ليس أصعب من أفول نجم من كان يوما ملء السمع والبصر، سواء كان فنانا، سياسيا، أو رجل دين، فالبشر بشر، فما أن تختفي الأضواء من حول أي من هؤلاء حتى يفعلوا العجب، ليعودوا إلى الواجهة، فالراقصات يفتعلن الفضائح، والسياسيون بغريب التصريحات، والدعاة بعجيب الفتاوى. وعلى الرغم من أن لرجال الدين فضائحهم، فإننا قلما نسمع بها، فمصلحة أنظمة وأفراد تتطلب التغطية عليهم! وقد سمعنا أخيرا بقصة النائب السلفي المصري الذي أجرى عملية تجميل لأنفه، وادعى أن عصابة اعتدت عليه! وزميله السلفي الآخر الذي قبض عليه متلبسا مع فتاة في وضع جنسي بسيارته، وكادت قصته أن تطمس لولا أن الحكم صدر بحل البرلمان، فأصبحت قضيته بيد النيابة! كما ينظر البرلمان العراقي في رفع الحصانة عن النائب محمد أمين حسن، من حزب الدعوة، الشيعي المتشدد، بتهمة تزوير شهادته الدراسية، وهو الذي اشتهر بتلاوة القرآن مع بداية كل جلسة! ولو تقبلنا فضائح الراقصات وسقطات السياسيين، فإن من الصعب على أي مجتمع القبول بفضائح رجال الدين، فهم من يعظ الناس ومثال النزاهة والاستقامة، فكيف يقترفون المحرمات، وهم القدوة؟ وكذا ما نراه مثلا في قضايا لواط الصبيان، إن في مجتمعاتنا أو في مجتمعات رجال الدين الكاثوليك، وحتى البابا متهم بالتستر على بعض المتهمين الكبار! ويقول زميل ان حد الزنى، الذي يتطلب عادة أربعة شهود، يطبق دائما في قضايا الاتهام التي طرفها رجل دين، أما الآخرون فشهادة مخبر سري تكفي لتثبت التهمة عليهم! وقد شاهدنا عددا ليس بالقليل من عمليات رجم نساء حتى الموت في أفغانستان وباكستان، من دون شهود، ولا لذكر شركائهن في «الجريمة»! كما هنالك أيضا بعض رجال الدين الذين دأبوا على إصدار فتاوى، تؤيد الإرهاب فقط للعودة للأضواء، أو يستخدمون سلاح الحديث الطائفي للوصول إلى الشهرة، وهذا ما نراه في خطب بعض متشددي الوهابية والشيعة، وبالذات ياسر الحبيب وآية الله المجتبي الشيرازي، فأحاديثهم المتوافرة على اليوتيوب تقطر سما وهراء، بما تتضمنه من شتائم لا تقبل النفس السوية سماعها، فكيف بتصديقها. وهناك أيضا خطباء يأتون بقصص خيالية لا تتسق مع اي منطق، مثل السيد الشيعي الذي ذكر حادثة طائرة تعرضت لسقوط محقق، ولكن ما أن ارتفعت دعوات الركاب للمهدي المنتظر بإنقاذهم حتى تعدل وضعها ونجا ركابها! وطبعا تناسى هذا الساذج ذكر اسم الرحلة أو تاريخها! كما تناسى أن طائرة «شيعية» اخرى أسقطها الأميركيون، قبل 23 عاما، أجبرت السيد الخميني على تذوق طعم السم، ووقف الحرب العراقية الإيرانية، مجبرا! ولا ننسى في هذا السياق أن فتاوى كمضاجعة الوداع، ورضاع الكبير، ونكاح ملك اليمين، وجواز نكاح الاب لابنته إن كانت أمها أمة، والحمل المستكن، قد وضعت مطلقيها على شاشات أشهر القنوات الفضائية، وفي نشرات أخبار أميركا واوروبا، فهؤلاء جميعا طلاب شهرة، وقبلها طلاب ثروة، وقصة رجل الدين السعودي القرني، الذي سرق كامل نص كتاب من مؤلفته، ونسبه لنفسه، لاتزال تسمع اصداؤها.
أحمد الصراف