تعتبر وجيهة الحويدر أنشط كاتبة حقوقية سعودية في مجال حقوق الإنسان عموماً وحقوق المرأة السعودية خصوصاً، وهي تعمل، حسب آخر المعلومات المتوافرة، في شركة أرامكو. وبسبب انشطتها منعت عام 2003 من الكتابة في الصحف، وفي 2006 اُعت.قلت إثر رفعها لافتة تطالب بحقوق المرأة على جسر الملك فهد، الذي يربط بين السعودية والبحرين، وأفرج عنها بعد أن تعهدت بعدم تكرار الفعل. وفي السنة نفسها استدعتها المباحث وحققت معها ووقعتها على تعهد خطي آخر، بعد القيام بأي نشاطات ميدانية أو إلكترونية حقوقية، ومنعت حينها من السفر لفترة. ومنذ عام 2004، ووجيهة تقوم بكتابة مقال شبه اسبوعي، كما أن مقالاتها نشرت في عدة مواقع، ومنها موقع «الحوار المتمدن»، وغالبية مقالاتها دارت حول حقوق المرأة السعودية ودورها في الحياة.
ومن واقع متابعتي، اعتقد أن الوقت لن يطول لكي نسمع بترشيح السعودية وجيهة الحويدر لجائزة نوبل للسلام! قد يطول الأمر قليلا، ولكني اشعر بانه مقبل لا محالة! فما تقوم به هذه السيدة، وزميلاتها، من نضال منذ سنوات لحصول بنات جنسها على حقوقهن، مستخدمة الوسائل السلمية وقلمها السيال، يجب ألا يستهان به ولا نمر به غير عابئين. وبالرغم من أن وجيهة مكروهة من قبل طبقة معينة في وطنها فإنها تنال تشجيعا وإعجابا أكبر وأكثر إخلاصا من غيرهم من مواطنيها، وعملها يشرف وطنها حتما، وحربها المستمرة ضد الظلام والتمييز الجنسي والتطرّف الديني المبالغ به يستحق الإشادة، من دون تحفظ!
تقول عنها الزميلة اللبنانية جمانة حداد انها غير محبوبة في وطنها، لأنها تستخدم قلمها لتفضح، وتهاجم، وتنتقد، في منطقة تعوّدت شراء الأقلام، وأدمنت التملق والمديح الكاذب! كيف لها أن تحبّها، وهي ترفع رأسها عالياً، في ثقافة النعامات التي تدفن رؤوسها في رمال الصحراء وتنكر الواقع والحداثة والحرية؟ ويقولون انها غير محبوبة لأنها لا تستطيع أن تربّي ذقناً توحي بتديّنها، ولا تُسكرها رائحة النفط، ولا يُسكنها الخوف. ولا تحبّها، لأنها تخافها، وخوفها تسبب في أن يصدر بحقها قبل ايام حكما، شملها والناشطة الأخرى فوزية العيوني، بالسجن لمدة 10 أشهر، ومنعهما من مغادرة البلاد لعامين، بتهمة «تخبيب» سيدة كندية! وكلمة تخبيب تعني «إفساد امرأة أخرى بأن تزيّن لها كراهية زوجها»!
نتمنى لنضال وجيهة والسعوديات التوفيق، وأن تتبوأ المرأة في السعودية المكانة التي تستحقها، والأمل وطيد في جهود الملك عبدالله.
أحمد الصراف