تزداد صورة المسلم في العالم سوءا يوما عن يوم، ويزداد عدد الذين يبدون استعدادا غريبا للتهجم على معتقدات المسلمين ونعتهم بكل مفردات التعصب والإرهاب. كما أصبح أمرا عاديا ما اصبح الكثيرون يعتقدونه عن ميل المسلمين شبه الفطري لسفك الدماء، وقتل المناوئين ولو كانوا مسلمين مثلهم والتمثيل بجثثهم. وأعتقد شخصيا أن تجاهل هذه السمعة السيئة وما أصبح يتردد في مختلف وسائل الإعلام الدولية يشكل خطراً كبيراً يستلزم التصدي له. وبالتالي تصبح من الأهمية بمكان معرفة آراء الآخرين في المسلمين، وسبب كره مجاميع متزايدة لهم، وسبب تزايد أعداد مؤيدي الآراء المتطرفة لأمثال القس الأميركي الأهوج تيري جونز أو السياسي الهولندي كيرت ولدرز أو المبشر الجنوب أفريقي بيتر هاموند، والذي يعتبر واحدا من اكبر المناوئين للإسلام، فقد سبق له أن ألف كتابا بعنوان Slavery, Terrorism and Islam :The Historical Roots and Contemporary Threat. ضمنه آراءه المتطرفة ضد الإسلام والمسلمين، والتي نعتقد أن من الأهمية الإشارة إليها لكي نعرف الطريقة التي يفكر بها «مثقفو» العالم عن العالم الذي نعيش فيه. يقول هامند ان الإسلام ليس دينا فقط، بل اسلوب حياة، وأن «الأسلمة» تبدأ بالعمل عندما يكون هناك عدد كاف من المسلمين في أي مجتمع، وأن الأمور تبقى تحت السيطرة، من وجهة نظره، طالما بقيت نسبتهم في أي مجتمع دون الـ%2، فهنا يكونون أقلية محبة للسلام، ولا يشكلون خطرا على مجتمعهم، وهذا ما نلاحظه من مسلمي أميركا واستراليا وكندا وإيطاليا والصين والنرويج. أما عندما تصبح نسبتهم بين 2 و%5 فإنهم يبدؤون بالتأثير في غيرهم ودعوتهم للإسلام، مع التركيز على اصحاب السوابق من اتباع الأقليات الأخرى. وهذا ما رآه المؤلف في الدانمرك وألمانيا وبريطانيا وتايلند واسبانيا. ويقول انه حالما تصل النسبة إلى %5 يبدأ هؤلاء بممارسة تأثيرهم الذي يتناسب وعددهم، ويطالبون بتوفير الذبح الحلال لهم، ومقاطعة المحال التي لا تبيعه، إضافة إلى مجموعة أخرى من المطالب، وهذا ما شوهد في دول كفرنسا، بمسلميها الـ%8، والفلبين والسويد وترينيداد وغيرها، ويقول انه ما إن تقترب نسبة المسلمين في أي دولة الـ%10 فإنهم يميلون لزيادة مطالبهم والشكوى أكثر من اوضاعهم، ومن ممارسة التفرقة ضدهم. وهذا ما حدث في أحياء من باريس وأمستردام والهند وكينيا، التي تشكو من تركز كبير للمسلمين في أحياء معينة. ويقول المؤلف انه ما ان تصل النسبة إلى %20 فإن الأمر يصبح مصدر قلق، حيث سيصبح الجهاد فريضة لا يمكن تجنبها، وستكون هناك ميليشيات مسلحة، وقتل للمخالفين وحرق أماكن عبادتهم، كما حدث في أثيوبيا وعدد من الدول الأفريقية الأخرى. ويعتقد المؤلف المتحامل أن الأمر يصبح شديد الخطورة عندما تصل نسبة المسلمين في مجتمع ما إلى %60 هنا نجد أن خطر الفناء يطال كل الأقليات الأخرى، التي تجبر إما على الهجرة أو دفع الجزية والحرمان من ممارسة طقوسهم الدينية، وهذا ما حدث في ألبانيا (!) وماليزيا وقطر (!) والسودان! وعندما تتجاوز النسبة %80 كما في بنغلادش ومصر وفلسطين وإيران والمغرب وباكستان، وسوريا وكازاخستان، تصبح حياة الجميع جحيما لا يطاق! ويقول ان الدول التي تبلغ نسبة مسلميها %100 لا تعرف السلام ولا تعرف غير مدارس القرآن وليس فيها قوانين وتسعى لقتل الكفرة، ولو كانوا مسلمين مثلهم!
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com