستخدم في العربية حرف السين)، ويقول انه قرر قبل 6 سنوات تعلم اللغة العربية ووجدها لغة دقيقة، واكتشف ان الفرس والعرب، ومن بعدهم الاتراك، وضعوا اسس العلوم الغربية في الرياضيات والهندسة كعلم الجبر، وان هذه المعارف وجدت طريقها للغرب من خلال العرب في الاندلس، وكانت هناك رغبة شديدة لترجمة تلك العلوم للغات الاوروبية، ولكن حال دون ذلك صعاب بسبب عدم وجود حروف مقابلة او مماثلة في اللغة الاسبانية، او صعوبة نطق بعض الحروف العربية، ومنها حرف الشين، وهو الحرف الاول من كلمة «شيء»، التي تستخدم بكثافة في الرياضيات، ولا يوجد لحرف الشين مقابل لفظي في الاسبانية فقام هؤلاء «باقتراض» حرف محدد من الكلاسيكية الاغريقية يماثل في لفظه حرف الشين وشكله X، وهذا سهل لهم ترجمة النصوص القديمة، كالنص التالي، الى الاسبانية: «جزء الشيء هو عدد نسبته الى الواحد كنسبة الواحد الى ذلك الشيء، فإن كان الشيء ثلاثة كان جزؤه ثلثا، وان كان الشيء ثلثا كان جزؤه ثلاثة..! حيث استبدلوا كلمة «الشيء» بــ x! ولكن بعد نقل هذه النصوص من الاسبانية لغيرها من اللغات الاوروبية تحول هذا الحرف الاغريقي تدريجيا ليصبح x الحالي! وبالتالي، فإن استخدام حرف الاكس للاشارة لغير المعروف كان سببه عدم معرفة الاسبان بكيفية نطق كلمة «الشيء» العربية!.
والآن هل سيقوم واضعو مقررات الرياضيات في دولنا باستخدام حرف الـ«اكس»، بدلا من حرف «السين»، في المسائل الرياضية، كما هو سائد الان، ام ان المسألة ستتطلب قرونا من الجدل، والدجل، قبل ان نكتشف الحقيقة، مثلما استغرق الامر قرونا لنكتشف ان «الارقام العربية» هي ارقام هندية، وان التي يستخدمها الغرب هي الارقام العربية؟ ومتى يتعلم «متخلفونا» فضيلة التسامح واحترام الاخر ورموزه الدينية، والاقرار بفضله علينا، من دون حساسية؟.
***
* ملاحظة: غاب الآدمي، ابن الاوادم جاسم القطامي، ليثبت ان قلة فقط، عندما تغادر هذه الدنيا تقوم بأخذ شيء من النفس معها، ومن هؤلاء هذا الانسان الكبير، الذي غادرنا قبل ايام تاركا في القلب غصة! فقد كان بالنسبة لوطنه، ولي شخصياً رمزاً ومعلما في الوطنية ومعلما في انسانيته!.
أحمد الصراف