اعتقد أن اللهجة الكويتية تأثرت، بشكل أساسي، بلغتين ولهجتين أخريين. فاللغتان هما الفارسية والهندية، أما اللهجتان فهما النجدية والعراقية، والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى، وأسباب هذا التأثير تعود للهجرات، من وإلى تلك المناطق، وللأصول وللجوار. وتأثر الكويت ليس استثناء، فالكثير من الدول، وبالذات الصغيرة، تأثرت بجيرانها وبغيرها الأكبر، أو الأكثر نفوذا منها، بدرجة او بأخرى. وهناك طبعا تأثر نتيجة عوامل ثقافية، كتأثير اللغة الإنكليزية على اللهجة الكويتية التي تتضمن عشرات الكلمات ذات الأصول الإنكليزية التي ربما اندثرت، أو في طريقها للاندثار، كالسكان، اي مقود السيارة أو المركب، التي اشتقت منها تسمية السكوني. وهناك كلمتا «فص وسكن»، وتعنيان فيرست وسكند، أو الأول والثاني، في إشارة لأضواء السيارة الأمامية. وكذلك «باكلايت»، أو اضواء السيارة الخلفية.
وفي مداخلة طريفة لأستاذ عراقي متخصص في اللغات القديمة، ذكر أن كلمة «مو»، التي تستخدم في العراق بكثرة، وأقل من ذلك في الكويت، هي في الحقيقة من بقايا التراث اللغوي السومري، وهي اداة الجملة الفعلية السومرية التي تبتدئ بها اي جملة، اذ لا يمكن لجملة سومرية ان تتكون وفيها فعل الا باستخدام بادئه هي MU. ويقول الباحث ان السومرية اختفت، ولكن بقيت منها «مو» فقط.
ويستعمل العراقيون، والكويتيون أيضا، وإن بدرجة اقل، كلمة «مو» في مواقع عدة: فهناك: مو- النافية، فعند سؤال شخص عما إذا كان قد قام بفعل ما، فالإجابة بالنفي تكون: «لا، مو آنه، أو آني». وهناك: مو – الناهية. وتعني لا، «مو تشغّل السيارة، تره أكسر راسك». وهناك: مو – الاستفهامية، بمعنى أليس كذلك؟ «هذا المنظر جميل، مو؟». وهناك: مو – السببية، بمعنى لأن. فعندما يسأل شخص شخصا آخر عن سبب عدم جلبه للخبز من المخبز مثلا، فإن الإجابة تأتي «مو المخبز معزّل، أو غير مفتوح». وهناك: مو – التوبيخية، مثل: «مو ك.تلك لا تروح بره…». وغيرها من استعمالات. وأخيرا: مو قلت لكم في العنوان: لا تقرأوا هذا المقال؟
أحمد الصراف