1 – وضعت بضع حكومات – ومنها الحكومة المصرية – تنظيم «الإخوان المسلمين» ضمن لائحة الإرهاب، علما بأن مصر هي مركز الإخوان وحاضنتهم، ومقرهم الرئيسي! ولكن الصحيح أن من وضعها، كما يقول ثروت الخرباوي، القيادي الإخواني السابق والخبير بمؤامراتهم، هو حسن البنا، مؤسس التنظيم، والذي وصمه به. وجاء من بعده سيد قطب وأكده ونفذه، ثم جاء بعدهما محمد بديع ومحمد مرسي وخيرت الشاطر ومحمود عزت وغيرهم من قيادات الإرهاب الإخواني، وتوسعوا في استخدام العنف وسيلة لغاية. وبالتالي فإن دماء آلاف الضحايا الذين سقطوا برصاص الإخوان أو بغيرهم، برقبتهم. وكل العنف الذي بدر ولا يزال يبدر منهم في الأشهر الأخيرة، على الأقل، لا يمكن أن يصنفهم بغير الإرهاب. ويكفي النظر لشعار التنظيم، المتمثل بالمصحف والسيفين، مع كلمة «وأعدوا»، وهي بداية آية: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل «ترهبون» به عدو الله وعدوكم»، لنعرف أهداف مؤسس التنظيم ومن جاء بعده، فالرسم والنص يدعوان لذلك، وهذا من صلب الدعوة، وليس فيهما ما يمكن إخفاؤه أو التنكر له. فحسن البنا، وكل من جاء قبله ومن بعده، آمنوا بأن الإسلام لا ينتشر الا بالسيف، ولا يواجه خصومه إلا بالسيف، والأنكى أنهم اعتبروا الإخوان هم الممثلون الحقيقيون للإسلام، كما هو منطق بقية الجماعات الإسلامية، أو الدينية الأخرى.
2 – يقول صاحبهم، الذي طالما أصابنا بالغثيان، وهو يكرر تبرئة نفسه وحزبه من «وصمة» الانتماء للإخوان، ثم الإصرار المرة تلو الأخرى على تكرار دفاعه المستميت عنهم، والذي اعتقد يوما أن ذاكرة البشر ضعيفة، وأنهم سريعا ما سينسون ما قام به وشريكه المصري في الإيقاع بمجموعة كبيرة من المستثمرين، ودفعهم للاستثمار في مشروع عقاري تبين لاحقا أنه زراعي ولا فائدة ترجى منه، يقول في مقال له انه يتحدى البشر والحجر في أن يثبتوا أنه أثرى يوما أو «تربح» من المناقصات الحكومية! ولا أعتقد أن الأمر يحتاج لكل هذا الغضب والتحدي، فالأمور أكثر من واضحة، ولو كان هناك قانون يتعلق بـ «من اين لك هذا» لعرفنا دربنا له!
3 – قامت جمعية الإصلاح، الفرع المحلي للإخوان المسلمين، التابع للتنظيم الدولي، بتزيين مقرها في الروضة بطريقة تختلف كثيرا عن السنوات السابقة، وبشكل مثير للانتباه، وسبب هذا «العجاف» والتملق معروف طبعا. الغريب أن الجمعية تخلت هذا العام، ولأول مرة، عن المناداة بـ «دولية» الحركة، وأصبح «الوطن» لديها، وفجأة: أكثر أهمية.
أحمد الصراف