تتزايد معارفنا يوميا، ومع زيادتها يزداد إحساسنا بالجهل، وتقل الأنا أو الذاتية فيها، وتزيد سعادتنا. ومن الأمور التي أدخلت معرفتها السرور لقلبي أخيراً ما اطلعت عليه عن مدى أهمية العناية بصحة الفم، من أسنان ولثة، وكيف أن لهذا الأمر تأثيرا، ليس فقط على المنظر العام لوجه الإنسان، بل وعلى صحة قلبه ونفسيته ومعدته ونضارة وجهه ومدى استمتاعه بالحياة، وليس في هذا أي مبالغة. وللمزيد عن هذا الموضوع يمكن البحث في الإنترنت.
لا توجد اليوم طريقة أكثر فاعلية لتنظيف الأسنان واللثة أكثر من استخدام فرشاة الأسنان، بأشكالها المتعددة، مع معجون جيد ومناسب، واستخدامها لا يغني عن استخدام خيوط التنظيف، لإزالة ما علق بين الأسنان، والذي لا يُزال عادة بالفرشاة. كما أنه يستحسن استخدام مضخات الماء، خصوصاً لمستخدمي مواد تقويم الأسنان.
وقد عرف الإنسان كيفية تنظيف أسنانه منذ القدم، فقد استخدم أغصان الأشجار، المسواك، وريش الطيور واللبان (العلكة)، وعظام الحيوانات. وبينت الآثار أن فراشي الأسنان عرفت في الهند وأفريقيا، وذلك قبل 3600 عام! كما عرف الصينيون واليابانيون تاليا فراشي الأسنان المصنوعة من شعر ذيل الحصان، وكان ذلك قبل 1330 عاما، وانتقل استخدامها منهم لأوروبا خلال القرن الــ17. وكانت بريطانيا، حتى منتصف القرن الماضي تستورد فراشي الأسنان المصنوعة من مسكات عظام ومن شعر ذيل الحصان من الصين. وعرف العالم الفرشاة الحديثة لأول مرة على يد السجين البريطاني وليم أديس والذي أصبح ثريا من وراء صناعتها، بعد خروجه من السجن. كما عرف العالم أول تسجيل لعلامة رسمية لفرشاة في عام 1857، وكان ذلك في أميركا، ولكن لم يبدأ إنتاجها تجاريا حتى عام 1885. وينصح اليوم الأطباء باستخدام النوع الناعم من الفراشي، فالقاسية يمكن أن تؤثر سلبا على لمعان الأسنان، وقد تتسبب في تهيج اللثة.
أما خيوط تنظيف الأسنان Dental floss فقد ابتكرها عام 1815 الأميركي ليفاي سبير، وكان يعمل طبيب أسنان. ونصح باستخدام خيوط الحرير فيها، ولكنها لم تصبح بمتناول المستهلك حتى 1882 عندما أنتجت كودمان وشورلفت خيوط الأسنان غير المشمعة، ولكن استخدام الخيوط في تنظيف الأسنان كان محدودا حتى الحرب العالمية الثانية، عندما قام د. شارلز باس باستخدام خيوط النايلون، التي تفوق خيوط الحرير في مزاياها.
أما أجهزة أو مضخات تنظيف الأسنان بالتدفق، أو الدفع المائي Water jet, waterpik فقد أصبحت منتشرة، وهي مثالية لمستخدمي تقويم الاسنان وغيرهم، وهذه عرفها العالم على نطاق واسع عام 1962. وبسؤال طبيب معروف عن أفضل الوسائل لتنظيف الأسنان تبين أن الفرشاة والمعجون المصاحب لها هما الأفضل، وأن يسبق ذلك تنظيف الأسنان بالخيوط المعالجة بالشمع أو بغيرها، أو بتنظيفها باستخدام الدفع المائي، حسب تركيبة أسنان كل شخص. وعموما يمكن القول إن تنظيف ما بين الأسنان باستخدام الخيوط أفضل من استخدام آلة ضخ الماء، حيث إن الخيط مفيد في كشط جوانب كل سن من المواد التي لا تزال عالقة بها مقارنة بقوة آلة دفع الماء، فهذه قد تكون مفيدة لمنع أمراض اللثة أو إدمائها، ولكنها لا تغنى عن استعمال الفرشاة والخيط. كما يفضل غسل الأسنان، واللسان، قبل وبعد النوم مباشرة، فالكثير من البكتيريا تتجمع على سطح اللسان أثناء الليل، ويتطلب الأمر كشطها.
أحمد الصراف