يعتبر فرانسس ألبرت، الشهير بـ «فرانك سيناترا» (1998/1915) واحداً من أشهر مطربي العالم وأكثرهم وهجاً وعطاء، فقد بدأت شهرته كمطرب مع أربعينات القرن الماضي، واستمرت حتى تقاعده في بداية السبعينات، بعد أن بلغت شهرته أوجها في الستينات مع أشهر أغانيه التي لا تزال تسمع في كل حفل وإذاعة مثل: Strangers in the Night and My Way، ولكنه عاد من التقاعد وغنى رائعته «نيويورك نيويورك»، كما قدّم عروضاً في لاس فيغاس لقيت إقبالاً كبيراً، هذا غير نجاحه الكبير في عالم السينما، حيث حصل على عدة جوائز مرموقة عن أكثر من دور مميز، كما اشتهر كمطرب مشارك مع رفيقي دربه دين مارتن وسامي ديفيز جونير. وتم تكريمه على المستوى الوطني، عندما حصل على جائزة من مركز كيندي (1983)، ووسام من الرئيس ريغان (1985)، وميدالية ووسام من الكونغرس الأميركي (1997). كما حصل على اللقب النادر: «الفنان الأكثر مبيعاً على مر العصور»، بعد أن تجاوز عدد مبيعات أسطوانات أغانيه 150 مليون نسخة!
وقد قام قارئ صديق بترجمة أغنيته الأشهر I did it my way، التي تأثر بها كثيرون، وكانت لسان حال الكثيرين، خصوصاً أولئك الذين حققوا نجاحاً صعباً واستثنائياً في حياتهم، ولكن ليس من غير شقاء وتعب، ومعارضة أهل ومجتمع! ويقال إنها تختصر قصة حياته الشخصية والفنية. تقول كلمات أغنية «فعلتها على طريقتي: والآن اقتربت النهاية وبهذا أواجه الستارة الأخيرة. فيا أحبتي أريد أن أقولها بوضوح وأعبر عن حالي بكل ثقة. لقد عشت الحياة بكل زخمها، ومشيت في كل الطرقات الواسعة، والأكثر من هذا كله أنني قمت بكل ذلك «على طريقتي»!
نعم، لقد شعرت مرات بالأسف، ولكنها كانت أقل من أن يستحق ذكرها!
فعلت ما كان عليّ أن أفعله ونفّذته من دون أي استثناء، وخططت لكل مسار، ولكل خطوة بعناية وتؤدة طوال الطريق، والأكثر من ذلك أنني قمت بكل ذلك على طريقتي!
نعم، هناك أوقات تعرفونها بالتأكيد، عندما نملأ أفواهنا بأكثر مما يمكننا مضغه، ولكني تخلصت مما بفمي عندما اعتراني الشك، وواجهت كل ذلك ووقفت عالياً، وفعلتها على طريقتي.
أحببت، وضحكت، وبكيت، وحصلت على حصتي وكفايتي من الخسارة، فعندما تنحسر دموعي جانباً، أجد كل ذلك مسلياً، خصوصاً عندما أعرف أنني فعلت كل ذلك، دون أن يعتريني الخجل! آه لا آه لا، لست أنا الذي يشعر بذلك، لقد فعلتها على طريقتي. فما هو الإنسان، وعلى ماذا حصل، إن لم يكن نفسه فهو لا شيء، وعليه أن يقول ما يشعر به بصدق وليست كلمات رجل خانع راكع، فالكل يعرف أنني تلقيت الضربات، ولكني في النهاية فعلتها على طريقتي.
أحمد الصراف